اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واتل عليهم نبأ ابراهيم اذ قال ابيه وقومه ما تعبدون. قالوا نعبد اصناما فنظل لها عاكفين. قال فهل يسمعونكم اذ تدعون او ينفعونكم او يضرون. قالوا بل وجدنا كذلك يفعلون. ثم قال الله تعالى واتل عليهم اي كفار مكة والصواب اي على الناس الذين اوصلت اليهم واتل عليه اي كفار مكة نبأ ابراهيم اذ قال لقومه والرسول عليه الصلاة والسلام تلا على الناس حتى اننا نقول الان هو تلى عليه حتى في هذا العصر وفي مبادئ فقد تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس هذا النبأ وقوله نبأ خبر ولكن لا يكون النبأ الا في الامور الهامة والخبر يكون فيها وفي غيرها لكن النبأ ما يكون الا في الامور الهامة وهذا النبأ هام جدا بما يتضمنه من التوحيد والمناظرة والتوحيد وما يتعلق بذلك في ثواب العقاب نبأ خبر ابراهيم ويبدل منه اي من نبأ اذ قال لابيه فتكون اذ هنا في محل نص بدلا من نبأ وابراهيم هو خليل الله سبحانه وتعالى وهو معروف اذ قال لابيه وقومه ما تعبدون ابوه اسمه ازر كما قال الله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه ادم واما قومه فالذين بعث اليه وفي هذا دليل على انه ان ابراهيم لم يبعث الى الناس عامة وانما بعث الى قومه كسائر الانبياء. ليس صحيح وقوله ما تعبدون ما للاستفهام والمراد به الانكار والتعجب ايضا يعني انه ينكر متعجبا قالوا نعبد اصناما صرحوا بالفعل ليه يعطف عليه فنظل لها عاكفين اصناما جمع صنم والمراد بالصنم كل ما اتخذ الها مع الله سواء كان شجرا او حجرا ام غيرهما ولكن هل يشترط ان يكون منصوبا ولا ما يشترط الظاهر عدم اشتراطه الظاهر انه مهو شرط وانه قد لا يكون منصوبا قد يكون مبطوحا ومرجعا وغير قائم وقول المؤلف صرحوا بالفعل لاعطفوا عليه فنظل هذه مناسبة لفظية قد تكون مقصودة وقد لا تكون مقصودة قد يقول قائل لو قالوا اصناما فنظر لك هذا المعنى مستقيما ولا حاجة الى ذكر الجملة ليعطف عليها لاننا نرى انه تأتي احيانا جمل لطف عليها جمل وهي محذوفة متل اول ان يسيروا افلم يهد لهم على احد الوجهين ولكن الصحيح انهم صرحوا بالفعل اظهارا لفعلهم كأنهم يفتخرون به يعني يحققون العبادة ويفخرون بعبادتهم لان التصريح في العبادة للمعبود تدل على ان الانسان فخور بها نعبد اصناما يعني فهم اظهروها تأكيدا وافتخارا بها هذا الذي لا شك فيه واما لاجل عطف هذا العطف نقول يصح بدون ذكره وهذا ليس بمقصود فيما يبدو وانما المقصود هو وهو الان تأكيد هذا والافتخار به نعبد اصناما مثل ما يقول لك القائل انت مثلا تفعل كذا فتقول نعم افعله نعم افعله. لو قلت نعم لكفى لكن افعل من باب تأكيده والافتخار به فهم كذلك يقولون نعبد اصناما مؤكدين لعبادتها مفتخرين بها نعبد اصنام فنظل لها عاكفين اي نقيم نهارا على عبادتها زادوه في الجواب ادخارا به صحيح فنظل لها عاكفين هذا ما سألهم هل انتم تدومون على عبادتها او لا لكنهم زادوا على هذا وقالوا نظل يعني نستمر لها عاكفين وقولها متعلق بعاكفيه وتقديمه عليه نزيد الحق الحصى يعني اننا نعكف لها لا لغيرها ويقول المؤلف زادوه في الجواب استخارا به اي نعم كما قال المعلم زادوه افتخارا به ثم اصرارا وعنادا يعني لسنا نعبدها وقتا دون وقت بل نعبدها ونستمر على عبادته وقول المؤلف نهارا منين اخذ نهارا لانهم يقولون ان ظل فعل يدل على وقوع الشيء نهاره هذا هو المعروف عند النحويين والذي والذي يظهر انها تدل على وقوع الفعل باستمرار واذا بشر احدهم بالانثى ظل وجهه مصدا في النهار ولا في النهار والليل نعم اي اي وقت يبشر به يستمر وجهه مصدا ليلا ونهارا فالصواب ان هذا الفعل يشعر بالاستمرار ولا يختص بالنهار كما قاله المؤلف وغيره نعم نعم نعم يعود على ما ذكروه ايه نعم لا على ما ذكروه الاخير هذا هو لا وكونوا مستمرين عليه ايه على الاستمرار قال قال عليه الصلاة والسلام هل يسمعونكم اذ حين تدعون اذ هذه ظرف بالفعل يسمعون وهل للاستفهام المراد به الانكار مع التحدي يعني يتحداهم يقول هذه الاصنام التي تعبدونها يسألونها الحوائج هل يسمعونكم اذ تدعون الجواب لا او ينفعونكم ان عبدتوهم او يضرون لكم ان لم تعبدوهم نعم لا او يضر او يضرونكم ان لم تعبدوهم الجواب لا هم اقروا قالوا بل وجدنا اباء يعني ما انها لا تسمع ولا تنفع ولا تضر وانما فعلنا ذلك تقليدا فقط تقليدا محضا لابائنا وقوله او يضرون قدر المؤلف المفعول وقوله يضرونكم وحينئذ نسأل ما هي الحكمة في حذف المفهوم الحكمة هي بالنسبة لاخر الاية لفظية وهي مراعاة الفواصل وبالنسبة للعموم معنوية لان الانسان الذي يعبد الشيء لا يريد ان يضره بل يريد ان ينفعه ولهذا قال او ينفعونكم اما انه يريد ان يضره لا نعم يريد ان يضر غيره من ادائه صحيح قد يعبد هذا الشيء ليدعوه ان يضر عدوه فالحذف هنا للعموم يصير اما او يضرونكم ان لم تعبدوهم او او ان يضرون عدوكم اذا عبدتموه جواب هؤلاء قالوا بل وجدنا اباءنا كذلك يفعلون بل لاضراب الابطال يعني معناه انهم انكروا ان يسمعونه ان يسمعهم هذه الاصنام او تنفعهم او تضرهم ولكنهم وجدوا ابائهم كذلك يفعلون يعني يفعلون كذلك يعبدون هذه الاصنام والكافي اسم بمعنى مثل ولا اسم اشارة تعود الى الفعل يعني مثل ذلك الفعل يفعلون ومحل الكاف لقوله كذلك محلها النص على انها مفعول مطلق اي يفعلون مثل فعلنا وليت ان المؤلف جعل اي مثل فعلنا قبل يفعلوه لان تأخيره عن الفعل يوهم انه يريد ان يكون مفعول الفعل محذوفا نعم اي مثل فعلنا والصواب انه موجود وهو قوله كذلك فيحسن به ان يقدم مثل فعلنا على قوله يفعلوه كذلك اي مثل فعلنا يفعلون رغم لهم حجة الا التقليد الاعمى فقط انه وجدوا ابائهم على هذه الملة فسلكوها