اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاء المرسلون. اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فعززنا بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون. قالوا ما اانتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء. ان انتم الا تكذبون؟ قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون. وما علينا الا البلاغ المبين ثم قال الله تعالى واضرب لهم مثلا اصحاب القرية قال اظرب قال بمعنى اجعل اجعل وهذا لا شك انه معنى مقرب من معنى ضرب مثلا اي جعل مثلا وقيل ان اظرب بمعنى اتخذ اتخذ لان الظرب يدل على صناعة وتكثيف ومنه ظرب الذهب خاتما ظرب الذهب حليا ظرب الذهب سكة يعني نقولا بمعنى اتخذه حليا اتخذه سكة وما اشبه ذلك فشبه ذكر المثل للاعتبار به بصناعة الشيء بصناعة الشيء لان المثل يشتمل غالبا على على هيئة متكاملة مركبة من اجزاء متعددة. ولهذا لا يأتي المثل جاءت المثل في تشبيه مفرد لمفرد انما في المثل في تشبيه ايش؟ صورة مشتملة على اجزاء متعددة بصورة انتوا فاهمين فلهذا سمي ظرب مثل اي صنع مثل كما نصنع الاواني والخواتم وغيرها من معادنها وقال المؤلف اظرب لهم مثلا قل مثلا مفعول اول اصحاب القرية مبعوثان هذا الظاهر انه سهو من المؤلف والصواب العكس لان المضروب ما هو؟ اصحاب القرية فيكون هو المفعول الاول ومثلا هو المفعول الثاني ففي اعراب المؤلف انقلاع باعرابه انقلاب فالصواب ان اصحاب القرية مفعول اول ومثلا مفعول ثاني اي اجعل اصحاب القرية لهؤلاء المكذبين لك اجعلهم مثلا يعتبرون به والمثل والمثل كالشبه والشبه يعني اجعله امرا مشابها حتى يتعظوا به واظن ما يمكن ان نكمل ما قدموا واثارهم وكل شيء احصيناه في امام مبين. قوله مثلا اصحاب القرية ما في كلمات جاءوا السؤال ان شاء الله اضرب لهم مثلا اصحاب القرية كلمة اظرب الخطاب فيها للرسول عليه الصلاة والسلام او لكل من يتأثر خطابه سبق لنا ان مثل هذا تارة يكون صريحا لانه عام وتارة اكون صريحا في انه خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم وتارة يحتمل الوجهين فمن الاشياء التي هي صريحة بخصوصية هذا الرسول عليه الصلاة والسلام قوله تعالى الم نشرح لك صدرك فهنا الخطاب لمن للرسول عليه الصلاة والسلام قطعا ومن الاشياء الصريحة بانه عام مثل قوله يا ايها النبي اذا طلقتم النساء ولم يقل اذا طلقت ودل على ان الخطاب الاول يراد به ايش؟ العموم. واما احتمال ان يكون خاصا بالرسول او عاما فهو كثير في القرآن فما هو الارجح ان نجعله خاصا او عاما الارجح ان نجعله عاما ام لانه اشمل اذا جعلناه عاما شمل الرسول صلى الله عليه وسلم وغيره. اذا ممكن ان نقول لاي داعية الان اضرب مثلا للمكذبين بهذه القرية قال اصحاب القرية اذ جاءهم المرسلون قال المؤلف عن طاكية هذي القرية فجعل للعهد العهد الذهني يعني كأنها قرية معروفة مفهومة ولكن هذا القول ظعفه ابن ابن كثير في التفسير وقال ان هذا غير معروف في انطاكيا وانطاكيا ما دمرت ولا اهلك اهلها ولا ينطبق هذا المثل عليها بوجه من الوجوه وعلى هذا فيكون مراد بالقرية بالهو المراد بالقرية هنا قرية غير معينة وتكون ال لايش للجنس يا اخوان للجنس يعني اضرب لهم مثل بقرية غير معينة يكون قال للجنس لا للعهد وهذا هو الصحيح وذلك لان الله عز وجل لو ارى لو كان في بيان هذه القرية بعينها مصلحة نعم لبينها الله عز وجل وليس المقصود كما مر علينا كثيرا تعيين الاشخاص او الاماكن او الازمان ليس فيه كبير فائدة في الغالب المقصود العبرة في القصة وما وقع نعم ولهذا نرى بعض العلماء يتكلفون مثلا فيما اذا جاء اسم رجل في حديث مبهم يتكلفون في طلب تعيينه وليس هذا بلا دين. اللهم الا ان يترتب على تعيينه اختلاف في الحكم او اظهار للمعنى فهذا شيء اخر على كل حال هنا نحن لا يعني لا يعنينا ان نعرف ما هي القضية ومن هم اهلها؟ الذي يعنينا ايش؟ العبرة العبرة بما جرى في هذه القصة اذا الصواب عدم تعيينها بانطاكية اذ جاءها المرسلون الى اخره بدل اشتمال من اصحاب القرية اذ اه بدل اشتمال من اصحاب القرية. فتكون في محل نصح لان اصحاب منصور والبدل يتباع في الاعراب المبدل منه. فيكون اذ جاءه المرسلون في محل نصب على انه بدل من اصحاب القرية قال اذ جاءها اي القرية المرسلون قال المؤلف اي رسل عيسى وهذا القول ليس بصحيح ولا دليل عليه بل جاءها المرسلون الذين من جنس قوله في اول السورة انك لمن المرسلين لمن المرسلين جاءها المرسلون الذين هم من جنس هؤلاء وعلى هذا فهم رسل من عند من عند الله عز وجل وليسوا من قبل عيسى صلى الله عليه وسلم قال في تفصيل هذا هذا المجيء وهذه القصة اذ ارسلنا اليهم اثنين وهذا من من عجائب القول ان نقول اي رسل عيسى مع ان الله يقول اذ ارسلنا ولم يقل اذ ارسل الي عيسى بل قال اذ ارسلنا وعلى هذا فيتعين الخليل ان يكون المراد بالرسل للمصلون هنا ها رسلا من عند الله اذ ارسلنا اليهم اثنين اليهم اي الى اصحاب القرية اثنين من هؤلاء الثلاثة فكذبوهما الى اخره يقول بدل من اذ الاولى وين اذ قالوا له؟ اذ جاءها اذ ارسلن. اذ جاءها هذي بدلا من الصاد واذ ارسلنا بدلا من اذ جاءها لانها في الحقيقة بيان لكيفية هذا المجيء اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما التكذيب رد الخبر ونسبته الى خلاف واقع هذا هو التكفير فهؤلاء كذبوهم وقالوا هذا امر ليس بصحيح ولسهم برسل فماذا كان؟ قال الله تعالى فعززنا بثالث بالتخفيف والتشديد عززنا هذا التشديد عززنا التخفيف والقراءتان سبعيتان يعني المؤلف ذكرهما على حد سواء معنى عززنا قال قوينا الاثنين قوينا الاثنين بثالث يعني لما كذب الاثنان ارسل الله ثالثا معهم لاجل التقوية وهذا كقول موسى عليه الصلاة والسلام لما امره الله لما ارسله الله تعالى الى فرعون قال واجعل لي وزيرا من اهل هارون اخي اشدد به ازري شلون؟ واشركه في امري. طيب اذا زيادة الواحد يقوي وقوي بلا شك ونحن نشاهد حتى في امرنا الواقع اذا كان اذا قال شخص قولا ثم ايده به اخر ازداد قوة ونشاطا بتقرير هذا القول وتثبيته قال فعززنا بتالي فقالوا الظمير يعود على الثلاثة انا اليكم مرسلون انا اليكم مرسلون اتوا بالجملة المؤكدة في ان لان الحال تقتضي ذلك فهم قد كذبوا بالاول وانكروا فجاءت الجملة الثانية مؤكدة لان المقام مقام تكذيب ولكن لو قال قائل لماذا لم تؤكد باكثر من مؤكد قلنا هي اكدت باكثر من مؤكد اكدت بمؤكد واحد لفظي وهو انس واكدت بمؤكد معنوي وهو زيادة الرسول الرسول ولهذا قال قوينا عزازا بثالث. فلما صار اذا صار فيها مؤكدا ولا لا؟ المؤكد الاولى المؤكد الاول الرسول زيادة والمؤكد الثاني ان ولهذا لو قال قائل هل المقام هنا مقام تأكيد على سبيل الاستحسان ولا على سبيل الوجوب قلنا على سبيل الوجوب. فاذا قال القاعدة انه اذا كان على سبيل الوجوب فان التأكيد يتكرر يعني يؤتى بان ان بان واللام ان والقسم ان والقسم اللام يعني يكرر المؤكد قلنا هذا المؤكد مكرر لكنه ها من نوعين تأكيد باللفظ انا اليكم وتأكيد بالمعنى تقويتهم بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون مرسلون من قبل من؟ من قبل الله عز وجل وهم يعلمون ذلك انهم ما ادعوا الرسالة من شخص وانما هي من الله كان جواب هؤلاء جواب غيرهم جواب غيرهم من المكذبين المكذبون يردون اقوال الرسل بنفي واثبات احيانا بنفي واحيانا باثبات ففي النفي يقولون ما انتم الا بشر مثله كما قال الله تعالى لن يأتي النبى والذين من قبلهم قول عن ما كان يعبد اباؤنا يأتون بسلطان مبين. قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم يعني يسلم ان بشر مثلكم ولكن ولكن الله يمن على من يشاء من عباده هذا جواب بالنفي نعم بالنهي يعني انتم بشر لستم ملائكة حتى نقبل احيانا بالاثبات كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون فصاروا احيانا يتهمون الرسل بالسحر والجنون واحيانا بالنفي يقول ما انتم ملائكة حتى تكونوا رسلا الينا ما انتم الا بشر مثلنا اذا ليس ببدء ان يقولها اصحاب هذه القرية لهؤلاء الرسل ما انتم الا بشر مثلنا ثم قالوا فيما وما انزل الرحمن من شيء ان ما انتم الا تكذبون فانكروا الرسالة من حيث جنس الرسول وانه بشر وانكر الرسالة انكار جحود بلا مبرر ما انزل الرحمن من شيء ما الذي يمنع ما ذكروا حجة ان انتم الا تكذبون قوله ما انزل الرحمن من شيء هذه الجملة كما نشاهد نفي ومن شيء نكرة في سياق النفي؟ فتعم ثم هذه النكرة مؤكدة بماذا بمن الزائدة لان قوله من شيء بمعنى شيئا وقوله ان انتم ان هنا بمعنى ما ففي الجملة حصر حصر طريقه النفي والاثبات ان انتم يعني ما انتم الا تكذبون وهذا الحصر والعياذ بالله حصرهم يرونه حقيقة او اضافي السؤال الان هل هو حقيقة او اضافي ما انتم الا تكذبون. ها كيف يعني ما انتم الا تكذبون فيما تدعون من الرسالة ولا يلزمن ان يدعوا انهم كاذبون في كل شيء لكن فيما ذكروا من الرسالة فصار انكار ما مبني على امرين الاول انهم بشر يعني وكأنهم يقولون لو كنتم رسلا لكنتم ملائكة ثانيا النفي الذي لن يبنى على شيء مجرد انكار ومكابرة ما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون وهذا بلا شك من سفههم لان انزال الوحي على الرسل لهداية الخلق امر يوجبه العقل فضلا عن الشرع لان لان العباد لا يمكن ان يتعبدوا لله سبحانه وتعالى الا بشيء شرعه ونصبه لهم دليلا عليه والا فكيف يتأبهن فانزال الله تعالى الوحي للبشر امر يقتضي العقل وجوبه مع انه مع ان الله قد اوجبه على نفسه كما قال تعالى وما علينا ايش؟ الا البلاغ المبين الله اوجب على نفسه ان يبلغ عباده سبحانه وتعالى ما يوصلهم اليه والا لضلوا طيب اذا هذي المكابرة ما ازرق منه شيء هذه المكابرة يكذبها ايش العقل والشر لان العقل يوجب ان ينزل الله على على العباد شريعة يتعبدون به بها له لتوصلهم اليه اذ ان العقل لا يهتدي كيف يعبد الله الشرع اوجب الله على نفسه ان يبلغ عباده شريعته قال الله تعالى وما علينا نسأل الله وما علينا الا البلاغ المبين هذا كلام الرسل لكن قال الله عز وجل ان علينا للهدى وان لنا للاخرة والاولى وقال تعالى في القرآن الكريم ثمان علينا بيانه اذا استدلال البيئات الاولى يعتبر خطأ الاستدلال في قوله ان علينا للهدى حيث اوجب الله على نفسه ان يهدي عباده وهذا هداية البلاغ ولا هداية التوفيق؟ البلاغ. البلاغ. ولو كان هداية التوفيق لاهتدى كل احد طيب قال ما وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون ما هو الكذب والاخبار بخلاف الواقع اذا انتم اخبرتمونا انكم رسل والواقع انكم لستم برسل ماذا قالوا لهم قال الله عز وجل قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون الان اكدوا الرسالة بثلاث مؤكدات بثلاثة مؤكدات الاول ربنا يعلم لان هذا جار مجرى القسم والثاني ان والثالث ان لا لشدة انكارهم فاذا قلنا هذه ثلاثة مؤكدات مع التأكيد الاول وهو زيادة الثالث صار اكد الكلام اكد الرسالة باربعة مؤكدات. طيب قالوا ربنا يعلم انا اليكم. قال المؤلف جار مجرى القسم وزيد التأكيد به وباللام على ما قبله لزيادة الانكار نعم واضح؟ صار اربع مؤكدات. لكن المؤلف لم يعتبر تأكيد آآ الارسال. مع انه بلا شك مؤكد قال انا اليكم من المرسلون نعم لزيادة الانكار في انا اليكم لمرسلون. هذا بيان لزيادة التأكيد في ان ولا وما علينا الا البلاغ المبين التبليغ البين الظاهر بالادلة الواضحة الى اخره هذه حصر حقيقي ولا لا نعم ما عليهم في جانب الرسالة الا البلاغ المبين في جانب الرسالة فقولنا في جانب الرسالة يقتضي ان يكون حصرا اضافيا لان عليهم سوى البلاغ ان يقوموا بعبادة الله الخاصة التي هي غير التبليغ لكن بجانب الرسالة ما عليهن الا البلاغ المبين. قال المؤلف البين يعني كلمة بلاغ بمعنى تبليغ فهي فهي اسم مصدر من بلغ يبلغه كما يقال كلم يكلم المصدر. واسم المصدر كلام. بلغ يبلغ تبليغا هذا المصدر واسم المصدر بلاغ اما قولها اما تفسير المبين بالبين فهذا قد يقال ان فيه نظرا لان الظاهر ان المبين هنا بمعنى المظهر يعني البلاغ المظهر لحقيقة الامر الواقف. وهو اننا رسل من عند الله. وسبق لنا اننا اذا فسرنا المبين في المظهر على وجه صحيح صار متظمنا لكونه بينا. لكونه بينا. اذ لا يكن شيء مبينا الا وهو بين في نفسه. اما قوله رحمه الله البلاغ التبليغ البين الظاهر بالادلة ان الادلة الواضحة قال وهي ابراء الاكمة والابرأ والمريض واحياء الموتى هذا ليس ليس بصحيح لان هذا مبني على انهم رسل عيسى والامر ليس كذلك لكن عليهم التبليغ البين بالرسالة قال الله تعالى واضرب لهم مثلا اصحاب القرية اذ جاءها المرسلون الى اخره في هذه الاية فوائد كثيرة منها في هذه الاية وما بعدها في القصة كلها فوائد كثيرة منها بيان ضرب الامثال ليعتبر بها لقوله واضرب لهم مثلا والخطاب كما سبق اما للرسول صلى الله عليه وسلم او لكل من يتأتى خطابه ومن فوائدها ان العبرة بما فيه العبرة في ضرب الامثال وانه ليس من الضروري ان يعين المثل المغرور فهنا قال اضرب لهم مثلا اصحاب القرية ولم يعين القرية ولم يعين اولئك الاصحاب باعيانهم لانه ليس هذا محل عبرة. العبرة انما هو في القصة كلها ومن فوائد الاية الكريمة بيان ان الله عز وجل لن يدع الخلق بلا رسل كقوله اذ جاءها المرسلون اذا ارسلنا ومن فوائدها ايضا بيان رحمة الله عز وجل في تعزيز الرسالة بالصيغة والعدد لانه قال اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوهما فعزى الزين بثالث فقالوا انا اليكم مرسلون. فهنا التعزيز بالثالث تقوية فعلية والتأكيد بان تقوية لفظية تقوية لفظية ومن فوائد الاية الكريمة جواز تعدد الرسل مع اتحاد مرسل اليه لان الله ارسل الى هذه القرية اثنين ثم عززهما بثالث ومن فوائدها ايضا ان الذين يكذبون الرسل ليس عندهم الا المكابرة وليس عنده حجة عقلية او نقلية. لقولهم قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وما انزل الرحمن من شيء ان انتم الا تكذبون كل هذه الجمل الثلاث كل هذه الجمل الثلاث ليس فيها اي حجة تسوغ تكذب هؤلاء الرسل لان لانك اذا رأيت هذه الحجج الثلاثة والشبه الاولى انهم ردوهم لانهم بشر مثلهم وقد سبق في التفسير بيان الرد عليها وانه لا يمكن ان يرسل للبشر الا بشر مثلهم. حتى لو انزل اليهم ملائكة فان الملائكة لابد ان يكونوا على صورة البشر وحينئذ تعود الشبهة والثانية ما انزل الرحمن من شيء هذا نفي مجرد بدون ذكر حجة. حجة وليس هذا بدليل للخصم اطلاقا لان نفي نفي قول الخصم بدون حجة ما هو الا مكرر وكذلك قوله ان انتم الا تكذبون ومن فوائد الاية الكريمة بيان ان المعاندين للرسل ليس عندهم الا المكابرة المحضة لقولهم ما انزل الرحمن من شيء وقولهم ان انتم الا تكذبون طيب هل نستفاد من الاية الكريمة ان الله لا يرسل الا بشرا او لا؟ نعم ها؟ ما يستفاد لكن يستفاد ان حكمة الله عز وجل تقتضي ان يرسل الى البشر بشر مثلهم ومن فوائد الاية الكريمة جواز التأكيد بما يشبه القسم كقولهم قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون وهل هذا اقوى من التأكيد بالقسم او القسم او التوكيد بالقسم اقوى الظاهر ان هذا اقوى من التوكيد بالقسم لانهم اذا قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمنصرون وان لم يكونوا مرسلين تلزم قولهم هذا وصف الله بالجهل والعجز والقصور لانهم اذا قالوا ان ربنا يعلم انا اليكم لمصرون ولم يكن مرسلين معناه ان الله علم الامر اغاني من حال على خلاف ايش؟ ما كانت عليه على خلاف ما كانت عليه اذا فرظنا ان الله يعلم انهم مرسلون وهم غير مرسلين في الواقع لزم من ذلك ان يكون الله ان يكون الله جاهلا بحالهم وان يكون الله تعالى عاجزا عن الالتقام منه وبيان كذبه لانهم سيقولون انا مرسلون يأخذون بمقتضى هذه الرسالة والله تعالى يعلم انهم غير مرسلين وهذا يستلزم الجهل اذا فالتأكيد بمثل هذا اشد من التأكيد والقسم لما يترتب عليه من اللوازم الخطيرة ولهذا قال العلماء لو قال قائل الله يعلم اني ما فعلت كذا وهو فاعل قالوا ان هذا يقتضي الكفر اذا كان يعلم ما معنى ما يقول وما يلزم من قوله ووجه ذلك ما اشرنا اليه انفا من كونه يستلزم ان يكون الله ايش؟ جاهلا وعاجزا ومن فوائد الاية الكريمة جواز التأكيد بعدة مؤكدات في جانب المنكر بل قد نقول ان التأكيد واجب واجب الا لفائدة لقولهم هنا يأ قالوا ربنا يعلم انا اليكم لمرسلون. وقد سبق ان الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات ومن فوائد الاية الكريمة ان الرسل عليهم الصلاة والسلام ليس عليهم هداية الخلق وانما عليهم ابلاغ الرسالة فقط لقولهم وما علينا الا البلاغ المبين ومن فوائدها ايضا انه يلزم الرسل ان يكون بلاغهم مبينا مظهر للامر على حقيقته ويتفرغ على ذلك انه لا ابهام في الشرائع وان الشرائع كلها واضحة فان جاء ابهام في نص فهو مبين وموضح في نص اخر وان بقي الابهام قائما العلة في فهم المخاطب اما لقصوره واما لتقصيره اما ما جاءت به الرسل فانه يحصل به البلاغ المبين المظهر لكل ما يحتاج ما تحتاج اليه الرسالة. لقوله وما علينا الا البلاغ المبين