نعم قلتم غفر الله لكم الاصل الثاني معرفة العبد دين الاسلام والدين هو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عباده ومنه التوحيد والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اكمله الله ورضيه لنا دينا وما عداه مردود على صاحبه يقينا. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين. وقد سمانا الله عباده المسلمين فقال وسماكم المسلمين من قبل وفي هذا وحذر انا من الخروج عن دعوى الاسلام الى دعوى الجاهلية. فمن انتسب الى شيء يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه عليه وسلم فان انتسابه من دعوى الجاهلية ومراتب الدين ثلاث. الاولى الاسلام خمسة شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت والثانية الايمان واركانه ستة. ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره والثالثة الاحسان واركانه اثنان ان تعبد الله وان يكون فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة والواجب من معرفة دين الاسلام على كل احد يرجع الى ثلاثة اصول. الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه بموافقة الشرع وجماعه اركان الايمان الستة المتقدمة وتوابعها من اصول الاعتقاد الثاني الفعل والواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا وفعل العبد قسمان احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له بالصلاة والصيام والزكاة والحج وثوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات والاخر فعله مع الخلق ودماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. والثالث الترك والواجب وفيهم موافقة الاجتناب مرة الله. وجماعه المحرمات الخمس التي اتفقت عليها ديان والرسل جميعا وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك. والقول على الله بغير علم وما يرجع ويتصل بها لما فرغ المصنف وفقه الله من بيان الاصل الاول اتبعه ببيان اصل الثاني من الاصول الثلاثة المتعلقة بالمعارف الثلاث التي تقوم عليها العبادة فقال الاصل الثاني معرفة العبد دين الاسلام. ثم بين حقيقة الدين فقال والدين هو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ومنه التوحيد. فالدين يطلق في الشرع على معنيين. احدهما معنى عام وهو ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. ما انزله الله على الانبياء لتحقيق عبادته. والاخر معنى خاص. وهو التوحيد. والمعنى الخاص هو المعهود شرعا فاذا اطلق اسم الدين في خطاب الشرع فالمراد به توحيد الله. ثم بين المصنف حقيقة الاسلام الذي هو الدين المراد منا. فقال والاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله اسلام العبد لله يرجع الى المعنى المذكور. وهو الاستسلام لله بالتوحيد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. والجملتان الاخيرتان بمنزلة التابع اللازم ولكن اولى فمن استسلم لله بالتوحيد ان قاد له بالطاعة وبرئ من الشرك واهله فحقيقة الاسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد. وله توابع متعددة من جملتها المذكور في قوله والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك واهله. وافسح عن المذكورتين مع اندراجهما في الاستسلام لله بالتوحيد. تنويها بشأنهما بعلو مقامهما. وهذا المعنى للاسلام هو معنى عام. تندرج فيه جميع دعوات الانبياء والرسل. فان الانبياء جميعا جاءوا بدعوة الناس الى الاستسلام بالله بالتوحيد. قال تعالى ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقال تعالى وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون فمدار دعوة الانبياء والمرسلين على استسلام الخلق لله بالتوحيد. ومن جملة المعنى العامي للاسلام الدين الذي بعث به النبي صلى الله عليه وسلم. فان الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا ويتلو علينا ايات الله وجعل الله اكمل استسلام له بالتوحيد في الدين الذي بعث به محمد صلى الله الله عليه وسلم فلم يزل الدين يعلو كمالا بين الانبياء حتى انتهى كماله الى الدين الذي خص به محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى قول المصنف اكمله الله ورضيه لنا دين فانتهى تكميل الدين الى ما بعث به سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم. ولما كان كاملا رضيه الله لنا دينا. وجعل ما عداه من الاديان مردودا على صاحبه يقين فلا يقبل منه. قال الله تعالى ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين فالاية اصل في ابطال غير دين الاسلام من جهتين. احداهما عدم قبوله من العبد في قوله فلن يقبل منه. والاخر بطلان عمله وخسارته في الاخرة. في في قوله وهو في الاخرة من الخاسرين. فكل دين بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم سوى دينه فهو دين باطل. واهله في الاخرة من الخاسرين. فدين اليهودية والنصرانية والبوذية والوثنية والشيوعية وغيرها اجيال باطلة. واهلها من الخاسرين في الاخرة فهم من اهل النار. ثم ذكر المصنف ان المنتسبين الى هذا دين جعل الله عز وجل لهم اسما فقال وقد سمانا الله عباده المسلمين فمن دان بالاسلام فهو مسلم. والدليل قوله تعالى هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا. اي سماكم المسلمين من قبل فيما سبق من الكتب الالهية. وفي هذا اي في القرآن. ووقوع تسمية في الكتب السابقة وفي كتابنا هذا لنا بالمسلمين تأكيد لهذا الاسم تحقيق صدقه على المنتسبين الى الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال من الخروج عن دعوى الاسلام الى دعوى الجاهلية ودعوى الاسلام هي الاسماء التي جعلها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم للاسلام واهله. وعند الترمذي من حديث بحالة الاشعري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فمن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثى جهنم قال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام ادعوا بدعوى والله الذي سماكم المسلمين والمؤمنين عباد الله. واسناده صحيح. ففيه الامر بالأسماء الشرعية للاسلام واهله. والنهي عن الخروج عنها الى غيرها قال المصنف فمن انتسب الى شيء يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فان انتسابه من والجاهلية والجاهلية اسم لما كان عليه الناس قبل النبي صلى الله عليه وسلم وما اضيف اليها من قول او فعل او اعتقاد فهو محرم. ومن جملة الجاهلية الانتساب الى ما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. ومما يخالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه عليه وسلم الاسماء التي تجعل للاسلام واهله مما لم يرد في القرآن ولا في السنة مع مخالفتها اصول ما فيهما من لزوم الجماعة والحذر من التفرق ثم بين المصنف مراتب الدين فقال ومراتب الدين اي بمعناه العام ثلاث فالمرتبة الاولى الاسلام والمرتبة الثانية الايمان المرتبة الثالثة الاحسان. واعتنى المصنف فيما يتعلق بالبيان المعرب عنها بذكر اركانها فقال في المرتبة الاولى وهي الاسلام واركانه خمسة. فالركن الاول شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. والشهادة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الشهادة لله بالتوحيد ولمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة. والركن الثاني اقام الصلاة. والصلاة هذه هي ركن من اركان الاسلام هي الصلوات الخمس في اليوم والليلة. والركن الثالث ايتاء الزكاة والزكاة التي هي ركن من اركان الاسلام هي الزكاة المعينة في الاموال والركن الرابع صوم رمضان. وصوم رمضان الذي هو ركن من اركان الاسلام هو صوم شهر رمضان في كل سنة. والخامس حج البيت. والحج الذي هو ركن من اركان الاسلام هو حج الفرض الى بيت الله الحرام مرة واحدة في العمر. فالجمل المذكورة تفصح عن المقادير المطلوبة في الاركان المتقدمة. فان اسم كل واحد منها اوسع مما ذكر وقد يوجد في افرادها ما يكون واجبا. لكنه لا يكون من جملة الركن كالشهادة في حق فهي واجبة او صلاة العيد والكسوف فهما واجبتان عند جماعة من الفقهاء او زكاة الفطر فهي واجبة. او صوم وحجه فهما واجبان. فالواجبات المذكورة من حقائق هذه الخمس لا تكون مع او وجوبها من جملة ما يندرج في ركنية ما ترجع اليه. ثم ذكر المرتبة الثانية وهي الايمان وبين اركانه فقال واركانه ستة. فالركن الاول هو الايمان بالله والايمان بالله الذي يكون ركنا من اركان الايمان هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى والصفات العلى هو الايمان بوجوده ربا مستحقا للعبادة له الاسماء الحسنى وصفات العلى والركن الثاني هو الايمان بالملائكة. والايمان بالملائكة الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بانهم خلق من خلق الله. وان منهم من ينزل بالوحي على الانبياء هو الايمان بانهم خلق من خلق الله وان منهم من ينزل على الانبياء بالوحي بامر الله والركن الثالث الايمان بالكتب والايمان بالكتب الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بان الله انزل على من شاء من رسله كتبا هي من كلامه. ليحكموا بين الناس فيما اختلفوا فيه. وكل منسوخة بالقرآن والركن الرابع الايمان بالرسل والايمان بالرسل الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بان الله ارسل الى الناس رسلا منهم ليأمروهم بعبادة الله هو ان خاتمهم هو محمد صلى الله عليه وسلم. والركن الخامس الايمان باليوم الاخر هو الايمان باليوم الاخر الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بالبعث في يوم عظيم. هو يوم القيامة لمجازاة الخلق. فمن احسن فله الحسنى وهي الجنة. ومن اساء فله ما عمل وجزاؤه النار والركن السادس الايمان بالقدر خيره وشره. والايمان بالقدر الذي هو ركن من اركان الايمان هو الايمان بان الله قدر كل شيء من خير او شر ازلا. والايمان بان الله قدر وكل شيء من خير او شر ازلا. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. وانه لا يكون شيء الا بمشيئته وخلقه. والمرتبة الثالثة الاحسان. وذكر المصنف اركانه فقال واركانه اثنان والركن الاول ان تعبد الله. وعبادة الله شرعا لها معنيان احدهما عام وهو امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع. امتثال خطاب الشرع المقترن بالحب والخضوع والاخر خاص وهو التوحيد والاخر خاص وهو التوحيد والمعنى الخاص هو المعهود شرعا. فاذا اطلقت العبادة في خطاب الشرع كان المراد بها هو التوحيد والركن الثاني هو ان يكون فعل تلك العبادة على مقام المشاهدة او المراقبة. والمشاهدة هي ان يشهد العبد بقلبه قرب الله منه. ان يشهد العبد بقلبه قرب الله منه واطلاعه عليه شهادة يصير بها كانه يرى الله. شهادة يصير بها كأنه يرى الله والمراقبة هي ان يستحضر العبد في قلبه قرب الله منه. ان يستحضر العبد في قلبه قرب الله منه واطلاعه عليه. فيتخايل انه لا يزال بين يديه فيتخايلوا انه لا يزال بين يديه. وان الله يراقبه. وان الله يراقبه ذكرهما ابو الفرج ابن رجب في جملة من كتبه. ثم لما فرغ المصنف من عد مراتب الدين الثلاث بين ما يجب من معرفة دين الاسلام على كل احد حذو ما تقدم ذكره في معرفة الله. فالمقطوع به وجوب تلك المعارف. واذا اذا كانت واجبة لا تتناهى الى حد فانه لابد ان يكون منها قدر يعقل يكون واجب على كل احد. وسلف ان الواجب من معرفة الله يرجع الى اربعة اصول. واما الواجب من معرفة لدين الاسلام فانه يرجع الى ثلاثة اصول افاده ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح دار السعادة. وذكر المصنف تلك الاصول الثلاثة. فالاول ضاد والثاني الفعل والثالث الترك. فقال الاول الاعتقاد والواجب فيه كونه مطابقا للحق في نفسه بموافقة الشرع. والاعتقاد افتعال من العقد واصله في كلام العرب الشد والتوثقة. واصله في كلام العرب الشد والتوثقة. والمراد به التصديق الجازم والمراد به التصديق الجازم ويسمى قول القلب ويسمى قول والواجب فيه كما ذكر ان يكون اعتقاد العبد مطابقا للحق في نفسه اي واقعا وفق ما في نفس الامر. مما هو عليه ويعرف ذلك بموافقة فقط الشرع فمثلا اعتقادنا بان الله هو رب العالمين هو اعتقاد مطابق للحق في نفسه. فالله رب العالمين اذ عرف ذلك بالطريق الشرع. لقوله تعالى لله رب العالمين. ثم بين ما يلم شتاته. ويجمع اطرافه فقال وجماعه اركان الايمان الستة المتقدمة وتوابعها من اصول الاعتقاد. وجماع الشيء هو الاصل الذي يضم اطرافه. وجماع الشيء هو الاصل الذي يضم اطرافه. ويلم شتاته فالاصل الجامع للايمان يرجع الى اركان الايمان الستة المتقدمة. وما يتبعها من الاعتقاد ثم ذكر الاصل الثاني فقال والثاني الفعل. والواجب فيه موافقة بركات العبد الاختيارية ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا. والفعل هو احداث الشيء. فما يحدثه العبد يسمى ما فعلا وبين الواجب فيه ان الواجب فيه موافقة حركات العبد الاختيارية. اي ما صدر منه عن ارادة واختيار اي ما صدر منه عن ارادة واختيار ظاهرا وباطنا للشرع امرا وحلا والامر هو الفرض والنفي. والحل هو الحلال المأذون فيه. فالواجب على العبد في فعله ان ان توافق حركاته الاختيارية الصادرة عن ارادة وفعل الشرع في الامر والحلم اي في الفرض والنفل والحلال. ثم بين المصنف ان فعل العبد قسمان. احدهما فعله مع ربه وجماعه شرائع الاسلام اللازمة له. كالعلم بالصلاة والصيام والزكاة والحج وتوابعها من الشروط والاركان والواجبات والمبطلات. والاخر فعله مع الخلق وجماعه احكام المعاشرة والمعاملة مع الخلق كافة. ثم بين الاصل الثالث فقال والثالث الترك. والواجب فيه موافقة الاجتناب مرضاة الله. وحقيقة الترك تخلية الشيء. وحقيقة الترك تخرية شيء وبين الواجب فيه بقوله والواجب فيه موافقة الاجتناب مرظاة الله. اي ان يوافق اجتنابك فشيئا ما وتخليك عنه مرضاة الله عز وجل. ثم بين اجماعه فقال المحرمات الخمسة التي اتفقت عليها اديان الانبياء والرسل. وهي الفواحش والاثم والبغي بغير الحق والشرك والقول على الله بغير علم وما يرجع اليها ويتصل بها. فالقدر الواجب من معرفة دين الاسلام يرجع الى هذه الاصول الثلاثة. وهي مسألة عزيزة قل من يرشد اليها ويعتني بها. وعمدة القول فيها ما ذكره ابو عبد الله ابن القيم في مفتاح السعادة وملخصه المذكور هنا