اعوذ بالله من الشيطان الرجيم قوما ما انذر اذائهم فهم غافلون. لقد حق القول على ما اكثرهم فهم لا يؤمنون. قال تنزيل العزيز الرحيم تنزيل خبر ابتدأ محذوف تقديره هو اي القرآن تنزيل هذه الرحمة وتنزيل مصدر نزل ينزله والقرآن منزل ومنزل منزل يعني ينزل شيئا فشيئا كما قال تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على منكر ونزلناه تنزيلا فانه ينزل شيئا فشيئا ويعبر احيانا عن القرآن بانه انس باعتبار نهايته فانه باعتبار النهاية يكون نزل كله وباعتبار التدريج بتنزيله يكون منزلا. وهكذا في القرآن نزول المطر احيانا يقول نزلنا من السماء امام مباركا واحسن واحيانا نقول انزل من السماء فباعتبار ان المطر ينزل شيئا فشيئا يقال نزلنا وباعتبار النهاية واجتماعي كله وقال انزلنا وقول التنزيل العزيز قال المؤلف في ملكه يعني الغالب في ملكه الذي لا يغلب فيه وقد مر علينا في باب العقيدة ان العزيز من اسماء الله وان العزة لها ثلاثة معاني عزة القدر وعزة القهر وعزة الامتناع ثلاثة يا منصور ما هي نعم عزة القدر بمعنى انه ذو قدر عظيم رفيع عزة القهر بمعنى انه قاهر غالب عزة الامتناع بانه قوي لا يناله شيء قال ابن القيم وهو العزيز فلن يرام جنابه انى يرام جناب للسلطان الله عز وجل عزيز امتنى ان يناله السوء ومنه الارض العزاز لقوتها وشدتها. اذا فقول المؤلف العزيز في ملكه فيه فيه قصور طيب قال الرحيم بخلقه نعم الرحيم بخلقه وهنا نقول ان الرحيم عامة لانها لم تقيد المراد به الرحمة العامة فهو سبحانه وتعالى رحيم بخلقه كلهم ما من دابة في الارض الا على الله رزقها حتى الكافر يرزقه الله تعالى العقل والصحة والعلاج والمال والازواج لكن هذه رحمة عامة. اما الرحمة الخاصة بالمؤمنين ففي قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما قال العزيز الرحيم بخلقه وهنا اظافت تنزيل القرآن الى هذين الاسمين اشارة الى وجوب العمل بما جاء في القرآن وان من لم يعمل به فان امامه العزيز الذي يأخذه اخذ عزيز مقتدر الرحيم اشارة الى ان هذا القرآن انزاله من مقتضى رحمته بخلقه لان الله تعالى ما رحم خلقه رحمة اعظم من انزال القرآن الكريم لان به الحياة الحياة القلبية والبدنية والفردية والاجتماعية ففيه اشارة كما قلت الى بل فيه تهديد للذين يخالفون هذا القرآن بانه نزل من عند عزيز ينتقم ممن خالفه رحيم اشارة الى ان هذا القرآن من مقتضى رحمته سبحانه وتعالى قال خبر مبتدأ مقدر والشأن بخبر مقدر تنزيل بالرفض اي القرآن يعني التقدير القرآن تنزيله العزيز الرحيم في قراءة سبعية تنزيل العزيز الرحيم وعلى هذه القراءة يكون منصوبا على انه مصدر عامله محذوف يعني نزل تنزيل العزيز الرحيم ومن فوائد الاية الكريمة ان القرآن منزل من عند الله. الايات الكريمة هي ايات متعددة. من فوائد الايات ان القرآن منزل من عند الله لقوله تنزيل العزيز الرحيم ومن فوائده من فوائد الايات ان القرآن كلام الله عبد الله كيف ذلك وجهه ندرة نعم. والكلام قائم بغيره فيكون غير مخلوق يقول كلام الله غير مخلوق طيب اذا يستفاد منها ان القرآن كلام الله غير مخلوق ومن فوائد الايات اثبات علو الله لقوله تنزيل العزيز والنزول لا يكون الا من اعلى اسم وعلو الله عز وجل دل عليه الكتاب والسنة والاجماع والعقل والفطرة كل هذه الانواع الخمسة من الادلة كلها دلت على علو الله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة الايات الكريمة اثبات العزيز والرحيم اسمين من اسماء الله واثبات ما تضمناه من من الوصل وما تضمنه الرحيم من ايش؟ الاثر وهو الحكم ومن فوائد الايات العزيز في بعض معانيه العزيز في في بعض معانيها وهو الغالب طيب ومن فوائد الايات ان المخالفين لهذا القرآن وذلك باضافة تنزيل الى العزيز لانه اذا قيمة الجاء هذا من عزيز وش يدل عليه على انذار من خالفوك وتحذيره فيكون في هذا الانذار والتحذير من مخالفة هذا المنزل لانه نزل من عزيز ومن فوائد الايات ان القرآن بل ان الشرع كله من اثار رحمة الله لقوله تنزيل العزيز الرحيم طيب فان قلت اين الرحمة في قطع يد السالف وفي رجم الزاني المحصن وفي قتل القاسم وما اشبه ذلك ما الجواب ان الرحمة في ذلك واضحة جدا قطع يد السارق فيها رحمة بالسارق وبغيرها رحمة بالسارق لتردعه عن السرقة مرة اخرى ولتكون كفارة لذنبه لان الحدود كفارة الحدود كفارة يكفر بها عن فاعلها وفيها ايضا اصلاح المجتمع وحمايته من الفوضى وهذي رحمة ولا لا ها؟ رحمة ما في شك ان هذه رحمة وكذلك نقول في بقية الحدود والقصاص انه من رحمة الله عز وجل فلتنذر به قوما متعلق بتنزيل لتنذر اللام هذه تسمى لام التعليم والكال بعدها منصوب بها على مذهب غانم منصوب باللام ولا بان بالله وعلى مذهب البصريين منصوب؟ بان مغمرة بعد الله. نعم وعلى كل حال فهي تحتاج الى متعلق اللام لتنذره. تحتاج الى متعلق فاين متعلقها قوله تنزيل طيب يعني تنزيل الرحمن الرحيم لتنزل يعني انما نزل لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون. تنذر قال العلماء ان الانذار والاخطار المقرون بالتخويف او المتضمن للتخويف فالانسان مثلا يأتي الى قومه يصيح بهم العدو العدو يقول هذا منذر ونذير فالنذير عن شيء يخوف يخوف فهو اعلام متضمن ليش؟ للتخويف هذا القرآن انزله الله عز وجل لينذر النبي صلى الله عليه وسلم به قوما ما انذر اباؤهم اي لم ينذروا في زمن الفترة وعلى هذا فما نافية يعني انتظر قوما ما انذر ابى اي لم ينذر لم يخوفوا لكن في زمن الفترة واما قبل فقد انذر بواسطة اسماعيل ابن ابراهيم فانه مرسل الى الى العرب الى قومه وبعد ذلك لم ينذر هؤلاء قال بعض المعربين الذين يجمعون الاقوال صحت او ما صحت اي انهم يقولون اي احتمال؟ قالوا ويجوز ان تكون ما موصولة اي لتنذر قوما الذي انذره اباؤهم فيجعلون ما موصولة ويجعلون العائد محذوفا تقديره الذي التقصير الذي انذره اباؤهم. ان حذرهم الذي انذره اباؤهم ولكن هذا وان كان محتملا من قبل اللفظ لكنه بعيد من جهة المعنى لان الايات الكثيرة متعددة تدل على ان الذي ان قريشا الذين بعث بهم الرسول صلى الله عليه وسلم لم ينذر ابائهم ومنهم قوله تعالى في سورة لتنذر قوما ما اتاهم من نذير من قبل وهذا صريح في ان في انما هنا للنفي لا غيره ما انذر اباؤهم في زمن الفترة فهم اي القوم غافلون عن الايمان والرشد قافلون لانه ما اتاه النذير ومعلوم ان النذر توجب حياة القلوب والانتباه ولهذا تجد الانسان نفس نفس تجد الانسان نفسه اذا لم يأته واعظ يغفل وتكفر به الغفلة فاذا اتاه واعظ فكانما ايقظه من نوم. هؤلاء لما تطاول عليهم الامد ولم يأته نذير غفلوا وكأنهم ما خلقوا لعبادة الله وجعلوا لهم اصناما يعبدونها من دون الله ويركعون لها ويسجدون وينظرون ويوفون فهم غافلون لعدم من يوقظهم ولكن من هؤلاء من عنده علم من الرسالة من هؤلاء الذين في زمن الفترة من عنده علم من الرسالة لكنه عاند عاند وبقي على ما كان عليه اباؤه كالذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فان الذين شهد لهم الرسل صلى الله عليه وسلم بالنار نعلم علم اليقين ان هؤلاء قد قامت عليهم الحجة ولولا ذلك ما كانوا من اهل النار فاهل الفترة نوعان نوع علمنا بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم انه قد بلغتهم الرسالة لحكم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم بانهم من من اهل النار واخرون لا ندري عنهم شيئا فالواجب علينا ان نتوقف في امرهم وان نقول الله اعلم بما كانوا عاملين. واصح الاقوال فيهم انهم يمتحنون يوم القيامة بتكاليف الله اعلم بها فمن اطاع منه دخل الجنة ومن عصى دخل النار. ومن فوائد الايات الكريمة ان الرسول صلى الله عليه وسلم منذر منذر اي معلن اعلاما يتضمن التخويف فان قلت وهل هو مبشر الجواب هناك وبس لكن هنا ذكر الانذار دون البشارة والجواب على ذلك ان يقال اما لان المقام يقتضي ذلك لانه يخاطب قوما طاغين فالاليق في حقهم ايش الانذار والتخويف لانهم مخالفون وطاغون واما ان يقال ان هذا من باب ذكر احد المتظايفين او المتقابلين استغناء بذكره عن ذكر الاخر كما في قوله تعالى وجعلتهم سرابيل تقيكم الحرب يعني والبعض ومن فوائد الاية الكريمة ان النبي صلى الله عليه وسلم مرسل الى العرب خاصة ها كيف من الذين ما امر ابائهم العاص اذا اليهود والنصارى ما ارسل اليهم لانه انذر ابائهم طيب نقول موصوفة يا خالد طيب اذا نقول ان الايات الاخرى تدل على عموم رسالته تدل على عموم رسالتك مثل قوله قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا ومثل قوله تبارك الذي نزل الفقراء على عبده ليكون للعالمين للعالمين نذيرا وكقوله في صلى الله عليه وسلم بعثت الى الناس كافة والنصوص في هذا كثيرة متوافرة ومن كذبها فقد كذب رسالته الى العرب ايضا لان الجنس واحد ولكن قد يقال لماذا خص العرب فيقال خاصهم لامرين الاول انه منهم كما قال تعالى هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم والثاني انه باشر دعوتهم بنفسه داشرت دعوتهم بنفسه وهدى الله العرب على يديه قبل موته ثم انتشرت رسالته في الافاق وقد ذكر ابن كثير رحمه الله هنا قاعدة اشرنا اليها من قبل وهي ان ذكر بعض افراد العام بحكم يوافقه ها لا يقتضي التخصيص كما ذكر ذلك اهل الاصول كالشنقيطي في تفسيره وغيرهم وان هذا هو رأي الجمهور وهو الحق ان ذكر بعض افراد العام بحكم ها؟ لا يقتضي تخصيصه اذا كان يطابق حكم العام فاذا قلت مثلا اكرم الطلبة ثم قلت اكرم زيدا وهو منه فانه لا يقتضي تخصيص الاكرام به لان الحكم هنا موافق للحكم العام وذكر بعض افرادان بحكم يوافق العام ليس تخصيصا له واضح ذكرنا هذا في اي مناسبة ها كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم وجاءت بعض الروايات من التربة. تربتها؟ نعم قول النبي صلى الله عليه وسلم استغفر الله. نعم. الا يكفي انه لا يصح شيئا بغيره. تمام صح وكذلك ها ها في تحريك الاصبع نعم الصلاة طيب وذكرناها ايضا في الحلي عند قوله في الرقه بمئتي درهم ربع العشر قلنا هذا لا يقتضي ان ما سواها لا تجب فيه الزكاة ان الحلية لا تجب فيه الزكاة. لان ذكر بعض افراد العام بحكم يوافق العام لا يخطر التخصيص. طيب. ومن فوائد الايات سبوا هؤلاء الذين غفلوا عن الرسالات كقوله فهم غافلون وان الغفلة عن عن البحث عن الرسالة يعتبر ذما وكذلك نقول فيمن غفل عن البحث في جزئيات الشريعة فمثلا من غفل عن البحث في احكام الصلاة فانه يذم عن البحث في احكام الزكاة وهو محتاج لذلك نقول انه يذم ولهذا نقول ان تعلم العلم الشرعي فرض كفاية فرض كفاية ومن اراد ان يقوم بعبادة من العبادات كان تعلم احكامها عليه فرض فرض عين وارضى عني وبناء على هذا نقول كل طلبة العلم في كل مكان قائمون بفرض كفاية ولهذا يحسن ان نستحضر هذا الامر اننا في مجالسنا هذه نقوم بفرض كفاية نثاب عليه فرض ثواب الفرض وقد قال الله تعالى ما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضت عليه. وهذه مسألة يغفل عنها كثير من الطلبة لا في مجالس الذكر والعلم ولا في مجالس في المجالس الاخرى مجالس المراجعة تجد الانسان مثلا يراجع الكتاب ولكنه ما يستحضر انه الان قائم بفرض بفرض كفاية وهذا يفوت علينا خيرا كثيرا لهذا نسأل الله ان يعيننا على تذكر هذا المعنى حتى نكسب خيرا بما بما نقرأه وبما نراجعه فتضاف الى الفوائد اثبات الحكمة لله المستفاد من قول لتنذر طيب ثم قال الله تعالى لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون اللام هذه موطئة للقسم اي انها تدل على ان هناك قسما تقديره والله لقد حقه وقد بالتحقيق وعليه فالجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات القسم المحذوف واللام وقد وهذا التركيب يأتي في القرآن كثيرا يعني طريقه او طريق رغبة ما اشرنا اليه لقد حق القول اي وجب احق هنا بمعنى وجب والقول هو القول بالعذاب كقوله تعالى وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم لا يؤمنون بالايات الاخرى انهم اصحاب النار فمن حق عليه كلمة العذاب فانه لا يمكن ان يهتدي مهما اوتي من اية ولكن لا تحق كلمة العذاب الا على من استحقها حتى لا يقال ان الله تعالى قد اجبره على العمل لقوله تعالى فلما زاؤوا ازاغ الله قلوبهم والله عز وجل ينظر في في قلوب العباد فمن كان اهلا للهداية هداه ومن لم يكن اهلا لها لم يهديه فمن حقت عليه الكلمة لما في قلبه من الزيغ والعياذ بالله فانه لا يؤمن وقول الحق القول ما هو القول اه العذاب؟ لا. كلمة العذاب كلمة العذاب وهي قوله تعالى ان الذين اذا وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم اصحاب النار ولاية اخرى انهم لا يؤمنون وقوله على اكثرهم يعني على اكثر الذين بعث اليهم الرسول عليه الصلاة والسلام من العرب وليس على كلهم ولهذا كذب النبي صلى الله عليه وسلم من قريش امم كثيرة وماتوا على الكفر ولا سيما الصناديد منهم والاشرار. على اكثرهم فهم لا يؤمنون هم الظمير يعود على اكثر لا على الهاء في اكثرهم فهم اي الاكثر لا يؤمنون حتى وان جئت بالايات العظيمة البينة فهم لا يؤمنون لانهم قد حقت عليهم كلمة العذاب الايات الكريمة هذه اولا تأكيد الخبر الهام وان لم يكن المخاطب منكرا لان هنا يخبر الله سبحانه وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وهم لا ينكرون ذلك لكن لاهميته اوكي ومن فوائد الاية الكريمة ان من حقت عليه كلمة العذاب فانه لا يؤمن كما في قوله افمن حقت عليه كلمة العذاب افانت تنقذ من في النار يعني فقد ثبت انه من النار فلا تنقذوه ومن فوائد الاية الكريمة ان من قريش الذين كذبوا الرسول عليه الصلاة والسلام من لم تحقق عليه الكلمة فيؤمن لقوله على اكثرهم ومن فوائد الاية الكريمة اشارة الى انه ينبغي بل يجب على الانسان اللجوء الى الله عز وجل لانه هو الذي بيده ملكوت السماوات والارض فلا تعتمد على ما في قلبك من رسوخ الايمان مثلا تعتقد انه لن لن يتسلط عليك الشيطان ولن يتسرب اليك هوى النفس الامر بالسوء بل كن دائما لاجئا الى الله تعالى سائلا للثبات كقوله لقد حق القول على اكثرهم فالامر كله بيد الله