اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اني امنت بربكم فاسمعون. قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين. اني اذا في ضلال مبين اني امنت بربكم فاسمعوا اني اذا الجملة هذه مؤكدة بان لان المقام يقترض التوكيد وقوله اذا اي ان عبدت غير الله لقوله وماليا لا اعبد الذي فطرني ويجوز ان نقدر ان اتخذت من دونه الهة بقوله ااتخذ من دونه الهة واذا هنا ظرف تدل على الحال واذا ظرف تدل على المستقبل. واذ ظروفك تدل على الماضي فهذه الثلاثة تقاسمت الزمان اذا للحال واذا المستقبل واذ في الماضي وتأتي الى غير ذلك اذ كما كما تأتي للتعليل مثلا اني اذا لفي ضلال مبين اللام هنا للتوكيد فالجملة مؤكدة بمؤكدين يعني ان اتخذت معه الهة او عبدت غيره لفي ضلال مبين قال المؤلف سيء والضلال هو ان يأتيه الانسان عن جادة في الصواب ثم ان كان عن علم كان طريقه طريق المغضوب عليه وان كان عن جهل كان طريقه طريق الضالين وقد ذكر الله تعالى هذا في سورة الفاتحة فقال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين المغضوب عليهم هم الذين جانبوا الصواب عن علم والضالون هم الذين جنبوه عن غير علم والمهتدون الذين انعم الله عليهم هم الذين عملوا بالصواب عن علم ووجه كونه ضلالا مبينا اي اتخاذ الهة من دون الله انه حيدة عن الواجب شرعا وعقلا الواجب شرعا ان لا نتخذ الها مع الله كما جاءت به جميع الرسل والواجب عقلا الا نتخذ الالهة مع الله لان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الانسان وفطره وهو الذي بيده النفع والضرر فكيف نتخذ معه الهة؟ لم تخلق ولا تنفع ولا تضر اني امنت بربكم فاسمعوه اعلن رحمه الله انه امن بالله عز وجل وقال امنت بربكم وهناك قال ومالي لا اعبد الذي فطرني اشارة الى انه ليس ربا له وحده بل هو رب للجميع اني امنت بربكم والايمان بالله عز وجل يتضمن الايمان بامور ارباح الايمان بوجوده والايمان بربوبيته وهنا صرح به في قوله امنت بربكم فاثبات الربوبية اثبات للوجود والثالث الايمان بوحدانية بالوهيته والرابع الايمان باسمائه وصفاته اي انه متفرد بالربوبية والالوهية والاسماء والصفات وقوله امنت مر علينا كثيرا ان الايمان في اللغة التصديق عند كثير من المحسنين الذين يفسرون الايمان وقيل ان معناه ان معناه الاقرار والاعتراف فهو فهو اخص من التصديق قال فاسمعوه الف هذه عاطفة على قوله امنت بربكم او على الجملة كلها وقوله اسمعون اي اسمعوا قولي وهذا اعلان منه رحمه الله بايمانهم مراغمة لقومه واقامة للحجة عليه ولهذا لما اعلن هذا الاعلان قتلوه ولهذا قال المؤلف فرجموه فمات قيل له عند موته ادخل الجنة وقيل دخلها حيا لما اعلن هذا الاعلان وراغمهم ولم يأبه بهم ولم يهمه والظاهر والله اعلم انهم توعدوه حينئذ رجموا فقتلوا فقيل له بعد موته ادخل الجنة الامر هنا للتكريم والجنة هي الدار التي اعدها الله سبحانه وتعالى لاولياءه فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وقوله ادخل الجنة بعد موته لان الانسان يعذب في قبره او ينعم فان كان من اهل الخير فانه ينعم وان كان من اهل الشر فانه يعذب قال يا ليت قومي يعلمون لما قيل له ادخل الجنة وهذا الامر كما قلت امر اكرام قال يا ليت قومي يعلمون المؤلف يقول او المفسر يقول حرف تنبيه يعني وليست حرف نداء لانها دخلت على حرف ويا التي للنداء لا تدخل الا على اسم فاذا دخلت على ما لا يصح دخولها عليه فانها لا تكون للنداء وقد مر علينا في علامات الاسم ان من علاماته ايش؟ النداء ان من دخولها النداء عليه فاذا دخلت ياء النداء على غير اسم فان هذا للتنبيه سواء دخلت على حرف مثل يا ليت قومي يعلمون او دخلت على فعل واكثر ما تردنا تعالى على فعل الامر فانها تكون للتنبيه ويجوز ان تكون حرف نداء والمنادى محذوف ويقدر بحسب السياق فمثل هذه هذه الاية نقدره فنقول يا ربي ليت قومي يعلمون بما غفر لي لربي فصار في اعرابها وجهان احدهما انها للتنبيه والثاني انها للنداء والمنادى محذوف ويقدر بحسب ما يقتضيه السياق. وقول ليت قومي يعلمون بما غفر لربك ليت هنا للتمني ولعل للترجي والفرق بينهما ان التمني يكون فيما فيه تعذر والترجي يكون فيما يقرب حصوله الحصول وما كان بين ذلك فتارة تستعمل فيه ليت وتارة تستعمل فيه لعلك ها فالاحوال ثلاث ما قرب حصوله تستعمل فيه لعل وما امتنع ليت وما كان بين ذلك فاحيانا لعل واحيانا ليت بحسب قربه من التعذر او من القرب قال يا ليت قومي يعلمون يعلمون ما حصل له ولهذا قال بما غفر لي ربي بغفرانه وجعلني من المكرمين بما غفر لي ربي هنا متعلقة بما يعلمون والعلم هنا بمعنى المعرفة فلا تتعدى الا الى مفعول واحد وما مصدرية كما حله المفسر واولها الى مصدر قال بغفرانه وهنا ينبغي ان نتذكر معاني فمن الذي يذكرها لنا نعم يا خالد ويحافظ على بيته سليم من الشعر شرق الوصم بعد بنكرها بكف ونفي زينة عظيم ومهدى. تعظيم مصدر تمام صار معانيها عشرة ستفهم يعني الاستفهام شرط الوصل فاعجب تعجبية لنكره نكرة بكف كافة ونفي نافية زيد زائدة تعظيم للتعظيم مصدر مصدرية فهنا هي من القسم الاخير او المعنى الاخير مصدرية وعلامة المصدرية التي تسبق وما بعدها او يسبق ما بعدها بمصدر يحول الى مصدر وقوله بما غفر لي ربي تقدم لنا ان المغفرة هي ستر الذنب والتجاوز عنه لانها مأخوذة من المغفر والمغفر فيه معنيان او فيه شيئان احدهما الستر لانه يستر الرأس. والثاني الوقاية لان الانسان يضع على رأسه المغفر في القتال ليتقي به الصيام وليست المغفرة بمعنى الستر فقط ثم قال بما غفر لي ربي فاضاف الربوبية اليه وهي من الربوبية الخاصة لان الربوبية نوعان ربوبية عامة وربوبية خاصة الربوبية العامة هي الشاملة لجميع الخلق التي مقتضاها التدبير والتصرف في الخلق كما تقتضيه حكمته والخاصة هي التي يكون فيها عناية عناية بهذا المرجو فربوبية الله سبحانه وتعالى لرسله واولياءه وقد اجتمع القسمان او النوعان في قول السحرة قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون الاولى عامة والثانية خاصة ويقابل ذلك العبودية انها عامة وخاصة فالعامة كقوله تعالى ان كل من في السماوات والارض الا في الرحمن عبدا والخاصة كقوله وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا والخاصة فيها اخص وهي عبودية الله تعالى للرسل في قوله تعالى تبارك الذي نزل الفرقان على عبده قال بما غفر لي ربي هنا الربوية خاصة ولا لا خاصة وجعلني من المكرمين نعم جعلني من المكرمين لدخوله الجنة لان دخول الجنة اكرام للانسان حرام من قبل الله واكرام من قبل الملائكة فان الملائكة يدخلون عليه من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم اي نعم عقبى الدار اكرام من جهة البلدان المخلدون الذين هم خدم لاهل الجنة اكرام من جهة الزوجات التي هن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان اكرام من جهة بعضهم لبعض فانهم اخوان على سرر متقابلين قد نزع الله ما في صدورهم من غل ومثل هذا لا بد ان يكون فيه اكرام من بعضهم لبعض فاهل الجنة مكرمون ومنهم هذا الرجل المؤمن الناصح المخلص فانه مكرم بدخول الجنة قال الله عز وجل لما ذكر المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون ختم هذه الصفات بقوله اولئك في جنات مكرمون ولهذا قال هنا وجعلني من المكرمين نأخذ فوائد هذه الايات لاننا اظن اننا اتفقنا على ان نأخذ فائدة كل اية. طيب قال الله تعالى اني اذا لفي ضلال مبين في هذه الاية الكريمة بيان ان من اعظم من ابين الضلال واشد فتيها ان يتخذ الانسان مع الله الهة كقوله اني اذا لفي ضرر مبين ومنها انه ينبغي التأكيد اذا كان المخاطب منكرا او حاله حال منكر لانه يخاطب من يخاطب قومه الذين اتخذوا مع الله الهة ويقول اني ان اتخذت الهة مع الله لفي ضلال مبين. ولهذا اكد الجملة بكم بمؤكدين ان واللام وربما يؤخذ من الاية الكريمة ان كل من ظل عن الحق او كل من خالف الحق اصابه من الضلال بقدر ما اصاب بقدر ما خالف الحق لقوله لفي ضلال مبين فيفيد ان الظلال قد يكون خفيا وقد يكون بينا. واضحا ومن فوائد الاية الكريمة كمال نصح هذا الرجل لانه قرر وحدانية الله عز وجل لعدة امور منها ما سبق في قوله وما لي لا ارض الذي فطرني ومنها التحذير من الشرك به لكون المشرك في ضلال مبين وهكذا ينبغي للداعية الى الله عز وجل اذا دعا الى الحق ان يذكر ما في ما في لزومه من الفضائل وان يذكر ما في مخالفته من الظلال والسوء حتى يجمع بين الترغيب والترهيب ومن فوائد الاية الكريمة ان عكس من اتخذ اله مع الله عليها وكان في ضلال مبين ان من وحد الله فهو على هدى مبين بين واضح لانه اصاب الفطرة واصاب ما جاءت به الرسل ثم قال اني امنت بربكم فاسمعوه يستفاد من هذه الاية فضيلة هذا الرجل باعلانه الايمان بالله عز وجل وكل انسان يؤمن يعلن ايمانه بالله فان ذلك له مزية وفضيلة قال الله تعالى ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين. اعلم بانه من المسلمين ولم يخفف يخف احدا سوى الله ومنها قوة شخصية هذا الرجل حيث اعلن امام هؤلاء القوم انه امن وامن بربه الذي يستلزم ان يكونوا مخلصين له في العبادة اذا كان ربا لهم كانه اقام الحجة عليهم بذلك فاذا كان الله ربكم فالواجب ان توحدوه ولا تتخذوا معه الهة وهذا يدل على قوة شخصيته زد على ذلك انه تحداهم فقال فاسمعوا فانا لا ابالي منكم لا ابالي بكم اسمعوا اني امنت بربكم الذي يجب ان توحدوه لانه رب لانه رب ومن فوائد الاية الكريمة بيان ربوبية الله تعالى العامة حيث يقال بربكم مع كونهم مشركين كفارا وهذا من الربوبية العامة ثم قال قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون يستفاد من هذه الايات الكريمة اثبات نعيم القبر لقوله طيلة ادخل الجنة ويدل لذلك ايات من القرآن مثل قوله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة توفاهم الملائكة طيبين الطيبين هذي حال من الهاء يقولون حال من الملائكة يعني حال كون الملائكة يقولون عند توفيهم ادخلوا الجنة فيستفاد منه من هذه الاية اثبات نعيم القبر في اية اخرى يا حجاج ما هي ذات نعيم القبر من هذا امر القرآن من الف لام ميم ذلك الكتاب الى بل من الفاتحة الى قل اعوذ برب الناس نعم جميعا ما هي دليل نعم مفهوم مخالف ها لا فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون الى قوله فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم فهنا قال فلولا اذا بلغت حين الموت ثم قال فاما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنتان ومنها هذه الاية قيل ادخل الجنة لان هذا قيل ادخل الجنة ولم تقم الساعة الان فهو دليل على ان الميت ينعم في قبره كأنما دخل الجنة لانه يلبس من الجنة ويفرش من الجنة ويفتح له باب الى الجنة ويأتيه من روحها ونعيمها فكأنه دخلها ها لا لا فاما ان كان المقربين حين حين تبلغ الروح الحقوق الان يعني طيب قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي طيفي اثبات نعيم ايش؟ القبر لقوله قيل ادخل الجنة مع ان الساعة لم تقم بعد ولم يدخل الناس الجنة طيب ومن فوائدها ان هذا الرجل كان ناصحا في حياته وبعد مماته ففي حياته دعا قومه الى توحيد الله عز وجل كما مر علينا وبعد مماته تمنى ان قومه يعلمون بما غفر بغفران الله له من اجل ليش؟ ان نؤمن ويتبعوا الرسل وهذا دليل على ان المؤمن لا تلقاه الا ناصحا حتى بعد موته يكون ناصحا فهذا الرجل تمنى ان قومه يعلمون بما غفر الله له لعلهم يرجعون فيؤمنوا فيؤمنون كما امن ومن فوائد الاية الكريمة اثبات وجود الجنة وقد دل على ذلك ايات واحاديث كثيرة مثل قوله تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين والاعداد بمعنى التهيئة والنصوص في هذا كثيرة وقد عرضت الجنة والنار على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي صلاة الكسوف. طيب وهل تبقى الجنة ابدا الجواب نعم وهذا متفق عليه بين اهل السنة النار موجودة الان وهو متفق عليه ايضا بين اهل السنة وهل تفنى الصحيح المقطوع به انها لا تفعل لان الايات صريحة في ذلك فقد ذكر الله تعالى تعبيد الخلود فيها بثلاث ايات من كتابه ما هي عبد الوهاب تأبيد الخلود في النار ذكره الله في ثلاث ايات من القرآن نعم النساء والاحزاب كسرة الاحزاب النساء والاحزاب والجن طيب في سورة النساء فهد ها ما ما تذكرها نعمة ها طيب فليأتي بطريقة ان الذين كفروا وظلموا لم يكن له ليغفر لهم ولا لديهم طريقا الا طريق جهنم وخالدين فيها ابدا. نعم. في سورة الاحزاب ها لا لا هذه في البقرة ولا هي الله على التابعين ان الله لعن الكافرين واعد لهم صغيرا خالدين فيها ابدا لا يجدون وليا ولا نصيرا الاية الثالثة في سورة الجن خالد نار جهنم خالدين فيها ابدا فهذه ثلاث ايات صريحة في تأبيد اهل النار فيها نعم لا ما يدري عنها يعني ما داموا فيها نعم طيب المهم التصليح بالتأبين ومع ذلك مع التصريح بالتأبين ذكر عن بعض السلف انهم كانوا يقولون لانها تفنى ولكن هذا القول لا شك مهما مهما قاله من قاله فان قوله مردود عليه طيب ومن فوائد الاية الكريمة منة الله عز وجل على من امن بالمغفرة والاكرام فيتفرع على هذه الفائدة ان الايمان سبب للمغفرة وسبب لاكرام الله تعالى العبد ومن فوائدها انه لا يتم النعيم الا بزوال المكروه ويستفاد هذا من قوله بما غفر لي ربي ومنها ايضا ما اشار اليه بعض الادباء ان التخلية قبل التحلية كيف هذا لقوله ما غفر لي ربي وهذا تخفية وازالة وجعلني من المكرمين هذا تحلية ولهذا لو اردت ان تحل امرأة تنظفها اولا ثم تلبسها الحلي لو البسها الحولي وهي غير نظيفة نعم ما يليق ولا ولا تجد جمالا في فيها اي نعم طيب اذا يستفاد منه ان المغفرة تسبق الاكرام والرحمة ويدل لهذه القاعدة التتبع فان الغالب ان الله عز وجل اذا قرن بين الاسمين الغفور الرحيم يقدم الغفور على الرحيم طيب يقول ما غفر لي ربي ومن فوائد الاتي ايضا اثبات الربوبية الخاصة لقوله ربي فهذه من الربوية الخاصة ومن فوائدها ان الاكرام اكرام الله عز وجل لا يختص بهذا الرجل بل هناك عالم يكرمهم الله لقوله وجعلني من المكرمين ففيه حث على ان على ان يفعل الانسان كفعله لينال ما ناله ولم يقل بما غفر لي ربي واكرمني بل قال وجعلني من المكرمين ليبين ان الاكرام ليس خاصا به بالاكرام موجود لكل من قام بعمل كعمله