بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن تولاها اما بعد فاننا في هذه الليلة مساء يوم الثلاثاء ثالثة شهر رمضان ثالثة شهر رمضان نفتتح الجلسات التي كنا قد عهدناها من قبل في كل اسبوع مرتين وقد وعدنا في اللقاء الشهري الذي تم في اخر شعبان ان يكون كلامنا في هذا اللقاء عن الزكاة ونحن نبدأ اولا بتعريف الزكاة فما هي الزكاة نقول الزكاة نوعان زكاة النفس وهي الاهم وزكاة المال وهي من اركان الاسلام العظام اما زكاة النفس فهي التي اشار الله سبحانه وتعالى اليها في قوله قد افلح من زكاها اي من عمل ما فيه زكاؤها وليس المراد من زكى نفسه اي ادعى انها زكية فان ذلك مما نهى الله عنه قال الله تعالى وهو عالم بكم اذا انشأكم من الارض واذ انتم اجنة في بطون امهاتكم فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى وفرق بين هذا بين الزكاة التي يثنى على صاحبها وبين الزكاة التي ينهى عنها اسأل الله ان يجعلني واياكم ممن زكى نفسه بالاخلاص لله والمتابعة لرسوله زكاة النفس ايها الاخوة زكاتها من الاشراك بالله زكاتها من الاشراك بالله بان يكون الانسان في جميع عباداته مخلصا لله عز وجل وما احقنا بالاخلاص لله لان العباد لا ينفعوننا ولا يظروننا الا بما كتبه الله علينا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم لعبدالله بن عباس في وصيته المشهورة واعلم ان الامة لو اجتمعوا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك. ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ولهذا نجد ان الناس احيانا يسعون الى منفعة شخص بقدر ما يستطيعون ثم تخيب مساعيهم لماذا؟ لان الله لم يكتب له المنفعة ونجد كثيرا ما يسعى للمرء بالمضرة ولكن يخرج منها سالما معافا منتفعا مأجورا مأزورا من اراده بسوء لان الله تعالى لم يكتب عليه المضرة فهذا من زكاة النفس الاخلاص لله ومن زكاة النفس اتباع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لان ما جاء به عليه الصلاة والسلام هو الزكاة هو الحق هو الخير كل الخير ومن ذلك من زكاة النفس حسن الاخلاق والمعاملة مع الناس كما قال الله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه واله وسلم وانك لعلى خلق عظيم. وانك لعلى خلق عظيم خلقه عليه الصلاة والسلام عظيم احسن اخلاق البني ادم. ان جئت في الحلم وجدت انه اوسع الناس انه اوسع الناس علما ان جئت في الكرم وجدته اكرم الناس كان عليه الصلاة والسلام يبيت الليالي ذوات العدد ما يوقد في بيته نار ويعطي عطاء من لا يخشى الفاقة اي الفقر جاءه اعرابي فاسلم فاعطاه النبي صلى الله عليه وسلم غنما بين جبلين غنم كثيرة ولاعرابي مكسب عظيم فرجع الرجل الى قومه في هذه الهدية السخية وقال يا قومي اسلموا يا قومي اسلموا فان محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر عليه الصلاة والسلام يؤثر على نفسه ويبيت طاويا صلوات الله وسلامه عليه ان وجدته ان بحثت عن الشجاعة وجدته اشجع الناس وجدته اشجع الناس في ليلة من الليالي سمعوا بالمدينة ما ظنوه عدوا فركب النبي صلى الله عليه وسلم بغلة او فرسا لابي طلحة عري عري ليس عليها شيء يركب عليه حتى استبرأ الخبر ففزع الناس وخرجوا من المدينة فاذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يلاقيهم راجعا يقول لن تراعوا لن تراعوا اتجدون اشجع من هذا لا نجد اشجع منها الرسول عليه الصلاة والسلام هو المطلوب الذين يغصون المسلمين من من يطلبون يطلبون الرسول عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يخرج ليلا على مركوب عري يستبرأ الخبر ويرجع الى الناس قبل ان يخرجوا ويقول انكم لن تراه هذا من التزكية ومن التزكية تزكية النفس الاحسان الى الخلق الاحسان الى الخلق احسن الى الناس يحبك الله عز وجل قال الله تعالى واحسنوا ان الله يحب ان الله يحب المحسنين احسن يحسن الله اليك وليس جزاء الاحسان جزاء اخرويا فقط بل جزاء اخروي ودنيوي فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال من كان في حاجة اخيه كان الله في حاجته وقال عليه الصلاة والسلام والله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه هذا ثواب دنيوي اما الاخروي فان الله سبحانه وتعالى يجزيه جزاء ليس له عدل ولا حسبان الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف الى اضعاف كثيرة وزكاة النفس انواعها واصنافها كثيرة ولا يتسع المجال لاستيعابها في هذه الجلسة لانني ربما استميحكم عذرا في تقصيرها حيث ان لي شغلا لكن لا مانع من ان نتكلم على النوع الثاني من التزكية وهو تزكية المال زكاة المال المال عرظة للافات عرضة للخسارة قد يبيع الانسان ويشتري فيخسر عرضة للتلف عرضة للسراق واذا قدر انه لم يصب بشيء من هذه الامور الحسية فهو عرظة للتلف المعنوي وهو نزع البركة وكم من اناس عندهم ملايين الدراهم لكنهم بمنزلة الفقراء في عدم الانتفاع بها يجمعونها لمن يجمعونها لغيرهم وسيتركونها كما قال الله عز وجل ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة اقرأ ما بعدها وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم جئتمونا فرادى مرادع ليس مع الانسان من دنياه الا الكفن والطيب الا الكفن والطيب فقط تزكية المال تمنعه من الافات تمنعه من الافات تنزل فيه البركة تنميه اكثر لان مفاتيح الرزق وخزائنه بيد الله عز وجل وقد قال سبحانه وتعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين. يخلفه ان يجعلوا عنه خلفا ولهذا صح عن النبي صلى الله عليه واله وسلم انه قال ما نقصت صدقة من مال ما نقصت صدقة من مال تصدق فان الله يجزي المتصدقين والزكاة المالية التي هي تزكية المال فريضة من فرائض الاسلام اجمع المسلمون على فرضيتها قال اهل العلم ومن انكر فرضيتها وهو في بلاد المسلمين فانه يكون كافرا مرتدا لانه انكر وجوب ما وجوبه معلوم بالظرورة من دين الاسلام فيكون كافرا مرتدا واما من اقر بوجوبها ولكن منعه البخل فانه لا يكفر ولكن ليكن مستعدا للعذاب الذي ذكره الله تعالى في كتابه وذكره النبي صلى الله عليه وسلم في سنته قال الله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم يعني لا يظن ذلك خيرا وتأمل قوله بما اتاهم الله من فضله يعني انه ليس كسب ايديهم بل هو من الله وفضل من الله من به عليهم لا يحسبن هؤلاء الذين يبخلون به ان ما نملي لهم خير لانفسهم ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله هو خيرا لهم يعني لا يظنونه خيرا لهم بل هو شر له ثم بين هذا الشر بقوله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولله ميراث السماوات والارض والله بما تعملون خبير يطوقون به يجعل طوقا في اعناقهم وقد جاء بيان ذلك في قول النبي عليه الصلاة والسلام من اتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له يوم القيامة شجاعا اقرع له زبيبتان يأخذ باله زمتيه فيقول انا مالك انا كنزك مثل له شجاعا اقرع قال العلماء الشجاع ذكر الحيات العظيم والاقرع هو الذي ليس فيه زغب الزغب شعر رقيق وذلك من اجل وذلك من كثرة سمه والعياذ بالله قد تمزق شعره له زبيبتان زبيبتان يعني غدة يعني غدتين مثل الزبيبتين مخزون فيهما السم فيأخذ بزمتيه يعني شدقيه يعضه مع اشتاقه وتأمل قوله يأخذ بالزمتيه ليتبين لك ان فم هذا الشجاع واسع وانه يأخذ بالثنتين هكذا نسأل الله العافية يأخذ بالليزمتيه ويعض عليهما بشدة وهذا عذاب جسدي ويقول انا مالك انا كنزك وهذا عذاب نفسي والعياذ بالله لانه يتحسر وكيف هذا مالي الذي اجمعه في الدنيا واحرص على حفظه ورعايته بالصناديق وراء الاغلاق الوثيقة والهوا بهم