اعوذ بالله من الشيطان الرجيم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم. قالوا طاء طائركم معكم ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون. ومن فوائد الاية الكريمة ان المكذبين للرسل الذين يكرهون ما جاءوا به يتطيرون بهم لقوله قالوا انا تطيرنا بك وهذا التطير قد يكون له اصل وقد لا يكون له اصل قد يكون له اصل وذلك فيما اذا عوقبوا بمخالفة الرسل فيجعلون تلك تلك العقوبة يجعلونها من شؤم هؤلاء الرسل كأنهم يقولون لولا انكم اتيتم الينا ما حصلت لنا هذه العقوبة وقد يكون هذا التطير لا اصل له وانما هو دعوة مجردة من هؤلاء المكذبين وهم قد يتطيرون بمعنى انهم انه يحد من حرياتهم فيما تواهم انفسهم فيكون هذا هذا شؤم وتضييق مثل ان الرسل عليهم الصلاة والسلام ينهونهم عن عبادة الاصنام وهم يهوون عبادة الاصنام فيجعلون هذا التضييق عليهم بزعمهم يجعلونه شؤما فيتطيرون بالرسل والحاصل ان التطير الرسل له ثلاث حالات تطير بحد الشريعة من ايش؟ من اهوالنا وشهواتهم فيقولون هذا تضييق علينا وهو شؤم الفزع ثانيا تغير بما يصيبهم من ماشي من العقوبات بالمخالفة فيقولون هذا شؤم والثالث دعوة مجردة لا اصل لها فيقولون انا تطيرنا بكم بمجرد التشويه لما جاءت به الرسل ومن فوائدها قال الله تعالى قالوا انا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم قالوا انا تطيرنا اي تشاءمنا واصل تطير مأخوذ من الطير لان الناس يتشائمون بالطيور او يتفائلون بها فيوصلون الطيور فان اتجهت الى اليمين او اليسار او الامام او الخلف او عادته ذهبت ولم تعد تشاءموا او تفاءلوا على اختلاف بينهم فيما يكون التشائم او فيما يكون التفاؤل ثم تعدى الامر الى ان تكون الطيرة في كل شيء في كل شيء وهي التشاؤم بمرئي او مسموع او زمان او مكان هذي الطيرة تشاؤم بمرئية او مسموع او زمان او مكان طيب هؤلاء الذين قالوا للرسل ما بكم تطير تطيروا بماذا بمسموع او مرئي او زمان او مكان. بمسموع او ماضي فتطيروا به. اي تشاءموا قال بكم لانقطاع المطر عنا بسببكم وهذا احد الوجوه الثلاثة التي اشرنا اليها انفا بانهم يتطيرون بهم بسبب العقوبة التي تحل بهم لمخالفتهم وجه اخر يتطيرون بهم بسبب الحد من بلوغ مأربهم في شهواتهم في عباداتهم ومعاملاتهم ومأكولهم ومشروبهم فيقول انت ضيقت علينا مثلا حرمت علينا الخمر حرمت عليه الميتة ضيقت علينا بالعبادة خصصتها بواحد وما اشبه ذلك هذا في زعمهم تطير الوجه الثالث تطير المدعى الذي ليس له اصل يقولون ذلك تنفيرا تنفيرا للناس عن متابعتهم قال وقوله بسبب انقطاع المطر عنا بسببكم يحتمل ان هذا هو السبب يحتمل انه ما حل بهم من العقوبات الاخرى. التي من جملتها ما عاقب الله به ال فرعون ارسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص من الاموال والانفس والثمرات كم تسع عقوبات طيب يمكن عقوبات اخرى غير هذه ايضا قال لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم مؤلم فان لم تنتهوا عن اي شيء عن دعوتنا الى اتباعكم وترك ما كنا عليه وقوله لنرجمنكم الجملة هذه جواب القسم وليس الجواب الشرط لانها قرنت باللام قنت بالله واكدت بان بنون التوكيد وهذا يدل على انها جواب القسم لا جواب الشرط والى هذا اشار ابن مالك رحمه الله في الالفية حيث قال واحذف لدى اجتماع شرط وقسم جواب ما اخرت فهو ملتزم قال لنرجمنكم الرجم هو الرمي بالحجارة هذا الرجل ومنه رجل الزاني المحصن ايامه بالحجارة حتى يموت وليمسنكم منا عذاب اليم ليمسنكم ليصيبنكم ومس كل شيء بحسبه فمس الانسان للانسان له معنى ومس العقوبات والمصائب له معنى المراد بان السنة هنا الاصابة وقوله عذاب اليم العذاب هو ما يحصل لهؤلاء الرسل من هؤلاء المكذبين المعتدين من الظرب وشبه ومنه الحبس ايضا فانه عذاب واليم بمعنى مؤلم فهو فعيل بمعنى مفعل ومنه قول الشاعر ام الريحان في الداعي السميع تؤرقني واصحابي فجور ام الريحانة الداعي السميع بمعنى المسمع لا بمعنى السامع يؤرقني واصحابي فجور فعليه بمعنى مؤلم لا بمعنى الم طيب قوله ولا يمسنكم هل هذا على سبيل التنوير او على سبيل الجمع يعني انهم يرجمونهم ويعذبونهم قبل الرجم او انه على سبيل التنويع وان الواو بمعنى او فاذا نرجمنكم حتى تموتوا او لامسنكم منا عذاب اليم دون الرجم يحتمل تحتمل معنيين الاية تحتمل معنيين فان جعلناها للجمع فانها ليست على سبيل الترتيب لان الرجم هنا سابغ في الذكر لاحق بالواقع لان العذاب الاليم قبل قبل الرجب اذ ان الرجم لا عذاب بعده فيكون فيها تقديم تأخير واما اذا جعلنا الواو بمعنى او بالتقسيم فيكون فيكون المعنى انهم توعدوهم باحد امرين اما الرجم واما العذاب المؤلم الشديد وقولهم وقالوا طائركم معكم قالوا الظمير يعود على الرسل يخاطبون من يخاطبون اصحاب القرية الذين كذبوهم طائركم معكم اي شؤمكم ملازم لكم وذلك بسبب كفرهم فهم الشؤم على انفسهم وليس الشؤم من الرسل بل من هؤلاء ولو شاءوا لامنوا فزال عنهم ما حل بهم من العذاب والنقص قالوا طائركم معكم اان ذكرتم همزة استفهام دخلت على ان الشرطية وفي همزتها التحقيق والتسهيل وادخال الف بينهما لوجهيها يعني التحقيق والتسيل وبين الاخرى سبق مثل هذا وان وان فيها خمس قراءات او اربع قراءات التحقيق والتسليم تحقيق التسليم فيقال ائن هذا تحقيق تسهيل اين؟ اين؟ مات بين الهمزة ادخال الف بينهما بوجهيها يعني وعدم الادخار ادخال عليه بالتحقيق تقول ذكرت بالتسهيل اين هذا وبين الاخرى يعني التي هي همزة ان والقراءات كلها سبعية وقوله ائن ذكرتم وعظتم وخوفتم وجواب الشرط محذوف اي تطيرتم وكفرتم الى اخره قوله ائن ذكرتم لا لا شك انها حرف شرط والشرط يحتاج الى فعل الشرط والى جواب الشرط اما فعل الشرط فمذكور وهو قوله ائن ذكرتم وهو قوله ذكرتم وهو قوله ذكرتم اما جوابه فمحذوف فما تقديره يقول المؤلف رحمه الله تطيرتم وقال تطيرتم وكفرتم ولننظر الان ماذا حصل ماذا حصل من التذكير لنعرف جواب الشرط قالوا انا تطيرنا بك لان لم تنتهوا لنرجمنكم فالذي توعد فالذي حصل منهم انهم تطيروا وانهم توعدوا لماذا؟ بالرجم والعذاب الاليم فيكون الجواب مطابقا للمذكور اي ائن ذكرتم تطيرتم وتوعدتم بالرجم والعذاب الاليم اما الكفر فقد سبق قال وهو محل الاستفهام والمراد به التوبيخ وهو اي جواب الشرط المحذوف محل الاستفهام يعني هو الذي ينصب عليه الاستفهام لا لا التذكير لان التذكير ثابت وليس فيه انكار انما الانكار والتوبيخ بماذا بالتطير بهم واعتدائهم على الرسل فهو محل الاستفهام الذي يراد به ايش؟ التوبيخ يعني ان الرسل عليهم الصلاة والسلام وبخوهم وقالوا اتتشائمون وتوعدون لاننا ذكرناكم فهذا هو محل الاستفهام. وانما نص المؤلف على ذلك لانه قد يظن الظان ان محل الاستفهام هي الجملة الموالية لاداة الاستفهام وهي قوله ها اين ذكرتم؟ نعم ان ذكرتم والواقع ان محل الاستفهام هو جواب الشرط لا الشرط المذكور وهو اي الاستفهام للتوبيخ بل انتم قوم مسرفون هذا اظراب انتقال ولا ولا ابطال؟ انتقال هذا اضراب انتقال يعني انتقلوا من الانكار عليهم بكونهم يكذبون الرسل ويتوعدونهم ويتطيرون بهم الى وصفهم الحقيقي وهو انهم قوم مسرفون والاظراب يكون للابطال ويكون الانتقال فاذا قلت جاء زيد بل عمرو فهذا اظراب ابطال واذا قلت زيد في شك بل هو منكر فهذا ابطال الانتقال ومنه قوله تعالى بل ادارك علمهم في الاخرة بل هم في شك منها بل هم منها عموم. ومنه هذه الايات الكريمة ائن ذكرتم بل انتم قوم مسرفون وقوله مسرفون اي متجاوزون للحد ووجه التجاوز اولا انهم كذبوا الرسل بلا بينة وبلاد دليل لانهم اعتمدوا على اي شيء على امر ليس حجة لهم. قالوا ما انتم الا بشر مثلنا وقالوا ما انزل الرحمن من شيء وقالوا ان انتم الا تكذبون هذا اسراف مجاوز الحد. ثانيا انهم تطيروا بالرسل وحقيقة الامر ان الرسل عليهم الصلاة والسلام محل تفاؤل لان في اتباعهم الخير ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون وهؤلاء تطيروا بالرسل وليسوا محلا للتطير بهم ثالثا انهم توعدوا الرسل بالعدوان عليهم اذا لم ينتهوا عن دعوتهم الى الله تعالى وابلاغهم رسالته كقوله لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب اليم. اذا وجه الاسراف كم من وجه؟ ها نعم. نعم. كل هذا من الاسراف ومن العدوان. وجه ذلك انه لا يجوز للانسان عقلا ان رد شيئا بلا بينة مع ان هؤلاء الرسل لا شك انهم اتوا باية تدل على صدقه ما بعث الله رسولا الا اعطاه ما على مثله يؤمن البشر فهذا عدوان. العدوان الثاني تطيرهم بالرسل والحقيقة ان التطير من اعمالهم هم لان الرسل قالوا وصدقوا فيما قالوا قالوا طائركم نعم فدواهم فتطيرهم بالرسل قلب للحقيقة لان حقيقة الامر ان التطير من هؤلاء. الوجه الثالث للاسراف ومجاورة الحد انهم ايش؟ توعدوا فان لم تنتهوا لنرشمنكم ولا يمسنكم منا عذاب اليم قوله تعالى قوله انا تطيرنا بكم يستفاد منها ان هؤلاء المكذبين تشاءموا بالرسل تشاءموا بهم لان هذه دعوة باطلة يدعيها كل مكذب للرسل ففيها ان المكذبين للرسل يدعون عليهم ما لم يكن منهم تشويها وتنفيرا ويستفاد منها ايضا عدوان هؤلاء المكذبين حيث توعد الرسل اذا لم ينتهوا عن الدعوة الى الله بالرجم المؤدي الى الهلاك او بالعذاب الاليم ان لم يرجموه وهذا فيه غاية العدوان بيان عدوان المكذبين للرسل لانهم قالوا لان لم تنتهوا ايش؟ لنرجمنكم ولا يمسنكم منا عذاب اليم وهذا من العدوان العظيم على عباد الله فهؤلاء القوم عن الرسل حالهم كما قال مؤمن ال فرعون اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله؟ وقد جاءكم بالبينات من ربكم فان يك كاذبا فعليه كذب وان يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم فهؤلاء المكذبين الرسل الذين يتهددونهم بالقتل والرجم والعذاب الاليم هؤلاء من اشد الناس عدوانا لانهم اعتدوا على الحق وعلى حامل الحق ومن فوائدها ان ان الانسان شؤمه بعمله وليس بدعوته الى الحق لقوله قالوا طائركم معكم. ومن فوائدها ان الذنوب والتكذيب للرسل يكون سببا للمحن والبلاء كقوله فقالوا طائركم معهم وهذا هو سنة الله عز وجل في جميع المكذبين للرسل ان الله تعالى يبتليهم بالعقوبات لعلهم يرجعون ومن فوائد الاية الكريمة الانكار الانكار على من ذكر فاعرض بقوله اان ذكرتم ومن فوائدها جواز حذف ما علم بالسياق ولا يعد هذا نقصا في الكلام وبلاغته لان جواب الشرط هنا محذوف للدلالة عليه. وربما يكون الحذف ابلغ ومن فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء القوم ومن فوائد هذه الاية الكريمة ان هؤلاء القوم كانوا مسرفين على انفسهم متجاوزين الحد لقوله بل انتم قوم مسرفون وسبق بيان معنى او بيان وجه اسراف هؤلاء وتجاوزهم للحد