بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اخوتنا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى حلقة جديدة تسجل مع فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين استاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة عنيزة في مطلع هذا اللقاء نرحب بكم يا فضيلة الشيخ فاهلا ومرحبا اهلا ومرحبا بكم على بركة الله نبدأ هذه الحلقة برسالة وصلت من المستمع فلاح مهدي من العراق استعرظنا بعظ من اسئلته في حلقة ماظية في هذا اللقاء ان نستعرض ما بقي من اسئلته يقول المستمع عندما يدفن الميت يتركه اهله اربعين يوما. لا يزورونه وبعد ذلك يذهبون الى زيارته بحجة انه لا يجوز زيارة الميت قبل اربعين يوما. فما الحكم في هذا من الناحية الشرعية مأجورين الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وامام المتقين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فانه قبل الاجابة على هذا السؤال ينبغي ان نبين ان زيارة القبور سنة. نعم سنة في حق الرجال امر بها النبي صلى الله عليه وسلم بعد انها عنها فقال صلى الله عليه وسلم كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تذكركم الاخرة والزائر الذي يزور القبور يزورها امتثالا لامر رسول الله صلى الله عليه وسلم واعتبارا بحال هؤلاء الاموات الذين كانوا بالامس معه على ظهر الارض يأكلون كما يأكل ويشربون كما يشرب ويلبسون كما يلبس ويتنعمون بالدنيا كما يتنعم فاصبحوا الان مرتحنين في قبورهم باعمالهم ليس عندهم صديق ولا حميم وانما جليسهم عملهم كما قال النبي عليه الصلاة والسلام اذا مات الانسان اتبعه ثلاثة ما له واهله وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع المال والاهل ويبقى العمل فيعتبر الزائر لهؤلاء بحال هؤلاء والفائدة الثالثة انه يتذكر الاخرة وان المقر والمرجع هو الاخرة وان الدنيا دارو ممر وليست تار مستقر ومع ذلك فليس فليست القبور هي المثوى الاخير بل بعدها ما بعدها. الله المستعان. من اليوم الاخر الذي هو كما وصفه الله يوم اخر لا يوم بعده واما البقاء في القبور فهو زيارة كما قال تعالى الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر وقد ذكر ان اعرابيا سمع قارئا يقرأ هذه الاية حتى زرتم المقابر فقال والله ما الزائر بمقيم وان وراء هذه الزيارة لامر اقامة وبهذه المناسبة اود ان انبه الى كلمة يقولها بعض الناس من غير روية ولا تدبر لمعناها وهم وهو انهم اذا تحدثوا عن الميت قالوا ثم اووه الى مثواه الاخير او كلمة نحوها المهم انهم يقولون الى مثواه الاخير وهذه الكلمة لو اردنا ان ندقق في معناها لكانت تتضمن انكار البعث لانه اذا كان القبر هو المثوى الاخير فمعناه انه لا بعث بعده وهذا امر خطير لان الايمان بالله واليوم الاخر شرط في الايمان والاسلام لكن الذي يظهر لي ان العامة يقولونها من غير تدبر لمعناها ومن غير روية ولكن يجب التنبه لذلك وانه يحرم على الانسان ان يطلق هذه العبارة فان كان يعتقد ما تدل عليه فهو كفر لان من اعتقد ان القبر هو المثوى الاخير وانه لا ليس هناك ليس بعده شيء لقد انكر اليوم الاخر الفائدة الرابعة من زيارة القبور ان الزائر يسلم على اهل القبور ويدعوا لهم يقول السلام عليكم اهل الديار من المؤمنين والمسلمين وانا ان شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية هذه اربع فوائد في زيارة القبور واما من يزور القبور للدعاء عندها فان ذلك من البدع فالمقبرة ليست مكانا يقصد للدعاء حتى يذهب ليدعو الله عند قبر رجل صالح او ما اشبه ذلك واشد من ذلك من يذهب الى المقبرة ليدعو اصحاب القبور ويستغيث بهم ويستعين بهم فان هذا من الشرك الاكبر الذي لا يغفره الله قال الله عز وجل وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين و وقال الله عز وجل فلا تدعو مع الله الها اخر فتكون من المعذبين والايات في هذا المعنى كثيرة فمن دعا غير الله لقضاء حاجته من هؤلاء الاموات فقد اشرك بالله شركا اكبر وليعلم ان زيارة القبور لا تختص بيوم معين ولا بليلة معينة بل يزورها الانسان ليتذكر الاخرة ولقد زار النبي صلى الله عليه وسلم البقيع ذات مرة في الليل وهو دليل على ان الزيارة لا يشترط لها يوم معين اما فيما يتعلق في سؤال السائل وهو عنا اهله لا يزورونه الا اذا تم له اربعون يوما فهذا لا اصل له بل للانسان ان يزور قبر قريبه من ثاني يوم دفن ولكن لا ينبغي للانسان اذا مات له الميت ان يعلق قلبه به وان يكثر التردد الى قبره لان هذا يجدد له الاحزان وينسيه ذكر الله عز وجل ويجعل اكبر همه ان يكون عند هذا القبر وربما يبتلى بالوساوس والخرافات والافكار السيئة بسبب هذا بارك الله فيكم اه عرفنا فظيلة الشيخ ان زيارة القبور خاصة فقط للرجال وهي محرمة على النساء. ونظرا لكثرة الرسائل التي تصل الى هذا البرنامج من اه بلدان من البلدان العربية والاسلامية نقول اه الحكمة في منع النساء من زيارة القبور نعم اه اقول ان فهمك جيد حيث فهمت من قولي ان ان الزيارة ان ان زيارة القبور سنة للرجال ان ان الزيارة للنساء غير مشروعة وهو كذلك فان المرأة لا يسن لها زيارة القبور القول الراجح من اقوال اهل العلم ان زيارتها للقبور محرمة بل من كبائر الذنوب لان النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور واللعن هو الضرب والعباد عن رحمة الله ولا يكون اللعن الا على اثم كبير ولهذا جعل اهل العلم من علامة الكبيرة ان يرتب ان ان يرتب عليها اللعن لانه عقوبة عظيمة والعقوبة العظيمة لا تكون الا على ذنب عظيم ولكن اذا مرت المرأة المقبرة فلا حرج عليها ان تقف وتدعو لاصحاب القبور واما ان تخرج من بيتها قاصدة زيارة فهذا هو المحرم والحكمة من ذلك ان في زيارة القبور في زيارة ان في زيارة النساء للقبور مفاسد منها ان المرأة ضعيفة قوية العاطفة وربما لا تتحمل اذا وقفت على قبر قريبها كامها وابيها وما اشبه ذلك ان تصبر فيحدث واذا لم تصبر حدث لها من البكاء والعويل والنياحة ما يكون ظررا عليها في دينها وبدنها ومنها انها اذا مكنت من الزيارة فخرجت الى المقبرة والمقبرة غالبا تكون خالية من الناس الاحياء فانها قد يتعرض لها الفساق واهل الفجور في هذا المكان الخالي فيحصل عليها الشرط والفساد ومنها ان المرأة اذا خرجت من بيتها الى المقبرة وهي كما اشرت انفا قوية العاطفة ضعيفة العزيمة ربما تتخذ تتخذ ذلك ديدنا لها فتضيع بها بذلك مصالح دينها ودنياها وتبقى نفسها معلقة بهذه الزيارة ولو لم يكن من الحكمة الا ان الرسول صلى الله عليه وسلم لعن زائرة القبور لكان ذلك كافيا في الحذر منه تنزيها في القبور وفي البعد عنها لان الله سبحانه وتعالى اذا قظى امرا في كتابه او على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فان ذلك هو الحكمة لقوله تعالى وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم وقد سئلت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت كانوا يصيبون ذلك بلؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة وهذا يدل على ان الحكمة كل الحكمة امتثال امر الله ورسوله واجتناب نهي الله ورسوله. نعم. بارك الله فيكم. فضيلة الشيخ هل صحيح ان الميت يعذب ببكاء اهله على نعم صحيح ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه لان ذلك ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن العلماء اختلفوا رحمهم الله في تخريج هذا الحديث فحمله بعضهم على ان المراد به الكافر انه يعذب ببكاء اهله عليه دون المؤمن ولكن هذا خلاف ظاهر الحديث لان الحديث عام وحمل هؤلاء وحمل هؤلاء الحديث على الكافر فرارا من ان يعذب الانسان بذنب غيره لا يحصل به المقصود لان تعذيب الكافر ببكاء اهله عليه هو تعذيب للانسان بذنب غيره ايضا. هم وقال بعض العلماء المراد بذلك ان يوصي به يعني ان يكون الميت قد اوصى اهله ان ان يبكوا عليهم سيكون هو الآمر بهذا الشيء فيلحقه من عذابه وقال اخرون هو في الرجل الذي يعلم من اهله انهم يبكون على امواتهم ولم ينهاهم عن ذلك قبل موته لان رضاه وسكوته بل لان سكوته مع علمه بانهم يفعلونه دليل على رضاه به والراضي بالمنكر كفاعله منكر فهذه ثلاث فاوجب في تخريج الحديث ولكن كلها مخالفة لظاهر الحديث لان الحديث ليس فيه قيد بان المراد به من اوصى بذلك او من رضي به والحديث على ظاهره ان الميت يعذب ببكاء اهله عليه ولكنه ليس عذاب عقوبة لانه لم يفعل ذنبا حتى يعاقب عليه لكنه عذاب تألم وتضجر من هذا البكاء لانه يعلم بذلك فيتألم ويتضجر والتعلم والتضجر لا يلزم منه لا يلزمه ان يكون ذلك عقوبة اه الا الا ترى الى قوله صلى الله عليه وسلم في السفر انه قطعة من العذاب وليس السفر عقوبة ولا عذاب السفر عقوبة لكنه هم واستعداد وقلق النفس فكذلك عذاب الميت في قبره من هذا النوع اي انه يحصل منه تعلم و خلق وتعب وان لم يكن ذلك عقوبة ذنب نعم بارك الله فيكم آآ في سؤال المستمع فلاح من العراق يقول في سؤاله هذا في يوم الخميس وقبل صلاة العشاء يقول اذن في المسجد او يقوم المؤذن في المسجد بعمل المديح للرسول والدعاء. وغالبا ما يقول في هذا المديح من الصوفية كقولهم يا حبيب الخلق ما لي سواك التوجيه. جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم اه هذا العمل لا شك انه بدعة من كرة يجب النهي عنها والبعد عنها وذلك لانها لم ترد في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا سنة الخلفاء الراشدين وما عدا ذلك فهو بدعة ولو كان خيرا لسبقونا اليه ونحن نعلم ونشهد الله عز وجل اننا لسنا اشد حرصا من الصحابة على عبادة الله عز وجل ولسنا اعلم بما يحبه الله من الصحابة رضي الله عنهم ولسنا اشد تعظيما لله من الصحابة رضي الله عنهم وهذه امور مسلمة لا يمتري فيها احد واذا كانت هذه الامور مسلمة ولم يحصل من الصحابة عمل سوى ماء سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا بان الخير في اتباعه كما قال الله عز وجل والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه الواجب على جميع المسلمين ان يتحروا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين فيتبعوها وان يبتعدوا عن البدع التي لا تزيدهم من الله الا بعدا مع ما فيها من العناء والمشقة وافساد القلوب ثمان في هذا القصيد الذي اشار اليه السائل ما هو شرك بالله عز وجل بل نسيان لله عز وجل كما في قوله يا حبيب الخلق ما لسواك فاين الله ان هذا الرجل الذي يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام بانه ليس له سواه يعني انه نسي الله عز وجل وان الله تعالى في نظره لم يكن شيئا وان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي ينفع ويضر وهو الذي يدعى ويستغاث به وهذا بلا شك من الشرك الاكبر المخرج عن الملة فمن قاله معتقدا مدلوله فانه لا تقبل منه صلاة ولا زكاة ولا صيام ولا حج وعمله مردود عليه حتى يتوب الى الله ويجب على المسلمين ان يعرفوا الامر على حقيقته وان رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد رسول واشرف اوصافه ان يكون عبدا رسولا وانه لا حق له بشيء من خصائص الربوبية بل قد قال الله له امرا اياه قل لا اقول لكم عندي خزائن الله ولا اعلم الغيب ولا اقول لكم اني ملك ان اتبع الا ما يوحى الي فامره الله ان ينفي ذلك عن نفسه هو ان يبين انه عبد مأمور مؤتمر ان اتبع الا ما يوحى اليه وقال الله تعالى له قل اني لا املك لكم ضرا ولا رشدا قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلغ من الله ورسالاته فامره الله ان يقول انه لا يملك لاحد ظرا ولا رشدا بل هو نفسه لا يملك ان يدافع عن نفسه قل اني لن يجيرني من الله احد ولن اجد من دونه متحدا وان يبين للناس انه ليس الا رسول الا ليس الا رسولا تبلغ رسالة ربه الا بلاء من الله ورسالاته والاستثناء هنا منقطع الا فيه بمعنى لكن وقال الله عز وجل قل امرا اياه ايضا قل لا املك لنفسي نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ان انا الا نذير وبشر لقوم يؤمنون والايات في هذا المعنى كثيرة والحوادث الواقعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم التي تدل على انه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا ولا يعلم الغيب كثيرة ايضا فعلى المؤمن ان يتقي الله عز وجل في نفسه وفي رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم وان يعلم ان هذا الغلو الذي يعلو فيه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الامور التي يكرهها الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يقرها فلينهى عنها عليه الصلاة والسلام واذا كان صادقا في محبة الله ورسوله فليتبع الرسول صلى الله عليه وسلم على ما جاء من شرعه تونة تجاوز او تقصير يقول الله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم وان الانسان ليأسف اذا سمع ما يحدث في كثير من البلاد الاسلامية من العلو برسول الله صلى الله عليه وسلم لان ذلك ينبئ عن احد امرين لا مناص منهما اما قصور بعلم من عنده من من اهل العلم واما تقصير من اهل العلم في ابلاغ الحق الى هؤلاء العوام الذين يقعون في الشرك الاكبر وربما لا يشعرون فالواجب على اهل العلم الذين حملهم الله اياه واخذ عليهم الميثاق ان يبينوه للناس ولا يكتموه وان يدعو الناس الى الحق والا يداهنوا في في دين الله والا يراعوا ضمائر الناس الجهال الذين لا يعلمون عن الحق شيئا والا تأخذهم في الله لومة لائم ولا مانع من ان يتبعوا الطريق التي يكون بها حصول المقصود ولو على الزمن الطويل بل قد تتعين هذه اذا لم تكن وسيلة اقرب منها وامن السكوت وترك لامة على ما هم عليه بموافقتهم ومصاحبتهم في هذا الامر فهو امر يؤسف له ولن تقوم للامة الاسلامية قائمة حتى تعود بل بالاصح حتى تتقدم الى ما كان عليه السلف الصالح من تحقيق عبادة الله عز وجل والاخلاص له وتحقيق متابعة النبي صلى الله عليه وسلم وترك البدع فانه لن يصلح اخر هذه الامة الا ما اصلح اولها نسأل الله ان يجعلنا جميعا من اهل الصلاح والاصلاح امين جزيتم خيرا يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم على ما بينتم لنا وللاخوة المستمعين الكرام. اخوتنا الاكارم اجاب على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة شكر الله لفظيلته وشكرا لكم انتم لحسن المتابعة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته