اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فالقى موسى عصاه فاذا هي تلقف ما يأفك فالقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين. قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون. قال امنتم له قبل ان اذن لكم انه لكبيركم الذي علمكم السحر فلسوف تعلمون. لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم اجمعين. قالوا لا ضير ان ان لا الى ربنا منقلبون. انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطاياه انا ان كنا اول المؤمنين. قال الله تعالى فالقى موسى عصاه القاموس عصاه بوحي خاص من الله كما في سرر طه قلنا لا تخف انك انت الاعلى والق ما في يمينك. تلقى في ما صنع. القى موسى عصاه فاذا هي تلقف بحذف احدى التائين من الاصل تبتلع ما يأتكون تلقف ولم يشر المؤلف الى القراءة الثانية وهي تلقى اما قراءة تلقف فليس فيها حذف احدى التعي. واما تلقفوا ففيها احدى التعاين حالف احدى التعين واصله؟ تتلقى تتلقى ومعناهما واحد يعني تبتلع لكن تلقف تفيد معنى زائدا على تلقفه وهي تفيد التتبع يعني كانها جعلت تتبع حتى افنت كلها لانها اذا كانت كثيرة يعني امامها ما يبقى ما تتبعها والسبب انها ما تتبعها لانها كثيرة اي جهة داخل تلقى لكن لما فنيت وقلت صارت حبل هنا وحبل هنا وحبل هنا فهي تتلقفه تتبعه. وقوله ما يأفكون يقلبونه بتمويههم فيخيلون حبالهم انها حيات تسعى. ما يأتكون الافك والكذب وهذا كذب بالفعل ولا القول؟ كذب فعلي كذب فعلي لان الكذب القولي يكون باللسان وهو اخبار الانسان بما لا يوافق الواقع والكذب الفعلي يكون بالفعل وهو اظهار الانسان الفعل بخلاف الحقيقة فهؤلاء اظهروا ان هذه الحبال والعصية لكنها ليست كذلك تسعية قول هذا كذب بالفعل لانهم اظهروها حيات كذلك وانما حبال واعصي وقد دعم بعض العلماء ان ان السحر لا حقيقة له واستدلوا بقوله يخيل اليه من سحرهم انها تفعل حقيقته هذا فلما رأى السحرة وهم اعلم الناس السحر واثاره وتأثيره لما رأوا ما تفعله هذه العصا التي وضعها من يده وهم يشاهدون عرفوا ان الامر ليس لان سحرهم اقوى ما يكون من السحر واكثرهم كل السحرة الذين في مصر وكان السحر في ذلك الوقت ايضا شائعة ولهذا جاءت اية بشيء يشبهه بنوع منه ولكن آآ قل عرفوا ان هذا ليس سهل وانه فوق طاقة السحرة فماذا حصل؟ فالقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون فالقي السحرة ولم يقل فسجد السحر فان هذا السجود امر اضطراري بقوة ما دفعهم اليه يعني ذا كانه امر اختياري لكن الاخوة الدافع قال كأنهم القوا القاء بدون اغتيال واضح؟ نعم. القي السحرة والسحرة للعموم يعني جميع السحرة مع مهارتهم ومعرفتهم اوقوا ساجدين ساجدين لمن؟ لله. لله. بدليل قولهم قالوا امنا وليسوا ساجدين تعظيما لعصا موسى لا لانك ريحهم بالايمان دليل على انهم ساجدون لله سبحانه وتعالى قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون هذا البدل من احسن ما يكون بعد العيوب برب العالمين لان موسى كان يقول انه رب العالمين وقالوا امنا برب نموت اللي كان يقول كان موسى يقول انه رسول رب العالمين. انه رب رسول رب العالمين و وقالوا رب العالمين وكان فرعون ايضا يقول انه رب العالمين فاخرجوا ربوبية فرعون لقولهم رب موسى وهارون لان فرعون وان كان يدعي انه رب العالمين لكنه ليس رب موسى وهارون لان موسى وهارون ينكران ربوبيته فلذلك كان هذا البدل من احسن ما يكون في بيان المراد برب العالمين واتيان عند رب العالمين دون ان يأتوا مباشرة برب موسى وهارون اشارة الى انهم امنوا برسالة موسى لان موسى قال انا رسول رب العالمين ما قال انا رسول ربي فرب العالمين هذا هذا هو فائدة البدن بقوله رب موسى وهارون والترتيب هنا بين موسى وهارون ترتيب يقابض يصادق الواقع فان مرتبة موسى اعلى من اعلى من مرتبة هارون لان موسى من اولي العبد ولكن ترتيب السلف في سورة طه رب هارون وموسى من اجل مراعاة مراعاة الفواصل وفي هذا دليل على ان القرآن الكريم وكل كلام فصيح اسرع فيه الفواصل والنغمات لكن في الامر المعلوم وهنا من المعلوم ان موسى افضل وترتيبه في الذكر لا احد يتوهم ان هارون اعلى منه مرتبة فوزي اي نعم لكن التقديم له مزيته ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام ابدأ بما بدأ الله به نعم رب موسى وهارون لعلمهم بان ما شاهدوه من العصا لا يتأتى لا يتأتى بالسحر لما امنوا هذا الايمان واعلنوه اعلانا وغير مبالين بما ينتج عن وراء ذلك لان الايمان الصادق يقضي على كل عاطفة فعاطفة حب النفس امر جبلي فطري لكن الايمان يقضي عليها ولهذا الانسان يعرض نفسه يعرض نفسه للهلاك حينما يخرج مجاهدا في سبيل الله وهو يعرف ان سيوف القوم قد تذكر رقبته لكنه لا يبالي وكذلك ايضا الانسان ينسى العاطفة بينه وبين اقاربه حتى ان الرجل ليقتل اباه اذا كان من الكفار فهنا قالوا معلنين هذا الاعلام غير مبالين بما ينكب وفي ظني انهم سيعلمون انه سينتج عن ذلك امر عظيم لان فرعون جاء بهم فسلاح سلاحا له جاء بهم سلاحا له فاذا خانوه في هذا المجتمع العظيم وهو يوم الزينة العقوبات الا انهم غير مبالين بهذا لما اشرنا اليه قبل قال امنتم هذا قول فرعون قال اامنتم قال اامنت وكلمة قال اتت بالفصل ولا بالوصل مقولة ولا مفصولة مع مع الاولى هي مقبولة لان الوصل هو العقد بالواو وما عدا ذلك فهو فضل فهي مفصولة لكن تدل على وقوع هذا الشيء مباشرة كأنه جواب على فعله يعني فماذا كان الامر قال اامنتم لتحقيق الهمزتين اامنتم وابدال الثانية الفا امن كنت به قال اامنتم به له لموسى قبل ان اذن انا لكم هذا امر لا يكون عادة من هؤلاء ولا من غيرهم ان يؤمن احد لعدو فرعون بدون اذنه وفي قوله قبل ان اذن لكم اشارة الى ان الرجل قد سيطر عليهم سيطرة تامة وانهم لا يتصرفون بشيء الا الدين الا باذنه انه طيب والاستفهام في قوله امنتم له قبل ان اذن لكم للانكار والتوبيح للانكار والتوبة انه لكبيركم الذي علمكم السحر التمويه غريب يعني وهذا في الحقيقة مظهر ضعف منه مظهر ضعف منه كيف يكون كبيرهم الذي اعلمهم السحر وهم قد فسروا من المدائن حتى وليسوا في مع موسى في مدينتهم فيقال انه علمهم بل هم في مدائن متباعدة نعم وكيف يمكن ان يقال انه كبيرهم الذي يعلمه السحر وهم قد وضعوا حبالهم واعطيهم ليقضوا عليهم نعم لان من من علمهم السحر فانهم لا بد ان يخافوا منه نعم؟ وكيف يقال انه اعلمه بالسحر وهم قد تعزوا بعزة فرعون بعزة فرعون انا لنحن الغالبون وهم يعلمون ان فرعون خصم يموت لكن هذا من باب التمويه على قومه وقومه كما قال الله فيهم فاستخف قومه فاطاعوه يعني عقولهم بالنسبة لفرعون لا شيء خفيف العقول والتفكير ما يعرفون شيئا سوى فرعون انه اله انه لكبيركم الذي علمكم السحر وقلنا ان هذا باطل من من الاوجه الثلاثة والاربعة التي ذكرنا وانه لا يمكن لكن هذا مظهر ضعف من فرعون بلا شك يعني كانه يقول الان انتم اجتمعتم عليه وتحاشمتم عليه انتم ومعلمكم ثم لجأ الى التهديد فعادت فقال فلسوف تعلمون ما ينالكم مني لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ولاصلبنكم اجمعين قولوا فلسوف تعلمون هذا تهديد بامر مبهم فلسوف تعلمون وقد ذكرنا ان الاكمال ثم التفصيل من فوائده ها تسوق المخاطب الى تبيين هذا المجمل واذا كان وعيدا فانه يتشوف ذلك لكنه يكون خائفا جدا لانه لا يدري ما هذا المبهم الذي وعد به بينه بقوله لاقطعن واللام واقعة في جواب القسم بدليل انه مؤكد وهو قد كان وقوله ايديكم وارجلكم من خلاف جمع يد ورجل ومن خلاف يعني متخالفة اذا قطع اليد اليمنى قطع الرجل اليسرى واذا قطع اليد اليسرى قطع الرجل اليمنى وليس معناه من خلاف اني اخالف بينكم فمنكم من اقطع يديه ومنهم من يقطع رجليه بل هذا واقع على محل واحد الخلاف في محل واحد يعني كل واحد منكم اقطع يده رجله متخالفتين نعم وهذا في شريعتنا احب قطاع الطريق يعني احد ما يحدد به خطى الطريق وهذه ان تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف ولاصلبنكم اجمعين يعني بعد ان افعل هذا تقلبنكم اجمعين يعني كما قال في اية اخرى على جذوع النخل الا تذيع النخل وهو يشير ان ان في مصر نخلا نعم هو وعدهم بذلك والصلب الرب وهل يشترط ان يكون المطلوب ممدود اليد او لا ليس بشرط المهم ان يربط ربطا محكما على عشبة الصليب نعم لا قبل الموت قبل الموت لانه قال اقطع ولا اصلب النوم و فهم الصلب في اية قطاع الطريق واختلف به العلماء هل يكون قبل الموت او بعده فمفهوم مذهبنا انه بعد الموت ولكن الصحيح انه قبل انهم يتطلبون قبل لانهم اذا صلبوا قبل نالوا الالمين الحسي والنفسي او القلب لكن اذا صلبوا بعد الموت امهنا من شيء ابدا ثم ان في تصويرهم بعد الموت مثل ما يقولون العوام قطاعات لا فائدة منه ولهذا لما قيل لاسماء بنت ابي بكر رضي الله عنه وعنها ان الحجاج فعل هذا وكذا بعبدالله بن الزبير بعد موته فقالت رضي الله عنها وما يضره شاف سلخ جلدها بعد موته لان هذا شيء ما ما اه كان جوابهم قالوا لا ضير انا الى ربنا منقلبون. لا غير لا ضرر علينا في ذلك ما شاء الله يعني بقوة ايمانهم قالوا هذا ما يظرنا ولا يؤاخذه وفي هذا من التحدي واظهار القوة والشجاعة ما هو ظاهر لانهم يخاطبون اعتى اهل الارض وهو فرعون يقول لا ضيف افعل ما تريد ما يهمني نعم وصدقوا انه لا ضير عليهم في ذلك ما دام تعذيبهم هذا في ذات الله فهم هنا انما يعذبون في ذات الله فقط هذا لا يضرهم ابدا بل يزيدهم رفعة ولذلك كان ذكرهم الى يوم القيامة اشاد الله تعالى بذكر في القرآن وسيبقى الى يوم القيامة وهذا هي اكبر منفعة انا الى ربنا بعد موتنا في اي وجه كان منقلبون راجعون في الاخرة نعم يقول يعني مهما كان حتى لو بلغنا الى الموت فان النهاية انا سنرجع الى ربنا ورجوعنا الى ربنا خير من الدنيا يعني مرجعون الى نعيم ابدي لا يماثله شيء من نعيم الدنيا وفي سورة طه فاقض ما انت قاض انما تقضي هذه الحياة الدينية يعني يقضي ما ما تريد غاية ما يكون ان يكون تعذيبك موصلا الى الموت. واذا اوصل الى الموت فالنتيجة ان ما تقضي هذه الحياة السيئة ها مما يدل على على انهم صادقون في الايمان وان ايمانهم راسخ جدا وفي هذا من ايات الله سبحانه وتعالى وبيان قدرته ما هو ظاهر كيف يعني في لحظة واحدة انقلب الكفر العظيم نعم الى ايمانا عميق بلحظة يعني بمجرد ان رعوا ما تفعلوه حية موسى عصى موسى انقلبوا بعد الكفر مؤمنين. ولهذا قال بعض العلماء اصبحوا كفرة كفارا سحرة اصبحوا كفارا سحرة وامسوا شهداء بررة نعم؟ وهذا صحيح انهم كانوا بررة واتقي وكانوا من اقوى الناس ايمانا وجهادا في سبيل الله انا الى ربنا منقلبون وفي هذا ايضا دليل على ايمانهم بالبعث لقولهم انا الى ربنا منقلبون فهم مؤمنون بلقاء الله سبحانه وتعالى وهو من اصول الايمان انا نعم انا نطمع نرجو ان يغفر لنا ربنا خطايانا اي بان كنا اول المؤمنين في زماننا نطمع يعني نرجو ونأمل وهذا الصمع مما يمدح عليه العبد لكن متى اذا فعل اسبابه اما اذا لم يفعل اسبابه فانه من الاماني الباطلة كما جاء في الحديث الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الامانة هم اكدوا انهم يطمعون لمغفرة الله لانهم فعلوا السبب وهو الايمان بعد الكفر وقد قال الله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلهم فمن طمعوا هذا الطمع مع وجود سببه وهو مدح وقولهم رضي الله عنهم ان يغفر لنا ربنا خطايانا الغفر تقدم ان معناه ذكر الذنب والعفو عنه نعم وان وقولهم خطايانا جمع خطيئة وهل الخطايا والسيئات واحدة او بينهما فرق او يفرق بينهما عند الاجتماع فقط عند الاجتماع فقط يفرق بينهم واما اذا اطلقت اذا افرد احداهما فانه يشمل الاخر في سورة ال عمران ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار لايات اولى العذاب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك وقنا عذاب النار ربنا ان الى ان قالوا ربنا اننا سمعنا منادينا مناديا ينادي للايمان ان امنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا ففرقوا بين الذنوب والسيئات والسيئات الذنوب طلبوا مغفرته والسياف طلبوا تكفيرها لانها من الصغائر التي تكفرها الاعمال الصالحة والسيئات المراد بها هنا الكبائر التي لا لا تزول الا بمغفرة الا بمغفرة لا لا بتكفير. نعم اه ام كنا اول المؤمنين هذا ليس من باب الادلال على الله والمن عليه لكونهم اول المؤمنين ولكن من باب التحدث بنعمة الله الذي يرونه سببا ووسيلة لمغفرة الذنوب لان السبق الى الايمان والى العمل الصالح منقبة ومن اسباب الرتب العالية ولهذا قال الله تعالى لا تساوي منكم من انفق من قبل فتحه وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوه وقل لو وعد الله الحسين والسبق الى الايمان والعمل الصالح له مزيته ومرتبة صاحبه قال يا عبد العزيز نعم السنة انا انا بطولاته الفوائد المحلية فوائد الايات هذي ان شاء الله في الدرس القادم نشوف فوائد السورة؟ امنتم له ايه نعم في العصر بينهما فرق الاصل بينهما فرق امن به اقر به واحرف ماني فاهم وامن له مظمات معنى قال نعم؟ من قاد له فقد تكون اقل وقد تكون اكثر يقال له مع الايمان لانك اذا جمعت بين الايتين هنا قالت ابلة يعني كأنهم امنوا ايمانا به ثم امنوا له انقادوا له بس والله خير وابقى يعني قصدي انه ميت ربهم لا والله خير وابقى تبع من كلامهم اي نعم لكن انه من يهدي ربه مثل من يحتمل من كلامه او من كلام الله نعم ان السحرة هؤلاء هما لي يعني هم امنوا هم اللي دوخوك لكن او هؤلاء قتلوا من؟ سحرة هؤلاء؟ اه السحرة اللي امنوا اه دوخوا منه بعدين موسى ابوه واخوه لا لا البنوت ضعيف بنو اسرائيل. ايه. هؤلاء قتلوا على هذا اما انهم قتلوا على طول ولا انه ما صار منهم شي لكن اما اللي اذوه وهم قوم طيب هم ما امنوا ولم يخرجوا منه من بنو اسرائيل ما كانوا مؤمنين في هذه المعالجة ما كانوا مؤمنين الله او كان مؤمن ببعضهم يعني ما ادري لان اصل انزال الثورات بعد ذلك ولقد اتينا موسى كتابا من بعد ما اهلكنا القرون الاولى. من فوائد الايات السابقة ان موسى عليه الصلاة والسلام لما قال القوا ما انتم من القوا قبالهم معصية واستعانوا بغير معين فقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون وفيه ايضا ان موسى عليه الصلاة والسلام القى عصاه في امد الله مما اوحى اليه اللا يخاف وان يلقي ما في يمينها وفيه ايضا من فوائدها ان الحق اذا تبين فانا اعلم الناس به او اعلم الناس اعلم الناس به من يعرف على الحق فان موسى عليه الصلاة والسلام اول من تبين له ان ما جاء به حق وانه ليس بالسحر هم السحرة الذين عرفوا السحر وباطله الذي يعرف الحق هو الذي يعرف الباطل اما من لا يعرف الباطل فانها قد تلتبس عليه الامور وبهذا قيل بضدها تتبين الاشياء وفيه ايضا مبادرة ده حرام اذا الايمان فان الامام كان فانه امر واضطراري فأوتي السحرة ساجدين لقوة ما شاهدوا من الايات التي لم يتمكنوا بها معها ان يتأخروا ها اقول لما رأوا الايات ما امكنهم ان يتأخروا عن الدين وكأنهم القوا اضطرارا وفيه ايضا اه شدة تمويه فرعون حين قال انه لكبيركم الذي علمكم السحر مع انه يعلم انه ليس بين موسى وبين هؤلاء السحرة شيء من الاتصال ولكنه لقوة تمويهه اراد ان يموه بهذا الكلام الذي ليس بمعقول وفيه قوة جبروته حين هددهم بقطع الايدي والارجل من خلاف ثم الصلب وفيه ايضا من الفوائد قوة ايمان هؤلاء السحرة الذين تحدوا فرعون بجبروته وقالوا انه لا ضرر علينا فيما هددتنا به لاننا سننقلب الى الله سبحانه وتعالى ويعطينا من الاجر والثواب اكثر مما فقدنا من هذه في الدنيا كما قال في سورة طه انما تقضي هذه الحياة الدنيا وفيها ايضا ان الايمان اذا صدق صار اقوى من العاطفة فحب النفس امر فطري ولكن الايمان يؤدي الى ان ترخص النفس عند المرء بجانب دينهم وفيه ايضا قوة رجائ هؤلاء السحرة لله سبحانه وتعالى انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا وفيه دليل على ان الصبر الى الايمان من اسباب المغفرة والرفعة بقولهم انكن اول المؤمنين وقد دل على ذلك الكتاب في قوله تعالى لا استوي منكم من انفق من قبل الفتح وقال بل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعده وقاتلوه. وكلا وعد الله بالسوء. ولما تخاصم عبد الرحمن بن عوف خالد ابن الوليد قال النبي صلى الله عليه وسلم يا خالد لا تسبوا اصحابي مهلا يا خالد لا تسبوا اصحابي فوالذي نفسي بيده ولو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيب وفيه ايضا ان الاطلاق يغيره يغيره قرينه لقولهم ان كنا اول المؤمنين لان المراد اول المؤمنين في وقته والا فقد امن احد قبلهم او اول المؤمنين من من ال فرعون لانه قد امن احد قبله فقولهم ان كنا اول المؤمنين يعني من ال فرعون والمؤلف يقول في زماننا ولكن هذا ليس بظاهر بل الظاهر انه من ال فرعون لان من بني اسرائيل من امن قبل ذلك