نعم قلتم غفر الله لكم الاصل الثالث معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم واسمه محمد بن عبدالله ابن عبد المطلب وهو من العرب وقبيلته قريش. والواجب من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على كل احد اربعة اصول الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وختم به الرسل والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه وثبتت به رسالته هو كتاب الله. بعثه الله الى الناس كافة يدعوهم الى التوحيد وينذرهم عن الشرك. وافترض الله طاعته على جميع الثقلين الجن والانس. مات صلى الله عليه وسلم بالمدينة ودفن بها. ودينه وهو جامع للترغيب في كل خير والترهيب من كل شر تم بحمد الله ضحوة الخميس الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين سنة سنة اثنتين سنة اثنتين وثلاثين واربعمئة والف. لما فرغ المصنف وفقه الله من بيان الاصل الثاني المتعلق بمعرفة دين الاسلام اتبعه ببيان الاصل الثالث وهو معرفة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الاصل الثالث معرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. وابتدأه بقوله واسمه محمد بن عبدالله بن عبد المطلب. ذاكرا اسمه ثلاثيا. والوارد في القرآن ثاروا على اسمه الاول واتفق وقوعه كذلك في القرآن لامرين. احدهما ابطال ما كانت عليه العرب من الفخر بالاباء فجرد ذكره في القرآن منها في الا يتوهم كسبه الفخر من ابائه والاخر تحقيقا لاختصاصه بهذا الاسم عند الاطلاق. فاذا اطلق اسم محمد فالمراد به الرسول صلى الله عليه وسلم. وزاحمه من زاحمه من العرب الذين سموا اولاده مع ارهاصات النبوة باسم محمد ابتغاء ان تكون النبوة فيهم فحرموها واعطيها ها محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم. وصار اطلاق اسم محمد بين العرب يراد به محمد ابن الله ابن عبد المطلب. وهذا النبي صلى الله عليه وسلم هو من جنس العرب وقبيلته منه قريش كما قال المصنف وهو من العرب وقبيلته قريش. ثم بين المصنف الواجب من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم على كل احد. حذو المتقدم في الاصل الاول والثاني. فان من معرفة الله قدرا واجبا ينتهي الى اربعة اصول ومن معرفة الدين قدرا واجبا ينتهي الى ثلاثة اصول فكذلك من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم قدر واجب على كل احد يرجع الى اربعة اصول الاول معرفة اسمه الاول محمد دون بقية نسبه. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل شخصه وما بعث به. لان الجهل باسمه مؤذن بالجهل بشخصه وما بعث به. فاذا لم العبد ان اسم هذا الرسول صلى الله عليه وسلم هو محمد لم يعرف شخصه الذي يتميز به عن غيره من الناس ولا ما بعث به صلى الله عليه وسلم من الدين. وكان يقوم مقام اسمه في زمنه وصفه والاشارة اليه. فكان يتميز بحليته التي يوصف بها او بالاشارة اليه في لجمع الناس فلما مات صلى الله عليه وسلم لم يبقى ما يميزه عن غيره الا اسمه فيجب على العبد ان يعرف اسم هذا النبي الذي بعث فينا ليميز ما له من الحق فان الاسماء جعلت لتمييز حقوق الخلق فانه لو قدر وجود افراد من الناس لا اسماء لهم لم تعرف حقوقهم التي لهم مما يختصون به دون غيرهم. ومن هنا فان تسمية المولود واجبة عند الفقهاء. نقل الاجماع عليه ابو محمد ابن حزم. ومنشأ وجوبها توقف تمييز حقوق الخلق عليها والثاني معرفة انه عبد الله ورسوله اختاره الله واصطفاه من البشر وفضله بالرسالة وختم به الرسل. فهو عبد لا ورسول لا يكذب. اختاره الله اصطفاء فانتجبه. من جنس البشر وفظله على غيره بوحي الرسالة. وجعله خاتم الانبياء والرسل. والثالث معرفة انه جاءنا بالبينات والهدى ودين الحق. والرابع معرفة ان الذي دل على صدقه ثبتت به رسالته هو كتاب الله. ثم ختم المصنف وفقه الله كتابه بسبع مسائل تتعلق بمعرفة العبد نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم. فالمسألة الاولى في قوله بعثه الله الى الناس افة فهو مبعوث الى الناس جميعا. والمسألة الثانية في قوله يدعوهم الى التوحيد وينذرهم عن الشرك. واسم الدعوة يتضمن الترغيب فيها والحث عليها النذارة يتضمن النهي عنه يعني عن الشرك. النهي عنه والتحذير منه المسألة الثالثة المذكورة في قوله وافترض الله طاعته على جميع الثقلين. الجن والانس والمسألة الرابعة المذكورة في قوله مات صلى الله عليه وسلم بالمدينة وهي المعروفة بنسبتها اليه دون سائر المدن. فيقال فيها المدينة النبوية وهو من اكمل اسمائها. والمسألة الخامسة المذكورة في قوله ودفن بها. فدفن صلى الله عليه وسلم في الموضع الذي مات فيه من بيت عائشة رضي الله عنها والمسألة السادسة المذكورة في قوله ودينه باق. اي ما بعثه الله عز وجل به من الدين باق الى قيام الساعة. والمسألة السابعة المذكورة في قوله وهو يعني دينه بالترغيب في كل خير والترهيب من كل شر. فان ما يحيط بالخلق دائر بين الخيرية والشرية ودين النبي صلى الله عليه وسلم جامع للترغيب في كل خير. وللترهيب من كل شر واسم الترغيب لما يؤمر به ويحث عليه. واسم الترهيب لما ينهى عنه ويحذر منه واسم الترهيب وهذا اخر البيان على هذا الكتاب بما يناسب المقام