احسن الله اليكم. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وتؤمن الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره والايمان بالقدر على درجتين. كل درجة تتضمن شيئين. فالدرجة الاولى الايمان بان الله تعالى علم ما الخلق عاملون بعلمهم القديم الذي هو موصوف به ازلا وابدا. وعلم جميع احواله من الطاعات والمعاصي والارزاق والاجال ثم كتب الله تعالى في المحفوظ مقادير الخلائق. فاول ما خلق الله القلم قال له اكتب. فقال ما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فما اصاب الانسان لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه جفت الاقلام وطويت الصحف. كما قال سبحانه وتعالى الم تعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض ان ذلك في كتاب. ان ذلك على الله يسير قال ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير. وهذا التقدير التابع لعلمه سبحانه وتعالى يكون في مواضع جملة وتفصيلا. فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء فاذا خلق جسدا الجنين قبل نفخ الروح فيه بعث اليه ملكا فيؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد ونحو ذلك فهذا القدر قد كان ينكره ولاة قدرية قديما ومنكره اليوم قليل. واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة والايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. وانه ما في السماوات ولا في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه وتعالى لا يكون في ملكه ما لا يريد وانه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. من الموجودات والمعدومات. فما من مخلوق في السماوات ولا في الارض الا الله وخالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين. ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم وللعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وارادتهم قال لمن شاء منكم ان يستقيم. وما تشاؤون الا ان تاء الله رب العالمين. وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم السلف مجوس هذه الامة فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره. ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها ذكر المصنف رحمه الله في هذه الجملة الركن السادسة من اركان الايمان وهو الايمان بالقدر. وبين انه يأتي على درجتين الاولى الدرجة السابقة وقوع المقدور الدرجة السابقة وقوع المقدور وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها وتتضمن علم الله بالمقادير وكتابته لها والثانية درجة الدرجة المصاحبة وقوع المقدور الدرجة المصاحبة وقوع المقدور وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها وتتضمن مشيئة الله للمقادير وخلقه لها ومراتب القدر اربع العلم والكتابة والمشيئة والخلق العلم والكتابة والمشيئة والخلق وهي منتظمة في الدرجتين المذكورتين على ما بينا. وحقيقة القدر شرعا علم الله علم الله بالوقائع علم الله بالوقائع وكتابته لها علم الله بالوقائع وكتابته لها ومشيئته وخلقه اياها ومشيئته وخلقه اياها وهذا الحد جامع لمراتب القدم الاربع بالدرجتين السابقتين ومما يندرج في هذا الباب الايمان بان الله جعل للعبد مشيئة وقدرة لكنها تابعة لمشيئة الله غير مستقلة عنها والدرجة الاولى من درجتين القدر قد كان ينكرها غلاة القدرية قديما ومنكروها اليوم قليل. اما الدرجة الثانية فينكرها عامة القدرية الذين يزعمون ان العبد يخلق فعله وان الله لا يعلمه الا بعد وقوعه ويغلو فيها قوم من المثبتة للقدر هم الجبرية الذين سلبوا العبد قدرته واختياره. الذين سلبوا العبد قدرته واختياره فزعموا ان العبد مجبور لا ارادة له فزعموا ان العبد مجبور لا ارادة له ولا قدرة له على شيء فهو بمنزلة الالة في يد العامل بها فهو بمنزلة الالة في يد العامل بها وعطلوا افعال الله واحكامه عن حكمها ومصالحها والذي تقدم من طريقة اهل السنة وسقم بين الطائفتين. فانهم يثبتون للعبد اختيارا وارادة ومشيئة هي تابعة لاختيار الله ومشيئته وارادته. نعم