اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انزل الله والى الرسول رأيت المنافقين. رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم ثم يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا. ان اردنا الا احسانا وتوفيقا. اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم اعرض عنهم وعظهم وقل لهم في انفسهم قولا بليغا. واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله هو الى الرسول اذا قيل لهم الظمير يعود الى هؤلاء الذين يزعمون انهم امنوا بما بما انزل الى الرسول عليه الصلاة والسلام وما انزل من قبل وهم المنافقون من اهل الكتاب الذين نافقوا من اهل الكتاب اذا قيل لهم تعالوا اقبلوا الى ما انزل الله يعني القرآن ولم يقل الى القرآن اشارة الى بيان منزلته وعلو مرتبته وهو انه منزل من عند الله لان ما نزل من عند الله تقوم به الحجة على كل احد والى الرسول ولم يقل الى قول الرسول لانهم يدعون الى الحضور الى الى حضرة النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يأتون اليه ليناقشهم ويبين لهم والف قوله والى الرسول للعهد الذهني وذلك لان العهود ثلاثة ذهني وذكري وحضوري فان كان فان كانت ال تشير الى شيء مذكور فالعهد ذكرة مثل قوله تعالى كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون رسولا من الرسول هنا موسى الذي ارسل له فرعون وتكون للذهن اذا كان معلوما بالذهن كما يقول القائل لخصمه اذهب بنا الى القاضي اي قاض هو قاضي البلد الذي المعهود وكما في هذه الاية الكريمة وامثلتها كثيرة وتكون للعهد الذكري الحضوري مثل قوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم اي اليوم الحاضر ومن ضوابط هذه هذه ان تأتي بعد اسم الاشارة مثل هذا الرجل هذا اليوم هذا الاسبوع فما تأتي بعد اسم الاشارة فهي ايش؟ للعهد الحضوري لان اسم الاشارة يدل على شيء حاضر مشار اليه فتكون الواقعة بعده تكون للعهد ايش؟ الحضور اذا الرسول يعني محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم وسمي رسولا لان الله ارسله. وجعله واسطة بينه وبين عباده في تبليغ شرعه وارسال الله اياه اكبر دليل على تزكيته وانه اهل لتحمل الرسالة. كما قال الله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته فالنبي عليه الصلاة والسلام جمع بين الامانة وبين القوة في ابلاغ الرسالة ولهذا لا احد اشد من اقوى امانة منه ولا احد اشد صبرا منه على ما يناله من تبليغ رسالة الله عز وجل رأيت المنافقين جملة رأيتها جواب الشرط في قوله اذا قيل لهم تعالوا رأيت المنافقين والتا في قول رأيت للخطاب ومن المخاطب اما الرسول لقوله الم تر الى الذين يزعمون انهم امنوا بما اوتي اليك لان السياق كله في خطاب الرسول ويحتمل ان تكون للعموم لكن كونها للرسول اقرب الى السياق واذا رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا المنافقين المنافقين اسم فاعل من نافق وهو مأخوذ من نافقاء الياربوع اي جحره وجحر الربوع مبني على الخداع لان الجربوع او الجربوع ذكي يجعل له بابا في جحره يدخل منه ويجعل له بابا من قشرة الارظ في اقصى الجحر فاذا زاحمه احد من الباب المعهود المفتوح خرج من الباب الخفي فخادع فلهذا اخذ منه كلمة منافق وقد قيل ان هذه الكلمة كلمة محدثة شرعية اي لاذ يعرف معناها في اللغة بهذا المعنى لان الجاهلية كفر ما في ايمان والمؤمن يكون مؤمنا بما بقي من دين ابراهيم عليه الصلاة والسلام او يكون متنصرا كورقة بن نوفل او ما اشبه ذلك لكن بعد ان ظهر خبث هؤلاء انهم يظهرون للناس انهم مؤمنون وهم كافرون جاءت هذه الكلمة وقول رأيت المنافقين فيها نكتة بلاغية وهي يحيى ايش ايش الاظهار في موظع الاظمار هذي النكتة البلاغية لان مقتضى السياق ان يقول واذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله لرسول رأيت رأيته هذا متل السياق لكن قال رأيت المنافقين يصدون عنك صدورا واذا جاء الاظهار ظمار فان له ثلاث فوائد الفائدة الاولى علية الحكم لان هذا المظهر يفيد ان العلة في هذا الحكم هذا الشيء فالعلة في صدهم هو ايش؟ النفاق الفائدة الثانية التسجيل على ما مرجع الظمير بهذا الوصف اي ان مرجع الظمير لو كان متصف بهذا الوصف وهو ايش؟ وهو النفاق لكن لو قال رأيتهم لم نعرف انهم كانوا منافقين الفائدة الثالثة العموم العموم اي انه يعم هؤلاء وغيرهم من المنافقين. ولو قال رأيتهم فقط لم يشمل غيره واضح؟ اذا الاظهار في موضع الاظمار له ثلاث فوائد نعم عبيد عبيد ولا عبيد الله نعم والعموم هذي ذكرها خالد كيف لا قالت صح يعني التسجيل عليهم بالوصف اي ان هذا الوصف ينطبق عليهم اي على من يرجع عليهم الظمير. رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا هنا يصدون نفس الفعل يصح ان يكون متعديا ويصح ان يكون لازما يقال صدى بنفسه ويقال صد غيره غيرهم هنا من الاول او من الثاني يصدون عنك صدودا من اصبر اصبر يا اخوان اذا قيل لهم تعالوا رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا من الاول الذي هو اللازم. اي يعرضون عنك وقوله صدودا هذا مصدر مؤكد ويجوز ان يكون مصدرا نوعيا المصدر المؤكد هو الذي يؤكد عامله لينتفي المجازي ينتفي المجاز وذلك لان الفعل قد يراد به المجاز اي انه اسند الى الفاعل مجازا. فاذا اكد زال احتمال المجاز ويحتمل ان يكون مصدرا نوعيا اي انه سجود عظيم فهو موصوف بوصف محذوف والتقدير سدودا عظيما وايهما ابلغ الثاني ابلغ ثاني ابلغ لانه ينتظم الاول ولا عكس فهؤلاء والعياذ بالله اذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله الى القرآن لنتحاكم اليه والى الرسول لنتحاكم اليه رأيت المنافقين يصدون عنك صدورا يعني رأيتهم في نفاقهم وانهماسهم في النفاق يصدون عنك سدودا وهنا قال يصدون عنك ولم يقل يصدون عن عن الذي قال لهم لانهم لا يهمهم من قال لهم الذي يهمهم هو الرسول عليه الصلاة والسلام فقد يصدون عن الرسول ولا يأتون ولكن لا يصدون عن الذي دعاهم ربما يقابلونه بوجه طلق حسن لكن يصدون عن الرسول ولهذا لم يقل يصدون عنه اي عن القائل. بل قال يصدون عنك لان هذا هو مرادهم فكيف اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم كيف هذه تكون للتعجب يعني اعجب لحالهم اذا اصابتهم مصيبة بما قدمت ايديهم وهذه المصيبة هي ان يطلع على نفاقهم وعلى صدورهم واعراضهم فاذا قيل لهم تعالوا الى ما انزل الله تعالوا الى الرسول وصدوا واعرضوا ثم اطلع على ذلك فهذه هي المصيبة وانما كانت مصيبة بالنسبة اليهم لانهم لا يريدون ان يطلع على عوارهم وعلى كفرهم فهم منافقون يستترون غاية الاستتار بما يخفون من الكفر فاذا عثر عليهم صار هذا العثور ليش؟ مصيبة عظيمة فاذا اصابتهم هذه المصيبة بما قدمت اي بسبب ما قدمته ايديهم من الكفر والنفاق ثم جاءوك اي جاؤوا الى الرسول عليه الصلاة والسلام يحلفون بالله ان اردنا الا احسانا وتوفيق جملة يحلفون فيها حال من الواو في جاؤوك. جاؤوك متلبسين بهذا الحلف يحلفون بالله ان اردنا ان هنا نافية وقرينة كونها نافية ليش؟ اداة الاستثمار الا احسانا اي ما اردنا الا احسانا وان هنا نافية وتأتي ان شرطية يقولها لنا الاخ شرطية اه ما عندك اذا لا صلة بينك وبين طيب علمي هذا السؤال ان شاء الله بارك الله فيك نعم شرطية تأتي ان شرطية مثل اي نعم انتقم اقوى طيب وتأتي مخففة من الثقيلة يلا اجب انت لا تلتفت انت اهنت ايش ان الزيداني ان الزيداني كذا افصح افصح يا اخي ما فيها شيء ماشي هو ان زيدا قائم؟ لا منصور وان كان من قبل لفي ضلال مبين اي وانهم كانوا من قبل وقل الشاعر وان مالك كانت كرام المعادي. طيب وتأتي زائدة ولا صريف الخزفة طيب بني غدانة ماء انتم ذهب ولا صريف ولكن انتم الخزف وهذا هذه ثلاث ثلاثة الرابع تأتي نافية كما في هذه الاية ان اردنا الا احسانا وتوفيقا قول الا احسانا وتوفيقا ما هو الاحسان؟ الاحسان هو ان ينبسطوا الى المؤمنين اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا والى المنافقين والى الكفار اذا لقوا الذين كفروا قالوا ان معكم فيريدون الاحسان الى السير بدون عداوة لهؤلاء ولا هؤلاء وتوفيقا اي بين الناس حيث ننظر الى هؤلاء ان معهم فنوافقه. وهؤلاء انهم ان معهم فنوافقهم ايضا. وهذا والعياذ بالله غاية النفاق يعني ما اردنا الا الاحسان الا يحصل بيننا تضارب وبين غيرنا لانهم لا يحتملون المنافقون والتوفيق بين الناس يوفق وسيأتي ان شاء الله في الفوائد بيان ذلك قال الله تعالى اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم اولئك المشار اليه هؤلاء الذين يزعمون انهم امنوا امنوا بما انزل الى الرسول وما انزل من قبله واتى باسم الاشارة الدال على البعد لعلو مرتبتهم او لانحطاط مرتبتهم. لانحطاط مرتبتهم وذلك ان الاشارة بالبعيد قد تكون اشارة الى البعيد الحسي كما تقول هذاك فلان بعيد وقد تكون الاشارة الى البعيد المعنوي بعيد بعدا معنويا اما علوا واما ايش؟ نزولا حسب ما يقتضيه السياق. فهنا اولئك الذين هذا نزول وقوله تعالى ان الذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية علو ان الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها اولئك هم شر البرية هذا نزول. فجمعت الايتان بين العلو والنزول. اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم. يعلم ولم يقل علم لان علم الله فيه مستمر سابقا وحاضرا ولاحقا ولهذا اتى بالفعل المضارع الدال على الاستمرار وقول ما في قلوبهم اي ما تثمره من النفاق والكفر يعني واما انتم فلا تعلمون ما في قلوبهم لانه ليس لنا الا الظاهر. لكننا نعلمهم بالقرائن قال الله تعالى ولو نشاء لاريناكم فلعرفتهم بسماهم بعدها؟ ولتعرفنهم في لحن القول اي اشارته ومفهومه وهذا يكون لاهل الفراسة وكلما كان الانسان اقوى ايمانا بالله كان اشد فراسة حتى ان بعض الناس لا يقرأ ما في قلب الانسان من على صفحات وجهه لذلك نقول المنافقون لا يعلمهم الا الله هذا الاصل ولكن ربما نعرفهم في لحن القول او بفراسة آآ يعطيها الله تعالى من شاء من عباده فاعرض عنهم يعني لا يتعب نفسك معهم ولا ولا تعاملهم معاملة الكافرين فتقاتلهم لانهم لم يعلنوا بالعداوة ولهذا لما استأذن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم في قتل من استأذن بقتله منهم؟ قال لا لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل اصحابه وهذا هو عين الحكمة لاننا لو سلطنا سيوفنا على امثال هؤلاء لقتلنا عالم وقد يكونون مؤمنين واذا كان الرجل المشرك الذي لحقه اسامة وادركه بالسيف قال له النبي عليه الصلاة والسلام اقتلته بعد ان قال لا اله الا الله مع ان الظاهر انه قالها ايش؟ تعوذا اذا كان هذا الرجل عصى من دمه بهذه الكلمة فكيف بهؤلاء المنافقين الذين يذكرون الله يذكرون الله ويأتون معنا ويصلون ويتصدقون فالكف عنهم هو عين الحكمة وعظه الموعظة هي التذكير المقرون بالترغيب والترهيب هذي الموعظة ان تذكر الانسان بما يلزمه من فعل او ترك مع ايش ترغيب او الترهيب ترغيب فيما تأمره به هو ترهيب فيما تنهاه عنه وقل لهم في انفسهم قولا بليغا اي قل لهم قولا يصل الى قرارة نفوسهم ولهذا جعل ظرف القول هو النفس ويحتمل ان يواضع ان يكون المعنى قل لهم في انفسهم اي في شأنهم وحالهم قولا بليغا يبلغ قلوبهم والمعنيان لا يتنافيان وعلى هذا فيكونان جميعا حقا اي قل لهم في شأنهم وفي انفسهم بانكم فعلتم كذا وفعلتم كذا فعلتم كذا او قل لهم قولا في النفس يصل الى النفوس والى قرارته قولا بليغا اي ذا بلاغة او بليغا بمعنى بالغا غايته وكلاهما صحيح لان القول كلما كان بليغا كان اشد تأثيرا ولهذا جاء في الحديث ان من البيان لسحرا وان من الشعر لحكمة وكم من من انسان يعبر عن المعنى بعبارة بليغة غاية في البيان والفصاحة فيؤثر ثم يأتي انسان اخر يعبر عن هذا المعنى نفسه ولكن لا يؤثر شيء بسبب عدم البلاغة ولهذا من نعمة الله على العبد ان نعطيه بلاغة وفصاحة حتى يستطيع ان يعبر عما في نفسه مؤثرا على غيره وضد ذلك من لم يكن بليغ والبلاغة صارت فنا مستقلا الف فيه العلماء الكتب وهي فن لذيذ جدا وليت انه يتسهل لنا ان نقرأ منه لانه مفيد للوجه او وله ذوق طيب من وجه اخر ونرجو الله ان ييسر هذه الايات كما سمعتم نزلت في قوم منافقين يزعمون انهم مؤمنون بالله ورسوله وليسوا كذلك. قال الله تعالى اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم يستفاد من هذه الايات الكريمة ان الله تعالى لا يخفى عليه ما في الصدور بقوله يعلم ما في قلوبهم ومن فوائدها ان الانسان مؤاخذ على كسب القلب ان الانسان مؤاخذ على كسب القلب ولا يعارض هذا قول النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان الله تجاوز عن امتي ما حدثت به انفسها ما لم تعمل او تتكلم لان حديث النفس ليس فيه استقرار يعني ان الانسان يحدث نفسه لكن لا يستقر فان استقر صار عملا ولهذا قال العلماء للقلب عمل وللنفس حديث فعمل القلب هو ان يستقر على الشيء ويأخذ به فما هو الذي توعد الله عليهم في قوله اولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم الجواب هو عمل القلب ان الانسان يعمل بقلبه ان يطمئن للشيء الذي حدثت به نفسه حدثته به نفسه ومن فوائد هذه الاية الكريمة وجوب الاعراب حيث لا ينفع الكلام لقوله فاعرض عنهم وقد ذهب بعض العلماء الى ان هذه الاية منسوخة بايات الجهاد وليس كذلك بل ايات الجهاد في شيء وهذه في شيء اخر هذه في مجافير مجادلة المنافقين والمنافقون لا يمكن ان يجاهدوا بالسلاح لان لانهم يظهرون انهم مسلمون. ولا يمكن ان يجاهدوا الا بالبيان والعلم. الا بالعلم والبيان فاذا بينا له ولكن استمروا في الجدال فاننا نعرض عنهم ولهذا قال الامام مالك رحمه الله اذا اتاك مجادل فبين له السنة ولا تجادله لانك اذا بينت له السنة جعلت الحجة عليه بين يديه فان جادل فانه يجادل من يجادل الله لا يجادل بك انت بين السنة ولا تجادل فيها مجادلا لان الواجب على من تبينت له السنة ان يقبل بدون جدال ومن فوائد هذه الاية الكريمة انه اذا اعرض الانسان عن هؤلاء المنافقين وامثالهم فانه لا يتركهم بدون موعظة بل يعظه لعلهم ينتفعون بقوله وعظهم وقد سبق لنا الموعظة وهي ما حضرت نعم التذكير مقبولا تغيب وتم. نعم ومن فوائد هذه الاية الكريمة انه ينبغي للانسان اذا تكلم ان يتكلم بكلام بليغ يصل الى النفس بقوله وقل لهم في انفسهم قولا بليغا ومن فوائدها ايضا انه من اداب المتكلم ان يتجه الى المخاطب لقوله وقل لهم لان كلمة لهم تعني ان يتوجه الانسان القائل الى مخاطبه فلا يتكلم وهو معرض او يتكلم وتلقاء وجهه الى محل اخر بل اذا اراد ان يتكلم مع شخص في موعظة فليكن اتجاه وجهه الى هذا الرجل لقوله وقل لهم