اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من جند من السماء وما كنا منزلين. ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون ثم قال تعالى وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين وما انزلنا ما نافية وقوله على قوم قال المؤلف اي حبيب بناء على ان اسمه حبيب وقد سبق ان اسمه لا يهمه. المهم القصة على قومه من بعده اي من بعد ان هلك ومات على ايديهم من جند من السماء من هذه زائدة لانها لو حذفت استقام الكلام بدونه. لو قال وما انزلنا على قومه جندا من السماء يستقيم الكلام وقوله من جند من السماء اي ملائكة فان الملائكة جنود الله عز وجل قال الله تعالى وما يعلم جنود ربك الا هو وقال تعالى وان جندنا لهم الغالبون فالجند الملائكة لكن قال لاهلاكهم وما كنا منزلين ملائكة لاهلاك احد فلم تنزل ملائكة لاهلاك احد وقيل ما كنا منزلين لاهلاك هؤلاء لانهم اقلوا واحقر من ان يبعث الله ملائكة من السماء تهلكهم وهذا هو العقرب فيكون النفي هنا خاصا بمن بهؤلاء القوم لان الله انزل ملائكة في بدر وانزل ملائكة في غزوة حنين فانزل الله تعالى الجنود وكذلك ايضا في غزوة الاحزاب فارسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها ولكن ما كنا منزلين جنودا لهؤلاء احتقارا لهم وهذا الذي مشى عليه المؤلف هو الصحيح وقال بعض العلماء وما انزلنا على قومه من جند من السماء اي من وحي ورسل لان الوحي تنزل به الملائكة لكن ما المشى عليه مؤلف اصح بدليل ما يأتي فيما بعد قال ان كانت الا صيحة واحدة ان قال المؤلف معنى ما وعلى ذلك وعلى هذا فهي نافية. ان هنا نافية. وينبغي ان نستحضر معاني تأتي نافية كما هنا. ايش بعد؟ وشرطية كما كما لو قلت ان قام زيد قام عمر. هذا اثنين. ومخففة من الثقيلة مثل وان مالك كانت فرام المعادن بعد لا ان ما ها لا هذيك ان وتأتي زائدة فقوله بني غدانة ما ان انتم ذهب ولا صريف ولكن انتم الخزف. فتأتي على اربعة اوجه. نافية وشرطية ومخففة من الثقيلة وزائدة. نعم. واذا اتت بعدها الا اذا اردت بعدها الا فهي فهي نافية. وقد تكون نافية بدون الا كغور تعالى ان عندكم من سلطان بهذا. اي ما عندكم. لكن القاعدة انه اذا اتت بعدها الا فهي هي نافية ولا يلزم ان لا تأتي نافية اللمعة الا لا ليس بلازم قد تأتي نافلة بدون بدون الا كقوله ان عندكم من سلطان بهذا يعني ما عنده. طيب. قال الله تعالى ان كان قال المفسر عقوبتهم يعني ما كانت عقوبتهم التي عاقبهم الله بها لكفرهم الا صيحة واحدة صاح بهم جبريل فاذا هم خامدون. يعني ما احتاجوا الى عناء والى جند ما هي الا صيحة. ولم يبين الله سبحانه وتعالى الصائح والمؤلف قال انه جبريل ولا ينبغي ان نجزي وبهذا الا بدليل لان الواجب علينا ان نبهم ما افهمه الله. الا ان يرد تعيينه بدليل صحيح ولم يرد تعيين هذا بدليل صحيح وعلى هذا فنقول صيح بهم ولا نجزم من هذا المهم انها صيحة واحدة. صيحة به. فهلكوا عن اخرهم. ولهذا قال فاذا هو خامدون اذا هنا فجائية تدل على تعاقب ما بعدها وما قبلها اي ان ما بعدها وقع عقب ما كان قبلها مباشرة. ولهذا سميت فجائية لانها تفاجئ وتأتي فورا من حين نصح بهم خمدوا عن اخرهم. قال قال الله عز وجل طيب اقول فاذا هم خامدون فاذا هم ساكتون ميتون وبهذا نعرف ان هؤلاء ماتوا عن اخرهم. لانهم ضمير يفيد الجمع. والشموع يستفادوا من هذه الايات من قوله وما انزلنا على قومه من بعده من جند من السماء يستفاد منها فوائده اولا ان الله عز وجل قد ينزل الملائكة لاهلاك المكذبين ووجهه ان نفي انزال الملائكة على هؤلاء القوم يدل على امكانه في في غيرهم والا لما صح النفس ومن فوائد الاية الكريمة ان الملائكة جنود لله عز وجل لقوله من جند من جندي ومن فوائدها ان الملائكة محلهم السماوات لقوله من السماء وهذا هو الاصل لكنه قد ينزلون الى الارض كما في قوله تعالى في ليلة القدر تنزل الملائكة والروح فيها. وكالملائكة الذين يحفظون بني ادم والذين يكتبون اعمالهم وما اشبه ذلك والذين يكتبون المتقدمين الى الجمعة على ابواب المساجد ومن فوائد الاية الكريمة بيان حقارة هؤلاء القوم المكذبين للرسل الثلاثة لقوله وما انزلنا على قومه من جند من السماء الى ان قال ان كانت الا صيحة واحدة ومن فوائد الاية الكريمة بيان عظمة الله عز وجل وذلك بذكره بصيغة الجمع وما انزلنا وما كنا منزلين لا يقال ان هذا يفيد التعدد كما استدلت بذلك النصارى وقالوا ان الالهة متعددة لان الله يقول وما كنا منزلين وما اشبه ذلك من الايات فيقال لهم ان هذا التعدد للتعظيم وكيف فاستدلوا بهذه الايات المتشابهة وتعمون عن مثل قوله تعالى ان الهكم لواحد انما الله اله واحد يقول كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاث الثالث ولكن النصارى كغيرهم من اهل الزيغ يتبعون ما تشابه من القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومن رأى اتباع الشبهات من النصارى ومن غيرهم بنصوص الكتاب والسنة تبين له العجب العجاب وانه يجب علينا وجوبا مؤكدا طلب العلم لدفاع لدفع شبهات هؤلاء لان هؤلاء كما تعلمون انتشروا بيننا الان وكثروا في في هذه البلاد التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم اخرجوا اليهود والنصارى من جزيرة العرب هؤلاء يبحون السموم في شبابنا وكهولنا ايضا بل انهم الان كما سمعنا يوصلون النشرات اشراق تدعو الى النصرانية ويرسلون اشرطة تدعو الى النصرانية لانهم بدأوا يعرفون المحلات ويعرفون العناوين ثم يوصلون اليها وعندنا من هذا يعني عدل يؤتى الينا بنشرات واشرطة مسجلة تدعو الى النصراني هذه اذا وقعت في ايدي اناس لا يعرفون جهلاء على الاقل تركنوا اليها نفوس وان كنت استبعد جدا ان يتنصر احد من المسلمين لان دين النصارى كله ظلال اللي هم الذي هم عليه الان لكن لا شك انه يوقع الشبهة والخلود والاطمئنان الى هؤلاء لذلك انا ارى ان اليوم يجب على الشباب المسلمين ان يتسلحوا بسلاح العلم العلم المبني على الاثر والنظر لان اولئك قوم مشبهون بما يدعون انه عقل ولا يكفي الان ان نتعلم النظر فقط الاثر فقط بل لا بد من اثر ونظر الاخر انما يكفي لمن؟ للمؤمن. الذي قال الله عنه وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون من امره لكن المكذب لا يكفيه الاثر لانه لا يؤمن اصلا بالاثر يحتاج الى نظر وعقل يدحض به حجته المهم ان مثل هذه الاية الكريمة وما انزلنا وما كنا منزلين يشبه بها النصارى على ان الله سبحانه وتعالى متعذر اكثر من واحد وقد ذكرنا انهم غفلوا بلعموا عن الايات الواضحة الصريحة بان الله اله واحد وان الله كفر من زعم ان الله متعدد لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة. طيب ثم قال تعالى ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع لدينا محفظون في هذه الاية دليل على ان الله اهلك هؤلاء القوم بصيحة واحدة لم تكرر مرة اخرى صيحة واحدة هلكوا بها لكن لو قال قائل ما نوع هذه الصيحة هل قيل اهلك اهلكوا نقول ايش؟ الله اعلم هذه الصحيحة هبنا الله يحتمل انها صرخة يحتمل انهم امروا بالهلاك. المهم انها صيحة واحدة فهلكوا عن اخره اه وقوف فيها بيان ها بيان ايش انهم اهلكوا طيب بصيحة واحدة. ثانيا فيها بيان من فوائدها بيان قدرة الله عز وجل وان من عارض الله او الله مهما عظم فان فان اهلاكه يسير على الله عز وجل كل شيء يكون بكلمة واحدة ان كل شيء خلقناه بقدر وما امرنا الا واحدة وعند هذا الامر الواحد كلمح بالبصر لا يتباطأ ولا يتأخر لمح البصر اسرع ما يكون فاذا اراد الله شيئا قال له كن فيكون كلمح البصر. سبحان الله. هذا يدل على عظمة الله عز وجل وقدرته وفي ومن فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء القوم الذين كذبوا الرسل الثلاثة هلكوا جميعا هلكوا جميعا لقوله فاذا هم فاذا هم خامدون وهذا يدل على ان من زعم ان هذه القرية التي ارسل اليها الثلاثة من زعم انها انطافية فان زعمه باطل لان رسل عيسى الذين رسلوا الى انطاكية كانوا بعد موسى ولم يهلك الله تعالى امة على سبيل العموم بعد ان نزلت الثورات هكذا قال كثير من من العلماء لقوله تعالى ولقد اتينا موسى الكتاب من بعد ما اهلكنا القرون الاولى قالوا هذه الاية تدل على ان الله لم يهلك امة على سبيل العموم بعد نزول التوراة وهذه الاية كما تعم في سورة ياسين فاذا هم خامدون تدل على انهم هلكوا. قال الله تعالى ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم خامدون من فوائد هذه الاية بيان قدرة الله عز وجل وانه قادر على اهلاك الخلق بصيحة واحدة فقط بدون اي فعل صوت مزعج يقطع القلوب لقوله ان كانت الا صيحة واحدة ومنها بيان ذل ذل كل شيء لعظمته بحيث لا يكرر او لا يعيد ما اراده لقوله الا صيحة واحدة ولهذا اكدها بواحدة ببيان انها انهم لم يحتاجوا الى اعادة التصريح مرة ثانية وهكذا جميع ما امر الله تعالى به كونا فانه لا يحتاج الى اعادة لقوله تعالى في سورة القمر وما امرنا الا واحدة كلمح بالبصر ومن فوائد الاية الكريمة ان هذه الصيحة اهلكتهم جميعا لم ينجو منهم احد لقوله فاذا هم خامدون وبه وعلى هذا يترتب فائدة اخرى وهي ان قبض ملك الموت لارواح بني ادم اكبر مما نتصور فانه قد يقول قائل كيف يقبض هذه الارواح؟ وهي تموت في ان وحي نقول ان كيف في الامور الغيبية لا ترد لان هذه امور لا ندركها بحواسه فكل امر غيبي لا تقل به كيف ولهذا لما قيل للامام مالك كيف استوى؟ قال الكيف الكيف غير معقول ما يمكن ان تدركه بالعقول حتى نسأل عنه