طيب ثم انتقل الملك رحمه الله الى النهاية نهاية نهاية البشر وبهذه المناسبة اود ان انبه الى كلمة يقولها كثير من الناس ولكنهم لا يفهمون معناها يكون في الميت اذا مات ثم دفن الى مثواه الاخير او ثم نقل الى مثواه الاخير وهذه الكلمة لو اخذنا بمدلولها لكانت كفرا لان مضمونها انكار البعث فان المثوى الاخير هو الجنة او النار فاذا قيل هذا الرجل الذي مات ودفن انتقل الى مثواه الاخير فمظنون هذا انه لا بعث وان الامر انتهى لكن كثيرا من الناس لا يفهمون المعنى في الواقع يأكلون العبارات تقليدا ولا ولا يفكرون في المعاني كما مر علينا في قول بعضهم اللهم اني لا اسألك رد القضاء ولكني اسألك النفس فيه لان هذا منكر اعزم السؤال فان الله لا مكره له نعم اقول بعد ما يحصل في عرصات القيامة يؤول الناس الى ان المثوى الاخير حقيقة وهو ما ذكره المؤلف في قوله فيما يحر الان الان حر ولا زين اه يقول مالك رحمه الله وكل انسان وكل جنة في دار نار او نعيم الجنة كل انسان يعني من بني ادم وكل جنة يعني من الجن والجن عالم الغيب مستترون عن الاعين وقد يبدون احيانا وقد يتصورون بشكل حيوانات كما تشكل الجني في فراش الانصاري في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بشكل حية فان شابا من الانصار كان حديث عهد بعرس فلما جاء الى بيته وجد زوجته عند الباب فقال لها ما شأنك لماذا انت عند الباب؟ قالت ادخل فدخل فاذا حية مطوية على فراشه فاخذه منه فوخذه فماتت ثم مات هو في الحال اما يجرى ايهما اسرع الموت؟ الرجل او الحي لان هذه الحيل كانت جنية فقتلها فقتله اهله ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل الحيات التي تكون في البيوت حتى يحرج عليها ثلاثا يعني يخاطبها ويقول انت مني في حرج. اخرجي فاذا حرج عليها ثلاثا وعادت قتله لانها ان كانت جنية فلن تأتي وان اتت فقد اهدرت دمها وان كانت غير جنية فهي لا تفهم سوف تأتي فتقتل ولا ولا ضرر في قتله كل كل اذا الجن هم عالم غيبي مستترون عن الاعين وقد يبدون احيانا في صور حيوان او نحو ذلك ثم ان هذا العالم اصلهم من النار لان اباهم الشيطان ابليس وقد خلقه الله من نار ثمان هذا العالم فيهم الصالحون وفيهم دون ذلك وفيهم المسلمون وفيهم الكافرون وان كان اصلهم ابليس كافرا لكن فيهم المسلم. فيهم الصالح فيه طالب العلم فيهم العابد نعم يقول المعلم رحمه الله كل انسان وكل جنة في دارنا او نعيم الجنة يعني هذا ما يعلم اما النار واما الجنة ولا ثالث لهما ودليل الاول في دار نار قوله تعالى قال ادخلوا في امم قد خلت من قبلكم من الجن والانس في النار قال ادخلوا في امم قتلة من قبلكم من الجن والانس في النار وهذا نص صريح في ان النار يدخلها امم من الجن وامم من الانس وهو محل اجماع من العلماء ان كافر الجن في النار ككافر الانس ويدوم لهذا قوله تعالى في سورة الجن وان منا المسلمون ومنا يعني دليل اخر وان منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فاولئك رشدا واما القاسقون فكانوا لجهنم حطبا واضح عجيب ان ان الكافر ماج ثم بالنص والاجماع ولا خلاف في ذلك لكن المؤمن من الجن هل وبالجنة في هذا خلاف بين العلماء فمنهم من قال ان المؤمن من من الجن لا يدخل الجنة ولكن يرجو من النار وكفى بذلك راحة لانهم لما قالوا وان منا المسلمون ومنا القاسحون قالوا فمن اسلم فاولئك تحروا رشدا ولم يذكروا ولم يذكروا جزاء لهم واما القاسحون فكانوا لجهنم حطب كانوا هؤلاء يتحرروا الى الشباب او تحروا سلوكا طيبا ومعاملة حسنة وهذا في الدنيا. اما في الاخرة فسكتوا وقال بعض العلماء بل ان مؤمنهم في الجنة كمؤمن الانس واستدلوا بذلك بسورة الرحمن فان الله تعالى يخاطب فيها الجن والانس فبأي الاء ربكما تكذبان ويقول يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من ابطال السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان فباي لربكما تكذبان يرسل عليكما ثواب من نار ونحاس فلا تنتصران. فباي الاء ربكما تكذبان؟ فاذا انشقت السماء كانت وردة تمتدها فباي الاء ربكما تكذبان؟ فيومئذ لا يسأل عن ذنبه انس ولا جان باي الاء ربكما تكذبان يعرف المسلمون بسيماهم فيؤخر بالنواصي والاقدام. فباي الاء ربكما تكذبان؟ كل هذا لمن للجن والانساب مقام ربه جنتان. فبأي الاء ربكما تكذبان هذا لمن؟ للجن والانس. السياق واحد والخطاب واحد. ولمن خاف مقام ربه جنتان. فبأي الاء تكذبان ذوات اثمان فباي الاء ربكما تكذبان الى ان قال فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس ولا جان فلم يمسهن انس فيفسدهن على الانس ولا جان فيفسدهن على الجن. وهكذا في الجنتان للضياع وهكذا في الجنتين الاخريين قال فيهم نشرات الاحسان فباي اعداء ربكم وتكذبان لم يطمسهن انس قبلهم ولا جان فباي الاء ربكما تتكلمون. وهذا هو الصحيح المقطوع به ان المسلم ناجي يدخل الجنة وهذا هو مقتضى حكمة الله وعدل الله عز وجل ولكن يبقى هل ارسل من الرسل هل ارسل من الجن رسول نعم نشوف قيل لا لقوله تعالى وما اصومه من قبلك الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرآن افلم يسيروا في الارض فانظروا كيف كان عقلتي وقيل بل منهم رسول لقول الله تعالى يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم فهو يخاطب الجن والانس ويقول الم يأتكم رسل منكم ليس من الانس وجنا من الجن واما قوله وما ارسلنا من قبلك الا رجال يوحي اليهم من اهل القرى فان الذكور من الجن يسمون رجالا قال الله تعالى وانهم كانوا رجال من الانس يعودون برجال من الجن. الجن فيهم رجال كما في هذا الاية الكريمة وعلى هذا فلا يأتي من استدلال بقوله وما اسلم من قبلك الا اليه من اهل القرى ويكون ظاهر قوله يا معشر الجن والانس ان من الجن رسل وهذا موضع خلاف بين العلماء والذين قالوا انه ليس من الجن رسل اجابوا عن قوله تعالى يا معشر الجن والانس الا ماتوا رسل منكم قال ان الخطاب باعتبار المجموع لا باعتبار الجميع فهو كقوله تعالى في البحرين يخرج منهما اللؤلؤ والمرجاة واللؤلؤ والمرجان لا يخرجان الا من المالح على ما هو المشروع قالوا ولان ختمة الله تأبى ذلك لان الرسالة تشهير وتكريم وتعظيم والجن اصلهم من النار وابوهم ابليس. سيد المتكبرين وقائد الكافرين فليس من الحكمة ان يكرم هؤلاء بالرسالة وانما يتلقون التعاليم من مما جاء الى البشر كما قال تعالى واذ صرفنا اليك نفر من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصت فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدينا الحق الى المستقيم يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم فقالوا ان ان جن ليس من النسك. لكن منهم نذر نذر كما قال تعالى ولوا الى قومهم منذرين. فيتلقى هؤلاء النذر مما جاءت به الرسل. وينذرون به قومه وينبني على ذلك هل ما يؤمر به الجن هو ما يؤمر به الانس يعني هل صلاتهم كصلاتنا؟ وزكاتهم كزكاتنا؟ وصيامهم كصيامنا وحجهم كحجنا في هذا ايضا خلاف بين العلماء فمنهم من قال اذا كان تلقيهم لما يقومون به من الشرائع مما جاءت به الانس وجب ان يكون ما جاء للانس لانه لا نرى فيما جاء به الانس فصلا خاصا للجن بل نجد ان الاحكام واحدة وعلى هذا فيكون ما امر به الانس هو ما امر به الجن. ولا فرق وقال بعض العلماء بل انهما يفترقان فليس ما امر به الجن مساويا لما امر به الانس في الحد والحقيقة لان جنس الجن ليس كجنس الانس واذا كان الانس تختلف احكامهم باختلاف احوالهم فالمريض يصلي قاعدا مثلا والفقير لا زكاة عليه ومن لا يستطيع الحج لا حج عليه. فكذلك الجن لا يمكن ان يكلفه الا بماء يناسب ها علاش؟ وتقول العمومات الدالة على على ذلك مثل لا يكلف الله نفسا الا وسعها وما اشبهها تقيد عمود تكليفهم بشراء الانس وهذا ما ذهب اليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ان اختلافهم عن عن الانس في الحد والحقيقة يقتضي ان لا يتساووا في التكليف لان حكمة الله تعطي كل مكلف ما ايش؟ ما يناسب حتى بالبشر وعلى كل حال نحن نؤمن بان الجن مكلفون في الجنة. وان كافرهم يدخل النار. واما مؤمنه يدخل الجنة ايضا اما مسألة الرسالة وعدم الرسالة فقد تكون الادلة متكافئة وان كان الراجح ان ان الرسل من البشر واما هل هم مساوين للانس بالاحكام الشرعية فهذه محل توقف ان نظرنا الى امور الادلة قلنا لهم ايش؟ مساويت وان نظرنا الى الحكمة في التشريع وان ان الشرع يختلف باختلاف مكلف قلنا لابد ان يكون لهم شرع خاص به وهذا الشر الخاص بهم وان كنا لا نجده مثلا في الكتاب ولا في السنة لكن يؤخذ من العمومات مثل لا يثبت الله نفسا الا وسعها. اتقوا الله ما استطعتم فهم قد لا يستطيعون كل ما يستطيعون الانس وقد لا يكون له عندهم كل ما عند الانس ستكون الاحكام خاصة بهم وهذا نقول الله اعلم الله اعلم الادلة في هذا متكافئة وليس هناك دليل واضح على ان ما كلفوا به مساو لما كلف به الانس او مخالف