اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال الله تبارك وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ما المراد بقوله بما نزلنا مصدقا لما معكم اصحاب السبق معروفون لنا الذين اعتدوا في السبت فتحيلوا على صيد الحيتان حين حرم عليهم يوم السبت وكانت تأتيهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تثنيهم فتحيلوا بنصب الشبك يوم الجمعة واخذ الحيتان يوم الاحد فقلبوا ها قردة ثم قال الله عز وجل ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء ان الله لا يغفر تحدث سبحانه وتعالى عن نفسه بصيغة الغائب تعظيما له كما تقول او كما يقول الملك ان الملك يقول لجنوده ان الملك يأمركم ان تتجهوا الى المكان الفلاني فيكون هذا من باب التعظيم. يعني تحديث الانسان تحديث المتحدث عن نفسه بصيغة الغائب يعتبر تعظيما تقدم الفرجان وقوله لا يغفر ان يشرك به. المغفرة هي الستر مع التجاوز ويدل لذلك اي لكون المعنى مركبا من العفو والتجاوز الصدق الستر والتجاوز يدل على ذلك الاشتقاق لان المغفرة مأخوذة من ليش من المغفر وهو الذي يوضع على الرأس ويسمى البيضة يتقى به السهام واذا وضع الرأس وهو التقى بالسام صار فيه ستر ايش؟ ووقاية. طيب اذا لا يغفر ان يشرك به اي لا يتجاوز. ولا يستر الاشراك به وقوله ان يشرك به ان هذه مصدرية وعن المصدرية من الحروف ايش الموصولة فتسبك وما بعدها من مصدر ويكون التقدير على هذا ان الله لا يغفر شركا به او اشراكا به عرفتم؟ لا يغفر اشراكا به واذا حولنا هذا الفعل مع ان الى مصدر صار نكرة في سياق النفي نكرة في سياق النفي والنكرة في سياق النفي للعموم وقوله تعالى ان يشرك به يشمل الاشراك في الربوبية والاشراك في الالوهية الذي هو الاشراك في العبادة. والثالث الاشراك في الاسماء والصفات. فالله لا يغفر لان جانب التوحيد اعظم الجوانب حقا ان يوفى به فاذا اخل به الانسان فان الله سبحانه وتعالى لا يغفره. بخلاف المعاصي الاخرى التي دونه او التي سوى الشرك فان الله تعالى يغفر له نعم ان الله لا يغفر ان يشرك به فمن اعتقد ان مع الله خالقا فهو قداش او معينا فهو مسلم او ان لاحد من الناس من الخلق شيئا ينفرد به الله فهو مشرك يعني من قال السماء لله والارض لغير الله فهو مشرك. ومن قال السماء والارض مشتركة بين الله وغيره فهو مشكل. ومن قال ان الله له معين خلق السماوات والارض فهو مشرك وكل هذا لا يغفره الله في العبادة من سجد لغير الله او نذر لغير الله او ذبح لغير الله فهو مشرك من اشرك بالله بالعبادة رياء فهو مشرك فالشرك رياء فالرياء شرك بنص الحديث اذا الشرك الرياء اذا الرياء لا يغفر كذلك من زعم ان لله متينا في صفاته. وان استواء الله فاستواء استواء الله على العرش كاستواء الانسان على السرير وان نزول الله الى السماء الدنيا كنزول الانسان من السطح الى اسفل الدرجة وما اشبه ذلك فهو ايش مشرك طيب كل هذا لا يغفر الله لا يغفره الله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ما دون ذلك المراد بقوله ما دون ذلك اي ما سوى ذلك او ما هو اصغر من ذلك هل هو من الدون الذي هو الاصغر او من الدون الذي هو السور نعم طيب نشوف اذا قلنا ما سوى ذلك لزم ان يغفر الله شرك كفر الجحور لانه هو الشرك فلو قال شخص ان الله لم يرسل محمدا صلى الله عليه وسلم مثلا هذا ليس بالشرك هو سوى الشرك لا شك فهل هذا مغفور اجيبوا اذا يتعين ان يكون ما سوى ذلك اي قصد ما دون ذلك. يتعين ان يكون المعنى ما دون ذلك اي ما هو اصغر من الدون الذي هو اقل لا من من الدون الذي بمعنى سوى لاننا لو فسرناه بمعنى ما سوى ذلك لكان كفر الجحود داخلا في الاية وليس كذلك ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء قل لمن يشاء اي للذي يشاء فعلى هذا يكون الشرك وما كان بمنزلته من كفر الجحود ونحوه غير مرفوض وما دون ذلك فهو تحت المشيئة تحت المشيئة ليس مغفورا ولا مؤاخذا به بل هو تحت المشيئة ثم اننا نقول كل شيء قيده الله بالمشيئة فانه مقرون بالحكمة ان اقتضت الحكمة شاء وان لم تقتضه فانه لا يشاء لان فوات الحكمة سفه والله تعالى منزه عنه ويدل لهذا القيد ان كلما قيده الله بالمشيئة فانه مقرون بالحكمة قوله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم اتموا وما تشاؤون لا اه في سورة الانسان وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فقد ان الله كان عليما حكيما اعقبه قوله وما تشاؤون الا ان يشاء الله. فبين ان مشيئة الله تابعة لعلمه وحكمته ثم قال ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما. صدق ربنا من يشرك بالله فهذا اعظم مفتى يعني من يشرك بالله في ربوبيته او في عبادته او في اسمائه وصفاته فقد افترى اثما عظيما اي كذب كذبا عظيما او كذبا كذبا يستحق به الاثم العظيم لان اعظم ذنب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ان تجعل لله ندا وهو خلقه هذا اعظم ذنب ان تجعل الله ندا وهو خلقك. كيف تجعل لله ندا وهو الذي خلقك هذا اعظم شيء ان الشرك لظلم عظيم هذا معنى الاية اما فوائدها فكثيرة بارك الله فيكم سوى يعم المالك يقدر يكون سواه لان الكفر بدون استثناء نعم؟ ليس الكفر في الشرك. لا لكنها يسمى شركه اي نعم ولهذا قلنا ما دون ذلك اي ما اقل واضح اذا قلنا ما سوى ذلك يغفر ما سوى ذلك الكفر شرك ولا غير شرك ايه شرك اذا اذا جحد ما جاء به الرسول هل اشرك او جهل يعني الشرك المال العام حتى اللي اللي يغتاب الناس مشرك بالمعنى العام الشرك جعل ند لله فهل هذا جعل ند لله؟ طيب اذا يكون ما دون ذلك احسن مما سوى ذلك. قال الله تعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لم يشاء في هذه الاية فوائد منها عظم الشرك وان الله سبحانه وتعالى لا يغفره لانه اعظم ذنب فقد سئل النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم اي ذنب اعظم؟ قال ان تجعل لله ندا وهو خلقه ومنها اثبات الافعال الاختيارية لله عز وجل وانتم تعلمون ان كثيرا من المعطلة الاشاعرة والمعتزلة ونحوهم ينكرون ان يقوم بالله فعل متعلق بارادته لانهم يقولون ان ان الافعال المتعلقة بالارادة حادثة والحادث لا يقوم الا بحادث ولا شك ان هذا كذب كلمة متصور لان الشيء الحادث يمكن ان يقوم بالازل كما ان الشيء الحادث الذي حدث اليوم يمكن ان يقوم بمخلوق خلق قبل خمسين سنة فلا يلزم من حدوث الفعل ان يكون الفاعل حادثا ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان ما دون الشرك تحت المشيئة لقوله ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء وليس مجزوما بمغفرته ولا مجزوما بالمؤاخذة عليه انما هو تحت المشيئة ويتبرع على هذه الفائدة ردوا كلام المسوفين الذين يفعلون ما يفعلون من المعاصي ثم يقولون ان الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء فنقول له ما الذي ادراك ان تكون انت ممن شاء الله ان يغفر له هل تعلم اذا انت مخاطب يعني لو فرضنا ان عملك المعصية يمكن ان يغفر لكنه ليس ليس بمتيقن. فالمعصية مفسدة ظاهرة حاصلة ومغفرتها مصلحة لكنها ايش تحت المشيئة قد تحصل وقد وقد لا تحصل ومن فوائد هذه الاية الكريمة وجوب توحيد الله لكون الشرك لا يغفر ويلزم من ذلك ان يكون توحيد الله تعالى واجبا. نعم واوجب الواجبات بذاته واسمائه وصفاته وافعاله يجب ان يوحد الله عز وجل في هذا كله ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان المشرك مفتر على الله لقوله ومن يشرك بالله فقد افترى اثما عظيما ومن فوائدها ايضا ان هذا الكذب من اعظم الكذب بقوله اثما عظيما وفي اية اخرى ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا فهو ضال في دينه وهو ايضا مفتر في قوله افترى اثم عظيم ومن فوائد الاية الكريمة اثبات المشيئة لله لقوله لمن يشاء ولكنا قد نبهنا التفسير على ان كل شيء علقه الله بالمشيئة فهو مقرون بالحكمة واستدللنا لذلك بقوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما وظاهر قوله تعالى لا يغفر ان يشرك به انه شامل للشرك الاصغر هو الشرك الاكبر وبذلك صرح شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الاختيارات ان الشرك لا يقرب الله ولو كان اصله ولكن يجب ان نعلم انه ليس معنى قولنا ان الشرك الاصغر لا يغفر ان صاحبه يخلد في النار بل يعذب على قدر قدر عمله ثم يدخل الجنة اما الشرك الاكبر فلا يغفر وصاحبه مخلد في النار لقوله تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من انصار