اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن. واسأل الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما. ثم قال تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض وهذا ابتداء درس الليلة. لا تتمنوا لا ناهية. وجزم الفعل بها بحفظ النون. وما فضل مفعول تتمنوا فما هو التمني؟ التمني الطمع فيما يعصر نيله او يتعذر نيله هذا التمن الطمع فيما يتعسر او يتعذر نيله فقول الشاعر الا ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما فعل المشيب. هذا طمع فيما يتأذى فيما يتعذر نيله وقول الفقير يا ليت لي مالا فاتصدق منه هذا الطمع فيما يتعسر نيله وقد يطلق التمني ويراد به الرجع مطلقا الرجع بان يطمع الانسان في امر يسهل نيله وان كان لا لا يحصله لكنه يسهو نيله لو شاء الله فقول لا تتمنوا اي لا تطمعوا في امر فضل الله به بعضكم على بعض وقوله فظل الله اي زاد به بعضكم على بعض سواء كان ذلك في العلم او في المال او في الولد او في الجاه او في الملك او في غير ذلك. لا تتمنى ما فطر الله به بعض ما فضل الله به غيرك عليك. لان الفضل بيد من؟ بيد الله يؤتيه من يشاء ثم قال للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن للرجال نصيب مما اكتسبوا وذلك النصيب هو ما ما يعطيهم الله اياه من الثواب على الاعمال الصالحة وللنساء نصيب مما اكتسبن اي من الاعمال الصالحة لهن نصيب كل بحسب ما قدر الله له هل الرجال الجهاد وللنساء حفظ البيوت هناك فرق بين الجهاد وحفظ البيوت لكن من الذي فضل هؤلاء بهذا وهؤلاء بهذا؟ او من الذي خص هؤلاء بهذا هؤلاء بهذا هذا هو الله. اذا ما دام الامر الى الله فالله سبحانه وتعالى حكم عدل يعطي كل واحد منهم من الجنسين ما يليق به وسيأتي ايضا بيان ما فض الله به الرجال في قولها الرجال قوامون على النساء فالمهم ان ما فضل الله فيه بعض الناس على بعض سواء بسبب الذكورة او بسبب الغنى او العلم او الصحة او المال او غير ذلك فهو من فضل الله. لا تتمنى لا تتمنى ما فطر الله به غيرك عليك. ثم قال واسألوا الله من فضله اسألوا وقراءة سلوا الله كلاهما قرأتان سبعيتان واسألوا الله من فضله اي من الذي فظل بعظكما على بعظ اسألوه واذا سألتم الله من فضله اعطاكم فمثلا اذا رأيت شخصا قد فظلك في المال فلا تتمنى هذا المال الذي اعطاه الله هذا الرجل ولكن اسأل الله من فضله. وجدت رجلا فظلك في العلم. لا تتمنى هذا العلم الذي اعطاه الله غيرك. ولكن اسأل اسأل الله من فضله وخل علمه يبقى له. وماله يبقى له في المسألة الاولى واسألوا الله من فضله. السؤال هنا سؤال عطا ولا سؤال علم نعم؟ سؤال العطاء انت انت سأله اي طلب منه ان يعطيه مالا كما في قوله تعالى للسائل والمحروم وسأله استخبره يعني سؤال علم يعني يريد ان يخبره فهل هذا سؤال مال او سؤال علم. سؤال عطا. اي سؤال ما يعني يسأل الله ان يعطيكم. فهو سؤال عطاء وعدلنا عن قولنا سؤال مال لان الانسان قد يسأل الله غير المال. كالعلم والجاه والذكاء والعقل وما اشبه ذلك واسألوا الله من فضله ان الله كان بكل شيء عليما الجملة هذه استئنافية والدليل ان الاسنافية ان همزة ان ان همزة ان كسرت وهمزة هنا تكسر في الابتداء وعلى هذا فهي جملة استئنافية لبيان قطع التمني اي تمني الانسان ما فضل الله به غيره عليه. يعني ان ما فضل الله به الغير فهو صادر عن عن علم بان هذا المفظل اهل للتفظيل فالرجال اهل اهل للجهاد. اهل لحماية الاوطان اهل لحماية الدين وما اشبه ذلك. بخلاف النساء فان فانه قاصرة في هذه الاية في هذه الاية فوائد كثيرة منها نهي الانسان ان يتمنى ما فضل الله به غيره عليه لقوله ولا تتمنى وهل النهي للتحريم الجواب نعم هو للتحريم لان هذا النوع من التمني هو الحسد والحسد بعينه لانه قال ما فضل الله ولم يقل مثل ما فضل الله لو قالت الثمنه مثل صار في المسألة اشكال وصارت وصار اول الاية يناقض اخرها في قوله واسأل الله من فضله قال لك المعنى لا تتمنوا ان ما فضل الله به الغير يكون يكون لكم ويحرم اياه الغيب وعلى هذا فنقول النهي هنا للتحريم وهذا النوع هو الحسد ولكن ليعلم ان نتمني ما اعطاه الله الغير ينقسم الى ثلاثة اقسام القسم الاول ان يتمنى زواله لغير احد يتمنى زواله بغير احد والثاني ان يتمنى زواله لغيره لغير المتمني والثالث ان يتمنى زواله لنفسه فما هو الذي في الاية هنا؟ الاول او الثاني او الثالث؟ لا لا ما النوا ما فظل الله به؟ الثالث الثالث لا شك ان هو الثالث يتمنى ما اعطى الله ما اعطى الله غيره من تفضل ولكن الاول والثاني معلومان من ادلة اخرى انه يحرم على الانسان ان يتمنى زوال نعمة الله على غيره سواء تمنى ان تزول الى شخص او ان تزول مطلقا وهذا هو الحسد عند جمهور اهل العلم. وقال شيخ الاسلام رحمه الله ان الحسد كراهة ما اعطى الله هذا الرجل من فضله سواء تمنى زواله ام لم يتمنى زواله فاذا كرهت ما ينعم الله به على غيرك فهذا هو الحسد ومن فوائد هذه الاية الكريمة حكمة الله سبحانه وتعالى في العطاء والمنع حيث يفضل بعضا على بعض ولا شك ان هذا صادر عن حكمة وليس مجرد اختيار خلافا لمن انكر حكمة الله وقال ان فعله لمجرد الاختيار بل هو الاختيار لاختيار صادر عن حكمة. ومن فوائدها الاية الكريمة اثبات ان الاحكام تدور مع عللها لقوله للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن فنصيب الرجال يليق بهم ونساء النساء ونصيب النساء يليق بهن ومن فوائد الاية الكريمة جواز ان يتمنى الانسان ما مثل ما فظل الله به غيره عليه وجهه قوله اسألوا الله من فضله نسأل الله من فضله فانت فنحن لا نقول لك لا تتمنى ان يعطيك الله مثل ما اعطى فلان تقول لا بأس ولكن لا تتمنى ما اعطاه الله فلانا وبينهما فرعون ومن فوائد هذه الاية الكريمة الفرق بين الجنسين الرجال والنساء وقد قيل ان الاية نزلت بسبب قول بعض النساء لما انزل الله تعالى للذكر مثل حظ الانثيين فقال بعضهن يا ليتني ذكرا حتى يكون لي مثل الذكر ولا انقص عنه وسواء صح هذا السبب ام لم يصح فان الاية تدل على ان بين الجنسين فرقا خلافا لمن يحاول ان يجعل الجنسين على حكم واحد بل يحاول ان يفظل النساء على الرجال ومن فوائد الايات الكريمة ساعة فضل الله عز وجل وكرمه لقوله واسألوا الله من فضله. فهو سبحانه وتعالى لم يأمرنا بالسؤال الا ليعطينا لانه لو امرنا بالسؤال من غير ان يعطينا لكان هذا ايش؟ عبثا لا فائدة منه ولكنه عز وجل كريم هو الذي يتعرض لعباده يقول اسألوني واسأل الله من فضله. وينبغي في السؤال ان يكون على الادب المطلوب وذلك بان تسأل الله سبحانه وتعالى سؤال مفتقر لا مستغني هاي واحد تسأل الله سبحانه وتعالى سؤال من يثق بربه وانه قادر لا لا سؤال تجربة سؤال من يثق بالله وانه قادر على الاعطاء سؤال من يثق بوعد الله وانه يعطي السائل ما سأله وينبغي ان يختار الانسان الازمان والاماكن والاحوال التي تكون سببا في الاجابة مثال الازمان اخر الليل وما بين الاذان والاقامة ومثال الاماكن ايش؟ لا. نعم ان يكون في في الاماكن الفاضلة ومثال الاحوال حال السجود حال السجود حال السفر حنز المطر فينبغي ان ان يختار الانسان ما يكون اقرب الى الاجابة خامسا ان يكون مجتنبا للحرام لان اكله حرام حائل يمنع من قبول الاجابة من قبول الدعاء لان النبي صلى الله عليه واله وسلم قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا وان الله امر امر المؤمنين بما امر به المرسلين فقال تعالى يا ايها الذين امنوا كلوا من الطيبات كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروه لله وقال تعالى يا ايها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا ثم ذكر الرجل يطيل يطيل السفر اشعت اغبر يمد يديه الى السماء يا ربي يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام. قال فانى يستجاب لذلك ان هذه استفهام واستبعاد يعني بعيد ان يستجاب لهذا الرجل سادسا الا يعتدي بالدعاء والله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين فان اعتدى في الدعاء بان سأل ما لا يحل له بل بان سأل ما يمتنع شرعا او قدرا فانه لا يجاب لو سأل اثما بان قال والعياذ بالله اللهم يسر له امرأة يزني بها او كأس خمر يشربه فهذا لا يستجاب له عدوان استهزأ بالله عز وجل هذا لا يمكن ايش؟ شرعا لا يمكن قبوله لانه محرم شرعا امتنعوا شرعا ممتنع قدرا مثل ان يقول اللهم اجعلني نبيا لان هذا ممتنع قدرا بخبر الله. لا لانه مستحيل لذاته. هو غير مستحيل لكن بخبر الله صار مستحيلا لقوله تعالى ما كان محمد ابا احد من رجاله ثم لكن رسول الله وخاتم النبيين كل هذه اداب ينبغي للانسان ان يراعيها في الدعاء ومن فوائد هذه الاية الكريمة اثبات علم اثبات عموم علم الله في قوله ان الله كان بكل شيء عليما ومن فوائدها الاقتناع الاقتناع بما حكم الله به شرعا او قدرا كيف ذلك لاني اذا علمت انه صادق عن علم اقتنعت قلت لولا ان المصلحة في وجود هذا الشيء ما فعله الله لان الله سبحانه وتعالى لا يفعل الا عن ايش؟ عن علم فيزيدني هذا اقتناعا بما قضاه الله شرعا او قدرا ومن فوائدها وجوب المراقبة مراقبة الله لان العاقل اذا علم ان الله سبحانه وتعالى يعلمه فسوف يراقب ربه بلسانه وجنانه واركانه بلسان احمد كيف يراقب الله بلسانه لا يقول ما حرم الله جنانه بقلبه يعني لا يعتقد شيئا حرمه الله او يقول شيئا حرمه الله بالقلب لان قول القلب هو حركته عمله. اركانه جوارح نعم طيب نسأل الله ان يرزقنا واياكم الايمان. لان الانسان اذا امن حقيقة بهذا فسيراقب الله لان الله يعلم بل قال تعالى واعلموا ان الله يعلم ما في انفسكم فاحذروه