ثم انه من العقل والايمان الا نجعل ما جرى بين الصحابة من هذه المسائل سببا للاخ والرب والخلاف لان هذه امة قد خلفت لها ما كسبت وعليها نكتسب علينا ان ان نجتمع من الان على طريق الحق الذي في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم والا نداهي كما يدعو اليه بعض الناس اليوم من محاولة التقريب بين الرافضة وبين اهل السنة لان محاولة التقريب بين المذهب الحق والمذهب الباطل ليس الا مداهدة مداهنة في دين الله وانما الواجب على الجميع الرجوع الى الكتاب والسنة وهدي السلف الصالح واول ما يجب الكف عن مساوئ الصحابة رضي الله عنهم واعتقاد ان من اخطأ منهم فان خطأه من غمر في جانب توابه وما حصل من فساد فهو من غمر في بجانب الاصلاح هذا هو الواجب علينا في ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم يقول المؤلف فاسلم اذل الله من لهم هجر يسلم من اي شيء يسلم من الخوف والوقوع فيهم والعداوة والبغض لهم اذل الله من لهم هجر اي اوقعه في الذل والهوان وهذه الجملة الخبرية جملة دعائية ويشير رحمه الله الى الرافضة الذين هجروه لا نقول هجروهم لا يكلمونهم لانهم اموات لكن هجروا فضلهم ونشر فضلهم بل اعتدوا عليه يعني ليتهم ليت الصحابة سلمون ليتهم سكتوا عن نشر فضائلهم ولكن لم يتهموهم ويرموهم بالباطل والكذب ويلعنونهم على رؤوس المنابر والعياذ بالله ويلعنونه في كتبهم الصباحية في اذكار الصباح والمساء يكتبون اللهم العن صنم لقريش وجبتيهما وطاغوتيهما يعنون بذلك ابا بكر وعمر والعياذ بالله نسأل الله العافية نحن يعني رأينا كتبهم هكذا في اذكار الصباح والمساء يعني يتقربون الى الله بلعن ابي بكر وعمر نسأل الله العافية ولكن ابعدهم الله لا يزدادون بذلك الا بعدا من الله عز وجل نشكر المؤلف ونسأل الله ان يعفو عنه حيث دعا بالذل على من هجر الصحابة بعدم نشر فضائلهم بل زاد على ذلك انه نشر ما اتهمهم به وكأبل وكذب عليهم به من المساوئ ثم قال وبعدهم فالتابعون احرى بالفضل احرى اجدر بعد الصحابة التابعون تابعون لهم باحسان وهم القرن الثاني من هذه الامة واعلم ان القرن يعتبر باكثره كما قال شيخ الاسلام رحمه الله وليس معنى التابعين انه لا يوجد احد من الصحابة لا فاذا كان القرن اكثرهم من التابعين اي ممن لم يشاهدوا النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فانه يسمى قرن التابعين وان كان يوجد العشرة والمئة وما اشبه ذلك من الصحابة وكذلك يقال في تابع التابعين فالقرن يعتبر باكثر اهله التابعون هم احرى الناس في الفضل بعد الصحابة رضي الله عنهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم والتفظيل هنا تفضيل للجملة على الجملة وليس لكل فرد على كل فرد بمعنى انه قد يوجد في تابع التابعين من هو افضل من من التابعين في العلم والعبادة والجهاد كذلك ايضا يوجد في التابعين من هو افضل من الصحابة في العلم والجهاد يعني مو اصعب عموما يعني من بعض الصحابة الواحد من هؤلاء قد يقتل الواحد من هؤلاء الا ان الصحابة يتميزون بخصيصة ليست لغيره وهي الصحبة هذه لا يمكن ان ينالها احد من من التابعين لكن الفضل والعلم والجهاد ربما يوجد في التابعين من هو خير من بعض الصحابة كما يوجد في تابع التابعين من هو خير من التابعين فالتفظيل اذا للجملة لا لكل فرد الا ما ذكرت لكم من تميز الصحابة رضي الله عنهم بهذه الخصيصة وهي الصحبة قال ثم تابعوهم قرا تبع من تابعوا التابعين وقوله اضطرا يحتمل ان تكون بمعنى قطعا وان تكون بمعنى جميعا وهو وهو كذلك نقطع بان تابع التابعين بعد التابعين وان التابعين بعد الصحابة نقطع بذلك وسكت المؤلف عن بقية الطبقات يعني لم يذكر الا ثلاث طبقات الصحابة والتابعون لهم وتابعوا التابعين وانما اقتصر على ذلك بناء على ما في حديث عمران ابن حصين وغيره من ان خير الناس الصحابة ثم التابعين ثم تابعوا تابعوه ثم التابعون ثم تابعوا التابعين وعلى هذا فنقول ما بعد هؤلاء القرون الثلاثة حصلت الفتن وانتشرت البدع وتفرقت الاهواء وحصل الشر الكثير ورفعت المبتدعة رؤوسها واضطرب الناس امنا وايمانا وتكلم الناس بكل شيء حتى تكلموا في الله عز وجل وصاروا في الله ما بين معطر لصفاته ومثبت ممثل وقائم بالقسط معتدل واختلاف الناس في الله عز وجل وفي اسمائه وصفاته كان بعد الاختلاف في مسألة القدر ومسألة الايمان والكفر لان مسألة القدر ادركت اواخر عصر الصحابة رضي الله عنهم ومسألة الاسماء والايمان والكفر بعدها ثمان وكذلك الارجاء وما يتعلق به ثم جاءت بدع الاسماء والصفات وانتشرت هذه انتشارا عظيما وصار الناس يتكلمون عليها اكثر من غيرها لانها اشد خطرا من غيرها والى هنا انتهاء كلام المؤرخ رحمه الله على الصحابة رضي الله عنهم وما يتعلق وما يتعلق بفضلهم وبعد فاني ادعوكم الى قراءة اخبار الصحابة رضي الله عنهم بعد قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يشد الانسان نفسه مع السابقين السالفين ليزداد بذلك ايمانا ومحبة لهم ومنهجا طيبا انتقل المؤلف بعد هذا الى ذكر كرامات الاولياء واثباتها الكرامات جمع كرامة وهو ما يقدم للضيف تكريما له هذا هو الاصل هذا هو الاصل ان الكرامة ما يقدم للضيف ونحوه تكريما له ثم صارت ثم صارت الكرامة اسما لكل خالق للعادة يظهره الله سبحانه وتعالى على يدي ولي من اوليائه تكريما له او احقاقا لحق قال به حق الحق قام به فهي اذا امر خارق للعادة يجريه الله تعالى على يد من ولي من اوليائه اما تكريما له واما اظهارا للحق الذي قام به فقولنا كل امر خارق للعادة يخرج به ما كان جاريا على العادة فما كان جار على العادة لا يعد كرامة مثل ان يأكل الولي طعاما فيشبع هل اذا شبع من الخبز يقال هذي كرامة ليش ان هذا على العادة او يقول الولي مثلا بعد عشر دقائق ستظهر ستظهر الشمس وهو باق على على طولها عشر دقائق فخرجت فقال الا ايها الناس اشهدوا على كرامتي اني قلت الشمس تطلع بعد عشر دقائق فطلعت هل هذه كرامة؟ ليش لان هذي جارية على العادة هذي جرث العادة ولهذا قال العلماء ان الكرامة امر خارق للعادة القيد الثاني يظهره الله على يد الولي على يد ولي من اوليائه وحينئذ نسأل من هو الولي الولي بينه الله عز وجل في قوله الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون من تحقق فيه هذان الوصفان الايمان والتقوى فهو الولي قال شيخ الاسلام رحمه الله من كان مؤمنا تقيا كان لله وليا من الاية الكريمة اخذ هذا الذين امنوا وكانوا يتقون الشرط الثالث نعم تكريما له او اظهار الحق الذي قام به نعم يعني قد يكون تكريما للشخص كما وقع كثيرا من بعض الاولياء يعطش بالبر فيسأل الله تعالى الماء فينشئ الله السحاب ويمطر ويشقى وكذلك ايضا صلة ابن اشيم اظنه دعا مات فرسه في اثناء السفر فدعا الله ان يحييه الى ان يصل الى بلده فاحيا الله له الفرس وركبه فلما وصل الى بيته قال لابنه يا بني القي السرج عن الفرس فانه عارية فالقى استرجع عنه فمات فرس بالحال هذه كرامة وما يذكر عن العذاب الحضرمي انه خاض البحر بجنوده وكذلك سعد ابن ابي وقاص وغير ذلك المهم الكرامات كثيرة ومن اراد ان يطلع على شيء منها فعليه بكتاب الفرقان بين اولياء الرحمن واولياء الشيطان لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال العلماء انا فاسمع قال العلماء رحمهم الله وكل كرامة لولي فانها اية للنبي الذي اتبعه اية للنبي الذي اتبعه لان هذه الكرامة شهادة من الله ان هذا الولي على حق فاذا كان يتبع نبيا من الانبياء فهي ايضا تستلزم الشهادة بان هذا النبي حق والا والا لما ايد متبعه بهذه الكرامة طيب ويأتي ان شاء الله تعالى الفرق بين الكرامة وبين الاية النبوية وبين الاهانة والشعوذة