بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ترى المستمعين الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومرحبا بكم الى لقاء مبارك يسجل مع فضيلة الشيخ محمد ابن صالح ابن عثيمين. الاستاذ في كلية في الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه وامام الجامع الكبير في مدينة عنيزة. في مطلع هذا اللقاء نرحب بكم يا فضيلة الشيخ اهلا ومرحبا. مرحبا بكم واهلا هذه رسالة وصلتنا من اختكم في الله المستمعة سين سين نون من الرياض تقول فضيلة الشيخ ما حكم الشرع في نظركم في رجل يكنز الاموال الطائلة ويبخل على زوجته ويبخل على زوجته اولاده حتى في الطعام واللباس بحجة انه فقير لا يملك شيئا. وهم يصدقون تلك الدعاوى الكاذبة. وعلاوة على ذلك فهم لا يسلمون من بطشه ولسانه لعل لكم توجيه ونصف في هذا مأجورين الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. اللهم صلي وسلم عليه التوجيه الذي ينبغي ان يوجه الى هذا الرجل اذا صح ما قيل عنه هو ان يتقي الله عز وجل في نفسه وفي اهله ويقول بما اوجب الله عليه من النفقة على زوجته وعلى اولاده فان الانفاق على الزوجة والاولاد من الواجبات قال الله عز وجل وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقال النبي صلى الله عليه وسلم ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ولا يحل له ان يبخل لما يجب عليه من ذلك وهو اذا اذا بخل به كان سبيها من الناحية الشرعية ومن الناحية العقلية اما من الناحية الشرعية فانه سفيه لانه ظلم نفسه بترك ما اوجب الله عليه وكل من ترك ما اوجب الله عليه فقد ظلم نفسه فان النفس امانة عند الانسان يجب عليه ان يرعاها حق رعايتها قتال ما يقربه الى الله عز وجل وترك ما يبعده من الله واما كونه سفيها من الناحية العقلية فلان هذا المال الذي يدخره سوف يرجع الى هؤلاء الذين بخل عليهم في حياتهم لان المال سيورف بعد صاحبه فيكون في هذه الحال وبالا عليه ومآله لهؤلاء الذين بخل عليهم به في في الحياة الدنيا وهذا سفه وليعلم انه لن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله الا اثابه الله عليها حتى ما يجعله في فم امرأته كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وليعلم كذلك انه لا ينفق نفقة وليعلم كذلك انه لا ينفق نفقة لله عز وجل على اهله وعلى اولاده الا اخلفها الله عليه كما قال الله تعالى وما انفقت من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين واذا علم هذا العلم وامن به سهل عليه ان ينفق على زوجته واولاده اما بالنسبة للزوجة والاولاد فلهم اذا قدروا على شيء من ماله ان يأخذوا بقدر النفقة فيه لهم بالمعروف وان لم يعلم به لان النبي صلى الله عليه وسلم اين لهند بنت عتبة ان تأخذ من مال زوجها ما يكفيها وولدها بالمعروف حين ذكرت له انه شحيح لا يعطيهم من النفقة ما يكفيهم واذا لم يحصلوا على شيء وامتنع من الانفاق عليهم فان لهم ان يأخذوا من الزكاة والصدقات لانهم في هذه الحال فقراء معدمون حتى وان كان يمنعهم من اخذ الزكاة لان بعض الناس لا ينفق على اهله ولا يرضى ان يأخذوا من الزكاة وهذا كما كما هو معلوم خطأ لكن بالنسبة لهم اذا كانوا في حاجة وممن يستحقون الزكاة في احد الاوصاف الاوصاف التي هي سبب الاستحقاق فانهم يأخذون وان كره من ينفق عليهم اذا كان ممتنعا مما يجب نعم. بارك الله فيكم هذه مستمعة من الكويت ارسلت برسالة طويلة الحقيقة ضمنتها مجموعة من الاسئلة العديدة لعلنا نستعرض بعض منها في حلقة هذا الاسبوع وبقية الاسئلة في حلقة قادمة ان شاء الله. تقول فضيلة الشيخ الذي اعرفه ان العمرة ليس لها هدي. ولكن في عمرة الحديبية ساق الرسول صلى الله عليه وسلم معه هديا عندما احصر ذبح الهدي. السؤال ما سبب سياق الهدي مع انه كان ذاهبا للحمرة وليس للحج مع انه كان ذاهبا للعمرة وليس للحج الهدي نوعان هدي واجب وهذا لا وهذا لا يكون الا في حق المتمتع او القارئ لقول الله تعالى فمن تمتع بالعمرة الى الحج كما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيامه ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن اهله حاضر للمسجد الحرام وهدي تطوع وهذا يكون في حق المفرد في الحج وفي حق المعتمر وفي حق من لم يحج ولم يعتمر المفرد له ان يهديها هديا يتقرب به الى الله والمعتمر له ان يهدي هديا يتقرب به الى الله ومن لم يحج ولم يعتمر وكان في بلده له ان يهدي هديا يتقرب به الى الله فيرسله الى مكة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم حين ارسل هديا الى مكة وهو مقيم في المدينة وكما اهدى الهدي في عمرة الحديبية فالهدي نفسه عبادة يتقرب به الى الله ولكن قد يكون واجبا وقد يكون مستحبا له واجب على القارن والمتمتع وسنة في حق المفرد في الحج والمفرد بالعمرة ومن لم ومن لم يحج ولم يعتمر وهناك هد واجب من نوع اخر وهو ما يكون بسبب الاتلاف كالهدي الواجب في قتل الصيد قال الله تبارك وتعالى يا ايها الذين امنوا لا تقتلوا الصيد وانتم حرموا ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به اذا وعد من منكم هديا بالغ الكعبة نعم بارك الله فيكم. ايضا من اسئلتها هذا السؤال تقول هل اتم الرسول صلى الله عليه وسلم عمرته في الحديبية؟ ام لم يتمها؟ وكم عمره ائتمر الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما هي طيب اه عمرة الحديبية لم يكملها النبي صلى الله عليه وسلم بحسب الامر الواقع لان قريشا صدوها عن المسجد الحرام لكنه اتمها حكما لانه ترك العمل عجزا عنه ومن شرع في العمل وتركه عجزا عنه كتب له اجره قال الله تعالى ومن يخرج من بيته مهاجرا الى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع اجره على الله واما عمر النبي صلى الله عليه وسلم فانها كانت اربعا احداها عمرة الحديبية والثانية عمرة القضاء التي قاضى عليها قريشا فان من جملة الشروط التي وقعت بينهم في الصلح ان النبي صلى الله عليه وسلم يأتمر من العام القابل وقد فعل عليه الصلاة والسلام اللهم صلي والثالثة عمرة الجعران فعلها النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من غزوة حنين والرابعة العمرة التي في حجته في حجة الوداع فانه صلى الله عليه وسلم كان قارنا جامعا بين الحج والعمرة في احرام واحد فهذه اربع عمر اعتمرها النبي صلى الله عليه وسلم وكلها كانت في اشهر الحج فعمرة الحديبية وعمرة القضاء وعمر كل عرظانة كانت في ذي القعدة وامرأة وعمرته مع حجته كان الاحرام بها في اخر ذي القعدة واتمامها في ذي الحجة لان عمرة القارن تندرج في الحج وان تكون افعاله افعال الحج ولهذا كان القول الراجح انه لا يلزم القارن طوافان وسعيان وانما يكفيه طواف واحد وسعي واحد فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطف الا طوافا واحدا ولم يسعى الا سعيا واحدا واما طوافه حين قدم فهو طواف القدوم وطافه عند خروجه طواف وداع نعم. بارك الله فيكم لعلكم تحدثوا المستمعين يا فضيلة الشيخ عن افضل المناسك افضل المناسك التمتع. نعم وهو ان يأتي الحاج بالعمرة اولا ويتحلل منها ثم يوحنا بالحج في اليوم الثامن ودليل ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم امر اصحابه به وقال لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا احللت معكم ولان التمتع يجمع بين النسكين مع تمام افعالهما فان المتمتع فان المتمتع يأتي بالعمرة كاملة وبالحج كاملة ولهذا كان القول الراجح الذي عليه جمهور اهل العلم ان على ان على المتمتع طواف وسائل العمرة وطواف وسعي للحج كما جاء ذلك في حديث ابن عباس وعائشة رضي الله عنها ولان التمتع يحصل به متعة للحاج وتيسير عليه لانه بين العمرة والحج يتحلل تحللا كاملا فيتمتع بما احل الله له من محظورات الاحرام التي لو بقي على احرامه لكان ممنوعا منها هذا ان لم يكن ساق الهدي فان كان فالناسك قد ساق الهدي فانه لا لا يحرم او فانه لا يأتي بالتمتع بل يكون قارنا كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وذلك لان من ساق الهدي لا يمكنه ان يحل حتى يبلغ الهدي محله كما قال الله تعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام اني سقت الهدي ولبثت رأسي فلا احل حتى انحر انحر نعم بارك الله فيكم في حديث قباعة بنت الزبير عندما قالت للرسول صلى الله عليه وسلم اريد الحج وانا شاكية. فقال لها واشترطي والمعنى انها تقول ان حبسني حابس اي منعني مانع من اتمام النسك فانني احل وقت وجود ذلك المعنى وانما وانما ارشدها النبي صلى الله عليه وسلم الى الافتراء لانها كانت تخاف الا تتم النسك من اجل المرض فارشدها النبي صلى الله عليه وسلم الى ان تشتري واما من لم يكن خائفا من اتمام النسك فانه لا يشتغل لان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يكن لم يكونوا اشترطوا عند الاحرام هذا الشرط ولهذا كان القول الراجح ان الاشتراط ليس بمستحب ولا مشروع الا لمن كان خائفا من عدم اتمام نسكه وهذا القول هو القول الذي يجمع بين الادلة واما من نفى الاشتراط مطلقا او اثبت الاشتراط مطلقا فانه لا بد ان يقع في مخالفة لبعض النصوص يقول بعض الناس اننا في هذا الزمن خائفون بكل حال لكثرة حوادث السيارات وجوابنا عن هذا ان حوادث السيارات بالنسبة بكثرتها ليس بشيء فان السيارات تكون بمئات الالاف واذا حصل من مئات الالاف حادثة او حادثتان او عشر او الشؤون الحارثة فيصف بشيء والحوادث كائنة حتى في عهد الرسول عليه الصلاة اللهم صلي وسلم عليه فانه صح من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ان رجلا وقصدته راحلته يوم عرفة تمام وهذا حادث وجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فالمهم ان الحوادث محتملة حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يرشد الامة الى الاشتراط الا لمن كان خائفا وقولي ان مئات الالاف السيارات هذه وقعت تبقى الاسلام والا فلا اظن انها تبلغ مئات الالاف لكنها تبلغ عشرات نعم الالاف نعم بارك الله فيكم يا شيخ اه في سؤال اخير للمستمعة خالدة سين ميم اه فقرة اخيرة مكونة من شقين تقول اريد ان اكون طالبة اريد ان اكون اه طالبة علم ولكن سمعت ان افة العلم النسيان فمن فمن قائل هذه العبارة؟ وما هي الطريقة التي اتقي بها هذه الافة؟ الشق الثاني ما الذي يعين على تقويم الحفظ وتثبيت العلم في القلب لا ادري من قال هذه الكلمة افة العلم للنسيان ولكن الواقع يشهد بذلك والنسيان ذهول القلب عما كان معلوما وهو وارد على كل احد كل ينسى حث النبي صلى الله عليه وسلم قال انما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فاذا نسيت فذكروني ولكن الناس يختلفون وسبب واسباب تمكين الحفظ قد تكون غريزة في طبيعة الانسان وقد تكون مكتسبة بعمل الانسان فاما الغريزة فلا حيلة للانسان فيه بالحفظ وبقاء في قلوبهم وبقوا المهم عليه لم ينسوا الا قليلا حتى ان بعضهم يقول ما حدثت بحديث فنسيتم. نعم ومن الناس من يكون سريعة النسيان يحدث بالحديث في الصباح وينساه في المساء ومن الناس من هو بين ذلك وهذا الامر الطبيعي ليس للانسان فيه حيلة. اللهم الا لسؤال الله عز وجل واللجوء اليه فان الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والارض وهو عز وجل قادر على ان نغير الطبيعة الى ما هو احسن والثاني المكتسب وهو الذي يحصل بفعل العبد وذلك بتعاهد ما حفظه وتعاهد ما حفظه وتذكره دائما والا يشغل نفسه بفضول الكلام وفضول التفكير ولهذا امر النبي صلى الله عليه وسلم بتعاهد القرآن فقال صلى الله عليه وسلم تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده له اشد تفلتا من الابل في عقولها او قال تفصل من الابل في عقولها فهذا الدواء وهو التعاهد وان يكون الانسان دائما يفكر ومن دواء النسيان ايضا وهو مهم جدا التقوى والعمل الصالح فان الله تعالى يقول ويزيد الله الذين اهتدوا هدى واذا كان الله تعالى يزيده هدى فان حفظ الهدى الذي معه من باب اولى فكلما اهتدى الانسان وعمل صالحا ابقى الله معلوماته في قلبه وزاده من فضله فاذا اردت ان تبقى محفوظاتك فعليك بتقوى الله والعمل الصالح كما تفيده هذه الاية الكريمة ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم. ويشهدوا لهذا قوله تعالى فبما نقهم ميثاقهم لعناهم واجعلنا قلوبهم قاسية تحرفون الكلمة عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به فانها بالنسيان يشمل نسيان الذهول ونسيان الترك فهذه من للأسف من اسباب بقاء ما حفره ما حفره الانسان ومن الاسباب ايضا ان يكثر المذاكرة بينه وبين قرنائه وزملائه الاول عن المذاكرة مع الزملا والقرنا يكون في كل وقت وكل مناسبة والمذاكرة كما تبطل محفوظ فهي ايضا تشحن الذهن وتقويه وتنميه كما هو معلوم بالتجارب واما الثاني وهو تطبيق المعلومات عمليا فان هذا ايضا مما يثبت المعلومات ويبقيها ولهذا قيل العلم يهتف بالعمل فان اجاب والا ارتحل فقير قيدوا العلم بالعمل فان الانسان مثلا اذا علم ما يشرع في الوضوء وعمل به ترى هذا العمل كالمذاكرة وصار هذا العمل تعاهدا منه لهذه المعلومات تعهد منه للمعلومات ثابتة في ذهنه وكذلك ما وكذلك ما يكون في الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك من الاعمال التي علمها فانه اذا طبق ذلك عمليا صار في هذا ترسيخ لمعلوماته فما هو الشق الثاني اه تقول في سؤالها الثاني ما الذي يعين على تقوية الحفظ والتثبيت العلم في القلب وقد ذكرتم هذا؟ نعم ذكر الله لكم فضيلة الشيخ وبارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم المسلمين. اخوتنا الاكارم انتهت حلقة هذا اليوم من برنامج نور على الدرب واجاب على اسئلتكم فيها فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الاستاذ في كلية الشريعة واصول الدين في القصيم وخطيبه امام الجامع الكبير بمدينة عنيزة. شكر الله لفضيلته وشكرا لكم انتم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته