اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر وانفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما. ان الله لا مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها. وان تك حسنة يضاعفها اؤتي من لدنه اجرا عظيما. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تبارك وتعالى موبها اولئك القوم الذين يختلون ويفخرون ويأمرون ويبخلون ويأمرون الناس بالبخل او الذين ينفقون اموالهم للناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر قال موبخا وماذا عليهم؟ لو امنوا بالله واليوم الاخر ماذا استفهام لكن هل ماذا كلها استفهام؟ او ما اسم استفهام والذي وذا بمعنى الذي في هذا قولان العلماء النحو مع اتفاق الجميع على ان الجملة استفهامية وماذا عليها والمراد بالاستفهام هنا التوبيخ اي شيء عليكم اذا امنتم الجواب لا شيء لا شيء عليه. وكما قال مؤمن ال فرعون ان يك كاذبا فعليه كذبوا وان يك صادقا يصبكم بعض بعض الذي يعدكم فلو امنوا وجربوا فماذا يكون عليهم وقوله وماذا عليهم لو امنوا بالله واليوم الاخر لو هنا شرطية وجوابها محظور دل عليه ما قبله وقيل انها في مثل هذا التركيب لا تحتاج الى جواب. اي ما كان ما كان جوابه مذكورا في غير محله يعني مقدما فانه لا يحتاج الى جواب وهذا الذي نرى انه اصح لانه ما دام قد تقدم ما يدل عليه اصبح ذكره اصبح ذكره مستغنى عنه. وحينئذ لا حاجة الى تقديره لان الاصل عدم التقدير وقوله امنوا بالله والمعخرة سبق الكلام على مثلها فلا حاجة للاعادة. وانفقوا مما رزقهم الله. لكن انفقوا مما رزقهم الله اخلاصا لله لا رئاء الناس والانفاق بمعنى البذل والرزق بمعنى العطاء لو بذلوا مما اعطاهم الله على حسب ما يرضي الله عز وجل واعظم ما ينفق هو الزكاة وما دون ذلك فهو دون دونه وكان الله بهم عليما كان الله بهم اي بما هم عليه من كفر وبما هم عليه لو امن بالله ففي الاية هنا اي في الجملة هنا ترغيب وترهيب. يعني لو امنوا بالله وصدقوا الله لعلم الله بايمانهم عتابهم ولو بقوا على كفرهم لكان الله بهم عليما في هذه الاية الكريمة التوبيخ من لم يؤمن بالله ورسوله من لم يؤمن بالله واليوم الاخر لقوله وماذا عليه ومن فوائدها ايضا ان الانسان يجب ان يوازن في الامور بين النافع والضار فينظر ماذا يترتب على ايمانه او على كفره حتى اختار خير الطريقين ومن فوائد الاية الكريمة وجوب الايمان بالله واليوم الاخر لتوبيخ من لم يؤمن بالله واليوم الاخر والتوبيخ لا يكون الا على شيء محرم ومن فوائدها فضيلة الانفاق لقوله وانفقوا مما رزقهم الله ومن فوائدها ان المنفق لا ينفق من كيس لكنه منفق مما رزقه الله فالفضل كل الفضل لمن لله عز وجل ومن فوائد هذه الاية انها قد تشعر بان من انفق اخلف الله عليه لقوله انفقوا مما رزقهم الله فالله تعالى سيعطيهم بقدر ما انفقوا. بل اكثر ويشهد لهذا قوله تبارك وتعالى وما انفقتم من شيء فهو يخلفه ما معنى يخلفه ان يعطيكم خلفه وفي الحديث انفق ينفق عليك ومن فوائدها بيان منة الله سبحانه وتعالى على عباده بما اعطاهم وان العطاء عطاؤه ويتفرع على هذه الفائدة ان تعتمد على الله في حصول الرزق تعتمد على الله في حصول الرزق ولكن اذا قلنا بهذا فهل يعني ان لا نفعل الاسباب التي نصل بها الى الرزق الجواب لا لابد ان نفعل الاسباب. لكن مع الاعتماد على الله عز وجل قال النبي عليه الصلاة والسلام لو انكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا تغدو في اول النهار في الغداة خماصا جائعة وتروح في اخر النهار بطانا شبعانة ولم يقل كما يرزق الطير تبقى في اوكارها ويأتيها رزقها ابدا ولكن قال تغدو وتروح اذا لا بد من عمل مع الاتكال على الله عز وجل ومن فوائد هذه الاية الكريمة اثبات العلم لله تعالى باحوال عباده لقوله وكان الله بهم عليما ويتفرع على هذه الفائدة الرهبة والرهبة كيف الرغبة والرهبة؟ لانك اذا علمت ان الله عليم بك خفت من مخالفته ورجوت في موافقته اذ لا يضيع شيء على الله عز وجل وهذا والايمان بالعلم بعلم الله عز وجل يكسب للانسان مراقبة الله سبحانه وتعالى تماما لان اي شيء تفعله فهو عالم بك فهذا يحمل الانسان على الرجاء في فعل ما يحبه الله وعلى الخوف في فعل ما يكرهه والله عز وجل ثم قال ان الله لا يظلم مثقال ذرة ان الله لا يظلم اصل الظلم. يا اخواني قصد الظلم النقص هذا اصله لقوله تعالى كلتا الجنتين اتت اكلها ولم تظلم منه شيئا. اي لم تنقص منه شيئا فهذا اصلكم فالله لا ينقص الناس شيئا ولا ينقص الناس حقهم ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما ظلما بعقوبته على شيء لم يفعله ولا هضما اي نقصا من ثواب حسناته وقول مثقال ذرة اي زينة ذرة والذرة يطلب يضرب بها المثل في التحقيق والا فان الله تعالى لا يظلم مثقال ذرة ولا دونه وما جيء به على سبيل التحقير او التكثير فانه لا مفهوم له كما قيل به في قوله تعالى ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم قيل ان المراد بذلك التكثير وان الرسول لو استغفر سبع مئة الف ما غفر له وحينئذ لا يكون له مفهوم كذلك مثقال ذرة المقصود بها ايش ها المبالغة في التحقيق وما كان المقصود به المبالغة في التحقير فانه لا مفهوم له وعلى هذا لو سألنا سائل هل يظلم الله دون مثقال ذرة؟ قلنا لا آآ وان تك حسنة فيها قراءتان وان تك حسنة وان تك حسنة ويختلف الاعراب عن الوجهين انتك حسنة تكون كان على هذه القراءة تامة اي لا تحتاج الى خبر والمقصود بكانة تامة مجرد مجرد الدلالة على الحدوث لا على صيرورة شيء الى شيء اخر واما كان الناقصة فانها تدل على صيرورة شيء الى شيء اخر كان الرجل قائما يعني بعد ان لم يكن قائما طيب يقول هنا وان تك حسنة بالرفع على انها تكن تامة وبالنصب على انها ناقصة. لكن اين اسمها اذا كانت ناقصة مستتر تطهيره هي وان تك حسنة اي وان تكوا الفعلة التي يفعلها الانسان حسنة يضاعفها. وفي يضاعفها ايضا قراءتان يظعفها ويضاعفها وهي على القراءتين ساكنة الفاء لانها جواب الشرط المذكور في قوله وان وان تك حسنه ومعنى يضعفها او يضاعفها اي يجزي اكثر من الحصن وقد دلت النصوص على ان الحسنة تكون بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة وان السيئة بمثلها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما هذا معنى قوله في الحديث الى اضعاف كثيرة يؤتي معطوفة على يضاعف ولهذا جاءت مجزومة بحذف الياء من لدنه من عنده اجرا ثوابا عظيما اذا عظمة كثيرة لا يتصورها الانسان طيب من لدنك ولا من عندي والفائدة من ذكر من لدن الاشارة الى ان هذا الاجر عظيم جدا وذلك لان العطاء يعظم بعظم المعطي ونظير هذا ما علمه الرسول صلى الله عليه واله وسلم ابا بكر قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا الى قوله فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني ان الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها ويؤتي من لدنه اجرا عظيما. في قوله وان تك حسنة قراءتان لا تعبث نعم طيب على قراءة الراوي ما اعرابها تكون فاعلا لكان لتكن. وهي تامة. وعلى قراءة النص خبر تاني وفي ضعفاء دلخان في ضعفها يضعفها ويضاعفها نعم في هذه الاية الكريمة من الفوائد انتفاء الظلم عن الله عز وجل انتفاع الظلم لقوله ان الله لا يظلم مثقال ذرة وهذا النفي يتضمن اثبات كمال العدل يتضمن اثبات كمال العدل وليس المراد به مجرد انتفاء الظلم لان مجرد انتفاء الظلم لا يدل على كمال وقد قال الله تعالى ولله الاسماء الحسنى وقد قال تعالى ولله المثل الاعلى اي الوصف الاعلى وانتفاء الظلم المجرد لا يدل على الكمال لماذا؟ لان انتفاء الظلم قد يكون لعدم قبول المنفي عنه لهذا الظلم بمعنى انه ليس مما يقبل انتفاء الظلم او ثبوت الظلم فاذا نوتي الظلم عن ما لا يقبله فانه لا يعد مدحا لو قلت ان الجدار لا يظلم فهل في هذا مدح للجدار نعم؟ لا لماذا؟ لان الظلم لا لان الجدار لا يمكن ان يظلم فلا يكون نفط الظلم عنه مدحا انا اصلي وربما يكون نفي نفي العيب لعدم قدرة الشيء على هذا العيب ولنجعل المثل الظلم قد يكون نفي الظلم عن شخص لا لكمال عدله ولكن لعجزه عن الظلم وحينئذ لا يكون ذلك مدحا بل يكون ذما فصار انتفاء الظلم عما لا يقبل الظلم ليس مدحا ولا ذما وانتفاء الظلم عما يمكنه الظلم ولكنه عاجز يعتبر ذنبا ومن ذلك قول الشاعر قبيلة لا يغدرون بذمته ولا يظلمون الناس حبة خردل مبينة لا يغدرون بذمته ولا يظلمون الناس حبة خردل هل قوله لا يعذرون بذمة؟ يعني انهم اوفياء انهم اوفياء بالذمم هل قوله ولا يظلمون الناس حبة خردل؟ يعني انهم ذو عدل؟ لا بل هذا تحقير لهم لا يستطيعون ان يغدروا ولا يستطيعون ان يظلموا وقرينة ذلك قوله قبيلة فانها للتصغير والتصغير يدل على ايه؟ على التحقيق ومنه قول الحماس يهجو قومه تقول لكن قومي وان كانوا ذوي عدد يعني كثيرين ليسوا من الظلم في شيء وانهانا يجزون من ظلم اهل الظلم مغفرة ومن اساءة اهل السوء احسانا نعم هذا ظاهره المدح. ولكن ولكن المراد به الذم ولهذا قال فليت لي بهم قوما اذا ركبوا شنوا الاغارة فرسان وركبانا ليتني بهم واي بدلهم قوما اذا ركبوا سنوا الاغارة فرسانا وركبان فصار نفي الظلم عنهم وكونهم يجزون بالسوء مغفرة وبالاساءة احسانا لعجزه ليس لك مال اخلاقه اذا فقوله عز وجل ان الله لا يظن مثقال ذرة ليس المراد به مجرد نفي الظلم عن الله بل المراد به اثبات كمال العدل وانه لكمال عدله لا يظلم. قال الله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما وهذه القاعدة تكون في جميع ما نفى الله عن نفسه كل ما نفى الله عن نفسه فانه لا يراد به مجرد النفي انما المراد به ايش؟ اثبات كمال الضد وانه لكمال لكماله في هذه في ضد هذه المسألة انتفت عنه طيب وما مسنا من لغوب اي من تعب لماذا؟ لكمال قوته لكمال قوته ومن فوائد الاية الكريمة ان ما ذكر على سبيل المبالغة لا مفهوم له لقوله مثقال ذرة فلا مفهوم لقوله مثقال ذرة وانه يظلم دون ذلك. لا لا يظلم لا مثقال ذرة ولا دون. لكن عادة العرب ظرب المثل في الشيء الحقير بمثقال الذرة ومن فوائد الاية الكريمة اثبات علم الله عز وجل من قوله ان الله لا يظلم فانه يستلزم علمه بالظلم ومن يستحقه ومن لا يستحقه. مع ان الله تعالى لا يظلم ابدا ومن فوائد الاية الكريمة ان الله تعالى يضاعف الحسنات لقوله وان تك حسنة يضاعفها وقد بين الله هذه المضاعفة بان الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الى اضعاف كثيرة ومن فوائد الاية الكريمة ان رحمة الله تعالى سبقت غضبه لان الحسنات تضاعف والسيئات لا تزيد او لا تزال ان الله لا يظلم مثقال ذرة هذا نهي زيادة السيئات والتضعيف حسنات وان تك حسنة يضاعفها ومن فوائد الاية الكريمة ان الله تعالى يجزي على الحسنة ثوابا اكثر من المقابلة يعني ما يقول الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف بل هناك شيء فوق هذا وهو قوله ويؤتي من لدنه اجرا عظيما ومن فوائدها ان الحسنة تجذب الحسنة من اين تؤخذ ويؤتي من لدنه اجرا عظيما لان هذا الاجر قد يكون سببه زيادة الحسنات لسبب الحسنة الاولى وهذا من نعمة الله عز وجل ان الانسان اذا عمل العمل الصالح وفق لعمل اخر