اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما ما نزلنا مصدقا لما معكم مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها من قبل ان نطمس وجوههم فنردها على ادبارها او نلعنهم كما لا عنا اصحاب السبت وكان امر الله مفعولا. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قال الله تبارك وتعالى فيا ايها الذين اوتوا الكتاب امنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم الخطاب في قوله يا ايها النداء في قوله يا ايها الذين اوتوا الكتاب يراد به اليهود ارادة اولية وكذلك النصارى لانهم اوتوا الكتاب والكتاب الذي يمثله اليهود هو التوراة. التي انزلها الله على موسى. كتبه كتبها بيده سبحانه وتعالى وانزلها على موسى صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما الكتاب الذي نزل على عيسى فهو الانجيل قارنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم وهو القرآن وقالوا نزلنا لانه نزل شيئا فشيئا. حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل قال العلماء والفرق بين نزلنا وانزلنا ان نزلنا اذا اجتمعت ما انزلنا صار المراد بها التوفيق قال الله تبارك وتعالى والكتاب الذي اه نعم والكتاب الذي انزل من قبل وقال تعالى وقرآن لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا فالقرآن منزل تنزيلا على حسب ما تقتضيه حكمة الله. اما ان تكون واقعة يتحدث الله عنه او مشكلة يفتي الله تعالى بها او غير ذلك. وقوله مصدقا لما معكم اي للذي معكم والذي معهم هو التوراة بالنسبة لمن؟ والانجيل بالنسبة للنصارى. وكيف هذا التصديق التصديق له وجهان الوجه الاول انه مصدق لها اي شاهد بما جاءت به شاهد بما جاءت به وما حق والقرآن مملوء من ذلك من ان الكتب السابقة المنزلة على الرسل كلها حق والثاني من شايف انه مصدق لا حيث جاء على وفق ما اخبرت به لان هذا القرآن الكريم والنبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قد ذكر في التوراة والانجيل. كما قال تعالى الذي يجدونه مكتوبا عندهم بالتوحيد والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهى عن المنكر ويحل لهم الطيبات. اذا التصديق له وجهان الوجه اول نعم رجوع الله وين رحت الوجه الاول القرآن ايات تدل وتثبت اه صحة الكتب السابقة. نعم فهو مصدق لها او شاهد لها بالصحة. طيب. والوجه الثامن سلامة هذا الاول نعم انه جاء موافقا لما اخبرته هي جاء هذا القرآن موافقا مما اخبرتكم فهذا الوجه غير الوجه الاول. مصدقا من قبل ان نمس وجوها فنردها على اقداره او نلعنه. هذا التحذير وتهديد اذا تأخروا عن الامام يحصل لهم هذا. من قبل ان نطمس وجوها فنردها على بالها. وهذا الطمس اختلف العلماء فيه هل وطمس معنوي؟ او طمس حسي فقيل انه طمس معنوي. بحيث لا ترى الحر ولا تسمعه. ولا تنتفع به. ويردها الله على عقابها فتهي في الكفر وقيل بل وطمس حسي ووذلك بان تطمس الوجوه حتى تكون كخف البعير ليس فيها علم ولا انف ولا شفه ولا حاجب بل هي كالقافا تماما. وكما ان قفا الرأس ليس فيه شيء من ذلك فهذه ايضا تطمس حتى تكون وجوههم كاقفائهم ثم بعد ذلك ترد على الادبار وقيل المراد بالطمس طمس حسي ولكن هو ان تروى الاعناق وتكون وجوه من الخلف وهذا معنى قوله فنرى الدناء على ادبارها وكما قلنا لكم مما سبق في القاعدة التفسيرية انه اذا كانت الاية تكتمل وجهين لا الاخر فانها تحمل على الوجهين جميعا. لان كلام الله معناه واسع. فاذا كان اللفظ يحتمل هذا وهذا وليس بينهما مناقضة فالواجب حمله على وجهين فهو فهنا نقول ان الله تعالى هددهم بالطمس الحسي والطمس المعنوي. قال او يلعنهم كما لعنا اصحاب السبت عنهم اناقيدهم عن رحمتنا وان يوقع بهم من النكال ما وقع لاصحاب السبت والذي وقع باصحاب السبت هو انهم قيل لهم كونوا قردة خاسئين. فكانوا قردة خاسئة دليلة والعياذ بالله. والفرق بين التهديدين ان الاول خاص اذا نعم ان الاول اذا قلنا انه حسي خاص بجزء من البدن. وهو ايش؟ الوجه. اما الثاني فهو عام تقلب الصورة كلها والعياذ بالله الى سورة قردة يذكر ان عبد الله بن سلام رضي الله عنه لما سمع بهذه الاية اقبل مسرعا ويده على وجهه يخشى ان يطمس لايمانه وتصديقه حتى جاء الى الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم وامن به وكذلك يذكر عن كعب الاحبار في عهد عمر رضي الله عنه فالله اعلم ولكن لا شك ان المؤمنين منهم سوف سوف يخافون هذا الامر فان قال قائل انهم لم يؤمنوا ولم يقع بهم هذا التهديد هم لم يؤمنوا ولكن لم يقع بهم هذا التهديد فما الجواب الجواب ان انه لما امن بعضهم ارتفع هذا التهديد لان هذا التهديد معلق بما اذا لم ايش؟ اذا لم يؤمن احد منهم وقيل ان الله عز وجل هددهم بهذا والتهديد قائم الى يوم القيامة فاذا قدر انه لم يقع فيما مضى فانه متوقع لان الله سبحانه وتعالى هددهم به من قبل ان نكنس وجوها فنردها على ادبارها او نلعنهم كما العن اصحاب السر والوجه الاول قد يكون اقرب لان تهديد اهل الكتاب الذين في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام بامر لا يكون الا قبيل قيام الساعة لا معنى له ولا وجه له فيقال انه لما امن بعضهم رفع عنهم هذا التهديد وقامت الحجة على الباقين حيث امن من كان منهم واعترف بالحق ثم قال تعالى وكان امر الله مفعولا اي والله امر الله مفعول من يرد امر الله لا احد يرده فامر الله لا بد ان يقع والامر هنا بمعنى المأمور يعني كان مأمور الله اي ما امر به مفعولا ويحتمل ان يكون الامر هو الامر الكون اي القرع ويكون المفعول هذا بمعنى الواقع وايا كان سواء قلنا ان الامر بمعنى المأمور وهذا لا بعد فيه لان الامر مصدر والمصدر يأتي احيانا لمعنى اسم المفعول كقوله تعالى وولاة الاحمال اجلهم اي واولاد المحمولين لان نحن جمع حمل والحمل هو الجنين في البطن وكما في قوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد اي مردود وكان امران مقفولا في هذا في هذا الاية الكريمة من الفوائد اولا وجوب الايمان على اهل الكتاب بالقرآن الكريم لقوله يا ايها الذين اوتوا الكتاب امين ومن فوائدها اقامة الحجة على هؤلاء الذين اوتوا الكتاب وكفروا بمحمد بانه لا عذر لهم كيف ذلك لانهم اوتوا الكتاب فعندهم علم ولان الذي نزل من بهم نزل على محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم مصدق لما معه فليس لهم عذر كتابهم بين ايديهم وهو صلة العلم ثم مجيء هذا القرآن مصدقا لما معهم يثبت ان محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم حق فوجب عليهم الايمان به ومن فوائد الايات الكريمة اثبات ان القرآن كلام الله وجهه بما نزلنا فان قال قائل التنزيل الذي يضاف الى الله قد يكون في امر مخلوق مثل قوله تعالى وانزلنا الحديد فيه بأس شديد وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج فالجواب عن ذلك يحصل بالتفصيل الاتي وهو ان المنزل من عند الله ينقسم الى قسمين اعيان واوصاف الاعيان بائنة منفصلة عن الله فتكون ايش؟ تكون مخلوق مثل وانزلنا الحديد فيه بأسا شديد وانزلنا من السماء ماء طهورا وانزل لكم الان ثمانية ازواج فهذه اشياء اعيان دائنة منفصلة عن الله فتكون مخلوق والقسم الثاني اوصاف لا تقوم الا بموصول مثل الكلام الكلام صفة لا تقوموا الا بموصول فاذا اراد الله انزال الكلام اليه فهو من صفاته وهي غير مخلوقة وعلى هذا فالقرآن غير مخلوق. ومن فوائد الاية الكريمة اثبات علو الله وجهه نزلنا لان النزول انما يكون من الاعلى وهو كذلك وادلة علو الله عز وجل سبقت لنا مرارا وقلنا ان علو الله عز وجل ينقسم الى قسمين قسم قسم حسي وقسم معنوي فالقسم المعنوي متفق عليه بين اهل الملة حتى اهل التعطيل يدعون انهم يعطلون تنزيها لله عن النقص فالعلو المعنوي لا احد ينكره من اهل الملة كل اهل القبلة يقرون به العلو الحصي الذاتي هو الذي انكره من سوى اهل السنة والجماعة وقالوا ان الله ليس عالم بذاته بحجة باطلة وقد بينا فيما سبق ان العلو الذاتي قد دل عليه من الادلة خمسة انواع الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة وبين وجه ذلك وهو معلوم لاكثركم. ومن لم يكن عنده علم فليرجع اليه لا شرطة ومن فوائد هذا الحديث من فوائد هذه الاية ان القرآن الكريم مصدق للكتب السابقة يشهد لها بالصدق وانه مصدق لها حيث جاء مطابقا لما اخبرت فيه فهو لا لا يتنافى معها ولا يتنافر معها لكن الشرائع تختلف باختلاف الامم حتى باختلاف الاحوال حتى في الشريعة الاسلامية الشراعة تختلف باختلاف الاحوال اليس كذلك الفقير لا زكاة عليه والغني عليه الزكاة وهذا اختلاف كيف يقال هذا الرجل الذي اسمه زيد عليه الزكاة وهذا الرجل اسمه عمرو لا زكاة عليه؟ نقول نعم لان الاول غني والثاني فقير الشرائع تختلف كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا لكن اصول اصول الملل ثابتة واحدة هذا الكتاب العزيز مصدق لما بين يديه وفي سورة المائدة بين الله عز وجل انه مهيمن على ما سبق ومعنى مهيمن ايش اي اي مسيطر الهيمنة على الشيء السلطة والسيطرة. واذا كان كذلك لزم ان يكون ناسخا بما سبقه ومن تواجه هذه الاية تهديد اولئك القوم اعني بهم اهل الكتاب اذا لم يؤمنوا بهذا القرآن بهذين الوعيدين رمز الوجوه وردها على ادبارها والثاني ان يلعنوا كما لعن اصحاب السبت ومن فوائد الاية الكريمة تحاشي التعبير بالمواجهة عند المؤاخذة تحاش التعبير بالمواجهة عند المؤاخذة هنا قال من قبل ان نقنص وجوهنا ولم يقل وجوهكم وكان مفترض السياق ان يقول من قبلي ان نطمس وجوهكم لانهم هم المهددون لكن اتى بها على صيغة نكرة تحاشيا ليش للمواجهة بالمؤاخذة هذا من جهة من جهة من جهة اخرى قد يقال ان المراد بالتنكير هنا التعظيم اي وجوها معظمة عندكم فتطمس وهي وجوه زعمائهن الذين صدوهم عن سبيل الله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة ان الاحالة على المعلوم تصح ولو بلفظ الابهام من ايات اخرى لا الاحالة على المعلوم تصح ولو بلفظ البهائم كما لان اصحاب السبت لان اصحاب السبت اذا قال قالوا ما هي الا انا التي حلت باصحاب السبت ومن هم اصحاب السبت نقول ذكروا هنا على سبيل الاجمال لان امرهم معلوم وهذا يشبه ما يقول ما يقول الحيون في التي للعهد كمل الذهني نعم ومن فوائد الايات الكريمة ان الله سبحانه وتعالى يذكر نفسه بلفظ العظمة نطمس آآ نرد نلعن كما لعن ليش لان المقام يقتضي ذلك المقام مقام تهديد ولابد ان يظهر المهدد ايش؟ عظمته امام المهدد وهذا في غاية البلاغة مراعاة حال المخاطب هذه هي البلاغة ومن فوائد هذه الاية الكريمة اه عن جواز تغيير بل اه استحباب او تفضيل تغيير الاسلوب اذا اقتضت الحاجة ذلك كقوله وكان امر الله مفعولا ولم يقل وكان امرنا مفعولا وفيها في الاية والتفات الاية التفات من الخطاب الى ماشي الى الغيبة لان وكان امر الله مقبولا هذا تحدث عن غائب لكن نلعب نطمس وما اشبه ذلك هذي تحدث عن متكلم ففيه التفات من التكلم الى الى الغيبة للتعظيم. لان قول العظيم فعل فلان كذا يعني نفسه ابلغ من قوله فعلت كذا