اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قال فرعون وما رب العالمين قال السماوات والارض وما بينهما ان كنتم موقنين. قال لمن حوله الا تستمعون. قال ربكم ورب الاولين. قال رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون. قال رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون. قال فرعون لموسى وما رب العالمين الذي قلت انه انك رسوله اي اي شيء هو؟ ولما لم يكن سبيل للخلق الى معرفة حقيقته تعالى وانما يعرفونه بصفاته اجابه موسى ببعضها قال رب السماوات هذا الكلام الذي قاله المؤلف في تفسير الجملة بعيد من الصواب كل البعد وما رب العالمين من المعروف ان ماء يستفهم بها عن الحقيقة فتقول ما الذهب يقال مثلا هو معدن نفيس الى تقول مثلا ما العلم ويقول ادراك ادراك الشيء على ما هو عليه ادراكا جازما فما يستفهموا فيها في الاصل عن الحقيقة ويدعي المؤلف ان فرعون استفهم عن ذلك عن الحقيقة ولكنه ليس كذلك فرعون استفهم عن هذه الربوبية لانه قال ان رسول رب العالمين فما هذه الربوبية؟ التي زعمت ان الله تعالى ارسلك وهو رب العالمين. لاننا لو كنا بانه عن حقيقة الله سبحانه وتعالى للزم من ذلك ان يكون قد اقر به. ولكنه يسأل عن حقيقة وهو لا لا لم يقر به حتى يفعل الحقيقة عن حقيقة هذا الرب. وانما ينكر الرب اصلا والاستفهام للانكار اي شيء هو رب العالمين الذي زعمت انه ارسله يعني ليس هناك رب ليس هناك رب فتقديم المؤلف لما التفسير لذهب الى المؤلف بناء على ما هو معروف من ان ما وهو ما عند المناطق ايضا ما هو بمعروف في اللغة العربية عند اهل المنطق ان ما تفهم بها عن كنز الشيء وحقيقته فقال ان فرعون يستفهم عن كونه الخالق سبحانه وتعالى وحقيقته ولكن موسى لما لم يمكن ان يجيب عن ذلك عدل الى بيان صفة من صفاته فيكون جواب موسى غير مطابق في السؤال ويسمى هذا باسلوب الحكيم ان نجاب السائل بغير ما يتوقع ولكن ما قاله وما ذهب اليه ليس بصحيح وكما انكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره وقال ان هذا معناه اقرار اقرار فرعون بالله لكن يسأل عن حقيقة هذا البدع والصواب ان موسى عليه الصلاة والسلام ان اجابه بجواب مطابق للسؤال وان فرعون يسأل عن هذه الربوبية التي زعم موسى انه مرسل من رب العالمين ما رب العالمين؟ اي شيء رب العالمين الذي ارسله اثنان من اي شيء هو مادته؟ لا نعم الجواب قال رب السماوات والارض وما بينهما اي خالق ذلك ولا يكفي ان يفسر بالخالق خالق ذلك مدبره والمتصرف فيه لان الرب لا يمكن ما يكفي ان يكون خالق بل لا بد من خلق وتدبير وتصرف وقولها السماوات والارض وما بينهما ها الربوبية فرعون فهذه الربوبية لا وهل يدخل في ذلك؟ لان الله ربه نعم لان السماوات والارض وما بينهما هو لا يخرج عن واحد منهم وهو في الارض. وما بينهما وكانه ايضا اجاب بهذا اشارة الى ادخال عبودية فرعون. لان فرعون لا خلق سموات ولا ارضا ولا ما بينهما فمن الذي يستحقه؟ فينبغي الوقوف رب السماوات والارض وما بينهما ثم يقال ان كنتم موقنين فالامر بين ولهذا المؤلف جاء قدر الجوار قال ان كنتم موقنين بانه تعالى خالقه فامنوا به وحده نعم وانما قلنا انها لا تعلق لها بما قبل لانه لو تعلقت بما قبلها لكان المعنى انه رب السماوات والارض ان ايقنوا بذلك والا فليس رب السماوات والارض وهذا الكلام لا يستطيع هذا كلام لا يستطيع بل نقول رب السماوات والارض وما بينهما يقوم قال ان كنتم موقنين اي من ذوي الايقان فايقنوا بذلك فايقنوا بذلك لانه لا احد او لا مدفع لكون السماوات والارض مخلوقة لله لا يقدر احد على خلقه ان هنا شرطية وجواب الشرط محكم. انما قدر المؤلف اوفى ما قلناه ايضا فايقن وايقن ما نهواه فامنوا به وحده قال فرعون لمن حوله من اشرف قومه الا تستمعون جوابه الذي لم يطابق السؤال نساء غريبة قال فرعون من حوله ها ايه ايه نعم قال فرعون الا تستمعون الاستفهام هنا للتهكم بلا شك يعني ايات يستمعون الى هذا الذي زعم ان رب العالمين رب السماوات والارض يعني والواقع على حسب ذمه ان رب العالمين هو فرعون سعود فرعون هو فرعون فهو يتهكم به يقول استمعوا لهذا يقول رب ان رب العالمين رب السماوات والارض وما بينهما فيكون على هذا خاطئا في تهكمه ولا مصيبة خاطئا اما نعم وقصد بهذا الحقيقة التهويل تهويل وتحطيم موسى عليه الصلاة والسلام وبيان ان ما جاء به ليس بصواب اما على رأي المؤلف جوابه الذي لم يطابق السؤال لو كان الامر كذلك لكان فرعون محقا في اعتراضه ولا لا لان كل احد اذا اذا عرف ان الانسان اجاب بغير ما سئل عنه فمعنى ذلك انه منقطعا الحجة وعاجز عن عن دفعها فهذا من ابعد ما يكون ونحن نقول للمؤلف ولغير المؤلف ممن مشى على طريقته ان جواب موسى رب السماوات والارض وما بينهما مطابق للسؤال وان فرعون لم يسأل عن حقيقة وكن الخالق ابدا ولا دار في فكره هذا ولا ولا يبالي به من اي شيء هو ما هو مبال الان على تصرفه وماذا وماذا يقول ولهذا الجواب نقول انه مطابق للسؤال والا تستمعون الاستفهام التهكم لانه اي موسى اتى بامر بعيد عما يريد فرعون ففرعون بيقول ما رب العالمين يريد من من موسى ان يقول رب العالمين فرعون ولكنه قال رب السماوات والارض وما بينهما ثم ايضا استبلههم بقوله ان كنتم مطيعين يعني ان كنتم من ذوي الايقان والعلم فايقنوا بذلك والاستفهام هنا في الاتنون في هذا المقام لا شك انه سيصدر من مثل فرعون اسهاب كان بموسى الذي جاء بالحقيقة ولا يستطيع فرعون ان يدفعه قال موسى ربكم ورب ابائكم الاولين وهذا وان كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون موسى عليه الصلاة والسلام باسلوبه اسلوب حكيم اتى بالاول في الربوبية العامة للسموات والارض وما بينهم ثم اتى للربوبية الخاصة بفرعون الذي يدعي انه رب ها وقال ربكم ورب ابائكم الاولين اشارة الى انكم انتم اتيتم من اباء ولا لا؟ بلى. وما اتى من اب فكيف يمكن ان يكون ربا ومخلوق من نكبة يعني فكانوا يقول ارجعوا الى اصلكم فالله تعالى ربكم انتم الذين تدعون انكم ارباب ورب ابائكم الاولين الذين اتيتم منهم فيذكرهم باصلهم ليذكروا انهم كانوا محتفين وانهم لا يصلحوا ان يكونوا اربابا وهذا من حسن الجواب وهو في الحقيقة كل جواب يقوله موسى فهو حجة قاطعة تدمغه ولكن والعياذ بالله من لم يوفق الحق فانه لا لا لا ينتفع به ويستكبر عنه قال ربكم ورب ابائكم الاولين وهذا وان كان داخلا فيما قبله يغيظ فرعون يعني كلام حقيقة لين من المؤلف لو قال وهذا ايضا اقامة حجة اخرى نهى عليه؟ على فرعون انهم مربوبون وانهم مخلوقون من من اسباب ابائهم الاولين ومن كان كذلك مولودا الا يستحق ان يكون ان يكون ربا والها الله اكبر الرسل يعانون من اخوانهم شيئا كثيرا. قال ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون شف ان للتوكيد ولمجنون اللام ايضا بالتوكيد فاكد جنون موسى بامرين بان واللام وفي قوله ان رسولكم من التهكم ما هو غير خفي يعني رسولكم يتهكم به لانه ينكر رسالته وينكر ربوبية ما ارسله ولكن هذا من باب التهكم به ثم انه لم يضفه الى نفسه تكبرا ما قال ان الرسول الذي ارسل الينا او ان رسولنا بل ان رسولكم نعم وهذا علو علو منه وتكبر وتهكم بموسى العلو والتكبر والترفع حيث اضافه اليهم يعني كأنه هو في شأن اعلى من ان يرسل اليه ولا على سبيل التعامل ثمان اضافة الرسالة اليهم وهو ينكر ذلك بموسى ظاهر نعم وقوله الذي ارسل اليكم ولم يقل ارسله رب العالمين ما انما ان موسى قال اني الرسول رب العالمين لانه ما سمح لنفسه ان يصف الله تعالى بالربوبية ولا على سبيل التعاون ولا على سبيل التهكم وقوله لمجنون المجنون فاقد العقل وهذا دأب جميع الذين كذبوا الرسل كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون نعم يكون ساحر او مجنون واو هذه مانعة خلو وليست مانعة جمع لانهم قد يقولون ساحر فقط او مجنون فقط او ساحر ساحر ومجنون نعم وهذا ما وقع لموسى عليه الصلاة والسلام كما سيأتي قريبا ان شاء الله قال موسى رب المشرق والمغرب وما بينهما ان كنتم تعقلون يعني هو رب المشرق والمغرب اه انا نعم رب المشرق والمغرب. رب المشرق المراد الجهة فقط او الجهة وما يحدث فيها من شروق الشمس والقمر والنجوم وما اليها لا شك ان المراد الاخير الجهة وما فيها رب المشرق والمغرب وما بينهم وهذا كقول ابراهيم للذي حاجه قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق تأتي بها من المغرب فكأنه موسى عليه الصلاة والسلام عدل الى امر ظاهر بين ما يمكن ابدا رب المشرق والمغرب وما بينهما نعم والذي بينهما وما يحدث من السحاب والرياح وغير ذلك فهذا امر لا احد ينكره ولهذا قال لهم ان كنتم تعقلون لان هذا الامر ظاهر للعقلاء ثم في قوله ان كنتم تعقلون تعريض لهم كرد على قولهم انك لم انه لمجنون ان رسولكم لمجنون كانه يقول المجنون من ينكر هذه الاشياء ولهذا قال ان كنتم تعقلون وفي قوله ان كنتم تعقلون من ظهور القوة من موسى عليه الصلاة والسلام وانه لم يكتبث بهم رجل وحده امام جبار عنيد ويقول هذا الكلام هذا كلام مزعج نعم يعني يقوله الانسان لمن كان ندا له ولكن موسى عليه الصلاة والسلام لما قال الله له في الاول اذهبا باياتنا انا معكم مستمعون كان واثقا بالله سبحانه وتعالى و موقنا بانه لن يضره فرعون والامر كذلك نعم الشاهد ان المشهد والمغرب وما بينهما لظهور الايات فيهما قال لهم ان كنتم تعقلون. هذا من وجه ثانيا اراد ان يقابل قول فرعون ان رسولكم الذي ارسل اليكم لمجنون فكأنه يقول المجنون من لم يستدل بهذه الايات على الرب سبحانه وتعالى نعم ان ان كنتم تعقلون انه كذلك فامنوا به وحده مثل ما قال المؤلف فيما سبق ان كنتم موقنين انه كذلك فامنوا بوحده