نعم. اذكار المساء ووقتها من غروب الشمس الى غياب الشفق الاحمر. وهو ابتداء وقت العشاء. لما فرغ المصنف وفقه الله من ذكر اذكار الصباح اتبعها باذكار المساء. وكما تقدم ان الصباح صدر النهار فالمساء صدر ليلة فاول الليلة هو مساءها. والليلة تبتدأ اجماعا من غروب الشمس. والليلة اجماعا من غروب الشمس فما قبل غروب الشمس لا يسمى ليلة وانما يسمى ليلة ما كان بعدها والمساء او بعض الليلة كما تقدم في حديث عثمان عند الترمذي وغيره ما من عبد يقول صباح كل يوم ومساء كل ليلة فجعل المساء بعض الليلة والليلة لا تبتدئ الا من غروب الشمس. وفي حديث سيد الاستغفار عند البخاري من قالها اذا امسى فمات من ليلته. فجعل مرجع المساء الى الليلة. وقال من قالها اذا اصبح فمات من نهاره والنهار ينتهي اجماعا عند غروب الشمس. فاصح الاقوال في ابتداء المساء انه من غروب الشمس ثم ذكر منتهاه بقوله الى غياب الشفق الاحمر. الى غياب الشفق الاحمر وهو ابتداء وقت العشاء هذا اول تغير يعرض في الليلة بعد غروب الشمس فانه اذا غربت الشمس وغشت الظلمة الناس لم يزل الامر على ذلك حتى يغيب الشفق الاحمر. وغيابه هو وقت ابتداء العشاء. ولذلك قال تقريبا لفهمه وهو ابتداء وقت العشاء. فالحمرة التي تعقب الشمس اذا غابت وتسمى شفقا احمر اذا غابت انتهى وقت المغرب وابتدأ وقت العشاء. وهذا اول تغير يكون بعد غروب الشمس ان انتهاء المساء يكون الى هذا. ان انتهاء المساء يكون الى غياب الشفق الاحمر. وكما تقدم ان اذكار الصباح وان كان مبتدأ الصباح من طلوع الفجر الثاني الا انها تقال بعد صلاة الفجر. فكذلك يقال في اذكار المساء انه وان كان المساء يبتدأ من غروب الشمس الا انه يكون الاتيان بها بعد صلاة المغرب. اذا فرغ من اذكار الصلاة فانه يأتي باذكار المساء. وذكرنا فيما سلف ان ابا عمرو الاوزاعي ذكر ان حال السلف انهم كانوا بعد اذان الفجر والمغرب يذكرون الله ويسبحونه ويستغفرونه. اي ذكرا عاما مطلقا. ثم بعد ذلك تكون صلاة الفرض ثم بعد ذلك يأتي الانسان باذكار الصلاة ثم يأتي باذكار الصباح بعدها وباذكار المساء بعد اذكار صلاة المغرب نعم