بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قتل المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى لقاء جديد من برنامج نور على الدرب. ضيف اللقاء هو فضيلة الشيخ محمد ابن الصالح بن عثيمين الاستاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة عنيزة. في مطلع هذا نرحب بكم فضيلة الشيخ معنا فاهلا ومرحبا اهلا ومرحبا بكم على بركة الله نبدأ حلقة هذا الاسبوع برسالة وصلت من المستمع محمد ابراهيم من مصر بعث برسالة يقول فيها. يسأل عن حكم ترى في نظركم فضيلة الشيخ في تحديد النسل لفترة مؤقتة دون حاجة ماسة لذلك. الا ان المرأة تريد فقط ان ترتاح من عناء الحمل السنوي ويسأل عن مقولة اعداء الاسلام عن الانفجار السكاني الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم صلي وسلم ان هذا السؤال سؤال مهم وذلك ان اعداء المسلمين لبسوا على المسلمين بما يتعلق بكثرة النسل واوهموهم ان كثرة النسل يحصل بها ضائقة اقتصادية وازمات الحكومة وعلى الافراد ومن المعلوم ان هذا اعني الضائقة الاقتصادية والازمات تسبب الفوضى والاعتداء والتطاول بين الناس بعضهم على بعض فهم يصورون كثرة النسل بصورة مخيفة مروعة ويتوهم ضعاف النفوس والايمان ان هذا امر حقيقي ولو كان عند الانسان قوة ايمان وتوكل لعلم ان الله سبحانه وتعالى لن يخلق مخلوقا الا وقد تكفل برزقه كما قال الله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها وقال تعالى ولا تقتلوا اولادكم خشية ان لاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا. وقال تعالى ولا تقتلوا اولادكم من الا قل نحن نرزقكم واياهم واذا علم المؤمن ان انك كثرة النسب سبب الرزق ويتذكر شعيب من قومه بذلك فقال واذكروه اذ كنتم سرقكم وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال تزوج الودود الولود والولوج كثيرة الولادة فكلما كثرت الامة الاسلامية كان ذلك عزا لها وكان ذلك سببا لهيبتها بين الامم وكان ذلك سببا لاكتفائها بذاتها عن غيرها كما هو ظاهر معلوم وبناء على ذلك الذي ينبغي للانسان ان يحرص على كثرة الاولاد اخاطب بذلك الرجل والمرأة ولا ينبغي لهما ان يحاول قلة الولد واما ما ذكره السائل من تنظيم النسل الحقيقة ان هذا وارد ان ينظم الانسان نسله تكون ولادة المرأة بين سنة واخرى اي سنة للولادة وسنة لعدم الولادة لكن الحقيقة ان هذا الامر ليس الى الانسان فقد ينظم الانسان هذا التنظيم ولكن لا يحصل مراده ربما يتأخر الحمل في السنة التي يريد ان يكون فيها حمل وربما يموت الاولاد الذين كانوا عنده فاذا مات الاولاد ولم يشأ الله عز وجل ان تنجب المرأة بعد ذلك بقي لا اولاده عنده نعم لو فرض ان المرأة محتاجة الى ذلك يجب ان تكون ضعيفة البنية لا تستطيع ان تحمل كل سنة الا بمشقة غير معتادة فهذا وجه يبرر لها ان تنظم حملها ومع ذلك لا يكون هذا الا باذن الزوج فلو منع الزوج من ذلك فالحق لها كما ان الزوج لو طلب منها ان تستعمل ما يمنع الحمل فليس فليس عليها قبول ذلك فكل واحد من الزوجين له حق الولد ولهذا قال اهل العلم يحرم ان يعزل الرجل عن زوجته الحرة الا باذنها لان لها حقا في الولد وكذلك القول الراجح اذا تبين الزوج عقيما بل الزوجة حق الفسق لان لها حقا في الولد واما ما ذكره السائل من قول اعداء الاسلام الانفجار السكاني الانفجار السكاني او التضخم السكاني او ما اشبه ذلك فان هذا كما اشرت اليه في اول الجواب طيب من تهويل الامر من اعداء الاسلام على المسلمين والواجب على المسلم ان لا يغتر بهؤلاء وتهويلات وان يعلم انهم اعداء كمن كما وصفهم الله بذلك في قوله يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء فالكافر عدو للمسلم مهما كان في اي زمان وفي اي مكان ولهذا يجب على المؤمن اللاثق منه بشيء وان يعلم انه اي الكافر لو فعل شيئا فيه مصلحة للمسلمين فانه سوف يكسب من وراء ذلك لنفسه ما هو اكثر واكثر من المصانع نعم بارك الله فيكم فضيلة الشيخ المستمع عين نون من قطر بعث برسالة يقول فيها بانه يقترب الان من الثلاثين من العمر. يقول وقد عشت في مطلع شبابي وحتى قبيل الزواج ارتكب الكثير من المخالفات وانا الان قد تبت الى الله توبة نصوحة ونادم على مرصد مني من افعال واقوال لا ترضي الله جل وعلا فهل علي كفارة يا فضيلة الشيخ على ما مضى؟ ام ان التوبة النصوح تكفي؟ نرجو التوجيه جزاكم الله خيرا نعم التوبة النصوح تكفي وتهدم ما كان قبلها من المعاصي بل من الكفر ايضا لقول الله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ولقوله تعالى والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنوا ومن يفعل ذلك يلقى اثاما تضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما فقد ذكر الله تعالى في هذه الاية اعلى انواع المعاصي بحقه تعالى وفي حق النفوس وفي نعم. وفي حق بني ادم النفوس وفي حق بني ادم في الاعراب فهداك الشرك وذكر قتل النفس بغير حق وذكر الزنا الشرك جرم في حق الله وقتل نفس جرم في انفس الخلق والزنا جرم في اعراضهم ومع ذلك قال ومن يفعل ذلك يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخرج فيه مهانا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فابشر ايها السائل ما دمت تم تبت الى الله توبة نصوحا بان الله تعالى سيغفر لك ما سبق من ذنبك مهما عظم ولكن التوبة لابد فيها من شروط خمسة الشرط الاول ان تكون خالصة لله بان لا يحمل عليها شيء من امور الدنيا لا يبتغى بها الانسان تقربا الى احد من الناس ولا رياء ولا سمعة وانما يقصد وانما يحمله عليها خوف الله ورجاءه خوف الله تعالى من معصيته ورجاءه بتوبته الشرط الثاني ان يندم على ما وقع منه من المعصية بمعنى انه يتأثر ويحزن بما حصل ويتمنى ان لم يكن والشرط الثالث ان يقلع عن المعصية التي غاب منها فلو قال بلسانه انه تائب ولكنه باق ومصر على المعصية كانت توبته هباء منثورا بل هي الى الهزء بالله اقرب منها الى الجد فلو قال فلو قال انا تبت الى الله من الغيبة ولم يزال يغتاب الناس فاين التوبة لو قال تبت الى الله من اكل المال بالباطل وهو لا يزال مصرا عليه فاين التوبة لو قال تبت الى الله من النظر المحرم وهو مصر عليه فان التوبة لا بد ان يقلع عن المعصية ومن ذلك رد الحقوق الى اهلها فلو قال انا تائب من ظلم الناس ولكن حقوق ولكن حقوق الناس في ذمته فانه لم يتب والشرط ثالث ان يعزم على الا يعود في المستقبل بل هذا هو الشرط الرابع ان نعزم على الا يعود الى المعصية في المستقبل فلو قال انا تائب وندم على ما مضى واقلى عن الذنب لكن في قلبه انه لو حصلت له فرصة لعاد الى الذنب لم يكن جائبا حقيقة بل لا بد ان يعزم على الا يعود ويجب ان نتفطن لكلمة يعزم على الا يعود فانه لا يشترط الا يعود فلو كان حين التوبة عازما على الا يعود ولكن سولت له نفسه ان يعود فان التوبة الاولى لا تبطل لكنه يحتاج الى توبة جديدة بعوده الى الذنب الشرط الخامس ان تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه وذلك بان تكون قبل حضور الاجل وقبل طلوع الشمس من مغربها فان وقعت التوبة بعد حضور الاجل لم تقبل وان وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تقبل ايضا ودليل ذلك قوله تعالى وليست التوبة للذين يأمنون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار ولهذا لم يقبل الله توبة فرعون حين ادركه الغرق فقال امنت بالذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين قد قيل له الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر يعني بروحه وذلك بحضور اجلهم وان وقعت التوبة بعد طلوع الشمس من مغربها لم تقبل ايضا كقوله تعالى هل ينظرون الا ان تأتيهم الملائكة او يأتي ربك او يأتي بعض ايات ربك يوم يأتي بعض ايات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا ولان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر ان التوبة تنقطع اذا طلعت الشمس من مغربها والشمس الان تشرق من المشرق وتغرب من المغرب فاذا اذن الله لها ان ترجع من حيث جاءت رجعت فخرجت من المغرب وهذا في اخر الزمان فاذا رآه الناس وامنوا اجمعون ولكن لا ينفع نفسا ايمانها ولم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا وخلاصة شروط التوبة انها خمسة الاخلاص لله والندم على ما حصل من الذنب والاقلاع وين والعزم على الا يعود وان تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه نسأل الله ان يتوب علينا جميعا. اللهم امين. بارك الله فيكم آآ فضيلة الشيخ هذا مستمع يسأل عن موانع الاجابة في الدعاء ويسأل ايضا عن اوقات اجابة الدعاء نرجو بهذا افادة نعم اولا يجب ان نعلم ان الدعاء نفسه عبادة وانه يحسن به القربة الى الله عز وجل لقول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادته سيدخلون جهنم داخرين ولان الانسان اذا دعا ربه فانه ممتلك لنفسه بالقصور ولربه بالكمال ولهذا توجه اليه سبحانه وتعالى بالدعاء وهذا تعظيم لله عز وجل وتعظيم الله تعالى عباده وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الدعاء عبادة واذا كان كذلك فان الانسان يحصل له التقرب الى الله تعالى بمجرد دعائه ثم انه اذا دعا حصل له مع العبادة اما ما دعا ما دعا به يعني يحصل له مقصوده الذي دعا الله ان يحصل واما ان يكف عنه من الشر ما هو اعظم من النفع الحاصل بمطلوبه ومن ذلك ان يكون هذا المطلوب لو حصل للانسان لكان له به فتنة واما ان يدخر الله له اجره عنده يوم القيامة فكل من دعا الله سبحانه وتعالى فانه لا يخيب ابدا ولكن الدعاء له بشروط بل له اداب. طيب منها ان يعتقد الانسان حين الدعاء انه في ضرورة الى ربه وفي افتقار اليه وانه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا الا ما شاء الله ومنها نعتقد كمالا ربه عز وجل سبحانه وكمال رحمته واحسانه وفضله وقدرته ومنها ان يكون مؤملا وراجعا للاجابة لا يدعو وهو شاك هل يحصل هذا الشيء او لا يحصل يدعو وهو موقن بالفائدة ومنها الا يعتدي في دعائه باني وذلك بان يسأل الله سبحانه وتعالى ما لا يمكن شرعا او قدرا فان سأل الله ما لا يمكن قدرا فهذا حق لا يجوز وهو نوع من السخرية بالله عز وجل وكذلك نسأل الله ما لا يمكن شرعا بانه في الدعاء ونوع من السخرية لله عز وجل ومنها اي من الاداب اللادوار بما لا يحل شرعا فلا يدعو باثم ولا بقطيعة رحم ومن الاداب ايضا ان لا تكون مطعمه وملبسه من الحرام اي ان يكون مطعمه وملبسه وغذاؤه ومسكنه حلالا نعم شكر الله لكم يا فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم. اخوتنا الاكارم اجاب على اسئلتكم فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين الاستاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة عنيزة. شكر الله لفضيلته شكرا لكم انتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته