اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من المسجونين. قال اولو جئتك بشيء مبين. قال فات به ان كنت من الصادقين. فالقى عصاه فاذا هي ثعبان مبين. ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين. قال للملأ حوله ان هذا لساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا ارجه واخاه وابعث في المدائن حاشرين. يأتوك بكل سحار عليم قال فرعون لموسى لان اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجدين بعد ان قطع بالحجة والبرهان عدل الى القوة يعني سلطان الحجة انقطع به فعدل الى سلطان القوة والتهديد لان هكذا عاجز العاجز عن رد الحجة بالحجة وش يعمد اليه؟ الى القوة اذا كان له سلطان وهذا له سلطان عن موسى ولهذا هدده بقوله لئن اتخذت اله غيري لم يقل لئن دعوت الى الله فقط يعني يريد منه ان يمتنع عن الدعوة الى الله بالاولى والا يتخذ الها اي والله سوى سواه وفي هذا الدليل على ان موسى فرعون كان ينكر ان يكون هناك رب سواه وان قوله انا ربكم الاعلى صفة كاشفة وليس الصفة كم مقيدة لانه لا يعتقد ان هناك ربا سواه وقول لئن اتخذت اله غيري لاجعلنك هذه فيها شيئان يحتاجان الى جواب الشرط والقسم والموجود هنا جواب القسم ولا جواب الشرط وش الدليل ها الموجود الان جواب الشرط هو جواب القصد؟ ها الجواب القصد لان اجعلنك ما هي جواب شرط الجواب قسم ولهذا اكلت بالنون واللام نعم فهو جار قسم وهذه القاعدة واحدث يقول مالك واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما اخرت فهو ملتزم وهنا اجتمع شرط وقسم الشرط ان والقسم والله المحذور يقول احذف لدى اجتماع شرطا وقسم جواب ما اخر وما اخرين هنا ما اخر الشر فيكون جواب موجود للقسم نعم وهو كذلك وقوله ان التفت الها غيري الها بمعنى مألوف اي معبود نعم والمراد بالمعبود هنا المعبود الذي يستحق ان يعبد وذلك لربوبيته فهو يعتقد انه الرب فيجب ان يكون هو الاله الذي يعبد لاجعلنك من المسجونين من المسجونين ولم يقل لافتننك كما قال الله تعالى في قصة يوسف ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الايات ليفتننهم هل قال لاجعلنك من المسجونين زيادة في تحديد موسى فانه يقول ان هناك سجناء وانا قادر على سجن الناس فاذا لم تتخذني الها واتخذت الها غيري جعلتك في جملة هؤلاء من المسجونين كان سجنه شديدا يحبس الشخص في مكان تحت الارض وحده لا يبصر ولا يسمع فيه احدا هذا ما هو بشديد بالنسبة هنا لما نعرف الان من السجون شيء اشد من هذا بكثير نعم وفرعون انما قال لاجعلنك من المسجونين اما كيف يسكنه والاية لم تتعرض له واما ايضا اذا كان معروفا ان سجنه بهذا الكيفية فهذا السجن ليس شديدا في السجون من التعذيب ما هو اشد نسمع انهم والعياذ بالله يؤتى بالشخص ويجعل قيمة البرميل وفيه مسامير وتحته نار هذا الرجل كيف يجلس؟ ما يستطيع ان جلس فرقته المسامير الحارة وان ثكأ على احد الجدران كذلك فهذا والعياذ بالله من الاساليب التي يفعلونها ونسمع ايضا انه من الاساليب انهم يجوعون السباع الضارية ثم يرسلونها على السجناء تنهشهم ولا يستطيعون الدفاع يعني ما عندهم قدرة مثل ما فعل الحجاج بجحدر بن مالك فانه كان من الخوارج فقبضه وكان شجاعا جدا فلما قبضه حبس واتى به وقال ان ملقوك على الاسد وان سنقيد يده وانت والاسد كيف فاتى باسد فاجاعه ثلاثة ايام ثم اعطى قال له اعطني سيفا وشد احدى يديه بكيفك فاعطاه السيف وشد احدى يديه. ثم القاه على الاسد والاسد جائع. فالثياب ما اكل يقولون في ترجمته فلما وثب عليه الاسد ضربه في نحره بالسيف بيد واحدة اخر صديعا الاسد اطلقه الحجاج بقوته وشجاعته فهذه الاساليب ايضا مما يعمل اليه اهل الظلم والعياذ بالله السجناء المهم ان الاية الكريمة ليس فيها ذكر ما يفعل به انما فيها انه سيكون من المسجونين من جملة من يسجن قال موسى قال له موسى او لو جئتك اي اتفعل ذلك ولو جئتم وقد مر علينا فيما اذا كرنت همزة الاستفهام في العاطف هل يقدر بعدها جملة يعطف عليها ما بعد الهمزة او ان الهمزة تقدر متأخرة بعدها حرف العطف وذكرنا في ذلك وجهين لاهل العلم وقلنا ان الوجه الاخير اسهل اسهل لان الاول ربما يمر بك ما لا يمكن فيه التقدير واما هذا فتقول الهمزة للاستفهام وهي مقدمة والواو حرف عطف وهم وهم مقدم حكما نعم مؤخرا لفظا والجملة معطوفة. اما لا ما ذهب اليه المؤلف هنا فانه جعل الهمزة داخلة على شيء محبوب. اتفعل ذلك ولو جئتم ولو جئتك بشيء مبين كأن موسى عليه الصلاة والسلام قال له على رسلك لا تسجن فانا ما جئت بباطل وساقيم البرهان على ما جئت به اولو جئتك بشيء مبين ومن لطف الله ان فرعون قال فاتي به وكان مقتضى جبروته وطغيانه ان يقول ولو جئتني بشيء مبين ولو جئتني بشيء مبين ان اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسلمين ولكن القلوب بيد الله عز وجل الان الله قلب هذا الرجل المتكبر الجبار لموسى حين قال اولو جئتك بشيء مبين وهذا اللين قد يكون له سبب حسي وهو لان لا ينقطع امام الملأ الذين عنده لان موسى اذا عارض عليهم خطة الرشد هم تعثر وقال ولو جئتني بهذا فربما يكون حينئذ امام ملأه يظهر فيه انه معاند وانه منقطع معاند ومنقطع فقال فاتي به ثم انه ايضا قد يكون مما حمله على ذلك انه اراد ان يأتي به ليكون ابطاله او دعوة بطلانه على يده لانه ربما يأتي به موسى في مكان اخر فيغتر به الناس على زعمهم فاراد ان ان يأتي به امامه ليتمكن من دعوى بطلانه محمد ايه انه لا استبعد ظاهرا لكن من الجائز ان موسى ما قال او لو جئتك بشيء مبين الا وهو متأكد فمن الجائز ان يفعل ما ما قال كما فعل ايه فكونهم فرعون يتنازل ويقول فاتي به هذا لا شك انه من تفسير الله الذي قد يكون له اسباب حسية معلومة اي ايه ما يخالف لكن اليس فيه احتمال في اهتمامه يأتي به هي احتمال لان موسى ما قاله الا وهو متأكد منه وكان ونحن نقول ان وجه التليين او ان الله اعلنه له انه ما قال لا تأتي بشيء تأستنك ولو لم تأتي لان كونه يعرظ انه يأتي بشيء امر محتمل ان يأتي به ان يأتي به ولكن لكن موسى افرعون لان بعض الشيء للاسباب التي ذكرنا اولا ان الله سبحانه وتعالى العنه والله على كل شيء قدير. والثاني الاسباب الحسية لاجل نعم لاجل ان لا يقال ان حجته انقطعت وان الرجل عرض عليه الخطة رشد فاباه وثالثا لاجل ان يكون ابطال ما يجيء به موسى على يده حتى يبين والثالث ايضا اذا شئتم نضيف الى ذلك انه اراد ان يتحداه وان كان هذا ما وان كان هذا ما يمنع ان يقول لا تأتي به لانه قادر هو على ان يقول لا تأتي به بدون ان يتحداه لان تحديه له فيه احتمال ان يأتي به وحينئذ ينقطع الحجاج فرعون قال فاتي به ان كنت من الصادقين نعم يقول بشيء مفيد اي ببرهان بين على رسالته شيء فسرها المؤلف ببرهان مبين ببين اذا فهي من اذان المتعدي او اللازم من ابانا اللازم اللام لان احنا قلنا ابانا بمعنى اظهر متعدد وابان بمعنى باء يعني ظهر فهو لازم قال فرعون قوله بينا على رسالته المؤلف قيدها بقوله على رسالتي والاولى ان يقال انها اعم من ذلك على كل ما قلت من الرسالة ومن وصف الله تبارك وتعالى بانه رب العالمين ورب السماوات والارض وربكم ورب ابائكم الاولين ورب المشرق والمغرب نعم ولكن كلام المؤلف لا يأباه اذا اذا قلنا ان المراد بالرسالة كل ما جاء به موسى كل ما جاء به موسى قال فرعون له فاتي به اي بهذا الشيء المبين ان كنت من الصادقين فيه والجملة الشرقية موصولة فيما قبلها ولا منقطعة ها موصولة يعني ان كنت من الصادقين فات به وفي مثل هذا التركيب يقول بعض النحويين انه لا حاجة الى جواب الشر لا حاجة الى جواب الشرط لدلالة ما قبله عليه وبعضهم يقول ان جواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله ولا اعلم ان احدا قال ان جواب الشرط ما سبق وذلك لان جواب الشرط لا تقدم على العامل لا تقدموا على العامل ولكن الصحيح الاول ان التركيب في مثل هذا لا يحتاج الى جوار فيحتاج الى جواب والفرق بين هذا وبين الذي بعده ان العبادة يقولون يجب ان نقدر الجواب ولكنه للعلم به ونحن نقول انما علم لا يحتاج الى جواب لا يحتاج الى لا يحتاج اليه اطلاقا هذا هو الصحيح ومثل هذا يقع ايضا في القسم قد يأتي القسم فقال له ائت به ان كنت من الصادقين ذكرنا ان هذا الخطوة من فرعون ان يتضمن ثلاثة امور يا عبد الله؟ نعم. وكذلك انه اراد ان يقطع الحجة. امام قومه. مم. وهكذا اراد الا يظهر بمظهره الله اي نعم لانه تحداه بقوله فات به ان كنت من الصادقين مع انه في الحقيقة هذا التحدي لولا ان الله لانه لكان ما يتحداه به من الجائز ايش؟ يقول له ان يقول له لا لا تأتي به ومن الجائز بعد ان تحدى ان يأتي به فرعون موسى فيكون في ذلك حجة على الظلام فاتى بالايتين العظيمتين وهي اية العصا واية اليد وماذا قابله مفرع به قابلهما بمثل ما قابلته بالاول وهو التمويه وادعاء السحر وانه ساحر عليم جيد في سحره ثم قال يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تأمرون يريد ان يخرجكم من ارضكم ما قال ان يخرجني مثلا او ان يخرجنا ترفعا وتعظما ان يبدو امام موسى بمظهر الضعف الذي يهدد ولكنه خاطب به قومه ثم قال من ارضكم تهييجا لهم لان الانسان لا شك انه لا يمكن احدا يخرجه من ارضه ولهذا قد يخرجكم من ارضكم ولم يقل من ارض مصر ولا من الارض تهييجا لهم على مقابلة موسى بما يقابلونه به ولاجل ان يكره موسى عليه الصلاة والسلام ويروا انه عدو مستعمر نعم فماذا وقوله بسحره البل السببية؟ اي بسبب سحره. وفرعون هنا قال يريد ان يخرجكم من ارضكم والملأ ما قالوا بسحر اما هو فقال بسحره لاجل ان يشدهم على طلب السحرة والذين يقابلون فرعون في سورة الاعراف قال الملك من قوم فرعون ان هذا لساحر عليم فماذا تأمرون؟ ولم يقل بسحره حطوا بالكم والفرق هو ان فرعون اراد ان يشدهم وان يغريهم بما يقابلون به موسى عليه الصلاة والسلام وقوله فماذا تأمرون ليس المراد بالامن هنا وطلب الفعل على وجه الاستعلاء لان فرعون لن يخضع لقومه حتى يطلب منهم امره ولكن المراد بالامر المشروع يعني فبماذا تشيرون عليه؟ نعم وسمي المشير امرا لانه موجه فان من استشاره لا شك انه يطلب توجيهه فيكون مشورته بالامر امرا به فماذا تأمرون نعم لا نعم الاستشارة هنا لمصلحته لانه اذا ان يختبرهم ماذا يكون عندهم ويريد ايضا ان يبين ان لهم وزنا لاجل ان يتشجعوا على هذا الامر وضم اليك جناحك من الرحم لكن هذي مهو هذي ادخل يدك في جيبك لانه والله اعلم ان الجيب في مقدم الجسم ولا يمكن لو انه القاها خلف ظهره ثم اخرجها فقد يقول قائل انه عمل فيها عملا لم نشاهده لكن هذا امامهم امامهم وظهر وكنت اتصور بالاول انه لما كانت العادة ان اليد اذا ادخلت وتغيبت عن الشمس والهواء بيدك الجلد كله الان المستور من الانسان ابيض والبارز للشمس والهواء اثنى فلعله كنت اتصور ذلك لعله لما كان ادخالها تتغير بهذه السرعة وهذا خلاف العادة بالعادة ما تتغير الا بعد مدة طويلة وانها بهذه السرعة يدل على انه ليس امرا عاديا بل هو امر خلاف العادة وهذا من ايات الله اذا اراد الله امرا هيأه لو سلط فرعون على موسى واخيه لقضى عليهم ولكن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سببا وسارع الملأ على فرعون ان يؤخر امره امر موسى وهارون وان يبعث بالمدائن كم مدينة اسرين جانبين يعني يرسل الى المدائن مدائن مسلم من يجمع السحرة ولهذا جاء الجواب يأتوك في كل ساعة وكان من المتوقع ان يقول يأتون فما هو الفرق بين يعقوب وبين يأتونك لكن وش الفرق بينهم من حيث المعنى؟ ايه بنفس اللفظ بدون جد فاذا قيلاتون لو قال يأتونك او قال ايلا كان في حزب النون ولو جاءت النون؟ لو جاءت النون لاصبحت سجن نعم ها؟ ايش السرعة لا لو قال يأتونك لكان الصفة ل لكل ساح عليم. اي نعم عاشرين يأتون مثل حاسرين آسرين يأتونك انتم تكون صفة لحاشرين انهم يأتونك بكل سحاب عليهم ولكن المراد خلاف ذلك لان يأتوك ابلغ من يأتونك حيث كانت جوابا للامر اللي هو للمشورة الى ان ابعث ايضا ليس تعاملا حقيقيا بل هي امر مشورة ابعث يأتوك يعني بمجرد بعثك يأتونك به افهمتم؟ لكن لو كانت صفة لحاشرين اسرين يأتونك لكن من الجائز ان يأتي صفة الحاشر انه يجمع ويأتي بالسحرة لكن قد يتهيأ له ذلك وقد لا يتهيأ اما اذا قال ابعث يأتوك صار هذا مثل الشرق والجزاء مثل الشرق والجزاء يعني انه اذا حصل بعثك لزم منه نتيجة وهو ان يأتوك بكل سحار عليم سحار هل هي من باب صفة المبالغة من باب المبالغة او هي من باب النسبة كما يقال بناء ونجار وصناع يعني لان صنعتهم السحر ولا يكون ذلك ولا تنسب ينسب للانسان الى هذه الصفة الا اذا كان مجيدا فيها نعم؟ ما يقال لمن بنى مرة واحدة انه بنى ولا لمن نجر مرة واحدة انه نجار وانما يقال ذلك فيمن اتقن المهنة والصنعة فهل تقولون ان السحار صيغة مبالغة او انها لستة صيغة نسبة الفرق بينهم هاوبل ليس الفرق بينهما ظاهر لان سحار كثير السحر ولكن سحار بمعنى النسبة انه متقن لهذه الصنعة لانها لانه نسب اليها الظاهر النسبة اولى يعني بذي سحر قد اتقن هذه المهنة ستكون للنسبة ويغني عن هذا عن المبالغة قولهم عليم يعني فائق تحت السحر وقد يقال ان هذا يغني عن نسبة وان سحار صيغة مبالغة لكثرة سحرهم واتقانهم. نعم. يعني مقابل قول فرعون ايه لكن فرعون ما جاء به بصيغة مبالغة ولا بالنسبة قال ساحرفة لكن عليم هذه الصفة الثانية مستفادة مستقلة عن ساحر وهنا قال سحار عليم هنا قالوا سحار وعلي ولهذا قد يترجح انها للمبالغة وتكون النسبة مفهومة من قوله عليم طيب يفضل موسى يفضل موسى في علم السحر يعني يزيد عليه فعلى هذا طلبوا ان يأتوا بسحرة يفوقون موسى بالكم وفي الكيف ولا لا الكم هو في الكيف؟ وفعلا حصل هذا اتوا بمهرة السحرة وبعدد كبير ولكن ليس الامر الذي من ايات الله سبحانه وتعالى مثل السحر الذي هو خيال لا حقيقة له