احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى السادس اذا عطست فاغطي وجهك بيدك او بثوبك واحمد الله فان شمتك احد قال يرحمك الله فقل يهديكم الله ويصلح بالكم. ذكر المصنف وفقه الله الادب الخامس من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب العطاس. وفيه اربع مسائل. فالمسألة الاولى في قوله اذا عطست فغط وجهك بيدك او بثوبك والعطاس هو صوت يخرج من الانف مع هواء شديد. صوت يخرج من الانف مع هواء شديد. فاذا عطس العبد امر ان يغطي وجهه لئلا يتناثر اثر عطاسه مما يخرج من انفه فيغطيه بيده او او بثوبه ليحصل حبس المتناثر من انفه عند عطاسه. فاما ان يرد ثوبه وهو كعمامة او طرف قميص ونحوه على وجهه مغطيا له. او تمسك بيده على انفه. والمختار كون الامساك باليد اليسرى لان الخارج عادة عند العطاس هو ايش؟ المخاط وهو مستقل طبعا لا شرعا. لان الخارج عادة عند العطاس والمخاط وهو مستقذر طبعا لا شرعا فطباع الناس تنفر من رؤيته واثره. وان كان غير مستقذر الشرع والمستقذرات شرعا او طبعا من الاذى. واليد اليسرى تكون للاذى. اما اليمنى فتكون للتكريم. والمسألة الثانية في قوله واحمد الله. اي قل الحمد لله ووقع في الاحاديث النبوية صيغ زائدة على لفظ الحمد. فمن اقتصر على الحمد جاء باقل المأمول به. ومن زاد شيئا مما ورد كان اكمل في الامتثال كالمتقدم في الحمد بعد الطعام. ومن قواعد الديانة ان السنن المتنوعة في المحل الواحد يؤتى بنوع منها تارة وبنوع اخر تارة اخرى. ليستعمل العبد وجميع الوارد من السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم. فيتحقق فيه كمال الاتباع. ويعظم اجره في احياء السنة وحفظها في الناس. والمسألة الثالثة في قوله فان شمتك احد فقال يرحمك الله. اي اذا دعا لك احد بعد عطاسك الله بان قال لك يرحمك الله. فمن سمع عاطسا حمد الله قال له داعيا يرحمك الله والدعاء بالرحمة متعلق بمن حمد بعد عطاسه فان عطس فلم يحمد الله لم يدع له بالرحمة. والمسألة الرابعة في قوله فقل يهديكم الله ويصلح بالكم. ثبت هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم. والاثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم تدل على ان مقصود الشرع وقوع الدعاء باي لفظ. على ان مقصود الشرع وقوع الدعاء باي لفظ فصح عن ابن عمر رظي الله عنه انه كان يقول يرحمنا الله ويغفر لنا ولكم. يرحمنا الله واياكم ويغفر لنا ولكم. رواه مالك في موطئه عن نافع عنه وهو من اصح الاسانيد وهو اصل ما اعتاده الناس في هذه البلاد من قولهم يرحمنا ويرحمكم الله فهذا الدعاء الجاري على السنتهم مروي اصله عن ابن عمر وصح عن ابن عباس رضي الله عنه انه كان يقول يرحمنا ويرحمكم الله. عوضا يهديكم الله ويصلح بالكم. فهذه الاثار وما كان في معناها تدل على ان مقصود الشرع وقوع الدعاء هنا واكمله ان يقول يهديكم الله ويصلح بالكم فمن دعا بغيره ولا سيما بالاثار الواردة عن الصحابة كان موافقا لمقصود الشرع فلا يطلق القول بكونها مخالفة فظلا عن ان يقال انها بدعة. فتكاثر هذه الاية اثار وتنوعها يدل على ان اصل الشرع المقصود في هذا المحل هو الدعاء. وحاصل ما تقدم ان دار العطاس نوعان احدهما ذكر العاطس. وهو الحمد عند عطاسه. وهو الحمد عند عطاسه والدعاء لمشمته بقوله يهديكم الله ويصلح بالكم او غير ذلك من المأثور عن الصحابة رضي الله عنهم وما كان في معناه. والاخر ذكر سامع العاطس. وهو الدعاء له بقوله يرحمك الله وهو الدعاء له بقوله يرحمك الله. نعم