احسن الله اليكم قلتم وفقكم الله تعالى السابع رد التثاؤب ما استطعت وامسك بيدك على فيك ولا تقل اه اه فذكر المصنف وفقه الله الادب السابع من الاداب العشرة وهو يتعلق بادب التثاؤب. وفيه ثلاث مسائل فالمسألة الاولى في قوله رد التثاؤب ما استطعت. والتثاؤب هو خروج هواء من دون نفخ خروج هواء من الفم دون نفخ. فاذا اندفع ذلك من جوف العبد امر بان يرده. ورده هو حبسه وكتمه. ورده هو حبسه وكتمه فيكتمه ما استطاع الى ذلك سبيلا. بان يجمع نفسه على انفاسه بان يجمع نفسه على انفاسه حتى لا تتسارع فتخرج على تلك الحال المعروفة بين الناس. والمسألة الثانية في قوله وامسك بيدك على فيك. اي اقبض بيدك على فيك محكما ثبوتها عليه. لئلا تتمادى فتفر فاك على وجه مستقبح مستشنع. واكمل ما يستعمل من اليدين هنا ما يناسب الحال فان كان الفم مطيبا ليست فيه رائحة كريهة ولا يتصاعد منه ما يستقذر استعمل يمناه. وان كان يخرج منه لعلة او غيرها ما يستقذر ويستقبح مما هو اذى استعمل يسرا. والاكمل استعمال ظاهر اليد. دون باطن الكف في قلب يده ويضعها على فيه. لئلا تباشر باطن الكف. فان كانت الكف يمنى كان يباشر بها اكله وشربه. فالاولى الا يجعل باطنها على فيه. وان كانت اليسرى كانت بقلب كفه وان يباشر بظاهرها لئلا يكون في باطنها شيء مما يستقذر من رائحة بحاجة وازالتها او نحو ذلك. والمسألة الثالثة في قوله ولا تقل اه اه وهو صوت يصدر اذا تمادى المتثائب في ثغر فيه. فانك تسمع من كبس عليه التثاؤب فاستجاب لداعيه يتوطأ به التثاؤب ممتدا حتى يخرج منه هذا الصوت او نحوه. ووقع في رواية البخاري ها ها والغالب في حال الناس اه اه وهي رواية ابي داود. ومثل هذا مما يبين بما يدل عليه ادنى دلالة. يعني مثل ما قلنا وارد في الحديث اه اه اربعين او غير بين بين بادنى دلالة. والذي لا يفهم يمكن ان ينظر في الناس الى التثائب فيفهم. لكن لا ان يزاد في البيان بان يقول المبين هكذا ثم يفتح فمه ويرسل هذا الصوت ان هذا مما يستقبح وبيان الشريعة ينبغي ان يكون على اكمل وجه في القال والحال. فالمبين الشريعة ينبغي ان يتأنق في البيان المعرب عنها. لان الشريعة جاءت بابين الكلام فاذا بين بحال بين بحال كاملا دون الوقوع في حال النقص التي يزدري فيها الناس المبينة على تلك الصورة التي يستقبحونها. نعم