بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على نبينا محمد. على اله واصحابه به ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اما بعد فانه بمناسبة اقبال العشر الاواخر من شهر رمضان والتي يمضيها الناس اكثرها في التهجد. فان هذه الجلسة وذلك في ليلة الثلاثاء الموافق للسابع عشر من شهر رمضان عامان اليوم السابع عشر الذي كلما مر يتذكر المسلمون فيه انتصارا عظيما. لرسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه بل للامة الاسلامية الى يوم القيامة. انتصار الحق على الباطل الانتصار الذي ارتفع به مجد الاسلام. وازداد المسلمون به ايمانا ولم يكن الانتصارات التي لا يزداد بها المنتصرون الا بطلا وعما عن الحق والعياذ بالله. انتصار النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه واصحابه انتصار يزدادون به شكرا. وعبادة ورفوعا الى الله. لا رجوعا الى ما كانوا عليه من الفسق واللهو كما يفعلون من يفعله من هذه الامة ولهذا يجب على الامة الاسلامية اذا ازال الله عنها ما تكره ان تشكر الله على هذه النعمة. وان تزداد عبادة وتقربا الى الله. لانها ان لم تفعل فستسلب عنها النعمة التي عادت اليها على وجه اشد وانكى من العود لان الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه ولقد اخذناهم بالعذاب فما كانوا لربهم وما يتضرعون حتى اذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد اكبر من الاول اذا هم فيه مبلسون ايسون من كل خير والعياذ بالله. فنسأل الله تعالى ان يهدي الامة الاسلامية وان يردها ردا جميلا. وان يجعل لها مما جرى في الايام الماضية القريبة عبرة وعظة يحملها على الرجوع الى الله على تحكيم كتاب الله بين عباد الله وعلى البعد عن المجون والترف الذي منه ما يكون التلف. في هذا اليوم وهو يوم بدر خرج النبي عليه الصلاة والسلام من المدينة يريد عيرا لقريش. يعني حمولة. جاءت من الشام الى مكة يريد ان يأخذها عليه الصلاة والسلام لان قريشا هي التي اعتدت عليه. فلا يقول قائل كيف يخرج يأخذ اموال الناس لان اموال قريش غير محترمة بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام واصحابه حيث انهم حرب للرسول عليه الصلاة والسلام واصحابه. والحربي دمه غير محترم. وماله غير محترم وهم الذين اخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه من دياره. فعلم كبير العيد بخروج النبي صلى الله عليه وسلم الى اليهم. وهو ابو سفيان وكان ذلك اليوم مشركا فارسل الى اهل مكة يستنجدهم ويستصلحهم. يقول عنقدوا غيره. فخرجوا ولكنهم لولا خرجوا اشعرا وبطرا ورئاء الناس. وخرجوا بخبرائهم لما اراد الله عز وجل خرجوا بخبرائهم ورؤسائهم يريدون النبي صلى الله عليه وسلم. وجمع الله بينهم وبين رسوله صلى الله عليه وسلم على غير النعال فالتقوا في بدر. وكانوا ما بين تسعمئة والف والنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ثلاث مئة رجل وبضعة عشر رجل فقط. ومع ذلك ليس معه الا سبعون بعيرا وفرسان اخرى ولكن الله سبحانه وتعالى نصرهم على عدوهم. قال الله تعالى اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين امنوا الملائكة تثبت المؤمنين. سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب. المؤمنون تثبيت. وهؤلاء رعب والتثبيت يقتضي الثبات والمقاومة والرعب يقتضي الخوف والهرب. سالقي في قلوب الذين كفروا رعب. فاضربوا فوق الاعناق يعني لا تأتوا من اسفل من فوق. واضربوا منهم كل بلاء. قال العلماء يعني كل البدن حتى اللي هو اطراف البدن يضرب من قبل الملائكة ذلك بانهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب فانتصر المسلمون ولله الحمد. وقاتلوا من قريش سبعين رجلا. واسروا سبعين رجلا. قتلوا كبراؤهم ابو جهل جهل وغيره. حتى انهم صاروا حول هؤلاء قولوا ببدر شفت جثثا مضى عليه مضى عليها الزمن وانصهرت من الشمس وورمت وجيفت فسحب منهم اربع وعشرون رجلا من الاشراف. اشراف قريش قتلى. والقوا في القليب ثم ان النبي عليه الصلاة والسلام اقام ثلاثة ايام. في مكانه لان هذه من عادته عليه الصلاة والسلام انه اذا ظهر على قوم اقام في في عرصتهم ثلاثة ايام. ثم ركب راحلته ووقف على على القليب وجعل يناديهم باسمائهم واسماء يا فلان ابن فلان يا فلان ابن فلان كلمه يقول هل وجدتم ما وعد ما وعد ربكم حقا فاني قد وجدت ما وعدني ربي حقا. الله اكبر. قالوا يا رسول الله كيف تكلمهم وهم جيف. قال ما انتم باسمع لما اقول منه. يعني انهم يسمعون اكثر منكم يوبخهم عليه الصلاة والسلام. ويا حستهم والعياذ بالله على هذا التوبيح. ثم رجع النبي عليه الصلاة والسلام معه الاسرى. وفي هذا الشهر ايضا حصلت حصل مكة لكنه في العشرين من هذا الشهر تتمكن ملقى التي كانت ممنوعة شركا وكفرا ففتحت ولله الحمد فصار بدل الكفر ايمان. وبدل الشرك توحيد لله الحمد وجعل النبي عليه الصلاة والسلام يطعم الاصنام التي اقيمت حول الكعبة ويقول جاء الحق وزهق الباطل. وجعلت تتهاوى ولله الحمد وهذا الشهر الكريم فيه عبادات فالصيام والقيام وقد تكلمنا عليهما. والزكاة كما هو الغالب عند كثير من المسلمين يخرجونها في هذا الشهر وتكلمنا على ما شاء الله منها. وفيه ايضا الاعتكاف الاعتكاف من العكوف وهو لزوم الشيء لزوم الشيء كما قال ابراهيم ما هذه الاصنام التي انتم لها عافرون؟ فهو لزوم المساجد لطاعة الله حتى يتفرغ الانسان للعبادة وينقطع من الدنيا ويقبل على ربه واصل مشروعية الاعتكاف من اجل طلب ليلة القدر. شف الليلة العظيمة. من اجل طلبها اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام العشر الاول. اول العشر الاول يعني اول السنة. ثم اعتكف العشر الاوسط. يترجاها. ثم قيل له انها في العشر الاواخر. واري الليل واري في المنام انه يسجد في صبيحتها على الموت فلما تم تمت العشوز الاولى اخبر النبي عليه الصلاة والسلام اصحابه انه اولي ليلة القدر. وانه رأى في المنام انه يسجد في في صبيحتها في ماء وطين وكان هذا الصبح عشرين. قال من كان منكم معتكفا فليعتكف العشر الاواخر. لانه ما جات الليلة هذي اللي هو في المنام. فلما كان ليلة احدى وعشرين امطرت السماء. وكان مسجد النبي عليه الصلاة والسلام العريش وهو الذي يسميه وهو الذي يسميه الناس معشش نعم او عشة. فلما امطرت السماء وكفى المسجد. وخر المطر على الارض الارض وصارت الارض طينة لما صلى النبي عليه الصلاة والسلام الصبح سجد على الماء والطين. ليلة واحد وعشرين. ليلة واحد وعشرين اعتكف النبي عليه الصلاة والسلام العشر الاواخر كلها. فهذا هو اصل مشروعية الاعتكاف. ولهذا لا يسن الاعتكاف الا في رمضان في العشر الاواخر منه طلبا لليلة القدر وما ذكره بعض الفقهاء من انه يسن للانسان ان يعتكف كل وقت وانه يسن اذا دخل المسجد ينوي اعتكاف مدة الوقت فيه فانهم قوم عار عن الدليل. اين النبي صلى الله عليه وسلم من هذا؟ لم اعتكف في حياته في غير رمضان الا مرة اعتكف في شوال لانه ترك الاعتكاف في رمضان. لما اراد ان خرج واذا نساؤهم قد ظربن اخبية يريدن الاعتكاف. فقال النبي عليه الصلاة والسلام البري اذن يعني هل نريد ان البر؟ يا معتكفة او من اجل ان كل واحدة تنظر للثانية وتسوي شبه عن مثله ثم امر بالاخبئة فنقضت ثم ترك الاعتكاف في تلك تلك السنة ما اعتد. عليه الصلاة والسلام. ثم قضاه في في ولم يعتكف ابدا في غير رمضان. اذا نقول لا يسن للانسان ان يعتكف في غير رمضان. بل لا ان يعتكف الا في العشر الاواخر من رمضان فيلزم مسجد للعبادة من صلاة وقراءة وذكر وغير ذلك ولا يخرج منه الا لما لابد له منه. مثل لو لم يكن في المسجد اضاءة يخرج يتوضأ ليس فيه مرحاض يخرج يقيه حاجته. يحتاج الى مراجعة الطبيب يخرج والا فيبقى في المسجد. لكن لا بأس ان يكلم احدا في من خارج المسجد وهو في داخل المسجد ويخرج رأسه اليه. لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في مسجده. ويخرج رأسه الى عائشة ترجله يرجل شعره لانه عليه الصلاة والسلام كان يتخذ الشعر حيث انه في ذلك الوقت هو عادة الناس فكان يأخذه يتخذ الشعار لانه عادة الناس. هذا مما يستنفذ في العشر الاواخر. الاعتكاف. ويجب ان يكون الاعتكاف في مسجد تصلى فيه الجماعة والافضل ان يكون في الجامع لئلا يحتاج الى الخروج من المسجد للجمع الا من كان اماما او مؤذنا في مسجد فانه لا يجوز ان يعتكف في الجامع. لانه اذا اعتكف الجامع اهمل واجبا عليه. وهو الامامة والاذان ومعلوم ان القيام بالواجب احق من القيام بالسنة خلافا لما يظن بعض الناس الذين ليس عندهم فقه تجدهم يحرصون على السنة ويهملون الواجب يتركون ما اوجب الله عليهم الوفاء به من التزام الامامة والاذان ويذهبون الى الشيء المستحب هذا خطأ. هذا كالذي يعمر قصرا ويهدم مصر قال اهل العلم ولا بأس ان يزوره احد من اهله او من اصدقائه ويتحدثون اليه يسيرا. كما حصل ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاءته امرأته صفية بنت حيي في ليلة من الليالي وتحدثت معه ساعة ثم انقلبت