اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم. فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ذلك بك خير واحسن تأويلا. ثم قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول الى اخره صدر الله هذه الاية بالنداء وقد سبق ان تصدير الحكم بالنداء يدل على العناية به لان النداء يطلب منه انتباه المنادى لما يلقى اليه اعرفتم ذلك؟ وفي وفي النداء بوصف الامام اشارة الى ان ما يذكر من مقتضيات الايمان يعني ان ما يذكر وامتثاله من مقتضيات الايمان وفيه ايضا ان عدم القيام به نقص في الايمان لانك اذا قلت للمؤمن يا مؤمن افعل كذا ولم يفعل فانه لا بد ان ينقص ايمانه لانه وجه اليه الخطاب باسم الايمان او بوصف الايمان فاذا لم يمتثل هذا الخطاب نقص ايمانه وقد روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فاما خير تؤمر به واما شر تنهى عنه والذي في هذه الاية خير نؤمر به قال يا ايها الذين امنوا امنوا بمن امنوا بالله وبما يجب الايمان به واركان الايمان كما عرفتم سابقا كما هو معروف اركان الاجماع ستة هل اذا كان موجود فقدنت له ان يذهب يعني امنوا بما يجب الايمان به وهي ستة اشياء الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره اطيعوا الله واطيعوا الرسول. الطاعة موافقة الامر وذلك بفعل ما المأمور وترك المحظور ولهذا اخذت من المطاوعة وهي الانقياد فالطاعة هي الانقياد وموافقة الامر لفعل المحظور بفعل المأمور وترك المحظور اطيعوا الله واطيعوا الرسول الرسول هو محمد عليه الصلاة والسلام والفيه للعهد العهد الذهني واولي الامر منكم الوان حرف عقل اولي معطوفة على الرسول وهي بمعنى اصحاب والامر بمعنى الشأن يعني اصحاب الشأن فيكم فمن هم اصحاب الشأن قيل هم العلماء وقيل هم الامراء والاية صالحة للمعنيين جميعا وعلى هذا فتكون شاملة للامراء والعلماء اما كون العلماء اولي امر فلانه يوكل اليهم الكلام في في شرع الله وهم الذين يوجهون الناس ويبينون لهم احكام الله الشرعية واما كون الامراء اولي امر فلانهم هم الذين يحملون الناس على شريعة الله والشريعة تحتاج الى امرين امر امر سابق وامر الله الامر السابق من شأن من من شأن العلماء يبينونه ويوضحونه كما قال تعالى واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه وامر لاحق وهو من شأن العلماء الامراء يلزمون الناس بشريعة الله ويقيمون حدود الله على من خالف فالكل عليه مسؤولية وبهذا التقسيم نعرف ان مسئولية العلماء اشد من مسؤولية الامراء لان العلماء لا يمكن ان يمشوا على شيء حتى يبينه من العلماء الامراء لا يمكن ان يمشوا على شيء الا بعد بيان العلماء وعلى هذا فشأن العلماء في الامة الاسلامية اعظم من شأن الامراء ويجب على الامراء اتباع العلماء فيما يبينونه من شريعة الله وقوله واولي الامر منكم قلنا الامر بمعنى ايش؟ بمعنى الشأن يعني اصحاب الشأن وهم العلماء والامراء ويحتمل ان يكون المراد بالامر طلب الفعل من مما من ممن هو دون الامر او على وجه الاستعلاء ويكون ما له الامر اي الذين لهم ان يأمروا الناس والعلماء يأمرون الناس كما قال الله تعالى ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس وهم العلماء والامراء كذلك يأمرون فالامر هنا صالح لمانع ايضا الشأن والامر الذي هو طلب الفعل على وجه الاستعداد وهنا يقول واولي الامر منكم ولم يعد الفعل اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولم يقل جل وعلا واطيعوا اولي الامر لان طاعة ولاة الامور تابعة لطاعة الله ولهذا لو امروا بغير طاعة الله لو امروا بما خالفوا طاعة الله لم نكن لهم اه اه طاعة فهي اي طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله ثم قال فان تنازعتم في شيء وهذا متوقع متوقع جدا ان يحصل النزاع بين من ومن بين اولي الامر بعضهم مع بعض وبين اولي الامر مع عامة الناس بين اولي الامر بعضهم مع بعض كالعلماء يختلفون مثلا الامراء يختلفون مع العلماء او بعضهم مع ان او مع الناس بان يختلف العلماء مع الناس او يختلف الناس مع الامراء او ما اشبه ذلك المهم ان التنازع هنا غير غير مقيد فيشمل النزاع فيشمل التنازع بين العلماء وبين الامراء وبين العلماء مع الامراء وبين العلماء مع الناس والامراء مع الناس وهذا لا بد ان يقع ان جنازتهم في شيء وفي شيء هذه نكرة في سياق الشرط فتكون للعموم اي شيء يتنازع فيه فانه يرد الى الله والرسول ثم قال الى الله والرسول الى الله لا يمكن ان يقول قائل اننا نذهب الى الله عز وجل ونتحاكم عنده ولكن او نرد الاشياء اليه ولكن الرد الى الله هو الرد الى كتابه اما الى الرسول فهو الرد اليه شخصيا في حياته والى سنته بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. هذه جملة شرطية يراد بها الاغراء والحث اي ان كنتم صادقين والايمان بالله واليوم الاخر فامتثلوا هذه الاوامر طاعة الله طاعة الرسول واولي الامر والردي عند التنازع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وقوله تؤمنون بالله الايمان بالله يتضمن الايمان بوجوده وربوبيته والوهيته واسمائه وصفاته واليوم الاخر الايمان بكل ما يكون بعد الموت سواء في البرزخ او بعد قيام الساعة وانما نص الله على اليوم الاخر لانه اليوم الذي يقع فيه الجزاء واليوم الذي يقع فيه الجزاء لابد ان يحسب له الانسان حسابه خوفا من ان يجازى بالسوء في يوم القيامة ذلك خير واحسن تأويلا ذلك المشار اليه كل ما سبق. من طاعة الله وطاعة رسوله وولي الامر والرد الى الله والرسول عند التنازع ذلك خير اي في الحال والحاضر واحسن تأويلا اي احسن مئلا وعاقبة فامتثال هذه الاوامر الاربعة يحصل به الخير في الحاضر والخير في المستقبل. والانسان كل انسان لا يسعى الا لخير حاظر او خير بل لان الماضي مضى بخير وشر. ولا يمكن اعادته في هذا الحديث في هذه الاية فوائد اولا حسن التناسق بين ايات الله بين الايات في القرآن في الكتاب العزيز فانه لما ذكر اداء الامانات والحكم بين الناس بالعدل ذكر ما يحصل به الخير ايضا اضافة الى الى ذلك وهو طاعة الله ورسوله ومن فوائد الاية الكريمة وجوب طاعة الله وان خالفت الهوى وان خالفت الواقع وان خالفت الحال خلافا لمن يمتثل طاعة الله اذا وافقت الواقع ولم يجد معارضا لان من قيد طاعة الله بهذا فهو في الحقيقة لم يطع الله. وانما اتبع هواه ومن فوائد الاية الكريمة وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم استقلالا وان طاعته كطاعة الله لقوله الاخ نعم اصبر ها وجهه ما وجه ان طاعة الرسول مستقلة لأ نعم لانه اعاد الفعل اطيعوا الرسول ولم يجعل طاعة الرسول تابعة لطاعة الله ومن فوائد هذه الاية الرد على من كفر بالسنة وقال لا لا نقبل الا ما جاء في القرآن واضح؟ لان الله جعل طاعة جعل طاعة الرسول استقلالا والحقيقة ان الذي يقول هذا القول لم يتبع ما جاء به القرآن ليش لان القرآن امر بان يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فقال قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا الذي له ملك السماوات والارض لا اله الا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه ولم يقل اتبعوه ان وجدتم لذلك اصلا في القرآن بل هو عام ومن فوائد هجرة الكريمة وجوب طاعة ولاة الامور لقوله واولي الامر منكم ومن فوائد هذه الاية ان طاعة ولاة الامور من طاعة الله لان الله تعالى امر بذلك ومن فوائدها انهم لو امروا بما يخالف طاعة الله ورسوله فلا طاعة لهم لان الله جعل طاعتهم تابعة واولي الامر منكم ومن فوائدها ان طاعة ولاة الامور واجبة حتى وان لم يأمر الله بذلك الشيء المعين الذي امروا به وهنا لابد من التقسيم فنقول ما امر به ولاة الامور على ثلاثة اقسام القسم الاول ما امر الله به والقسم الثاني ما نهى الله عنه والقسم الثالث ما لم يرد به امر ولا نهي اما ما امر الله به فان ولاة الامور اذا امروا به صارت طاعتهم واجبة من من وجهين الوجه الاول طاعة الله والوجه الثاني طاعة ولاة الامر مثال ذلك ان يأمروا بالاذان باعلان الاذان ان يأمروا باقامة الصلاة جماعة في المساجد ان يأمروا باداء الزكاة هذا واجب واجب لوجهين الوجه الاول طاعة الله الثاني طاعة ولاة الامر الثاني ان يأمروا بما نهى الله عنه ان يأمروا بما نهى الله عنه. مثل ان يقول الناس افتحوا خانات الخمر فهؤلاء فهذا لا يطاعون فيه او يأمر بقتل شخص لا يحل قتله ونحن نعلم انه لا يحل قتله وانما امر بقتله عدوانا وظلما فهنا لا طاعة لهم اما اذا امروا بقتله بحق كقصاص او ردة او فساد في الارض او تعزير يسوغ يسوغ لهم التعزير به فان هذا فان طاعتهم في ذلك واجبة لكن اذا كنا نعلم انه ظلم بغير حق فاننا لا نطيعه كذلك ايضا لو امروا بادخال الحدود الاراضي على على الجيران ظلما وعدوانا فاننا ايش؟ لا نوافقهم على ذلك ونعصيه ونعصيه لان طاعتهم تابعة لطاعة الله ورسوله ومن ذلك قصة امير السرية الذي امره النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على سرية وخرج بهم وغضبهم يوما من الايام فامرهم ان يجمعوا حطبا فجمعوا حطبا امتثالا لايش لامر الرسول عليه الصلاة والسلام لانه امر بطاعته ثم قال اظرموا به النار فاضرموا به النار الى هنا المسألة يعني ممكنة ثم قال لهم القوا انفسكم في النار القوا انفسكم في النار فتوقفوا قال نحن من النار فررنا لم نؤمن الا خوفا من النار. كيف نقحم انفسنا بالنار وابوا فلما رجعوا الى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال لو دخلوها ما خرجوا منها لانهم قتلوا انفسهم انما الطاعة بالمعروف يعني في شيء لا ينكره الشرع القسم الثالث ان يأمر ولاة الامور بما لم يتعلق به امر ولا نهي وهنا معترك القول فالمتمردون على ولاة الامور يقولون لا سمع ولا طاعة ها الدليل ان هذا واجب نعم والمؤمنون يقولون سمعا وطاعة لاننا لو لو لم نطعهم الا في امر ورد فيه الشرع بعينه لكانت الطاعة ليست لهم الطاعة لايش؟ للامر الشرعي مثلا لو قال انسان انا لا اخطأ للتنظيم في في السير مثلا افرض ان المرور سد هذا الطريق وقال للناس سيروا مع الجهة الاخرى قال انا لا اخاف لا اخضع لهذا لهذا الامر ثم جاء جعل يجادل ويقول اين الدليل هل قال الله تعالى اذا قال لك المرور لا تمشي مع هذا هذا الخط فلا تمشي الجواب قال هو اللي ما قاله لا لم يقله لكن على سبيل العموم اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فيجب فيجب ان تمتثل فاذا قال لا ليس في هذا مصلحة ليش امتثل قلنا لو جعلنا المصلحة مربوطة برأي كل واحد من الناس ما عملنا بمصلحة قط لان اهوء الناس متباينة مختلفة فالرأي لولي الامر قبل كل شيء فاذا كان عندك رأي ترى ان المصلحة فيه وجب عليك من باب النصيحة ان ترفعه لولي الامر وتقول نحن لم تثق امرك سمعا وطاعة لله عز وجل قبل كل شيء ولكن نرى ان المصلحة في كذا وكذا وتذكر وحينئذ تكون ناصحة لله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم عرفتم؟ طيب ومن فوائد هذه الاية الكريمة محبة الله عز وجل للنظام والانظمام ولانزواء تحت رعاية واحدة بقوله واولي الامر منكم لان الناس لو لم يكن لهم ذو امر مطاع لصارت لصارت امورهم فوضى ولهذا يقول الشاعر لا يصلح الناس فوضى لا صلاة لهم لابد من امير لابد من قائد لابد من موجه حتى الحيوانات العجم لابد لها من امير كان منذ زمن بعيد لم ندركه لكن ينقل لنا الطيور تأتي فرقا فرقا كثيرة يعني يجتمع ثلاثون اربعون طيرا خمسون طيرا لكن لا يمكن ان تطير في جو السماء الا بقائد بقائد يشاهده الناس يطير امامه وتتبعه الظبا كانت موجودة في الجزيرة هنا بكثرة تأتي الجميلة يسمونها الجميلة الجمع من الظبا يسمى الجميلة تأتي هذه المجموعة قطيع قطيع من الظباء يشاهدها الصيادون يقودها واحدة تمشي خلفه الصيادون عندهم حكمة في الصيف يصيبون القائد ما يذهبون في في الاطراف اذا اصابوا القائد تشتت الجمع ان كانت الطيور تشتت ان كانت الظبا تشتت او وقفت هكذا يقول لنا قل اضرب القائد تدرك التابع فاقول كل جمع لابد له من قائل لابد من امير حتى ان الرسول عليه الصلاة والسلام امر المسافرين اذا سافروا وكانوا ثلاثة ان يأمروا احدهم حتى يكون لهم رأي نعم المأمور يا ابني هذا سؤال مهم وتكلم فيه العلماء يعني لو امر الامام بما يرى انه مشروع الرعية او واحد من الرؤية يرى انه غير مشروع مثل ان يأمر بصوم يوم الاستسقاء فان الفقهاء رحمهم الله يقولون ينبغي للامام ان يأمر الناس بالصيام يوم الاستسقاء فهل يلزم الصوم قال قال الفقهاء انفسهم لا يلزم الصوم ولا الصدقة لازم الصوم ولا الصدقة لان هذا امر بشريعة والاصل في الصوم انه ليس بواجب والصدقة انها ليست بواجبة فلا يجب فلا يجب ان بامره والا لقلنا ان الامام يمكن ان يشرع ثم قال والمراد بقولنا طاعة ولي الامر فيما يعود الى تنظيم الامة فاذا كان اذا امر بالصوم يوم الاستسقاء وكان هذا العالم يرى انه ليس بسنة لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لم يأمر الناس حين خرج للاستسقاء ان يصوموا فله ان ان ان لا يصوم لكن هل يعلن ذلك يعلن مخالفة امر ولي ولي الامر نقول لا يعلمه وفيما بينه وبين الله لا يلزمه لكن المنابذة واعلان المخالفة هذا في امر يسوغ فيه الاجتهاد هذا خطأ ولهذا ينتقد على من يتكلم بما يرى مع اظهار الامام رأيه في في شيء من الموضوع من الموضوعات ينتقد على من تكلم بخلافه وقال ان هذه مسألة اجتهادية وللامام اجتهاده ولاجتهاده لان هذا يؤدي الى استهانة الناس بما ينظمه ولاة الامور وان يقول كل واحد ولي الامر مجتهد وانا مجتهد ولكل اجتهاد وانا مجتهد ولكل اجتهاد والواجب نصيحة الله ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ان يتكلم مع ولي الامر الذي خالفه في اجتهاده ويبين له نعم بغض النظر عن الامر لانه ربما يقال ان الامر بالمحرم قليل مثلا في بلادها مثلا فرض واقع معين مثل المحلات تبيع المنكرات او التعامل بالمنكرات وشيء من هذا وش موقف المسلم تجاهه؟ اي نعم. هل يحذر منها مع ان السلطة فرضتها ورفضتها؟ اه يعني مثلا لو ان لو ان ولي الامر اقر امرا منكرا فانه يجب ان ان يبين انكاره لكن لا يوجه الانكار على ولي الامر ولكن يحذر الناس منه الان مثلا في يوجد في بعض يعني في بعض البلاد اشيا منكرة مقارنة من قبل ولاة الامور ولا يجوز اقراره. فمثلا يوجد في بعض البلاد الاسلامية الان والبلاد القريبة منا بيع الخمر علانية بالبقالات وفي المقاهي وفي كل مكان هل نقول للناس لا تحذروا منها؟ لا تحذروا الناس منها بناء على ان ولي الامر سمح بها لا يجب ان نحذر الناس منه لكن لا ينتقد ولي الامر لاقراره اياها بل ينصح له نصيحة نعم تنظيم وكذا في الجماعات الاسلامية وانه لا بد ان يكون لها قائد حتى يسيرها وينظم امورها وامور المساجد التي تحت يديها مم هل يستدل به عليها لا يعني يكون الرسول امر ان المسافرين ان يأمروا واحدا منهم لا يدل على انه يجوز للطوائف ان تؤمر واحدة منها في داخل البلد الذي فيه سلطة الامرة لكن في السفر ما عندهم احد يرجعون اليه فلا بد من ان نأمر واحدا منهم جدا ما يخاف ما نجعل لنا امام لا نجعل لنا اماما بهذه الصفة بحيث نبايعه لانه يوجد بعض الطوائف يأتون الى من يرون من يرونه اماما لهم ويبايعونها مبايعة على السمع والطاعة هذا لا يجوز بدون مبايعة اذا رأوا صاحب رأي منهم يرجعون اليه في الاستشارة لا في توجيه الاوامر فلا بأس قال الامراء بالنسبة للتنفيذ سلطان الامراء اقوى لانهم يستطيعون ان يجبروا الناس على هذا الشيء والعلماء لا يستطيعون واما بالنسبة لما تقتضيه الشريعة وللحكم الشرعي العلماء اقوى لا شك لان الامراء يأخذون من العلماء بعض الناس يقول ايش؟ بعض الناس لا يعدلنا فقط. ايش؟ بعض الناس انما ابايع العلماء فقط ايه لا غلط هذا ما يجوز ما يجوز حتى العلماء لا يرظون بهذا والعالم العلماء يرون انه تجب البيعة لمن والله الله امرنا على ما فيه من الامور التي قد لا ترضى نعم نعم السنة مثل ايش نعم لا اذا قال يا ايها الناس لا تأمروا بالمعروف ولا تنهوا عن المنكر فلا يطاع نعام بايش نعم عبد الله لكن اذا قال لشخص معين لا تتكلم في هذا فله ذلك اذا كان يرى ان فيه كلامه مضرة على الناس اما اذا كان لا يرى لا يجوز له ان ان يمنع الناس من من شرع الله ولهذا امتثل الامام احمد رحمه الله حين منعوه من ان يحدث وقال ابو موسى لعمر ان شئت الا احدث به فعلت من هذه الاية الكريمة وجوب الامر وجوب رد الامور المتنازع فيها الى الله والرسول لقوله فانت فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله ورسوله. ومن فوائدها تحريم رد المسائل المتنازع فيها الى القوانين الوضعية او تحكيم اهل الكفر والالحاد لقوله الى الله والرسول ومن فوائدها تحريم التقليد مع وضوح الدليل لقوله ردوه الى الله ورسوله وانما قلنا مع وضوح الدليل لان التقليد يجوز للضرورة اذا لم يعلم الانسان لقوله تعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ولم يأمر سبحانه وتعالى بسؤال اهل الذكر الا للرجوع الى الى ما يقولون. والا لم يكن فائدة من سؤال اهل الذكر ومن فوائد الاية الكريمة ان الرد الى الله والرسول من مقتضيات الايمان بقوله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ومن فوائدها ان من ادعى الايمان بالله واليوم الاخر ولكنه لا يرد مسائل النزاع الى الله ورسوله فانه كاذب لان قوله ان كنتم بمنزلة التحدي فيكون كاذبا فيما يدعي وقد قال الله تبارك وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما شوف الاقسام المؤكد فلا وربك لا يؤمنون. هذا القسم مؤكد بلاتي للتنبيه حتى يحكموك هذه المرتبة الاولى تعقيم الرسول عليه الصلاة والسلام فان حكموا غيرك فليسوا بمؤمنين ثانيا ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت. اي ضيقا ولو كان على المحكوم عليه يعني حتى المحكوم عليها اذا وجد في نفسه حرجا وضيقا فليست فليس بمؤمن فهذه المرتبة الثانية انتفاع الحرج والضيق يعني ينشرح صدره لما يحكم به الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم. الثالث المرتبة الثالثة ويسلموا ان ينقادوا تسليما هذا مؤكد مصدر مؤكد ان يسلموا ينقادوا انقيادا تاما لما يحكم به الرسول عليه الصلاة والسلام فنفى الخلاف الباطل والخلاف الظاهر الخلاف الباطن ان يكون في صدرك ضيق وحرج والباطل والظاهر الا تسلم التسليم التام بل تماطل ولا يكن امرك امر استسلام هنا يقول ردوه الى الله ورسوله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ومن فوائد الاية الكريمة انه كلما ازداد ايمان الانسان بالله واليوم الاخر ازداد رجوعه الى الكتاب والسنة وذلك لان الحكم المعلق بشرط بشرط متضمن للوصف يقوى بقوة ذلك الوصف ويضعف بضعف ذلك الوصف. ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر. ومن فوائد الاية الكريمة اثبات اليوم الاخر وانه سيكون بعث يجازى فيه الناس باعمالهم فمن كذب به فهو كافر ولو امن بالله من كذب به او شك فيه والعياذ بالله فهو كافر ولو امن بالله نعم ومن فوائد الاية الكريمة ان الرجوع الى الكتاب والسنة خير في الحاضر والمستقبل لقوله تعالى ذلك خير اي في الحاضر. واحسن تأويلا اي احسن عاقبة في المستقبل ومن فوائدها بطلان توهم من حكم القوانين الوضعية وظن ان الامة تصلح بها فانا نقول هذه القوانين الوضعية ما كان صالحا موافقا للكتاب والسنة فصلاح واصلاحه ليس بذاته ولكن ايش؟ بموافقته للكتاب والسنة. ولا يصح ايضا ان نجعل هذا الحكم من الحكم القانوني الوضعي بل هذا الحكم هو حكم الكتاب والسنة يعني كوننا نجد الاشياء المصلحة من القوانين منسوبة الى وضع البشر هذا يعتبر سرقة من الشرع سرقة من الحكم الحكم الالهي. لان كل شيء مصلح للخلق تم بناءه على كتاب الله وسنة رسوله على الشريعة ومن فوائد الاية الكريمة ان من تحاكم الى غير الله ورسوله فهو كافر ولكن هل هو الكفر المخرج من الملة او لا نقول في هذا تفسير بحسب حال المتحاكم وذلك انه اذا رأى ان ان الحكم الذي يقضي بها تقضي بهذه القوانين خير من حكم الله ورسوله او مثله فهو كافر لانه مكذب لقوله تعالى ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ولقوله اليس الله باحكم الحاكمين واما اذا كان لا يعتقد ذلك ولكن مشى مع العالم فهذا لا يكفر لان من الناس ولا سيما العامة من لا يدركون هذا الفرق هذا لا يكفر وبقي ان يقال اذا كنت في بلد لا يحكم الا بالقوانين كبلد الكفار ومن اخذ بقوانينه وانت الان بين امرين اما ان يضيع حقك واما ان تجيئك الضرورة الى التحاكم الى هؤلاء فهل يجوز لك ان تتحاكم الى هؤلاء قد يظهر للانسان اول اول وهلة انه لا يجوز ان تحاكم لان هذا تحاكم الى الطاغوت ولكن نقول لك ان تتحاكم لا باعتقاد ان ذلك حكم ملزم ولكن لاجل الوصول الى حقك الذي لا يمكن ان تصل اليه الا عن هذه الطريق ثم اذا حكموا لك بما بما يوافق الشرع فخذ به لانه شرع الله وان حكموا لك بخلاف ذلك فلا تأخذ به وهذا هو الذي يحفظ الناس حقوقهم لانه من المشكل اذا كنت في بلد لا يحكم الا بالقانون وقد اشار الى هذا ابن القيم رحمه الله في اول كتابه الطرق الحكمية فان قال قائل التعبير في الاية الكريمة فان تنازعتم وان لا تدل على وقوع الشرط بخلاف اذا فانها تدل على وقوع الشرط لكن توقته ولهذا تجد الفرق بين ان تقول اذا قام زيد فاكرمه او تقول ان قام زيد فاكرم الاولى تدل على انه سيقوم لكن اكرامه معلق بقيامه. والثانية لا تدل على من سيقوم. انقع فهنا ان تنازعتم معناها ان النزاع الاصل فيه انه مرفوع فيما بيننا وان الاصل عدم المنازعة. لكن ان حصل النزاع فردوه الى الله والرسول وفي هذا فائدة نظيفها الى الفوائد السابقة وهي الاشارة الى انه لا ينبغي ايش؟ النزاع بيننا. بل كلما امكن درء هذا النزاع كان هو الاولى