اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انفسكم او اخرجوا من دياركم. او اخرجوا من دياركم ما فعلوه الا قليل منهم ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا اذا لا اتيناهم من لدنا اجرا عظيما. ولهديناهم صراطا مستقيما يقول عز وجل ولو انا كتبنا عليهم ان اقتلوا انفسكم او اخرجوا من دياركم ما فعلوا وذلك لانهم يكرهون ما يؤلمهم ويؤذيهم في الدنيا ولا يهمهم اذا كفوا هذا الامر ان يكونوا طائعين او عاصين وقوله عن اقتلوا انفسكم لا يراد به ان يقتل الانسان نفسه بل يراد به ان يقتل اخاه لان اخا بمنزلة نفسه ودليل ذلك قوله تبارك وتعالى ولا تلمزوا انفسكم ومعلوم ان الانسان لا يلمز نفسه وانما يلمز اخاه وقول او اخرجوا من دياركم هذا ايضا من الامور المكروهة للنفوس ان يخرج الانسان من بلده فان ذلك من اكره ما يكون على النفوس يدعو وطنه الذي عاش فيه ويدعو املاكه ويدع الارض التي كان يعرفها شاق على الموت. لو فرضنا عليهم ذلك من قالوا الا قليل منهم ما فعلوه الا قليل منهم وذلك لايثارهم الدنيا على الاخرة وقوله الا قليل منهم هذا استثناء والقليل يعني يعني ما دون النصف والكثير النصف فما فوق لكن يقال لما فوق النصف انه اكثر ويقال لما دونه انه الاقل ولو انهم يعني لو ان هؤلاء الذين تحاكموا الى غير الرسول عليه الصلاة والسلام وامروا ان يتحاكموا الى الرسول لو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم والذي يوعظون به والرجوع الى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وعلى اله وسلم لكان خيرا لهم في الحال والمآل واشد تثبيتا اي اشد اثباتا على الحق لان الانسان كلما ازداد طاعة الله ازداد ايمانا ويقينا وثباتا فمن هذا من هذه الاية يستفاد اولا بيان ضعف الانسان وانه لا يستطيع ان يتحمل كل ما امر به اذا كان لا يلائمه لا سيما مع ضعف الايمان خصوصا اذا قلنا ان هذه الاية نزلت في المنافقين ومن فوائدها ان قتل قتل ان قتل الناس بعضهم بعضا من اشق ما يكون على النفوس ومن فوائدها ايضا ان الاخراج من الديار هو من الشاق على النفوس لان الله تعالى ضربه هنا مثلا او اخرجوا من دياره ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان الناجي من من العباد قليل لقوله ما فعلوه الا قليل منهم ففتش نفسك هل انت من هؤلاء القليل او من الكثير وهذا الحكم يشهد له ما ثبت في الصحيحين وغيرهما ان الله سبحانه وتعالى ينادي يوم القيامة يا ادم فيقول لبيك وسعديك فيقول الله له اخرج من ذريتك بعثا الى النار فيقول يا ربي وما بعث النار قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون يعني واحد في الالف من اهل الجنة والباق والباقون من بني ادم من اهل النار فعظم ذلك على الصحابة وقالوا يا رسول الله اينا ذلك الواحد فقال ابشروا فانكم في امتين ما كانتا في شيء الا كثرتاه يأجوج ومأجوج ثم قال اني لارجو ان تكونوا ان تكونوا ربع اهل الجنة وثلثها الجنة وشطر اهل الجنة ففرح الصحابة بذلك وكبروه هذا يدل على ان بني ادم الاقل القليل منهم هم الذين ينجون من النار والباقون من اهل من اهل النار نعوذ بالله منها ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان طاعة الله سبحانه وتعالى سببا لكل ان طاعة الله تعالى سبب لكل خير فقالوا ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا له ومن فوائدها ان الاحكام الشرعية مواعظ ولهذا سمى الله القرآن موعظة فقال يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ووجه كون الاوامر والنواهي موعظة ان الانسان يتعظ بها فيمتثل الامر ويجتنب النهي. وكثير من الناس لا يفهم من كلمة موعظة الا ما كان مقرونا بالترغيب او الترغيب وهذا ليس بشرط ومن فوائد هذه الاية الكريمة تفاضل المنازل بين العبادة لقوله يا خالد لكان خيرا لهم واشد تثبيتا ومن فوائد الاية الكريمة ان الثبات على الحق يختلف منه الشديد القوي ومنه الضعيف ومنه المتوسط لقوله واشد تثبيتا ومن فوائد الاية الكريمة الاشارة الى عظيم ما يحصل في المستقبل وان الانسان يخشى عليه من الا ان يثبته الله لقوله واشد تثبيتا لان التثبيت على غير على غير مواضع على غير مواطن الزلل لا يذكر انما يذكر التثبيت في حال مواطن الزلل ومعلوم ان الانسان يرد عليه في حياته شبهات ويرد عليه شهوات فالشبهات تدك العلم وتذهب العلم الشبهات والشهوات تدك الارادة حتى يصبح الانسان لا يريد الا ما يهوى فقط وهذه افة فالانسان فالانسان يحيط به شيئا شبهة يزول بها العلم شهوة تزول بها الارادة. فاذا لم يثبته الله بالعلم والارادة الصادقة والعزيمة الجازمة فانه يهلك هل يؤخذ من هذا ان الايمان يتفاوت؟ منصور نعم نعم هل يؤخذ انا لا اريد ان تأتي بالدليل يؤخذ وجه ذلك يا ادم وجهه خير هذه ماذا ترى فيها هل يسم تفضيل او لا اسأله طيب اسم التفصيل يقتضي وجود وجود مفظل ومفظل عليه وهذا هو التفاوت. وكذلك يؤخذ من قوله ايش؟ واشد تثبيتا ان الايمان يتفاوت ثم قال تعالى واذا لاتيناه الله من لدن اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما اذا ظرف للزمن الحاضر واذ للماضي واذا للمستقبل فهذه من هذه الظروف الثلاث فهذه العوامل الثلاثة والادوات الثلاث تقاسمت الزمان اذ واذا اي نعم واذا للحاضر يعني واذا لو انهم فعلوا ما يوعظون به لاتبناهم على ذلك لاتيناهم من لدنا اجرا عظيما اتى بالمد بمعنى اعطى فهي من الاخوات من اخوات ايش كسى اي من من العوامل التي تنصف فعلين ليس اصلهما المبتدأ والخبر نعم هي من العوامل التي تنصف مفعولين ليس اصلهما المبتلى والخبر بخلاف بخلاف ظن فانها تنصب كلين اصلهما المبتدأ والخبر مثال ذلك تقول زيد قائل ادخل عليها ظنا ظننت زيدا قائما وتقول كسوت زيد الجبة احذف العامل فهل يستقيم ان تقول زيد مبتدأ وجبة خبر لا يمكن ولهذا يفرق بين كسوا اخواتها وبين ظن واخواته اتى من اي البابين من باب كسر من الباب الثاني ومفعولها الاول الهى في قول الله اتيناهم والساني اجرا واذا لاتيناهم اي اعطيناهم من لدنا اي من عندنا اجرا عظيما اي ثوابا وسمى الله تعالى الثواب الذي جعله على على الاعمال سماه اجرا يتبين للانسان ان هذا الثواب لابد من حصوله كما انه لابد من حصول الاجر لمن استأجر بيتا او نحوه فلا بد ان يحصل على الاجرة والعظيم هنا بمعنى الكثير وبمعنى الشديد يعني انه اجر لا لا يمكن للانسان ان يدرك كونها لانه عظيم ووصف الشيء بالعظيم من العظيم يدل على عظمته يعني ففي هذه الاية دليل على ان الانسان يثاب ثوابا اخر غير التثبيت الذي ذكره الله في الاية الاولى وهو انه ينال ثوابا عظيما من عند الله عز وجل وكل هذا من اجل الترغيب في في فعل ما يوعظ به العبد وفي هذه الاية الكريمة دليل على بطلان قول الصوفية الذين يقولون اعبد الله لله ولا تعبده لثواب الله ووجه الدلالة انه لولا ان لذكر الثواب تأثيرا في العمل لكان ذكره ايش؟ عبثا ولغوا فالله عز وجل لم يذكر الثوار ويرغب في العمل من اجل الثواب الا ليبين ان نية الثواب لا لا تضعف العمل ولا تنافي الاخلاص وقد وصف الله نبيه محمدا صلى الله عليه وعلى اله وسلم والذين معه بانهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا فقال تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانه على انه جاء في اية اخرى المدح في الذين يبتغون وجه الله فيكون فيكون هذا دليلا على انك ان اردت وجه الله فانك مثاب وان اردت ثواب الله فانك مثاب ايضا ومن فوائد الاية الكريمة عظم هذا الثواب من وجهين الاول اضافته الى الله في قوله من لدنا لان عطاء العظيم عظيم. والثاني من قوله اجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما صراط هذه فيها قراءتان للسين والصاد صراطا وصراط وهذا هذه ايضا تنصب مفعولين ليس اصلهما المبتدأ والخبر. المفعول الاول الهى في قول هذيناهم والثاني صراطا هديناهم الهداية هنا تشمل هداية العلم والارشاد وهداية التوفيق والرشاد وقد مر علينا انه اذا عديت اذا عدي العامل بإيلاء فهو هداية الدلالة والارشاد واذا جرد من الحرف الجر شمل هذا وهذا وذكرنا لهذا الشواهد فمن شواهد المعذب الى قوله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وعلى اله وسلم وانك لتهدي الى صراط مستقيم ومن شواهد المجرد قوله تعالى في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم وهذه الاية ايضا ولهديناهم صراطا مستقيما ففيها من فوائدها ان من فعل ما يوعظ به واطاع الله ورسوله فانه يهدى الى الحق وثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن فوائدها انك اذا اردت سعة العلم وثبوت العلم فعليك بطاعة الله لان لانه كلما اهتدى الانسان بهداية الله ازداد هدى. كما قال تعالى والذين اهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم وقوله صراطا مستقيما يستفاد منه ان هناك صراط ان هناك صراطا غير مستقيم ما هو الصراط المستقيم نعم سبل وكفر وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله فالسبل التي تميل بالانسان يمينا وشمالا هذه غير مستقيمة اما صراط الله الذي هو سبيله والموصل اليه فانه مستقيم