اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وبما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكمون الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به. ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا ثم قال الله تبارك وتعالى الم تر الى الذين يزعمون وهذا بدء الدرس الليلة الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما اليك وما انزل من قبل الاستفهام هنا للتعجيب يعني الا تتعجب الى هؤلاء والخطاب في قوله ترى يجوز ان يكون موجها الى الرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم ويجوز ان يكون موجها لكل مخاطب بهذا الكتاب العزيز واذا دار الامر بين هذا وهذا فالاولى الثاني او الاول الاول الثاني ان يكون محبولا على العموم وعلى الاول وهو ان المخاطب به الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعني ان الامة لا تخاطب به لان لان ما خوطب به الرسول فهو خطاب للامة اما عن طريق الاسوة واما لانه القائد والخطاب للقائد خطاب له ولمن يتبعه في قيادته فهؤلاء امور ثلاثة اولا هل الخطاب عام للرسول وللامة قلنا اذا اذا لم يكن مانع فهذا ايش؟ هو الاصل وهو الاصح ثانيا اذا قلنا خاص بالرسول هل هو خاص به وغيره من الامة يكون تبعا له عن طريق الاسوة او انه وجه للرسول خطابا لا حكما بمعنى انه لما كان هو القائد الامام لهذه الامة وجه اليه خطاب والخطاب الموجه للقائد يكون خطابا له ولمن من وراءه في احتمالان وايا كان فان الخطاب واضح نقول للعموم يعني الم تر ايها المخاطب الى الذين يزعمون. طيب الان هذا التقرير كله سوف يهدمه قوله يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك مما يجعلنا نقول اي ان الصحيح انه خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم لكن كلامنا الاول باق على القاعدة انه اذا لم يوجد مانع فالاصل حمله على العموم هنا وجدمان وهو قوله الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك ومعلوم انه لم ينزل الى كل واحد منا وحي فيكون هذا الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام والامة تبع لهم. اما عن طريق التأسي او لانه القائد والخطاب خطاب لمن تبعه الى الذين يزعمون انهم امنوا يزعمون اي يقولون وهذا هذه المقولة ينظر هل تكون صحيحة او لا يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك كاليهود مثلا يقول نحن نؤمن بما انزل اليك يا محمد ونؤمن بالتوراة والنصارى يقولون نؤمن بما انزل اليك ونؤمن بالانجيل والتوراة و ولكنهم يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت هذا محل التعجب يزعمون وهم يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت والطاغوت كل ما خالف الشرع في هذا في هذه الاية كل ما خالف الشرع لان ما خالف الشرع فهو طغيان فيريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ان يكفروا بالطاغوت ومن الامر لهم الامن هو الله عز وجل لكنه اتى بصيغة الاسم المفعول ليكون هذا الامر وان كان اصله من الله فهو ايضا صادر من الرسول ومن كل مؤمن. كل مؤمن يأمر ان يكون التحاكم الى الى الله ورسوله وان يكفر الانسان بالطاغوت. وقد امروا اي من قبل الله ومن قبل اولياء الله ان يكفروا به اي بالطاغوت وانما قلنا انه من قبل الله وقبل اولياءه لانه نظير قوله صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم يعني ولم يقل غير الذي غضبت عليه لان طريقة هؤلاء تغضب الله وتغضب اولياء الله وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يظلهم ضل ظلالا بعيدا اذا فهم تابعون للشيطان الذي يملي عليهم التحاكم الى الطاغوت فالشيطان يريد ان يظلهم ظلالا بعيدا اي بعيدا عن الحق لان التحاكم الى الطاغوت يوجب للانسان ان يبتعد عن الحق وان يعلق قلبه بهذا الطاغوت فاذا قال قائل مثاله نقول المثال دعي احد من الناس الى الى القرآن الكريم ولكن قال لا نتحاكم الا التوراة يتحاكم الى الانجيل نتحاكم الى القانون الفلاني نقول كيف تزعمون انكم تؤمنون بالله او مثل يقول نتحاكم الى المحاكم التجارية والقوانين التجارية وهو يدعى الى التحاكم الى الى الله ورسوله فيقول لا نرجع الى اعراف التجارة ولو كانت تخالف الشرع هذا يدخل في هذه الاية ثم قال واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا اذا قيل لهم من من القائل اي واحد من الناس اي واحد الناس يقول تعالوا الى ما انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا هنا قال الى ما انزل الله القرآن والى الرسول الى سنته رأيت المنافقين والرؤيا هنا رؤية بصر رؤية عين وعلى هذا فيكون المنافقين مفعولا مفعولا به ويصدون حال وهنا قال رأيت المنافقين ولم يقل رأيتهم فاظهر في موضع الاغمار والاظهار في موظع الاظمار له فوائد الفائدة الاولى الحكم على هؤلاء بالنفاق لانه لو قال رأيتهم لم يتبين انهم منافقون كم هذا من اللي اعطانا فهمت عندك يقول الخالق اسم واصطفاء الخلق وخرج من الصفة انه يخلق بعدين كانت تحت دلالة مطابقة تظمن ولزوم ما ذكرت اللزوم دلالة اللزوم هي دلالته على العلم وايش والقدرة ها ايه طيب قال الله تبارك وتعالى الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك ماذا تستفيد من قوله يزعمون ماذا تستفيد من قوله يزعمون لان ماذا تستفيد منه ها بخير ان ايمانهم ليس حقيقة يزعمون انهم امنوا اه جملة يريدون ان يتحاكمون الطاغوت محلها من الاعراب اي نعم طيب قال منين من الوافي يزن طيب اه ما المراد بالطاغوت هنا نعم اي نعم انت زائر ولا منتظم ها اين المصحف لازم يحمل الكتاب ويتفاهم معنا نعم لا هنا الطاغوت هنا لانه في كل مكان بحسبه محمد نعم طيب وقوله ان يظلهم ضلالا بعيدا حكمة من كونه نكر ضلال ووصفه بالبعد نعم في الظلال طيب يستفاد من هذه الاية فوائد منها التعجب من هذه الحال الشاذة التعجب من هذه الحالة الشاذة من اين علمنا ذلك من الاستفهام. الم ترى لان المراد بذلك التعجيب يعني ان نتعجب من حاله ومن فوائد هذه هذه الاية الكريمة ان الانسان قد يدعي ما ليس صادقا فيه بقوله يزعمون انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك ومن فوائدها وجوب الايمان بما انزل للرسول وما انزل من قبله لقوله انهم امنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك وهذا يدل على ان الايمان بما انزل من قبله يساوي الايمان بما انزل اليه وان كان يخالفه من حيث المنهاج والشرعة كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا والا فاصل الاديان واحد من حيث الايمان والمعتقدات لكنه يختلف في الشرع والمنهاج لان الله حكيم. يشرع لكل امة ما يناسبها وما تقتضيه وما يقتضيه تقتضيه حالها من الصلاح والاصلاح ومن فوائد هذه الاية الكريمة كمال الاسلام والمتمسكين به لان الاسلام يأمر الناس بالايمان بكل ما انزل الله والمتمسكون به كذلك يؤمنون بكل ما انزل الله الذين اعتنقوا غير الاسلام كاليهود والنصارى لا يؤمنون بكل ما انزل الله اليس كذلك؟ اما السابقون منهم فانما يؤمنون به ايمانا حكميا يعني يؤمنون بما بما تأخر عن شرائعهم ايمانا لانهم لم يدركوه ولكنهم يؤمنون به يعني ان المؤمنين بموسى في وقته والمؤمنين بعيسى في وقته يؤمنون بالقرآن لانهم يجدون ان الرسول مكتوبا مكتوب عندهم في التوراة والانجيل لكنه ايمان حكمي اما ايمان المسلمين بالقرآن وبالشرع السابقة فهو ايمان حقيقة ايمان حقيقي لان دين الاسلام هو المتأخر ومن فوائد الاية الكريمة اثبات علو الله نعم من عين اخر من ذكر الانزال. طيب اذا قال قائل لم يذكر المنزل بما انزل اليك انزل ما قال بما انزلنا لانه معلوم. والمعلوم كالمذكور ولهذا قال الله تعالى وخلق الانسان ضعيفا لو قال قائل من الذي خلق الانسان؟ قلنا ايش؟ الله ما ما في الاية خلق الله الانسان نقول لانه معلوم انه لا خالق الا الله وهذا معلوم كونه. خلق الانسان ضعيف وانزال الوحي معلوم شرعا. لان الذي ينزل الوحي هو الله عز وجل. اذا فيستفاد من هذا ان من هذا الله عز وجل وهذا ما دل عليه الكتاب والسنة واجماع السلف والعقل الصريح الخامس الفطرة وهذا شيء معلوم والحمد لله ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان التحاكم الى غير الله ورسوله تحاكم للطاغوت من قوله يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت ومن فوائدها ان التحاكم الى غير الله ورسوله كفر من اين يؤخذ من تكذيبهم دعوة الامام في قوله يزعمون لانهم لو كانوا مؤمنين ما اراد التحاكم الى الله ورسوله ومن فوائد الاية انه اذا كانت ارادة التحاكم الى الله ورسوله نعم الكلمة انه اذا كانت ارادة التحاكم الى الطاغوت مخرجة من الاسلام فالتحاكم اليه فعلا من باب من باب اولى فمن كان يهوى ويريد ان يكون التحاكم الى الطاغوت وان لم يتحاكم اليه فانه ليس بمؤمن فكيف بمن حقق هذه الارادة وتحاكم الى الطاغوت فعلا ولهذا قال الله تعالى في اية اخرى فلا وربك فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليم القيود قيود عظيمة مؤكدة فلا وربك لا يؤمنون. هذي جملة مؤكدة بقسم وبحرف زائد لفظا القسم وربك والحرف الزائد لا لان هذه ليست نافية حتى يحكموك فيما شجر بينهم هذا الفعل ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت الا يجد ضيقا فيما قضيت الثالث يسلموا تسليما اي تسليما كاملا بدون تردد فالانسان قد يجد بنفسه حرجا من الحكم الشرعي وقد لا يجد لكن لا يستسلم ويبادر لكنه لا لكنه لا يؤمن حتى ينتفي عنه الحرج وحتى يسلم ومن فوائد هذه الاية الكريمة اننا مأمورون بان نكفر بالطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ولا يتم ايماننا الا بالايمان بالكفر بالطاغوت. لقوله فمن يؤمن فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى فلابد من الكفر بالطاغوت والا لم يصح الايمان بالله ومن فوائد الاية الكريمة ان للشيطان ارادة من اين تؤخذ ويريد الشيطان نعم له ارادة بل وله امر من اين يؤخذ من قول الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء فهو يريد ويأمر طيب فهل فهل لنا او فهل يمكن ان نرد هذه الارادة وهذا الامر بماذا بالاستعاذة بالله منه لان الله سبحانه وتعالى يقول واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله والنبي عليه الصلاة والسلام لما شكى الي الصحابة ما يجرون في نفوسهم من الخواطر الرديئة قال من وجد ذلك فليستعذ بالله ويش؟ ولينتهي فهذا هو العصمة منه ومن فوائد هذه هذه الاية ان الشيطان يريد من بني ادم ان يضلوا ضلالا بعيدا ما هو ظلال قريب اذا قالوا هو يريد الشيطان ان يظلهم ضلالا بعيدا ولكن هل تظنون ان الشيطان يأمر بالظلال البعيد في اول وهلة ماذا يصنع ها بالتدرج بالتدرج يأمر اولا بالفسوق والمعاصي الصغيرة ثم بالكبائر ثم بالكفر. نسأل الله ان يعيذنا واياكم منه ولهذا قال العلماء ان المعاصي بريد الكفر البريد تعرفون معنى البريد البريد مسافة معينة ثلاث فراسة وكانوا فيما سبقوا ما عندهم طائرات ولا عندهم تلفونات فكيف يوصلون الرسائل في وقت قصير يجعلون مسافة بريد يأخذ الفارس الرسائل من هذه النقطة ثم يعدو بفرسه الى ايش؟ الى غاية البريد واذا بفارس اخر ينتظر فيأخذ الرسالة يسير بها الى بريء وهكذا حتى يصلوا الى الغاية هذا وجه كونه بريدا فالمهم ان العلماء يقولون ان المعاصي بريد الكفر يتدرج الشيطان بالانسان شيئا فشيئا حتى يهلكه الان انتهوا جا وقت السؤال نعم محجوب بارك الله فيك نعم هذه مسألة مهمة جدا يعني اذا كنا في بلد لا يحكم بالشريعة يحكم بالقانون فهل لنا ان نتحاكم اليه نقول اولا اذا لم يكن ظرورة فاننا لا نتحاكم اليه يعني اذا امكن الاصلاح لا نتحابى اذا لممكن الاصلاح ننظر هل هناك احد نختاره ليكون حكما بيننا ان وجدنا لم يجد ان نتحاكم الى هذه المحاكم. اذا لم نجد فهنا نتحاكم لا بنية ان نقبل كل ما حكموا به. ولكن بنية ان نقبل ما وافق الشر لان هذا امر ظروري والا لطاعة الحقوق وليست الحقوق عشرة ريالات او عشرين ريال ما يهم. لكن ربما تكون املاك وعقارات ان لم يتحاكم الى هؤلاء فهنا نقول يعني يجوز ان تتحاكم لا بنية قبول حكمهم ولكن بنية قبول ما وافق الشرع لكن بعد ان ان بعد ان نتقدم مقدمتين الاولى محاولة الاصلاح والثانية التحاكم الى رجل يحكم بشريعة الله فاذا لممكن لا لا تضيع الحقوق المحامي الان هذا المحامي الذي يريد ان يتحاكم الى الى محكمة غير شرعية نقول اذا كان من نيته انه لو حكم بغير الشرع لم يقبل فلا بأس اما اذا كان من نيته ان ان يحكم له بما يريد سواء وافق الشرع ام لا فهذا حرام حتى لو كان في محاكم شرعية لو جاء انسان محامي جيد فصيح في المدافعة وفي الدعوة واراد ان يحامي عن شخص حتى عند محكمة شرعية وهو يريد ان يصل الى مراده لا الى مراد الله ورسوله كان هذا فراما او جائزا؟ كان هذا حرام ولا شك في هذا وذلك ان من الناس من يكون عنده قوة اقناع في الدعوة او في المدافعة فاذا جلس الى القاضي مع شخص هادئ وادع اكله بثيابه نعم والقاضي يقضي بماذا بما يصنع كما قال النبي عليه الصلاة والسلام وهذه قاعدة في كل المحامين الذين يوحامون يريدون ان يصلوا الى مرادهم دون مراد الله ورسوله فهؤلاء لا لا يحل لهم ان ان يسلكوا هذه الطريقة. سليم ايه هذا ما صحيح هذا قال الله تعالى هم العدو فاحذرهم