بسم الله الرحمن الرحيم. هذا الفصل فصل عظيم جدا وذلك ان كل من ادعى التأويل الذي هو صرف اللفظ عن ظاهره. الى معنى مرجوح لابد ان يأتي بامور اربعة انتبهوا لها الامر الاول قال او عليكم مفيدا وظائف اربع اربع والله ليس لكم بهن يدان يدان بمعنى قدرة منها يعني وهو الاول دليل صارف للفظ عن موضوعه الاصلي بالبرهان يعني لا بد ان يأتي من ادعى التأويل بدليل صارف عن المعنى الاصلي عرفت لابد ان يأتي بدليل هذا الدليل اما من القرآن او السنة او الاجماع او العقل الصريح فاذا اتى بدليل صارف لابد من شيء اخر قال فان قال فان قال هذا الذي طالبناه بالدليل الذي صرف اللفظ عن ظاهر وقلنا له هات الدليل على انه مصروف عن ظاهره لو انه قلب علينا ذلك وقال انتم الذين تأتون بالدليل فبماذا نجيبه؟ قال المؤلف في الجواب عنه اذ مدعي نفس الحقيقة مدع للاصل لم يحتج الى برهان يقول نحن ما صرفناه عن ظاهره حتى حتى تطالبنا بالدليل فاذا استقام لكم دليل الصرف يا هيهات يعني ما ابعده ما ابعد ان تأتوا بدليل بين يدل على صرف اللفظ عن ظاهره لكن على فرض ان يستقيم لكم طولبتم طولبتم بامر ثاني وهو احتمال اللفظ للمعنى الذي قلتم هو المقصود بالتبيان لابد ان يأتوا بدليل على ان المعنى يحتمل ما ذكروه فان كان لا يحتمل لم يقبل منه عرفتم؟ فمثلا هل يمكن ان يحتمل قول الله تعالى الرحمن على العرش استوى ان يحتمل معنى استولى ها؟ لماذا لانه يلزم عليه لوازم باطلة تمنع ان يكون اللفظ محتملا لهذا المعنى فاذا لا بد اذا قالوا عندنا دليل يصرف اللفظ عن ظاهره كنا نريد دليل اخر وهو احتمال اللفظ لهذا المعنى الذي قلته لانه قد تدعون معنى لا يحتمله اللفظ فلا يقبل منه طيب فاذا اتيتم ذاك يعني اتيتم به طولبتم بامر ثالث من بعد هذا الثاني اذ قلتم ان المراد كذا فما ذا دلكم اتخرص الكهان اذا اتوا بدليل على ان اللفظ يحتمل ما ذكروه نقول نريد منكم دليلا اخر وهو هل يتعين ما ذكرتموه معنى لهذا اللفظ قد لا يتعين قد يكون اللفظ محتملا ايش؟ بمعنى اخر غير الذي عينتموه ما دمتم صرفتموه عن ظاهره وقلتم المراد كذا. نقول هذا الذي عينتم يحتمل ان المراد غيره. ولهذا قال رحمه الله اذ قلتم ان المراد كذا فماذا دلكم ما الذي دلكم ان المراد ما قلت اتخرص الكهان وهذا الاستفهام للانكار هب انه لم يقصد الموضوع وهو الحقيقة لكن قد يكون القصد معنى ثاني غير الذي عينتموه وقد يكون اللفظ مقصودا بدون معاني اذا رد المؤلف عليهم اذا عينوا المعنى بانه يحتمل ان يكون المراد معنى اخر كذا ويحتمل ان لا يراد معنى لهذا اللفظ لا المعنى الذي قلتم ولا المعنى الاخر اذا ما المراد باللفظ؟ يقول كتعبد وتلاوة ويكون ذاك القصد انفع وهو ذو امكان من قصد تحريف لها فصار رحمه الله يقول اذا عينوا معنا طالبناهم بايش بالدليل على تعيين تعيين هذا المعنى للذكر ليش؟ لاحتمال ان يكون المراد ها معنى اخر والاحتمال ان يكون هذا اللفظ لا يراد به معنى وانما نزل لمجرد اللفظ. فاذا قال قائل ما الفائدة من اللفظ؟ يقول ايش كتعبد وهذا في القرآن وتلاوة ويكون ذاك القصد انفع انفع من ايش؟ مما عينوه من المعنى المخالف الظاهر وهو ذو امكان طيب من قصد تعيف لها يسمى بتأويل مع الاتعاب للاذهان اذا كوننا نقرأ هذه الالفاظ ولا نتعرض بمعناها خير من كوننا نحرفها عن ظاهرها مع اتعاب الاذهان لان لان كونها مجرد على المعنى لمجرد التعبد بالتلاوة اولى من كونها محرفة نتعب اذهاننا ونأتي بالادلة الدالة على التجوز الى هذا المعنى وما اشبه ذلك ثم قال رحمه الله والله ما القصداني في حد سواء في حكمة المتكلم المنان ما المراد بالقصدين المراد التحريف الذي هو خلاف الظاهر او كونها لا ليس لها معنى ايهما اولى ان ينزل الله علينا كتابا نتعبد بتلاوته دون ان نتعرض لمعناه او كتابا يريد منا ان نحرفه عن ظاهره وان نتعب اذهاننا بتحريفه والمعنى الذي نعينه الاول لا شك لان الاول ما عندنا تعب وانما نسلم الامر الى الله ولكن يقول والله ما بل حكمة الرحمن تبطل قصده التحريف حاشا حكمة الرحمن يعني تنزيها لها وليس هذا من باب الاستثناء حتى نقول انها تجر بل الرحمن هنا فاعل نعم طيب وكذلك تبطل قصده انزالها من غير معنى واضح التبيان يعني ان حكمة الله تأبى ان يريد بكلامه خلاف الظاهر كما زعمت وتابى ان يكون كلامه ليس له معنى كما قدرنا نحن الجماعة اذا ابن القيم رحمه الله رد القولين جميعا ان يقصد باللفظ مجرد اللفظ من اجل التعبد بالتلاوة فقط او ان يقصد به معنى يخالف الظاهر لان الله لم ينزل علينا قرآنا لمجرد ان نقرأه فقط بل انزل علينا قرآنا لفهم معناه وتدبره واعتقاد موجبه. ولهذا قال بل حكمة الرحمن تبطل قصده التحريف ما هو التحريف الذي عن تأويل هؤلاء للكلام عن ظاهره. وكذلك تبطل قصده انزالها من غير معنى ومن غير معنى واضح التبيان. وهما طريقا فرقتين كلاهما عن مقصد القرآن منحرفان الله اكبر آآ وهما يعني التحريف والتفويض تفويض المعنى اي القول بان الله انزل هذا القرآن من غير معنى هما طريقا فرقتين كلاهما منحرفتان عن عن طريق القرآن المفوضة وايش؟ والمؤولة وقد ادعى الكثير من المتأخرين الذين لا يعرفون مذهب السلف حقيقة ادعى ان مذهب السلف هو التفويض اي اننا نقرأ ولا نتكلم عن المعنى وقال هذا هو مذهب السلف وقال ان مذهب اهل السنة ينقسم الى قسمين. انتبه مذهب اهل السنة ينقسم الى قسمين تفويض وتأويل ولكنه اخطأ لذلك نقول ان مذهب اهل السنة لا هذا ولا هذا فاهل السنة يثبتون المعنى ويقولون حاشا لله ان ينزل علينا قرآنا ليس له معنى لمجرد التلاوة لان هذا شبه عبث ولكنه انزل علينا القرآن ليتدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فلا بد من فهم معناه وان خفي على بعض الناس فان الراسخون في العلم يعلمونه فهؤلاء الذين قسموا مذهب السنة الى قسمين نقول اخطأت اولا في جعلكم المؤولة من اهل السنة فان المؤول خالفوا السنة في تأويله والثاني جعلكم التوفيق من مذهب اهل السنة. فان اهل السنة بريئون من ذلك. حتى ان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قال ان مذهب اهل التفويض من شر اقوال اهل البدع والالحاد من شر اقوال اهل البدع والالحاد وقال انه هو الذي فتح الباب للفلاسفة والمناطق الذين انكروا المعاد وانكروا اليوم الاخر لان هؤلاء الفلاسفة قالوا اذا كان اذا كنتم انتم يا اهل السنة لا تعرفون معاني القرآن وانما تقرأونه تعبدا بتلاوته فانتم بمنزلة العجائز والاميين. ونحن اصحاب الميدان الذين نعرف معاني ما انزل الله ولو بالتأويل ولهذا فتحوا فتح هؤلاء المفوضة الباب لاهل التأويل حتى لاهل الفلاسفة وشبههم ومن ثم نجد في كلام بعض العلماء المحققين كالنووي رحمه الله ان طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم وهذه العبارة وصف شيخ الاسلام من قالها بالغباوة فقال رحمه الله قال بعض الاغبياء طريقة السلف اسلم وطريقة الخلف اعلم واحكم ولا شك ان هذه العبارة كذب ومتناقضة اما كونها متناقضة فلانه اذا كانت طريقة السلف اسلم لزم ان تكون اعلم واحكم لاننا لا نعلم سلامة الا بعلم وحكمة بعلم بمعرفة اسباب السلامة وحكمة في سلوك هذه الاسباب وثانيا كيف تكون طريقة الخلف؟ اعلم واحكم وهم الذين حرفوا الكلمة عن مواضعه وكيف تكون طريقة السلف اعلم من طريق النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وخلفائه الراشدين وكيف تكون اعلم وهذه اقوال السلف كلها طافحة متظافرة ظاهرة في اثبات المعنى من العبارات المشهورة عنهم انهم قالوا في ايات واحاديثها امروها كما كانت كما جاءت بلا كيف امروها كما جاءت الى كيف فان هذه العبارة تدل دلالة ظاهرة على انهم يثبتون المعنى لان قولهم يمروها كما جاءت يقتضي ابقاء دلالتها على ما هي عليه ومعلوم انها الفاظ جاءت لمعنى ليست الفاظا جوفاء لا معنى لها وحاشى لله ان يصف نفسه ويسمي نفسه باسماء وصفات في كتابه وهي عندهم الفاظ ايش؟ جوفاء ليس لها معنى هي جاءت لاثبات المعنى فامرارها كما جاءت ان ان تثبت معانيها التي دلت عليها وايضا قولهم بلا كيف يدل على اثبات اصل المعنى لان نفي التكييف ماذا يدل عليه؟ على ثبوت الاصل ثبوت اصل المعنى لانه لو لم يكن المعنى الاصل ثابتا لكان ذكر نفي التكييف لغوا لا فائدة منه اذا فطريقة السلف اسلم واعلم واحكم المؤلف كما ترون ذكر كم وجها ثلاثة مع انه في اول الكلام يقول سبعة. اربعة وظائف اربع فاين الرابعة ها؟ ماذا لم يذكر الا ثلاثا الشرح دعنا منه الكلام على المتن الرابع ان يثبتوا ان اللفظ يحتمل المعنى الذي عينوه في سياق في السياق المعين في السياق المعين لان احتمال اللفظ للمعنى على سبيل الاطلاق لا يعني انه يحتمله في كل سياق فلا بد ان يثبتوا دليلا على ان المعنى الذي عينوه صالح في هذا السياق المعين لان احتمال اللفظ المعنى على سبيل الاطلاق لا يستلزم ان يحتمله في كل سياق اليس كذلك؟ فقد يكون في السياق ما يمنع المعنى الذي يحتمله اللفظ في غير هذا السياق وهذا كثير في القرآن والسنة الفاظ لها معاني لكنها لا تصلح لللمعان المطلقة في هذا السياق المعين فمثلا اذا قالوا ان استولى يمكن ان تأتي بمعنى يمكن ان تأتي بما يستولى نقول لكن نحتاج الى دليل يدل على انها تحتمله في السياق المعين دعنا من كونها تحتمله على سبيل الاطلاق هذا قد نقر به لكن لابد ان تقيموا دليلا على احتمالها لهذا المعنى في هذا السياق المعين