بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى لقاء جديد يسجل مع فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين استاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة عنيزة. في مطلع هذا اللقاء نرحب بكم يا فضيلة الشيخ فاهلا ومرحبا. اهلا ومرحبا بكم. على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من المستمع. مستمع نظام الدين باكستان يقول ما قولكم فضيلة الشيخ في التصوف والصوفية مع العلم ان التاريخ الاسلامي قد حفظ لنا من خريج التصوف من من غير حصر رجالا لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وهذه حقيقة لا تحتاج الى مزيد من البحث فنرجو منكم الاجابة حول هذا الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فان خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار او ولعل هذه خطبة كافية في الجواب عن هذا السؤال وذلك ان الطريق الصوفي طريق مبتدع ما انزل الله به من سلطان فليس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاءه الراشدون ولا الائمة المهديون وهو اي الطريق الصوفي على درجات متفاوتة منها ما يوصل الى الكفر الصريح ومنها ما يوصل الى الفسق ومع ذلك فهو يتفاوت تفاوتا كبيرا ولا يمكن ان نحكم عليه حكما عاما يشمل جميع درجاته ولكني اقول بدلا من ان يتعب الانسان نفسه في هذا الطريق الصوفي وتصوره والعمل ومصطلحاته ليتعب نفسه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين والائمة المهديين حتى يتبين له الحق ويتبعه ويعبد الله على علم وبصيرة لان الطريقة الصوفية اما الاعدام لان الطريقة الصوفية مبنية اما على جهل الشريعة فتكون عما وضلالا واما على اصرار وعناد فتكون استكبارا واستنكافا وكل ذلك لا يراه المسلم في دينه وانني اشير بل انصح اخي السائل ان نتجنب هذه الطريق وان ينظر الى الطريق السليم المبني على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفيه كفاية وهداية وما سواه من الطرق فانه ضلال وعناية نسأل الله السلامة اللهم امين. بارك الله فيكم. المستمع ايضا من باكستان يقول فضيلة الشيخ عرفونا بالاجتهاد والتقليد. ما هو التقليد؟ وما هو وهل التقليد كان موجودا في زمن الصحابة والتابعين فيقلد بعضهم بعضا ام لا. نعم الاجتهاد هو بذلوا الجهد في الوصول الى حكم شرعي من الادلة الشرعية الكتاب والسنة والاجماع والقياس الصحيح هذا هو الاجتهاد ومن المعلوم انه لا يصلح للاجتهاد الا من كان عارفا بطرقه وعنده علم ودراية حتى يتمكن من الوصول الى استنباط الاحكام من ادلتها التي اشرت اليها واما التقليد فهو الاخذ كقول مجتهد من غير معرفة دليله بل يقلده ثقة بقوله والتقليد في الواقع حاصل من عهد الصحابة رضي الله عنهم فان الله تعالى يقول فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ولا شك ان من الناس في عهد الصحابة رضي الله عنهم والى عهدنا هذا من لا يستطيع الوصول الى الحكم بنفسه بجهله وقصوره ووظيفة هذا ان يسأل اهل العلم وسؤال اهل العلم يستلزم الاخذ بما قالوا والاخذ بما والاخذ بما قالوا هو التقليد وعلى هذا فنقول من لا يتمكن الى الوصول من لا يتمكن من الوصول الى الحق بنفسه فليتمكن من الوصول اليه بتقليد غيره من اهل العلم الذين امر بسؤالهم اذا لم يكن عالما ولكن اذا سألنا سائل من اقلد نعم فالجواب ان ان الواجب ان تقلد من تراه اقرب الى الحق لان اهل العلم كالاطباء فهم اطباء القلوب واذا كان الواحد منا اذا مرظ وكان في البلد اطباء اطباء كثيرون فانه سوف يختار من كان احلق واعرف والادوية والعلاج ولا يمكن لاحد ان يذهب الى طبيب قاصر مع وجود من هو احدق منه الا عند الضرورة فكذلك في التقليد اختر من تراه اقرب الى الحق لكونه اعلم واتقى لله عز وجل وفي هذه الحال تكون قد امتثلت امر الله تعالى في قوله فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون نعم بارك الله فيكم هل هناك شروط لمجتهد او آآ الاجتهاد يا فضيلة الشيخ العلماء ذكروا للاجتهاد شروطا اهمها ان يكون عند عند الانسان علم وملكة. طيب علم بادلة الشرع وملكة يتمكن بها من استنباط الاحكام من ادلتها لان من ليس عنده علم من الشرع كيف يكون مجتهدا في شيء لا علم له به ومن عنده علم لكن ليس عنده ملكة يتمكن بها من استنباط الاحكام ترى كمن بيده سيف لكن لا يعرف ان يقتل به فلا بد من ان يكون عند الانسان علم وملكة فاذا كان عند الانسان علم وملكة صار من اهل الاجتهاد ولا فرق بين ان يكون مجتهدا اجتهادا عاما او اجتهادا خاصا فان بعض الناس قد يكون مجتهدا في مسألة معينة يعلم ادلتها ويتمكن من تطبيق من التطبيق على هذه الادلة لكنه في مسائل اخرى بمنزلة الام فيوجد من طلبة العلم فيوجدوا من طلبة العلم من يكون عنده علم في في مسائل العبادات يمكن ان يجتهد به ولكن في المعاملات ليس عنده علم او يكون عنده علم في المعاملات العقدية كالبيوع والاجارة والطهن والوقف وما اشبه ذلك وليس عنده علم في مسائل المواريث والفرائظ نعم فعلى كل حال قد يتجزأ الاجتهاد فيكون الانسان مجتهدا في مسألة او باب من ابواب العلم دون المسائل او الابواب الاخرى نعم بارك الله فيكم فضيلة الشيخ هل الميت يسمع السلام والكلام ويشعر بما يفعل لديه ام لا هذه مسألة اختلف فيها اهل العلم والسنة في فيها قد بينت بعض الاشياء فقد صح عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الرجل اذا دفن في قبره وانصرف الناس عنه حتى انه ليسمع قرع نعالهم اتاه ملكان فامتحناه فاثبت النبي عليه الصلاة والسلام انه يسمع قرع النعال واخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه ما من رجل مسلم يمر في قبر رجل مسلم فيسلم عليه وهو يعرفه في الدنيا الا رد الله عليه روحه فرد عليه السلام وهذا الحديث صححه ابن عبدالبر وذكره ابن القيم في كتاب الروح ولم يعقب ولم يتعقبه وربما يؤخذ هذا او ربما يؤيد هذا ان الرسول عليه الصلاة والسلام كان اذا خرج الى المقابر قال السلام عليكم دار قوم مؤمنين فانه قد يشعر لانهم يسمعون ذلك ويردون من اجل انه وجه هذا الدعاء اليهم بالخطاب وعلى كل على كل تقدير مهما قلنا بان الميت يسمع فان الميت لا ينفع غيره ولو سمعه يعني انك لا يمكن ان ينفعك الميت اذا دعوت الله عند قبره كما لا ينفعك اذا دعوته نفسه ودعاؤك الله عند قبره معتقدا ان لذلك مزية بدعة من البدع ودعاؤك اياه شرك اكبر مخجل للملة فان قال قائل ان بعض الذين يدعون الاموات قد ينتفعون بدعائهم الجواب على ذلك ان هذا الانتفاع لم يكن بدعائهم الميت ولكن كان عند دعائهم الميت وفرق بين حصول الانتفاع بدعاء الميت وعند دعاء الميت لان لانك اذا قلت حصل الانتفاع بدعاء الميت كان دعاء الميت هو السبب لهذا الانتفاع واذا قلت عنده لم يكن هوك هو السبب ولكن كان قريبا منه في الوقت فنحن نقول ان الله تعالى قد يبتلي الانسان الذي يدعو اصحاب القبور بحصول ما يدعو به عند دعائه امتحانا له واختبارا له والا فنحن نعلم ان كل من دعا غير الله فانه من اضل الناس بل قد قال الله تعالى ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ولا عجب ان يبتلي الله الانسان بمثل هذه البلوى فها هم اصحاب السبت قوم من بني اسرائيل من اليهود كانوا في قرية على شاطئ البحر وكان العمل الحوت محرما عليهم يوم السبت فابتلاهم الله عز وجل فكانت الحيتان تأتي يوم السبت شرعا على سطح الماء كثيرة وفي غير يوم السبت لا تأتي الحيتان فطال عليهم الامد وقالوا كيف نحرم من هذه الحيتان وما الحيلة في الحصول عليها تزين لهم الشيطان حيلة بان يضعوا شبكا يوم الجمعة كلمة فاذا اتت الحيتان يوم السبت وقعت في هذا الشبك ولم تستطع الخروج منه فاذا كان يوم الاحد جاؤوا فاخذوها تحيلوا على محارم الله بادنى الحيل فماذا كانت النتيجة قال الله تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر اذ يعدون السبت كالتعتيم حيتانه يوم سبت شرعا ويوم لا يثبتون لا تأتيهم كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون واذ قالت امة منهم لم تعظون قوما الله ملكهم ومعذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون فلما نسوا ما ذكروا به انجينا الذين ينهون عن السوء واخذنا الذين ظلموا بعذاب بعيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسرين فقلب الله تعالى هؤلاء القوم قردة خاسئة ذليلة والمهم من هذه من سياق هذه القصة ان الانسان قد يبتلى بما يكون فتنة له في دينه من اتبعه فهؤلاء الذين يدعون الاموات ربما يفتنون فيحصل لهم المطلوب عند دعائهم الاموات فتنة لهم والا فنحن نعلم علم اليقين ان الاموات لا ينفعون احدا مهما كان الامر لو دعاهم بالليل بالليل والنهار ما نفعوه كيف وهم اموات جثث هامدة ولكن من لم يجعل الله له نورا فما له من نور. الله اكبر. نعم. بارك الله فيكم فضيلة الشيخ. اه المستمع مصري يعمل بالسعودية يقول حادث يسأل هذا السؤال هل يجوز للمرأة آآ ان تكشف يديها وقدميها في الصلاة في بيتها. في حالة عدم وجود اجانب هذه المسألة اختلف فيها اهل العلم هل كف المرأة وقدماها عورة في الصلاة او لا وليس هناك شيء صريح صحيح من السنة يبين ذلك ولكن الاحتياط ان تستر المرأة كفيها وقدميها الا انها لو لم تفعل وصلت فصلاتها صحيحة لانه ليس هناك دليل على ان الكفين والقدمين عورة في الصلاة طيب نعم. بارك الله فيكم. المجتمع المصري يقول نحن نسافر اه اسبوعيا تقريبا الى مناطق تبعد اكثر من مائة كيلو هل يجوز لنا القصر في هذه الحالة؟ وهل يجوز اداء صلاة العشاء حين وصولنا الى المنزل نرجوا الافادة اذا سافر الانسان هذه المسافة فانه يقصر كقوله تعالى واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح ان تقصروا من الصلاة الا اذا كان في بلد فانه يلزمه حضور جماعة واذا حضر الجماعة فسوف يتم لان المسافر اذا اتم بمن يتم لزمه الاتمام سواء كان هذا هذا المسافر الذي اتم بمن يتم قد ادرك الصلاة من اولها ام من اخرها وعلى هذا فاذا صلى المسافر فاذا ادرك المسافر مع الامام ركعتين وجب عليه ان يأتي بعد سلام الامام بركعتين العمومي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ادركتم فصلوا وما فاتكم فاتموا وهذا يعم المسافر والمقيم ولان ابن عباس رضي الله عنهما عنهما سئل ما بال الرجل يصلي مع الامام اربعا ويصلي وحده ركعتين يعني المسافر فقال تلك هي السنة و بناء على ذلك نقول ان المسافر اذا وصل الى بلد تقام فيها الجماعة وجب عليه حضور الجماعة حتى ولو كان معه اصحاب يمكن ان يصلي معهم جماعة فان الواجب عليهم جميعا حضور الجماعة الا ان يكون في ذلك مشقة بان يكون المسجد بعيدا او يكون المسجد غير معلوم المكان عندهم فحينئذ يصلون جماعة واما قول السائل هل يصلي اذا وصل الى منزله نعم فلا ادري ماذا يريد بهذا السؤال فان كان يريد انه اذا وصل الى منزله وهو لم يصلي الرباعية هل يصليها قصرا او يصليها تامة فجوابها ان نقول اذا وصل الانسان الى بلده وهو لم يصلي فان الواجب عليه الاثماع لان السفر انقطع مثال ذلك رجل فاتى عليه الظهر وهو في السفر نعم فنوى ان يجمع جمع تأخيه تأخر الظهر حتى وصل الى البلد بعد اذان العصر فيجب عليك في هذه الحال ان يصلي الظهر اربعا والعصر اربعا لان السفر قد انتهى والقصر انما يجوز حال كون الانسان مسافرا ولذلك كان الراجح من اقوال اهل العلم ان الرجل اذا دخل عليه الوقت وهو في بلده ثم خرج مسافرا قبل ان يصلي فانه يصليها قصرا يعني لو اذن الظهر وانت في بلدك ثم سافرت قبل ان تصلي الظهر فانك تصليها ركعتين والعكس بالعكس فلو اذن عليك الظهر وانت في السفر ثم قدمت الى بلدك فالواجب عليك ان تصلي اربعا لان العبرة بفعل الصلاة نعم بارك الله فيكم. نختم حلقة هذا الاسبوع برسالة وصلت من المستمع الف الف فاء من عفيف. يقول فيها في رمضان الماضي اشتد عليه العطش حتى اشرفت على الهلاك. فشربت قليلا من الماء هل يلزمني القضاء فقط؟ ام ان علي الكفارة واذا كان علي كفارة ارجو ان توضحوها مأجورين نعم. اليس عليك كفارة في هذه الحال لكن الشأن كل الشأن في جواز الافطار ولكن السائل يقول انه خشي الهلاك. طيب واذا كان خشي الهلاك فانه يجوز له ان يفطر وليس عليه اثم وليس عليه كفارة وانما عليه القضاء فقط نعم شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم. اخوتنا الاكارم اجاب على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة عنيزة. شكر الله لفضيلته شكرا لكم انتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته