الله اليكم قال رحمه الله فاذا عرفت ان هذا الذي يسميه المشركون في زمان الاعتقاد هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عليه فاعلم ان شرك الاولين اخاف من شرك اهلي واقتنا بامرين احدهما ان الاولين لا يشركون ولا يدعون الملائكة والاولياء ولو كان مع الله الا في الرخاء. واما في الشدة فيخلصون الدين لله كما قال تعالى. فاذا ركبوا وفي الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم الى البر اذا هم يشركون. وقال تعالى واذا مسكم الضر في البحر هل ظل من تدعون الا اياه وقال تعالى قل ارأيتكم ان اتاكم عذاب الله او اتتكم الساعة وغير الله تدعون الى قوله ما تشركون. وقال تعالى واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه ثم اذا خوله نعمة منه ثم اذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو اليه من قبل. الاية وقال قال تعالى واذا غشيهم موج كالظلل. فمن فهم هذه المسألة التي وضحها الله في كتابه وهي ان المشركين الذين قاتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الله ويدعون غيره في الرخاء واما في الشدة فلا يدعون الا الله وحده لا شريك له وينسون سادتهم. تبين له الفرق بين شرك اهل زماننا وشرك الاولين. ولكن اين من يفهم قلبه هذه الا تفهم الراسخ والله المستعان. والامر الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين عند الله. اما نبيا او واما وليا واما ملائكة او يدعون احجارا واشجارا مطيعة لله تعالى ليست بعاصية. واهل زماننا يدعون مع الله اناس من افسق الناس والذين يدعونهم هم الذين يحكون عنهم الفجور من الزنا والسرقة وترك الصلاة وغير ذلك. والذي يعتقد في الصالح هو الذي لا يعصي مثل الخشب والحجر اهون ممن يعتقد في من يشاهد فسقه وفساده ويشهد به ذكر المصنف رحمه الله ان العبد اذا عرف ان هذا الذي يسميه المشركون في زماننا الاعتقاد وهو تأله قلوبهم لمعظميهم من الخلق وهو تألق قلوبهم بمعظمهم من الخلق هو الشرك الذي انزل فيه القرآن وقاتل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانه يوجد فرقان عظيم ان بين شرك الاولين وشرك المتأخرين فالفرق الاول ان الاولين يشركون بالله بالرخاء ويخلصون له في الشدة. ان المشركين الاولين يشركون بالله في الرخاء ويخلصون له في الشدة اما المشركون المتأخرون فانهم يشركون بالله في الرخاء والشدة فشركهم اقبح واسوء حالا والفرق الثاني ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين ان الاولين يدعون مع الله اناسا مقربين من الانبياء الصالحين والاولياء او يدعون احجارا واشجارا ليست عاصية واما المتأخرون فانهم يدعون مع الله اناسا ممن يحكى عنهم الفسق والفجور فيعظمونهم ويتوجهون اليهم بانواع القرب مع مشاهدتهم فجورهم وفسقهم لانهم يطلبون دفع شرهم عنهم فانهم يعتقدون ان لهم قدرة على الضر والنفع فيتقربون اليهم بما يتقربون به من ذبح ونذر لاجل دفع شرهم عليهم فشرك المتأخرين اسوأ من شرك المتقدمين من هذه الجهة ايضا وسيأتي في شرح القواعد الاربع البيان الوافي للفرق بين شرك الاولين والمتأخرين. نعم