احسن الله اليكم. الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. عليه وعلى اله وصحبه والصلاة واتم التسليم. اما بعد فاللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين. قلت وفقكم الله تعالى ونفعنا بعلمكم في مصنفكم الاداب العشرة. بسم الله الرحمن الرحيم. اعلم هداني الله واياك لاحسن الاخلاق ان من من اعظم الاداب عشرة ابتدأ المصنف وفقه الله رسالته بالبسملة مقتصرا على اتباعا للوالد في السنة النبوية. في مكاتباته ورسائله صلى الله عليه وسلم الى الملوك فالتصانيف تجري مجراها. ثم ذكر ان ان من اعظم الاداب عشرة. والاداب كثيرة العدد. متفرقة الابواب والمعدود منها في هذه الرسالة عشرة خصت بالعد لاتصافها بالاعظمية وهي بلوغها غاية الاهمية. وصفت الاداب العشرة المذكورة فيها بانها من اعظم الاداب لامرين. احدهما الاعتناء بها شرعا. فدلائل الشرع متكاثرة في بيان الاحكام المتعلقة بتلك الاداب العشرة والاخر كثرة وقوعها واستعمالها عرفا. فان من الجاري بين الناس اتباع هذه الاداب لكثرة رواج ما يتعلق بها من الاحوال في يوم احدهم وليلته. والاداب جمع ادب وهو ما حمد شرعا او عرفا. وهو ما حمد شرعا او فالمحمودات الشرعية والعرفية تسمى اداب. وحقيقة خصال الخير. ويسمى المتحلي بها مؤدبا. ويوصف بان انه ذو ادب. ووجه نعته بذلك اجتماع خصال الخير فيه ذكره ابن القيم في مدارج السالكين. والاصل الوثيق الذي تبنى عليه الاداب الاب هو الاحكام الشرعية والاعراف المرعية. فتارة يستمد الادب من دليل الشرع وتارة يستمد الادب من داعي العرف. والنزع من هذين الموردين هو اصل الموارد في تعيين الاداب. وبيان ما يتعلق بها وهما سابقان لما اكب عليه الناس باخرة مما استحسنوه من اليف اهل الشرق او الغرب من غير المسلمين. وسموه بروتوكولا او اتيكيتا او غير ذلك من الاسماء التي جعلوها له. فانما يوجد في الدلائل الشرعية والاعراف المرعية التي نشأت عليها هذه الامة الاسلامية ارفع واعلى مما يوجد في غيرها. فحقيق بالمتحلين بالعلم. ان يتحققوا في باب الاداب بامر احدهما ان يكون مولدهم في معرفة الاداب هو الشرع القويم والعرف المستقيم ان يكون موردهم في معرفة الاداب هو الشرع القويم والعرف المستقيم ففيهما غنية عما سواهما. والاخر ان يمتثلوا تلك الاداب يتحققوا بها فانهم اولى الخلق بان يكونوا اهل ادب فان صفوة الخلق محمد صلى الله عليه وسلم كان اكمل الناس ادبا. والشارعون في طلب ميراث من العلم حري بهم ان يقتدوا به. فيتحلوا بهديه وخلقه وادبه صلى الله عليه وسلم. نعم