غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية يقدم شرح لامية ابن الوردي للشيخ ابراهيم رفيق الطويل. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله الذي علم بالقلم. علم الانسان ما لم يعلم. احمده سبحانه وتعالى حمد الذاكرين الشاكرين. واصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين ومحجة للسالكين. نبينا وحبيبنا وقرة اعيننا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا مباركا الى يوم الدين. حياكم الله احبتي الى مجلس جديد نعقده بشرح نصيحة الاخوان ومرشدة الخلان. للامام ابن الوردي رحمة الله تعالى عليه وما زلنا نسير مع هذا الامام في بداية ومطلع هذه القصيدة وهو يعالج قضية الشهوة في حياة الانسان ويطالبه بكبح جماحها وتوجيهها الى ما هو انفع في دينه ودنياه لان الانسان اذا اطلق العنان لشهواته فشل وخسر في مشاريعه الدنيوية والاخروية على حد سواء في المجلس السابق بدأ ابن الورد يعالج موضوع شهوة النساء وطالبك بترك ذكرهن والتغزل بهن وذكر مفاتنهن ومحاسنهن والا تحفل بمصاحبتهن والخروج معهن بان هذا ليس من سيم الرجال اصحاب المروءات والهمم العالية اعتزل ذكر الاغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل وداع الذكرى لايام الصبا فلايام الصبا نجم افل ان اهنى عيشة قضيتها ذهبت لذاتها والاثم حل. واترك الغادة لا تحفل بها تمسي في عز وترفع وتجل وهنا تعليق مختصر على كلمة تمسي. تمسي هنا بمعنى تصبح وتصير لانا كان وامسى واصبح يعني بعض اخوات كان تأتي في اللغة العربية احبتي بمعنى سارة فتنفك عن دلالتها على الزمن المخصوص. فكلمة تمسي هنا لا تدل على المساء وانما تدل على معنى السيرورة تدل على معنى الصيرورة ولا تدل على وقت المساء بخصوصه. فمعنى تمسي في عز اي تصبح وتصير في عز وترفع وتجل. اذا ابن الورد عليه رحمة الله عالج ابتداء هذه الشهوة وطالبك بالانكفاف والانعزال عن شأن النساء عموما ثم انطلق بعد ذلك رحمه الله تعالى ليعالج مجموعة اخرى من الشهوات التي قد تعترض الانسان في حياته. فقال عليه هي رحمة الله والها عن الة لهو اطربت وعن الامرض مرتج الكفل يحذر ابن الوردي عليه رحمة الله في هذا البيت من شهوتين الشهوة الاولى هي شهوة سماع المعازف والتلذذ باصواتها وابن الورد لم يتعرض في قصيدته لحكم سماع المعازف لانه ليس موطنا لذكره في هذا المكان. وليس الغرض في هذه القصيدة ان يذكر حكم المعازف وليس هذا الغرض منه. لكن ماذا يريد ابن وردي عليه رحمة الله يريد ان ينبه ان الاشتغال بسماع المعازف من سيما البطالين الفارغين وليس من شيم العاملين اصحاب المروءات والهمم ونحن احبتي سنحذو حذو ابن الوردي عليه رحمة الله. لن نتطرق الى ذكر حكم سماع المعازف. وان كان تحريمها واضحا جليا في المذاهب الفقهية جميعها وادلتها واضحة في مواطنها وانما الخلاف في بعض الالات بخصوصها وليس في اصل المسألة. فاصل المسألة متفق عليه عند عموم المذاهب المعتبرة والحمد لله ولكن ما نريد ان نبينه هنا ان من استقرأ نصوص الشريعة وعقل عن الشارع مراده وفهم مقاصده يدرك بما لا شك فيه ان هذه الشريعة الغراء لا يمكن ان تبيح المعازف وتحلها لما لها من المفاسد والاضرار على قلب الانسان وفكره وعقله وهذا لا يشك فيه عاقل. احبتي ليست القضية آآ في حديث البخاري في تحريم المعازف هل هو صحيح ام ليس بصحيح؟ ليست القضية في رأي اي بن حزم او غيره من العلماء في حكم المعازف. القضية ان ضرر المعازف ومفاسد المعازف على دين الانسان وعقله وفكره اصبح واضحا جليا لا يشك فيه ذنوب فلذلك لو رأيتم في التاريخ الاسلامي لوجدتم اه ان العلماء والفقهاء اه والعاملين لم يكونوا ينشغلوا بسماع المعازف لم ينشغلوا بسماع المعازف ولم ينصتوا اليها. وكانوا يحرمونها على انفسهم واما من كان يسمع المعازف فهم البطالون الفارغون آآ اصحاب الفسق والمعاصي الاهون العابثون الذين لا يجدون شيئا يصنعونه لامتهم هم من عرف في التاريخ بالاستماع للمعازف والملاهي وفي الحقيقة ان سماع المعازف والملاهي يصد عن ذكر الله سبحانه وتعالى ويشغل صاحبها عن مولاه عز وجل والقلب اذا اعتاد سماع المعازف اصبح يميل ويطرب معها لكنه لا يكاد يخشع حينما يذكر الله سبحانه وتعالى ولو لم يكن للمعازف الا هذا الضرر لكان حريا ان ينهى عنها. وان تجتنبها. لو لم يكن لها ضرر الا انها تصدك عن ذكر سبحانه وتعالى وتصرف هذا القلب عن مولاه لكان ذلك حريا بان ينهى عنها فكيف ولها مفاسد عديدة؟ فهي تقلل المروءة وتهيج الشهوة وتضيع الزمان ومن هنا ارسل رسالة لاولئك الذين يتصدرون لاباحة المعازف وتحليلها ويسفهون رأي جماهير علماء الامة سلفا وخلفا في تحريمها بل يصورونه على انه تخلف عن ركب الحضارة ورجعية في الفكر. اقول لهؤلاء اتقوا الله عز وجل في هذه الامة وراقبوا ما تتكلم به الشفاه فانكم حين تحلون المعازف توقعون عن الله سبحانه وتعالى. والله ان الفتيات توقيع عن الرب عز وجل. فحينما اتقولون بحل المعازف وتستعملونها ايها الدعاة انتم مسؤولون امام الله. وانتم موقعون عن الله عز وجل في هذا الكلام. وستمثلون بين يديه وسيسألكم عن هذه الفتوى فاعدوا له جوابا ايها المتصدرون لتحليل المعازف لن اناقشكم الان كما قلنا في تحريمها وفي ادلة ذلك اذا لم تقتنعوا بتحريمها ولم تقنعكم الاثار المنقولة عن محمد صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة الابرار وعن التابعين الاخيار في تحريمها لو لم يقنعكم كل ذلك واقتنعتم بانها حلال. ورأيتم جماهير العلماء يقولون بتحريمها الا يولد ذلك شبهة تجعلكم تتوقفون وتتورعون وتكفون عن الافتاء باباحتها للناس اليس حريا بكم ان تسدوا الذرائع في هذا الباب وتكونوا بمعزل انتم والناس عن سماع هذه الفتن والشهوات حتى لو رأيتم انه لا يوجد نص قاطع في تحريمها اليس العاقل من الدعاء؟ اليس العاقل من العلماء هو الذي يتورع في مواطن الشبهات؟ اعتبروها شبهة اعتبروها شبهة وتورعوا. اما ان تتايعوا على سماع المعازف. وان تجلسوا مع اصحابها وان تظهروا للناس انكم تباشرونها فهذا نقص في المروءة وابتعاد عن المنهج الصحيح الذي سار عليه العلماء فقديما احبتي العلماء الكبار كانوا يختلفون في حل بعض الاشياء وتحريمها فتجد العالم اذا رأى جمهور الفقهاء يقولون بتحريم شيء وهو يرى اباحته كان يتورع هذا العالم ويبتعد ويعزل نفسه عن هذا الامر الذي يرى اباحته. لماذا؟ مراعاة للخلاف. مراعاة لقول جمهور الفقهاء بالتحريم فهو يرى في نفسه الاباحة لكنه لا يباشر هذا الشيء ويبتعد عنه ويبعد الناس عنه مراعاة لقول الجماهير. فكيف بمسألة اطبقت عليها المذاهب؟ وكما قلنا انما وقع الخلاف في بعض الالات بخصوصها وليس في اصل باب المعازف فاذا احبتي علينا ان نتقي الله سبحانه وتعالى فيما نقول وفيما نتحدث به وفيما نفتي به امام الناس. وللاسف بعضهم يقول يا شيخ استعمال المعازف البرامج الدعوية وفي اه الحفلات والجلسات له مصالح ومكاسب دعوية وهل تريد اه من الغرب ان يضحك علينا حينما نقول بتحريم المعازف في الحقيقة احبتي هذا التعليل اقبح من الذنب فانني فتشت في المكاسب الدعوية لاستعمال المعازف فلم اجد مكسبا دعويا حقيقيا وانما هو من استهواء الشيطان الشيطان يوهمنا ان هناك مصالح لاستعمال المعازف. ولم اجد هناك مصلحة مرعية للشارع في استعمال هذه الادوات هذا اولا ثانيا اذا كنتم تستحيون من الغرب ان تقولوا بتحريم المعازف لن اناقش ان الانسان الاصل في ان يستحي من الله سبحانه وتعالى. وليس من اعداء الامة لكن ساسلم لكم تنزلا. انتم تستحيون من الغرب فتقولون لا نريد ان نحرم المعازف بادلة ظنية حتى آآ لا يضحك علينا اعدائنا ويسموننا بالتخلف الرجعية اقول اذا كنتم تستحيون من استعمال من تحريم المعازف لهذه العلة. الا تستحيون من تخلفكم الحضاري والفكري امام الغرب يعني هذا الشخص الذي اباح المعازف هل انتقل بالامة نقلة نوعية نحو الحضارة هل اه ولد لهذه الامة انجازا عظيما وحقق لها تقدما اصبحنا ننافس به اعداءنا ام المسكين لا يعلم ان ان شباب الامة وان فتيات الامة يتراقصون على انغام هذه المعازف التي اباحها لهم نعم احبتي علينا ان نكون عقلاء يستحو من تحريم المعازف حتى لا يصفهم الغرب بالرجعية لكنهم لا يستحون من تخلفهم الفكري والحضاري. فالعلوم الدنيوية التجريبية والاجتماعية. اذا كنتم تستحون من الغرب فاستحوا من تخلفكم الحضاري والفكري لا يوجد داعي لان تستحوا من تعليم المعازف. فليس هذا مما يستحى منه. وانما يستحي الانسان من كسله ومن عجزه عن الانجاز والعمل. هنا موضع الاستحياء وان كان اصلا على الانسان ان يستحي من الله سبحانه وتعالى. ولا ينظر الى اعدائه ولا يقارن نفسه بهم. بل ينظر في المصالح الشرعية المرغوبة المرادة لله سبحانه وتعالى فيسرع اليها. وينظر في المفاسد التي منعت الشريعة منها فيبتعد عنها. هذا حال المسلم في علاقته مع ربه سبحانه وتعالى وفي تمسكه بدينه. لذلك نسأل الله العظيم ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه. نعم هنا قضية ان ترى الحق حقه وان يرزقك الله الاتباع لهذا الحق. وان ترى الباطل باطلا وان يرزقك الله اجتنابا وان يرزقك الله اجتنابه. لان كثيرا من الناس للاسف انعكست عندهم الرؤية فاصبحوا يرون الحق باطلا والباطل حقا. وهذا من الزيغ فنسأل الله العظيم رب العرش العظيم الا يفتننا في ديننا. وان يثبتنا على الحق الذي يرضيه الى يوم نلقاه. انه ولي ذلك والقادر عليه. اذا كما قال لكم ابن الوردي ولهة عن الة لهو اطربت. ليس هذا من شيم اصحاب الهمم والمروءات ليس من شيمهم الاشتغال بالمعازف لن نناقش ادلة التحريم كما قلنا لكننا نناقش العمل والانجاز والهمم. هل من دأب اصحاب الهمم والمروءات والانجاز والبذل والعطاء لهذه الامة ان يجلسوا في مجالس الفسقة ليستمعوا الى المعازف والغناء اما كان هؤلاء في اسواق العمل والانجاز والطموح والبذل لهذه الامة في مختلف الميادين في الطب والهندسة والفيزياء والكيمياء وفي طلب العلوم شرعية وصناعة العلماء اذا اردت ان تكون انسانا منجزا مقدما باذلا فلا يتوقع منك ان تكون ممن يلهو بهذا العبث والهى عن الات لهب اطربت ثم انتقل ابن الوردي للشهوة الثانية في هذا البيت قال والها عن الات لهو اطربت وعن الامرض مرتج الكفل. وعن الامراض مرتج الكفل. هنا ابن الوردي انتقل الى الشهوة الثانية شهوة المردان. ولربما تستغرب من تعمق ابن الورد رحمة الله عليه في تفاصيل هذه الشهوة والتدقيق في وصفها وهذا ان دل احبتي فانما يدل اه على ان هذه المشكلة الاخلاقية كانت قائمة في عصر ابن الوردي حاضرة مما دفع بالوردي الى ان يعالجها. كما هي حاضرة في عصرنا بقوة ما هي شهوة المردان ابتداء؟ شهوة المردان هو ان يتعلق القلب بالمردان وان يلازمهم وان يشتهيهم يشتهيهم عموما طب السؤال من هم المردان صح؟ انت قلت يا شيخ شعبية المردان ان يتعلق القلب بالمردان وان يلازمهم وان يشتهيهم عموما. من هم المردان؟ المردان احبتي هم الفتيان الصغار الذين لم تخرج لحاهم وشعورهم بعد على وجوههم فهؤلاء يسمون في العربية المردان طب يا شيخ هل المردان هم محل للشهوة ان هنا سيتولد السؤال ابتداء. انت قلت المردان هم الفتيان والشبان الصغار الذين لم تخرج لحاهم ولم يخرجوا الشعر على وجوههم بعد فكيف يكونون محل الشهوة هل هم محل الشهوة في الحقيقة احبتي بعض الناس ابتلاهم الله سبحانه وتعالى بالتعلق بالمردان وباشتهاءهم وهذا مرض خطير وشذوذ في الفطرة نسأل الله منه العافية والشيطان قد يدخل على الانسان. انتبهوا على هذه القضية احبتي الشيطان قد يدخل على الانسان من باب شهوة المردان بدلا من باب شهوة النساء وهو لا يشعر بعض المسلمين بل حتى بعض طلبة العلم يتورع عن اشتهاء النساء والتغزل بهن وذكر مفاتنهن. ويعتبر ذلك جرما لكنه يتساهل بملازمة المردان والخروج آآ معهم بل وفي اشتهائهم ايضا فيغره الشيطان رويدا رويدا ويسول له ارتكاب هذه الرزية واقتراف هذه الشهوة فيقع في مستنقع الرذيلة والعياذ بالله ويفعل فعل اللوطيين. نسأل الله السلامة والعافية. نعم انت تستقبح هذا الامر لكن احبتي بعض القضايا الاخلاقية يجب ان تعالج بوضوح بعض القضايا الاخلاقية لاحظوا جرأة ابن الوردي في معالجة هذه المشكلة الاخلاقية في قصيدته امام الناس. قصيدة طالت الافاق وابن الورد نص فيها على هذه المشكلة الاخلاقية وعالجها لأنها مشكلة لا يقع فيها فقط العوام بل حتى بعض طلبة العلم يقعون في هذا الاشكال الاخلاقي ملازمة المردان الشباب الصغار وكثرة الخروج معهم وملابستهم قد يسول فيها الشيطان للانسان اشتهاءهم فيقع في فعل اللوطيين ويقع في هذه الرذيلة القذرة فعلى طالب العلم ان يغلق هذا الباب على نفسه ابتداء ليس لك ان تلازم المردان وان تكثر من الخروج. والحديث معهم بل حتى الامام النووي رحمة الله عليه حرم النظر الى المردان بشهوة او بدون شهوة. تصوروا الامام النووي وان لم يكن هذا معتمد ان يذهب عند الشافعية. لكن الامام النووي يحرم النظر الى المردان مطلقا بشهوة وبدون شهوة. لاحظوا اذا الائمة الكبار تكلموا في هذه المسألة مسألة اخلاقية خطيرة بل حتى علماء السلف كسفيان الثوري ومالك بن انس واحمد بن حنبل كانوا يمنعون المرداة من حضور المجالس كانوا يمنعون المردان من حضور المجالس ومن القرب منهم وهذا يدل كما قلنا على خطورة هذه الشهوة وانها ليست بالامر الهين وبالتالي احبتي هنا اقدم نصيحة علينا ان نراقبه ابناءنا وبناتنا المعاهد وفي المدارس لان كثيرا منهم خاصة بعيد البلوغ قد يقترف هذه المعاصي وهذه الذنوب وهذه الشهوات وهذه الرذائل اه بسبب رفقاء السوء يتلقونها من رفقاء السوء. فاذا لم تكن هناك مراقبة واعية من البيت والاسرة فقد ينحرف هذا الشاب او هذه الفتاة في مستنقع الرذيلة فينبغي ان تكون هناك مراقبة رشيدة من الاهل لرفقاء الابن ولرفيقات البنت مع من يخرج ومع من يعود وان ينتبه الى تصرفاته واذا وقع في شيء من هذه التصرفات عليه ان ينبهه على الخطأ وان يزجره حتى لا يعتاد على هذه المعاصي ولاحظوا كيف غاص ابن الوردي اكثر واكثر في وصف المردان وسأبين سبب ذلك. ماذا يقول ابن الوردي والها عن الات لهو اطربت وعن الامراض مرتج الكفل وعن الامراض مرتج الكفل ان تبدى تنكسف شمس الضحى واذا ما ما سيزري بالاسل زاد ان قسناه بالشمس ضحى وعدلناه بغصن فاعتدل هذه الابيات طبعا موجودة في بعض النسخ مفقودة في بعض النسخ لكنني انا اشرحها على النسخة التي بين يدي السؤال لماذا بالغ ابن الورد في وصف المردان وذكر محاسنهم ومفاتنهم. ساشرح الان هذه الابيات باذن الله. لكن قبل ان اشرحها هناك سؤال قد يرد على ذهن الطالب لماذا بالغ ابن الوردي في وصف المردان وفي ذكر محاسنهم ومفاتنهم. الا يكتفي آآ او الا يكفي ان يقول والهى عن الة لهو اطربت وعن الامرض وينتقل موضوع اخر لماذا هذا التعمق في وصف المردان وذكر محاسنهم ومفاتنهم لانه يريد ان ينبهك على خطر الشهوة بهم لانه يريد ان ينبهك على خطر الشهوة بهم حتى لا تستهين بهذه الشهوة ولا تقلل من شأنها شهوة خطيرة قد تقع فيها يا طالب العلم وانت لا تدري واحيانا وانت تدري فسل الله العافية منها. فبالغ ابن الورد في وصف المردان وفي بيان ان لهم حظ من الشهوة حتى لا يستهين الاحد بهذه الشهوة ولا يقلل من شأنها ومن خطرها. طيب شيخ علق لنا على هذه الابيات وفقلنا هذه المعاني يعلق سريعا على هذه الابيات قال والهى عن الات اللهب الاطربت وعن الامراض مرتج الكفل. الكفل هو الدبر الكفل هو الدبر ومرتج الكفل اي عظيم الدبر وانما نص ابن الورد على هذه الصفة في الامراض لان الدبر هو محل الشهوة فيه كما قلنا نسأل الله دائما السلامة والعافية. لكن عليكم ان تفهموا هذه الابيات يعني لماذا نص ابن الوردي على هذا الوصف دون غيره؟ لان محل الشهوة في المردان في الدبر. فيقول احذروا من المردان الذين وصفهم بهذه الصفة وعن الامر الذي مرتج الكفل. صاحب الدبر العظيم. لان هذا كما قلنا هو محل الشهوة. ننتقل الى البيت الذي يليه. قال ان تبد تنكسف شمس الضحى انظروا المبالغة في الوصف ايضا يقول الامرد من جمال وجهه ومن ضيائه اذا بدا وظهر لك يذهب نور الشمس ويزول اذا تبدى وظهر ضياء وجهه وحسن وجهه يغطي على ضياء الشمس ونورها. فتنكشف الشمس اي ينطمس نورها هذا معنى قوله ان تبدى اي اذا ظهر الامر بنور وجهه تنكسف شمس الضحى اي ينطمس نورها. لماذا ينطمس نورها؟ لان نور هذا الامر رد وضياع لان نور هذا الامر وضياء وجهه يغطي على نور الشمس وضيائها. وهذا مبالغة في الوصف. طب لماذا ابن الوردي يبالغ في هذا الوصف الدقيق ان البعض ربما يستهجن هذا من ابن الوردي فانا اريد ان ابين ما هي ما هو السبب في ذلك حتى يتيقظ الانسان وينتبه لهذه الشهوة حتى لا يقع بي وهو لا يدري احبتي طيب قال ان تبدى تنكسف شمس الضحى واذا ما ماسا يزري بالاسل وانتبهوا لهذا الشطر واذا ما ماس ما هذه التي بعد اذا هذه ما زائدة يا طالبا خذ فائدة. ما بعد اذا زائدة. هذه كما علمنا اشياخنا. ما اذا وقعت بعدها اذا تكون زائدة يعني اذا ماسك انه قال اذا ماس لكن حتى يصلح البيت قال واذا ما ماس ما معنى ماسا؟ ماسا يعني حلق رأسه بالموس حلق رأسه بالموز. يعني ازال شعره بالموس والامرد اذا ازال شعر رأسه بالموس ظهر نور وجهه اكثر واكثر ظهر نور وجهه وظهرت مفاتن وجهه اكثر واكثر فيقول هؤلاء المردان اذا ماسوا رؤوسهم فانهم يزرون بالاسل ما هي ما هو الاسل الاسل هي الرماح وفي الاصل هي شجرة صلبة كانوا يأخذون اغصانها ويصنعون منها الرماع ثم اصبح الاسر يطلق على الرماح القوية المتينة. فيقول هؤلاء المردان اذا حلقوا رؤوسهم فظهرت وجوههم منيرة يكون اثر النظر الى وجوههم على قلب ناظر اشد وقعا او اشد وقعا من اثر الرماح الصلبة يكون اثر النظر اليهم على قلب الناظر كيف اثر الناظر اليهم على قلب الناظر؟ يكون اثر النظر اليهم على قلب الناظر اشد من وقع الرماح الصلبة على قلبه انظر هذه المقارنة الشديدة يعني كانه يريد ان يقول لا مقارنة لا مقارنة بين اثر النظر الى المردان بعد ان يحلقوا رؤوسهم على قلب الناظر اليهم مع اصدر الرماح على قلب الانسان ما في مقارنة النظر الى المردان اشد وقعا واشد اثرا على قلب الناظر من اثر الرماح عليه. تخيل انسان تضع الرمح في قلبه الم فظيع صح الم فظيع يقول ابن الوردي النظر الى المردان بعد ان يحلقوا رؤوسهم اشد من هذا الالم النظر الى المردان واثره على القلب اشد من الم هذه الرماح لو دخلت القلب لذلك قال واذا ما ماسا يعني اذا حلقوا رؤوسهم يزري بالاسل يصبح تصبح الرماح لا قيمة لوجعها في القلب مقارنة مع الوجع ومع الالم ومع الفتنة التي تحدثها او يحدثها النظر الى هؤلاء المردان وانت اظنك الان انبهرت من هذا الوصف الدقيق من ابن الوردي رحمة الله عليه لجمال ومفاتن لعظمت. والمردان عموما. صحيح انا متأكد انك الان تتساءل ما هذا اوماسر هذا التوصيف الدقيق من ابن الوردي لهؤلاء الوردان كما قلت لك واعيد اراد ان ينبه على ان الشهوة بهم ليست بتلك الشهوة السهلة التي يمكن ان تتخلص منها خصوصا انت يا طالب العلم لان قد تتورى عن امر النساء لانه لا يصلح ان تظهر امام العامة مع النساء وتتحدث معهن. لكن قد تتساهل وتتهاون في امر المردان ويغيب عنك خطر هؤلاء على قلبك وعلى دينك ودنياك فانتبه لهذا وما زال يكمل ابن الورد في وصف محاسن المردان قال زاد ان قسناه بالشمس سنا اي انقصناه بالشمس انقصنا ضياء وجهه بضياء الشمس فان ضياء وجهه وان نور وجهه يزيد على احياء الشمس ونور الشمس ما زال يمدح ويذكر المحاسن ثم قال وعدلناه بغصن فاعتدل اي اذا وضعنا هذا الامرد مكان غصن فانه يقوم مقامه وهذا فيه دليل على ماذا على حسن قده وخصره هذا مدح للخصر والقد فيقول وعدلناه اي اذا وضعناه مكان الغصن فانه يقوم مقام الغصن في الشجر دلالة على اعتدال خصره وقده وجماله يعني انظروا الوصف الدقيق وصف وجهه ووصف نوره وضياء هذا الوجه وانه اجمل من ضياء الشمس وكيف انه آآ اذا رآه الانسان فان اثر النظر اليه بعد ان يحلق شعره اشد من اثر الرماح على قلبه الى اخر هذه الاوصاف العميقة وما مراد ابن الوردي بذلك ان يحذرك من هذه الفتنة طيب الان ما هو العلاج اذا ما هو العلاج حتى نخلص من هذه الشهوة قدم لك ابن الورد العلاج قال وافتكر في منتهى حسن الذي انت تهواه تجد امرا جلل بيت جميل ورائع قال وافتكر في منتهى حسن الذي انت تهواه تجد امرا جلل يقدم لك الان العلاج حتى تخلص من شهوة المردان ومن شهوة النساء. يقول لك اذا اشتهيت امرأة او اشتهيت هؤلاء المردان فعليك ان تفكر في منتهى هذا الحسن الذي اشتهيته الى ما سينتهي فينتهي الى حفرة تحت التراب وستأتي هوام الارض ودواب الارض لتأكله حتى يصبح هيكلا عظميا فلا تفرقوا بين حسن وقبيح اليست هذه هي النهاية؟ وهكذا كان دأب السلف رحمة الله عليه يوصينا الانسان اذا افتتن بفتاة او افتتن بامرض ان يتذكر مساوئه ومناتنه كما قال ابن مسعود تذكر المناتن ما يخرج منه من الاذى من القدر. تفكر في نهايته انه سيصبح في حفرة تحت التراب. وستأتي الدواب والهوام لتأكل هذا الجسد هذا الحسن ليصبح هيكلا عظميا. واذا اصبح هيكلا عظميا فهل هناك هيكل عظمي حسن وهيكل عظمي قبيح؟ الكل سيكون في النهاية على حد سواء فحينئذ اذا ادركت هذه الحقيقة فان الشهوة سينكبح جماحها وسيقل اثرها على قلبك باذن الله. فهذه طريقة من ابن الوردي لمعالجة اثر الشهوة وهي طريقة مجربة ونافعة باذن الله ثم قال واهجر الخمرة ان كنت فتى كيف يرضى بجنون من عقل ماذا يعني بذلك انطلق ابن الوردي ليعالج قضية اخرى وشهوة اخرى الا وهي شهوة شرب الخمر فيقول لك واهجر الخمرة ان كنت فتى. ما معنى ان كنت فتى؟ يقصد بالفتى هنا الشاب العاقل الرشيد من امتلك صفات الكمال اي ان كنت شابا رشيدا عاقلا مكتملا في صفات الكمال فعليك ان تهجر الخمر ولا يمكن ان تتعاطاها ولا ان تعاقرها. ثم يظهر ابن الوردي رحمة الله عليه تعجبه من هؤلاء الذين يشربون الخمر. فيقول كيف يرضى وبجنون من عقل كيف يرضى الانسان بان يكون مجنونا بعد ان منحه الله نعمة العقل وهو هنا يعرض بحالة السكر التي تصيب من يشرب الخمر فان حالة السكر هي حالة جنون اليس كذلك؟ يصبح الانسان يتصرف تصرفات المجانين ويفعل افعال المجانين فيتعجب رجب ابن الوردي كيف يمكن لانسان عاقل ان يرضى لنفسه بالجنون بعد ان منعه الله الرشد والعقل فعلا ابن الوردي شخصية شريفة احبتي شخصية شريفة صاحبة مروءة وصاحبة همة عالية لا يقبل لنفسه اه ما يخل بمروءته. فلذلك يتعجب يعني هو يريد ان يقول لن اناقشك الان في تحريم الخمر انا اناقش في قضية كيف يرضى الانسان لنفسه ان يظهر في مظهر المجانين بعد ان رزقه الله العقل هذا ما اناقشه فيها. فهو يتكلم عن مروءة وعن اخلاق وعن قيم قبل ان يتكلم عن اه تحريم وتحليل اذا ابن الوردي يقول لك واهجو للخمرة. ايضا شهوة الخمر عليك ان تدعها ان كنت انسانا عاقلا فالعاقل لا يرضى لنفسه الجنون بعد العقل. ثم قال بيت جميل جدا قال واتق الله فتقوى الله ماء جاورت قلب امرئ الا وصل ما اجمل وما اروع هذا البيت. هذا البيت اصبح حكمة على لسان الائمة واتق الله فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ الا وصل. تقوى الله هي العلاج الحقيقي لكل هذه الشهوات التي ذكرها ان تلازم تقوى الله في السر والعلن. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته التقوى كلمة جامعة لكل الفضائل والخيرات من لازم التقوى وكانت التقوى مجاورة لقلبه لا تنفك عنه باذن الله يستطيع ان يكبح جماح الشهوات. ولا تسيطر عليه ولا تعرفه وهذه الشهوات عن الجادة الصحيحة لكن عليك ان تلازم التقوى. وقد اختلفت عبارات العلماء في تعريف التقوى وتنوعت وكلها تصب وفي اتجاه واحد وهو ان التقوى ان تقف عند حدود الله سبحانه وتعالى. فتلتزم بالاوامر وتجتنب النواهي. هذه خلاصة التقوى. ان تقف عند حدود الله فتلتزم بالاوامر الالهية وتجتنب النواهي. من جعل تقوى الله بين عينيه استطاع ان يكبح جماح الشهوات كلها باذن الله واتق الله فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ الا وصل الا وصل لبغيته ولهدفه ولطموحه في الدنيا وفي الاخرى. نعم تقوى الله يا سبيل الانجاز. هي سبيل تحقيق الطموحات. هي السبيل الذي يسلكه اصحاب الهمم. ان يضعوا تقوى الله بين اعينهم. والله تيمن الله سبحانه وتعالى عليكم. وسيفتح عليكم من العلوم والمعارف. لكن اصبروا على تحقيق التقوى. يا ايها الذين امنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لماذا؟ لعلكم مفلحون والبيت الاخير الذي يعلق عليه في محاضرة اليوم قال ليس من يقطع طرقا بطلا انما من يتق الله البطل نعم ليس الابطال هم الذين يعيشون في الشوارع وعلى قوارع الطرقات يهتكون الاعراض ويلعبون بالسيارات والدواب وغيرها. ليس الذين يتسكعون في الشوارع مع الفتيات هؤلاء هم الابطال. ليس من يقطع طرقا بطلة. ليس من يؤذي الناس. في مجالسهم العامة والخاصة هم الابطال. كلا بعض الناس للاسف وبعض الشباب يظن الرجولة والبطولة في ان يخرج مع فتاة او ان يسير بسيارة فارهة او ان يقطع على الناس طرقهم وان يؤذيهم وان يظهر في مظاهر البهرجة. يظن هذه البطولة لكن ابن يرضي بحكمته يقول اياك ان تكون سفيها ليس من يقطع طرقا بطلا. طب من هو البطل؟ قال انما من يتق الله البطل. البطولة ان تقهر هذه النفس. ان تقهر هذه الشهوات ان ترد هذه الشهوات الى مكانه الصحيح وان توجهها الى ما هو انفع لك في دينك ودنياك. ان تسيطر على هذه النفس. ان تسيطر على اوقاتك ان تنجز ان تعمل ان تقدم ان تكون انسانا نافعا ان تضع بصمة في تاريخ الامة. هذه هي البطولة. ان تغير من نفسك ومن اسرتك من واقعك ومن مجتمعك هذه هي البطولة. نعم ليس من يقطع طرقا بطلة انما من يتق الله البطل. من يحافظ على تقوى الله في السر والعلن ويلازم محراب العبودية لله ويلازم العمل والانتاج والفكر وطلب العلم طلب العلم بعمومه سواء وفي العلوم الدنيوية والعلوم الدينية ولا يكون انسانا تافها على هامش الحياة هؤلاء هم الابطال الذين ترفع لهم القبعات كما يقولون اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ان يرزقنا التقوى وان يجعلها مجاورة لقلوبنا دائما ودوما انه ولي ذلك والقادر عليه انتظرونا في مجلس اخر باذن الله في شرح هذه اللامية الرائعة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم غراس العلم لدراسة العلوم الشرعية طريقك نحو علم شرعي راسخ