ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ثم ان الله تعالى جلل هذه النعمة بما انزله من الغيث والمطر على غالب بلادنا ولله الحمد ثمان هذه النعمة جللت في امر ثالث وهي انتهاء الحر وهو انتهاء الحرب قبل ان يأتي هذا الشهر المبارك لانه لو بقي على ما كان عليه واختلت عبادات كثير من الناس بهذا الشهر ولقلقوا ولا فاته الخير الذي جعله الله تعالى في هذا الشهر هذه النعم وامثالها وامثال امثالها واضعافها واضعاف اضعافها كلها يجب على المرء المؤمن ان يتأملها حتى يعرف معنى الله عليه من الفضل والاحسان وحتى يحب الله عز وجل فان من اكبر اسباب محبة الله ان ينظر الانسان الى نعم الله سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الاثر احبوا الله احبوا الله لما يغدوكم به من النعم فان الانسان بطبيعته التي جبله الله عليها يحب من يحسن اليه ولو كان من بني جنسه فكيف اذا كان المحسن عليه هو الخالق عز وجل فانه يحبه اكثر واكثر ولكن من الناس من انحرف عن هذه الفطرة والعياذ بالله وعن هذه الطبيعة التي خلق الله الخلق عليها وجب لهم عليها فصار اذا اصابته النعمة اظافها الى سببها ونسي المسبب لها وهو الله كما ثبت ذلك في الصحيح عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على اثر سماء كانت من الليل في الحديبية يعني على اثم مطر نزل فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قال الله ورسوله اعلم قال قال الله عز وجل اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فاما من قال موترنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب واما من قال مثلنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب مع ان الكواكب ليس سببا لنزول المطر لكنها ظروف واوقات لنزول المطر يقدر الله سبحانه وتعالى الامطار في نوء دون نوم وفي وقت دون وقت لحكمة اقتضت هذا اقول ان بعض الناس ينسبون النعم الى غير مسقيها اي الى غير الله عز وجل ينسبونه الى قوته والى بصرته اذا كانت نعمة حرب وانتصار والى اناس لا يملكون لهم ولا لانفسهم نفعا ولا ضرا والواجب ان ننسب النعم اولا واخرا الى الله عز وجل حتى ان نعطي للحق حقا لان هذا ويقول الدين الاسلامي فان الله يأمر بالعدل والاحسان وايفاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي في هذه السنة وبعد هذه زوال هذه الامة العظيمة يجب هذا الشهر في وقت معتدل ابان دخول فصل الربيع الذي هو احسن فصول السنة واريحها للبدن لذلك سيكون ان شاء الله تعالى صومنا في هذا الشهر سهلا والليل اطول مما مضى من الاعوام السابقة الذي ينبغي لنا ان نستغل هذه الفرصة بما يقرب الى الله عز وجل ولكن نبشركم ونفسي بان الانسان اذا قام مع الامام حتى ينصرف في صلاة التراويح فانه يكتب له قيام ليلة كاملة ولو كان نائما على فراشه لان النبي صلى الله عليه وسلم لما قال في اصحابه ذات ليلة حتى مضى شطر الليل قالوا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا قال انه من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وهذا يدل على ان هذا القيام الذي نصليه في اول الليل يغني عن القيام في اخر الليل لان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرشده الى ان يكونوا في اخر الليل لم يقل من شاء منكم فليقل في بيته من قال من قام مع الامام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة من اجل ان لا يتعب الناس ابدانهم ومع ذلك فان العشر الاواخر من هذا الشهر كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم احياؤها يحيي الليل كله ويوقظ اهله لانها افضل ايام افضل ايام الشهر ولياليها افضل ليالي الشهر وفيها ليلة القدر التي من قامها ايمان واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه سلم اه درسنا في هذه الليلة ان نعرف متى فرض الصيام وكيف تطور كيف تطور فرضه وعلى من يجب الصيام اما الاول فان الصيام فرض في السنة الثانية من الهجرة كما فرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة على قول بعض اهل العلم فرض في السنة الثانية من الهجرة وكان اول ان من شاء صام ومن شاء افتدى يعني اطعن عن كل يوم مسكينا ثم فرض الصيام عينا وكان لابد ان يصوم الانسان فاذا تطور الصيام مرتين المرة الاولى التخيير والثانية تعيين الصوم ثم هناك تطور اخر فكان الناس اذا صلوا العشاء او نام الانسان ولو قبل العشاء فانه يحرم عليه الاكل والشرب والجماع الى ان تغرب الشمس من اليوم الثاني ولكن الله خفف وقال علم الله انكم كنتم تختارون انفسكم فتاب عليكم وعفى عنكم الان باشرهون وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام من الليل فيسر الله على عباده وصار الانسان له واياكم ويشرب ويجامع الى طلوع الفجر سواء نام قبل ذلك ام لم ينام اما من يلزمه الصوم فانه من جمع ستة شرائط الاسلام والبيوت والعقل والقدرة والاقامة وانتفاء المانع اما الاسلام فظده الكفر الكافر لا يلزم الصوم اي لهزمه به ولا نلزمه بقضائه اذا اسلم لانه قبل ان يسلم ليس من اهل العبادات حتى لو صام لم يصح صومه ولم يقبل منه واما اذا اسلم فاننا لا نعيبه بالقضاء لقول الله تعالى قل للذين كفروا ان وانتهوا يغفر لهم وقد سلف فاذا اسلم في اثناء في اثناء الشهر لم يلزمه قضاء ما مرض واذا اسلم في اثناء يوم لم يلزمه قضاء ذلك اليوم ولكنه يمسك بقية الشهر في المسألة الاولى وبقية اليوم في المسألة الثانية اما العقل فظده الجنود وان شئت فقل ضده فقد العقل بجنون او غيره المسجون ليس عليه صوم وفاقد العقل في حادث او كبر او غير ذلك ليس عليه صوم. وليس عليه كفارة لانه قد رفع عنه القلم فليس من اهل التكليف واما الضيوف الصغر الصغير لازم بالصوم لكنه يختلف عن المجون او عن فاقد العقل لانه اذا صام صح صومه اذا صاموا صح صوموا بل ان العلماء يقولون يجب على وليه ان يأمره بالصوم ليعتاده ويتمرن عليه اقتداء بالسلف الصالح الصحابة رضي الله عنهم كانوا يصورون اولاده حتى ان الصبي ليبكي من الجوع فيعطى لعبة يتلهى بها الى الغروب وان القدرة وضدها العجز وقد قسم اهل العلم العجز الى قسمين عجز مستمر وعجز طارئ غير مستمر العجز مستمر كعجز كبير عن الصوم وعزم المريض مرضا لا يجابرؤك السرطان والجذام فهؤلاء لا يلزمه المستوي لانهم عاجزون عنه ولكن يلزمهم ان يطعموا عن كل يوم مسكينا وكيف الاطعام للاطعام صفتان الصفة الاولى ان يجمع ان يصنع طعاما غداء او عشاء بعد رمضان غداء وعشاء يطعمهم اياه كما كان انس ابن مالك يفعل ذلك حينما كبر والصفة الثانية ان نعطي كل واحد مدا من الرزق ويحسن ان يجعل معه لحما او شيء يؤدبه والود يقابل خمس الصاع في صاعنا هنا في القصيم وذلك لان مد لان مد الرسول عليه الصلاة والسلام او او لان الود الموجود في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كان ربع صاع النبي صلى الله عليه وسلم الصاع في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان اربعة انباء وسار النبي صلى الله عليه وسلم بالنسبة الى صاعنا اربعة اخماس لم يتم قليلا اما القسم الثاني من العجزة فهو فهو العاجز عن الصوم عجزا طارئا يرجى زواله كمن مرض مرضا طارئا من ثم او غيرها فهذا ينتظر حتى يشفى ثم يصيح كما قال الله تعالى ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخرى فان قدر ان هذا المرض تمادى به واستمر حتى مات فليس عليه شيء لا اطعام ولا صيغة وذلك لان الله اوجب عليه ان يقضي ولم يدرك القضاء فصار كمن مات قبل دخول رمضان لازم ان لازم يوصل معا الا اذا شفي وقدر على الصوم ولكنه تهاون حتى مات فانه يقضى عنه بعدد الايام التي قدر فيها على الصوم فلم يصم اما الشرط الخامس فهو الاقامة الاقامة يعني ان يكون الانسان مقيما وضده المسافر فالمسافر لا صوم عليه مخير بين الاصول فيفطر والصوم افضل الا مع المشقة فالفطر افضل لقوله تعالى ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم في السفر الا انه افطر لما شق على اصحابه قال ابو الدرداء رضي الله عنه كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الدليل الحر في رمضان وما فيه صائم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عبدالله بن رواحة واما انتفاء المانع فهو ان لا تكون المرأة حائضا ولا نفساء فان كانت حائضا او نفساء فانه لا يلزمه الصوم بل لو صامت الحائض او لم يصموها باجماع المسلمين واذا حاضت المرأة في اثناء نهارهم الله وهي صائمة بطل صومها واذا حاضت بعد غروب الشمس ولو بلحظة فصومه صحيح حتى لو احست المغص قبل ان تفطر ولكنه لم ترد ولكنها لم تردا الا بعد الفطور فان صومه صحيح خلافا لما يظن بعض النساء انها اذا حاضت قبل ان تصلي المغرب بطل صوم يومها فان هذا لا اصل له ولا صحة له هذه الشروط الستة شروط لمن يجب عليه الصوم اداء ومنها ما ما هو شروط الوجوب ما جاء وقضاء مثل الاسلام والعقل لان فاقد العقل لا يصبر عليه. لا اداء ولا قضاء وكذلك الكافر لا صوم عليه لا اجل ولا قضاء وتصل في البلوغ؟ نعم. البلوغ ايضا شرط من الوجوب اداء وقضاء. فالصغير لا يجب عليه الصوم لا اداء ولا قضاء الاقامة والقدرة وعرفتم التفصيل فيها والى هنا ينتهي درسنا هذه الليلة ونسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقني واياكم الاستقامة على دينه والثبات عليه نعم