اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك وجئنا بك على شهيدا. يومئذ ليود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض. لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا ثم قال تعالى فكيف اذا جئنا مبتدأ درس الليلة؟ فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد لما ذكر ان الله عز وجل لا يظلم مثقال ذرة قال فكيف اذا جئنا من كل امة بشرية والاستفهام هنا للتعظيم او للتعجب يعني كيف تكون الحال؟ اذا جئنا من كل امة بشهيد وذلك يوم القيامة يأتي الله تعالى من كل امة بشهيد والشهيد هو الرسول يشهد على امتي بانه بلغ رسالة ربي هذا شهيد كل امة وهناك شهادة عامة وهي شهادة هذه الامة على من قبلها من الامم كما قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وقول من كل امة امة جاءت في القرآن الكريم لعدة معاني المعنى الاول الطائفة كهذه الاية وكقوله تعالى وجد عليه امة من الناس يسقون المعنى الثاني الامام فقوله تعالى ان ابراهيم كان امة قانتا المعنى الثالث الزمن لقوله تعالى وقال الذي نجا منهما وادكر بعد امه اي بعد زمن ومقداره بضع السنين كما قال تعالى فلبث في السجن بضع سنين هل لها معنى رابع ما هم الدين كقوله وان هذه امتكم امة واحدة وقوله بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا. على هؤلاء المشار اليه امة محمد صلى الله عليه عليه واله وسلم جئنا بك شهيد على هؤلاء ماذا تكون الحال ولما بلغ عبدالله بن مسعود رضي الله عنه هذه الاية حين امره الله حين امر امره رسول الله صلى الله عليه واله وسلم نقرأ كان يقرأ في النساء عبد الله ابن منصور فقال له النبي عليه الصلاة عليه الصلاة والسلام اقرأ قال كيف اقرأ وعليك انزل فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم اني احب ان اسمع القرآن من غيري فقرأ حتى اذا بلغ هذه الاية قال حسبك قال فنظرت فاذا عيناه تذرفان. عليه الصلاة والسلام والله عز وجل سوف يستشهده على امته يوم القيامة انه بلغ البلاغ المبين ولهذا استشهدهم هو عليه الصلاة والسلام ليقروا على انفسهم بذلك استشهدهم في حجة الوداع حين خاطبهم وقال الاهل بلغت قالوا نعم ورفع اصبعه الى السماء وجعل ينكثها الى الناس اللهم اشهد ثلاث مرات الا هل بلغت؟ قالوا نعم. قال اللهم اشهد الاهل بلغت؟ قالوا نعم. قال اللهم اشهد ولا شك ان الصحابة رضي الله عنهم يمثلون الامة كلها فاقرارهم بانه بلغ واقرار للامة جميعا ونحن نشهد انه بلغ البلاغ المبين عليه الصلاة والسلام وانه ترك الامة على محجة بيضاء ليلها كنهارها يزيغ عنها الا هالك وقوله سبحانه وتعالى وجئنا بك على هؤلاء شهيدا شهيدا حال من الكاف في قوله وجنابك على هؤلاء شهيدا من فوائد هذه الاية الكريمة بيان عظمة هذه الشهادة ويؤخذ يؤخذ من الاستفهام الدال على التفخيم والتعظيم ومن فوائد هذه الاية ان الناس يوم القيامة تقام عليهم الاشهاد يشهدون عليهم بانهم بلغوا ومن فوائدها ان كل رسول يشهد على قوم بانه بلغهم لقوله فكيف اذا جئنا من كل امة شهيد فان قال قائل كيف نجمع بين هذا؟ وبين قوله تعالى عن عيسى وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد فالجواب ان هذا لا يعارض ما ذكر هنا فانه شهد على امته الذين باشر ابلاغهم اللي هو الذي هو عيسى عليه الصلاة والسلام. اما بعد موته فان الامر الى الله عز وجل هو الذي يتولاهم ويتولى من بعدهم ومن فوائد هذه الاية ان نبينا صلى الله عليه واله وسلم سيكون شهيدا عليك لقوله وجئنا بك على هؤلاء شهيدا فان قال قائل هل الذين ورثوا النبي صلى الله عليه واله وسلم وهم العلماء هل يكونون شهداء على الامة الجواب نعم يكونون شهداء الامة لانهم هم الطريق الذين بلغوا رسالة محمد صلى الله عليه واله وسلم ولهذا جاء في الحديث ان العلماء ورثة الانبياء ثم قال الله تعالى يومئذ يود الذين كفروا هذا موقع الاستفهام والتفخيم يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض. يومئذ يعني يومئذ نأتي من كل امة بشهيد وبك شهيدا على هؤلاء يود الذين كفروا المودة هي التمني واعلى واعلى المحبة يعني يحبون محبة هي اعلى المحبة الذين كفروا اي جحدوا ما يجب الايمان به والاقرار به وعصوا الرسول اي خالفوا امره فلم يمتثلوا الامر ولم يجتنبوا النهي لان المعصية هنا تشمل التفريط في الاوامر وكذلك فعل النواهي. وقوله عصوا الرسول. الرسول هنا المراد به الجنس وليس المراد به العهد لانه يشمل كل رسول لو تسوى بهم الارض تسوى فيها قراءتان تسوى وتسوى فعلى قراءة الظمأ تسوى تكون الارض نائب فاعل وعلى قراءة الفتح تكون الارض فاعلا ومعنى تسوى بهم الارض اي يكون يدفنون فيها ولا ولا يظهرون فيها يكونون كأنهم جزء من الارظ ولا يحاسبون وقوله ولا يكتمون الله حديثا الواظ حرف عطف وجملة لا يكتمون معطوفة على قوله يود وليست على قوله تسوى وذلك لانها لو كانت عطفا على تسوى لفسد المعنى اذ يكون المعنى يودون انها انها لو تسوى بهم الارض ولو لا يكتمون الله حديثا فيكون على هذا التقدير يكوننا قد اقروا بما هم عليه والحال انهم لم يقروا نعم بالعكس لو يود الذين كفروا لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا يدل على انهم كتموا الحديث لو جعلناها نضيف على تسوى والواقع انهم لم يكتموا الله شيئا ولهذا يودون لو تسوى بهم الارض والحال انهم لا يقطمون الله حديثا ان يقرون بالكفر والشرك وقوله ولا يكتمون الله حديثا اي ما يحدثون به عن انفسهم فليقرون اقرارا كاملا لانهم كفروا وعصوا الرسول فمن فوائد هذه الاية الكريمة بيان ما يؤول اليه او ما تؤول اليه حال الكفرة العاصين للرسول يتمنى يتمنون انهم لم يخلقوا وان الارض سويت بهم ومن فوائدها الحذر من معصية الرسول صلى الله عليه واله وسلم لقوله وعصوا الرسول ومن فوائدها وجوب العمل بما في السنة وان لم يكن في القرآن من اين تؤخذ؟ وعصوا الرسول لان هناك اوامر صدرت من الرسول صلى الله عليه واله وسلم ولم تكن في القرآن فيجب العمل بها ومن فوائد هذه الاية الكريمة شدة حصدة اولئك الكفار يوم القيامة انهم يتمنون انهم لم يخلقوا وان تسوى بهم الارض ويدفنون فيها ولكن هذا لا لا ينفعهم ومن فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء المكذبين ان هؤلاء الكافرين العاصين يقرون بما هم عليه فلا يكتمون الله حديثا ومن فوائد الاية الكريمة انهم لا يكتمون اي حديث كان لان حديث النكرة في سياق النفي فتعم كل شيء فهم يقرون بكل ما عملوا ولهذا كلما القي في النار فوج سألهم خزنتها الم يأتكم نذير فيقولون بلى قد جائنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع ونعقل ما كنا في اصحاب السعير فان قال قائل كيف تجمعون بين هذه الاية وقوله تعالى ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فان هذا صريح في انهم ينفون ان يكونوا مشركين وهذه الاية الصريحة في انهم لا يكتمون فالجواب ان وان القيامة ليست ساعة او ساعتين حتى تتصادم الاحوال فيها القيامة يوم مقداره خمسون الف سنة فالاحوال تتغير وتتبدل فهم في احيانا يقولون كذا واحيانا يقولون كذا لانهم يريدون الخلاص يريدون الاخلاص فكل وسيلة يظنونها سبب الاخلاص يسلكونه حتى وان تناقضوا فهم لا يكتمون الله حديثا ولكن اذا رأوا نجاة اهل التوحيد قالوا والله ربنا ما كنا مشركين من اجل ان تحصل لهم النجاة ولكنها لا تحصل. اذا قالوا والله ربنا ما كنا مشركين من الذي يفضح منك تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يكسبون وكذلك الجلود حتى انهم يوبخون جلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء يرحمك الله. اذا نقول الجمع بينهما ايش ان احوال القيام تتغير وهكذا يأتيكم اشياء تظنون فيها التعارض مثل قوله تعالى يوم تسود وجوه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة وفي اية اخرى ونحشر المجرمين يومئذ زرقا فيأتي الانسان يقول كيف هذا تقول يوم القيامة احواله تتغير تسود الوجوه ويحشرون زرقا وتتغير. لان المدة خمسون الف سنة كم بيننا وبين الرسول الفين نعم اقل الف واربع مئة هذا خمسون الف سنة اعاننا الله واياكم على اهواله المسألة ما هينة فتختلف الاحوال وتتغير. طيب ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان هؤلاء المجرمين الكافرين العاصين يسألون عن ذنوبهم لكن سؤال توبيخ بدليل قوله ولا ولا يكتمون الله حديثا فهل هم يحاسبون كحساب المؤمن وهل توزن اعمالهم الجواب لا لا يحاسبون كما يحاسب المؤمن المؤمن تعرض عليه اعماله فاذا اقر بها قال الله عز وجل سترتها عليك في الدنيا وانا اغفرها لك اليوم ولا اناقش لانه لو نوقش لهلك اما هؤلاء فانهم ينادى على رؤوس الاشهاد يوم القيامة هؤلاء الذين كذبوا على ربهم الا لعنة الله على الظالمين ولهذا قال قال شيخ الاسلام رحمه الله في العقيدة الواسطية لا انهم لا يحاسبون حساب منتوزا واعماله وسيئاته لانه لا حسنات لهم فلا توزن لهم اعمال لقوله تعالى فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا