اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وان خفتم شقاق بينهما فبعثوا حكما من اهله وحكم من اهلها ان يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما ان الله كان عليما خبيرا. ثم قال وان خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها. وهذه المرحلة الرابعة المرحلة الرابعة بعد المراحل الثلاث وهي اجيبوا الموعظة الهجر في المظاجع الظرب ان خفنا الشقاق بمعنى انها لم تثمر هذه المراحل الثلاث فحينئذ يوجه الخطاب للامة فابعثوا حكما ولم يقل فليبعثا حكما فهنا انعزل الزوجان وصارت وصار المجال مجال غيرهما. مجال من؟ مجال الحاكم الشرعي. الذي يمثل امة وعلى هذا فيقول ابعثوا خطابا للامة لكن ليس المعنى ان كل واحد في السوق وفي المسجد دكان يبعث ينوب عن الامة من؟ الحاكم الشرعي ينوب عن الامة. فيكون خطابنا للامة مرادا بها من يمثلها وهو الحاكم الشرعي. ابعثوا اي ارسلوا البعث في معنى الارسال. ابعثوا حكما من وحكما من اهلها حكم الحكم ذو الحكم النافع يعني المحكم فهو اخص من الحاكم. الحاكم اخص من الحاكم لانه ذو الحكم النافذ فهو المحكم. من اهله وحكما من اهلها. والحكم لابد ان يكون ذا علم وان يكون ذا بصيرة ذو واقع ومعلوم انه لا بد ان يكون بالغا عاقلا رشيدا عالما بالحكم الشرعي وعالم بالواقع واقع الزوجية وما هي المشاكل؟ وما وما الذي اثار هذه المشاكل لان الحاكم لابد من فيه من هذه الاوصاف اما يأتي الانسان عامي او غشيما يأتي انسان عامي او غشيم ثم يريد بان يكون حكما بين الزوجين هذا لا يصلح لابد ان يكون هذا الحكم عالما بالشرع. عالما باحوال الزوجين ذو تعقل وتأن وبصيرة فاذا اجتمع الحكمان فهنا تأتي النية ويكون لها تدخل فاما ان يريد حكم الزوج الحكم من اهل الزوج ان ينتصر الزوج والحكم من اهل الزوجة ان تنتصر الزوجة. وفي هذه الحال لا يوفق الرجلان لا يوفقان لان النية هنا غير سليمة واما ان يكون المراد من حكم من الحكم من اهل الزوج والحكم من اهل المرأة الاصلاح بينهما فحينئذ يقول الله عز وجل وهو القادر الصادق في قيله يقول ان يريدا اصلاحا يوفق الله هما الظمير في قوله ان يريد اصلاحا يعود الى الحكمين يعود الى الحكمين لانهما هم اللذان يريدان ان يحكما ونية الاصلاح تكون منهما لا من الزوجين لان الزوجين بينهما شراق بينهما شقاء كل واحد منهما يريد ان ينتصر لنفسه فالغالب انهما لا يريدان الاصلاح. لكن الذي يريد الاصلاح ما الحكمان وقوله يوفق الله بينهما الظمير في بينهما هل يعود على الزوجين الذين خفنا الشقاق بينهما او يعود على الحكمين الذين يدلي كل واحد منهما بما يرى انه حجة فيه احتمالان الاحتمال الاول ان يعود الى الزوجين لان القضية في شأنهما قضية ايش القضية الشقاق لكن الحكمان ينظران في شأن الزوجين. فيكون فيكون ظمير عائدا الى من الى الزوجين ويحتمل ان يكون ظمير عائدا الى حكمين لان الحكمين سيأتي كل واحد منهما بما يقابل الاخر بما يقابل الاخر فيكون المراد يوفق الله بينهما اي تلتين اقوالهما ولا يحسن بينهما نزاع. فلا ينتصر الحكم من اهل الزوج للزوج ولا الحكم من اهل الزوجة للزوجة طيب فاذا قيل؟ لماذا لا نقول بانه عام لهذا وهذا؟ فالجواب نقول بهذا. الجواب ان نقول بهذا. يوفق الله بينهما بين الحكمين فاذا اتفقا فان الله تعالى ايضا بمنه وكرمه يوفق بين بين الزوجين يوفق الله بينهما ان الله كان عليما خبيرا ان الله كان عليما خبيرا اي عالم خبير والخبرة هي العلم ببواطن الامور العلم ببواطن الامور هي الخبرة والعلم بالظواهر والباطن هو العلم. وعلى هذا فيكون ذكر الخبير بعد العليم من باب ذكر الخاص بعد بعد العام والجملة استئنافية لبيان لطف الله عز وجل فيما يجري من الحكمين لانه عز وجل عالم خبير بما يحدث بينهما من الحكم بين الزوجين. من فوائد الاية الكريمة وجوب عناية ولاة الامور بالمجتمع فابعثوا فابعثوا والخطاب هنا قلنا لولاة الامور. طيب ومن فوائد الاية الثانية الكريمة ان المبعوثين حكمان وليس وكيلين كما قاله بعض العلماء ادم من قوله حكما والحكم مستقل ولا وكيل ها؟ مستقل؟ ايه طيب اعوذ بالله من الشيطان الرجيم نحن بصدد الفوائد والاحكام من الايات التي قرأ فالاخ بندر وهي قوله تعالى وان خفتم شقاق فبعثوا حكما من اهله وحكما من اهلها. وذكرنا فوائد كم؟ عشرين؟ واحد وعشرين واحد وعشرين فائدة طيب آآ هل ذكرنا من فوائد الاية؟ ان المبعوثين حكمان لا وكيلان نعم من فوائد الاية الكريمة انه لا بد ان يكون عند الحكمين علم للشرع لان الحكم لا يمكن ان يحكم الا بعد العلم. ولابد ان يكون لديهما امانة. وثيقة دينية لان غير ذي الثقة لا يؤمن. وقد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا والحاكم مخبر وملزم وفاصل فهو مخبر عن حكم الله ملزم بما يحكم به. فاصل بين الخصمين. فلا بد ان يكون عدلا في دينه ومن فوائد الاية الكريمة الاشارة الى انه ينبغي ان يكون الحاكم عالما باحوال من يحكم فيهم. عالم باحوال من يحكم فيه. لقوله من اهله من اهلها. لان الذي من اهله واهلها اقرب الى العلم بحالهما من الاجنبي وعلى هذا فلا ينبغي ان نولي قاضيا على قوم لا يعرف طبائعهم ولا يعرف لسانهم ولا يعرف احوالهم فان هذا يفوت به شيء من القضاء. ومن فوائد الايات الكريمة جواز حكم القريب لقريبه او عليه. اما حكمه عليك فلا اشكال فيه. لانتفاء التهمة واما حكمه له فقد يكون فيه تهمة. حكم القريب للقريب. فما هو الشيء الذي يمكن ان تكون فيه التهمة التي تمنع من نفوذ الحكم قال بعض العلماء ان الانسان لا يحكم لاصله ولا لفرعه. ولا لزوجه. لانه متهم لقوة الصلة ففرعه بعض منه لقول الرسول عليه الصلاة والسلام انما فاطمة بضعة مني واصله هو بعض منه. وعلى هذا فلا يحكم لاصله ولا والقول الصحيح انه يحكم لاصله وفرعه اذا قويت الثقة ونتأكد هنا في الثقة اكثر مما نتأكد من الاجنبي او من القريب البعيد ومن فوائد هذه الاية الكريمة الاشارة الى حسن النية واظن ذكرناه. الاشارة الى حسن النية في الحكم لقوله تعالى ان نريد اصلاحا يوفق الله وانه يجب على الانسان المحكم ان يكون رائده الاصلاح لا ريب لا ارضاء فلان ولا فلان. الاصلاح ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان النية طيبة سبب لصلاح العمل. ايحيا؟ قوله تعالى من يوفق الله. ان يريد اصلاحا يوفق الله بينهما. وعلى هذا فنأخذ فائدتين معاكستين تحريم سوء النية في الحكم وان سوء النية يفضي الى فساد الارض لان ما حصل بشيء فات بفواتهم. ومن فوائد الاية كريمة ان الامور بيد الله عز وجل حتى الامور الجزئية بقوله يوفق الله بينهما فيكون في هذا رد على المعتزلة الذين يرون ان العباد يخلقون افعالهم ولا علاقة لله بها. وهم القدرية هم المعتزلة القدرية ومن فوائد الاية الكريمة ان الجزاء من جنس العمل وجهه انهما لما ارادا الاصلاح اثابهم الله عز وجل بالتوفيق. لقوله ان يريد اصلاح ان يوفق الله بينهما ومن فوائد الايات الكريمة اثبات صفتي العلم والخبرة من قوله تعالى ان الله كان عليما خبيرا والخبرة اخص من العلم. لانها العلم ببواطن الامور. وهل يستفاد يا حسن من كان عليما خبيرا انه الان ليس كذلك؟ نعم كيف نفهم كان ولا زال؟ كان في علم ماض ليست ما المراد بها؟ تحقيق الصفة تمام فهي مسلوبة الزمان. اظن ذكرنا ان الحكمين لهما ان يفرقا ويجمعا بعوض وبغير عوض طيب اذا يستفاد من الاية الكريمة ان لهذين الحكمين التفريق والتوفيق. بين الزوجين الذين الشقاق بينهما سواء بعوض او بدون عوظ. ويتفرع على ومن فوائد ايظا من الفوائد ان حكمهما ملزم لان الله سماهما حكمين. والحكم قوله لازم وفصله فصل