اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذا انهم مظلمون. والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم. والقمر قدرناه منازل حتى عادت العرجون القديم. لا الشمس ينبغي لها القمر ولا الليل سابق النهار. وكل في فلك يسبحون ثم قال الله عز وجل في ابتداء الدرس الجديد واية لهم الليل نقول في اعرابها ما قلنا في اية لهم الارض فيكون الليل مهتدى واية خبر مقدم ونقول في نسلخ كما قلنا في قوله اي انه يجوز ان تكون صفة لليل على حد قول الشاعر ولقد امر على اللئيم يسبني ويجوز ان تكون جملة استئنافية لبيان هذه الاية كيف كان اية كيف كان الليل اية؟ قال نسلخ منه النهار فاذا هم مظلمون نسلخ يقول المؤلف نفسه وسمى الله سلخا لانه يشبه سلخ الجلد من البهيمة نسلك منه النهار فاذا هم مظلمون لان النهار امر وجودي يوجد بوجود الشمس فهو وارد على الليل وارد على الليل فاذا غابت الشمس تبعها هذا الظوء كالجلد يسلخ من البهيمة الجلد لا يسلاح من البهيمة انت عندما تسلخ الجلد من البهيمة تجده يتراجع شيئا فشيئا هكذا النهار ضوء النهار مثل الليل يسلخ الله تعالى النهار من الليل كما يسلخ الجلد من البهيمة قال فاذا هم مظلمون اي داخلون في الظلام اذا هم اذا هجائية يدل على انه بمجرد هذا الاسلاخ يظلم الجوف وكما نشاهد ان ان الاصلاح يأتي شيئا لكن اذا تكامل الانسلاخ وجدت الظلمة كاملة وهذا من حكمة الله عز وجل لانه لو ورد الظلام الدامس على الظوء الساقط لاضر هذا بالابصار وبالاشجار وبكثير من من الاشياء لكن كونه يأتي شيئا فشيئا يتنزل الامر من اعلى ما يكون من من الاضاءة الى الظلمة شيئا فشيئا ثم قال تعالى والشمس تجري لمستقر لها الواو حرفته والشمس معطوفة على الليل يعني واية لهم الشمس ايضا مستقر لها ويجوز ان تكون الواو استئنافية والشمس مبتدع يجوز هذا وهذا لكن المعنى الاول اقوى قال والشمس تجري الى اخره من جملة الاية لهم او اية اخرى والقمر كذلك يعني سواء قلنا الجملة استئنافية وان هذه اية وان هذه اية اخرى جديدة او قلنا ان الواو حرف فانه لا شك ان الشمس على الوصل الذي ذكر الله لا شك ان انها اية من ايات الله فالشمس اية من ايات الله في ذاتها هذا الجرم الكبير العظيم الذي تصل حرارته الى الارض مع بعد المسافة بينها وبين الارض لا شك ان هذه من ايات الله من يستطيع ان يوجد مثل هذه النارية الملتهبة المضيئة التي يصل ضوئها شعاعها وحرارتها الى الارض مع هذه المسافة العظيمة الجواب لا احد يستطيع اذا فهو فهي اية من ايات الله ثم ما يحصل فيها من المنافع من انضاج الثمار وتدفئة الارض والنور العظيم. كم طاقة اه يتفاداها الانسان بنور هذه الشمس من الكهرباء ناقة عظيمة سواء كان هذا فيما يحصل من الحرارة في ايام الشتاء التي يفتغن بالشمس عن تدفئة المنازل او فيما يحصل بالاضاءة فان هذا امر لا يقدر له ثمن واما انضاج الثمار وايباس الرب وما شابه ذلك مما فيه مصلحة الخلق فحدث ولا حرج فهي اية من ايات الله اية عظيمة من ايات الله عز وجل هي اية ايضا في سيرها قال تجري لمستقر تجري يعني تسير تسير جريانا والجري والمشي بشدة وهكذا الشمس فانها تسير بسرعة عظيمة جدا لا يعلم قدرها الا الله عز وجل او قد يعلم بالوسائل الحديثة مدى سرعتها لكن تأمل الان الطائرة تسير بسرعة عظيمة وهي قريبة منا ولا لا قريبة مع ذلك نراها تمشي ببطء لبعدها عني فما بالك بالشمس نحن نراها نشاهدها تسير الشمس لا شك في هذا حتى انك اذا نظرت الى الظل عند انفصاله من من الشعاع تجده يتحرك يتحرك كانه يرتعد يرحمك الله وهذا دليل على انها تمشي مشيا عظيما ومع هذا وش بعده عنا بعيدة جدا ونشاهدها تسير هذا السيل اذا فسريانها وقد علم تقديره عند الفلكيين الان وقوله لمستقر لها قال المؤلف اي اليه لا تتجاوزه والمستقر موضع القرار كما قال الله تعالى ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين وقد جعل الارض قرارا فالمستقر موضع القرآن وقال تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها فما هذا القرار الذي تجري الشمس اليه هل هو قرار زمني او قرار مكاني او هما جميعا ثبت في الحديث الصحيح عن ابي ذر رضي الله عنه انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد حين غربت الشمس فقال اتدري اين تذهب قال ابو ذر الله ورسوله اعلم قال فانها تذهب وتسجد تحت العرش وتستأذن فذلك مستقرون ثم قرأ والشمس تجري بمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم وهذا الحديث يدل على ان مستقرها مكان ولا زماني؟ مكانه. لانها تسجد تحت العرش وهذا السجود لا نعلم كيفيته لان الشمس ليست كالبشر حتى يقاس سجودها بسجود البشر بل هي مخلوق اعظم ولا ندري كيف تذكر فاذا لا يرد علينا السؤال هل هي تسجد وهي ثائرة او تقف وكيف يصح ان نقول انها تسجد وتستأذن وهي لا تزال مستمرة في الافق كل هذه الاسئلة والايرادات يجيب عليها ان شاء الله عند ذكر الفوائد وقيل ان المستقر مستقر زمني وذلك عند تكويرها يوم القيامة يعني عند منتهى سيرها يوم القيامة يعني تجري الى يوم القيامة الذي هو موضع قرارها الزمني وقيل ان مراد مستقر منتهى تنقلها في البروج شمالية واليمنية فلها حد تنتهي اليه من السماء لا تتجاوزه ولها حد تنتهي اليه من الجنوب لا تتجاوزه وبناء على هذا يكون مستقر زمانيا ومكانيا لان غاية غاية صيدها في الشمال يكون به ابتداء فصل الشتاء وغاية نعم لان غاية السيرة في الشمال يكون به ابتداء فصل الصيف القيظ وغاية سيرها في الجنوب ابتداء فصل الشتاء فهذا قرار او مستقر زماني ومكاني فالشمس هذه الشمس العظيمة التي لا يعلم قدرها الا الذي خلقها سبحانه وتعالى بما فيها من المصالح العظيمة تجري لمستقر له كل شيء له غاية وكل شيء له منتهى الى من الى الله عز وجل قال ذلك اي جريها تقدير العزيز في ملكه العليم بخلقه ذلك اي جريانها لمستقرها تقدير العزيز العليم واضاف التقدير هنا الى هذا الاسم الكريم العزيز لان هذه الشمس العظيمة تحتاج الى قوة وسلطان طاهر فلهذا اتى باسم العزيز لان العزيز يتناول او يشمل ثلاثة معاني اولا العزيز في قدره والعزيز في قهره والعزيز في امتناع اما في قدره فمعناه ان الله ذو شأن عظيم لا يماثله احد واما في قهره فمعناه ان الله له الغلبة والسلطان المطلق اين يقول الشاعر الجاهلي اين المفر والاله الطالب والاشرم المغلوب ليس الغالب واما في امتناعه فالمعنى انه ممتنع عن كل نقص وعيب اما العليم فما نهض العلم الكامل الشامل فعلم الله تعالى كامل لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان وشامل لكل صغير وكبير قال الله تعالى وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رب ولا يابس الا في كتاب مبين وما كتب في كتاب مبين الا بعد ان كان معلوما عند الله عز وجل اذ المجهول لا يكتب فهذا يدل على سعة علم الله عز وجل وانه محيط بكل شيء جملة وتفصيلا اذا فالعليم معناه ذو العلم الكامل الشام تناله من حيث انه لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان وشموله لانه شامل لكل صغير وكبير. تعال هنا يا الدنيا ما فيها احد يقول ذلك تقدير العزيز العليم ذكر الله هذين الاسمين بمناسبة المقام لان الشمس ليست بالشيء الهين الذي يسهل قياده بل هي شيء عظيم يحتاج الى عزة والى ان نعم ثم قال والقمر القمر فيه قراءتان الرفع والنصب اي فيه وجها ففيه وجهان في الاعراب القمر بالرفع على انه مبتدأ. خبره قدرناه والقمر بالنصب على انه مقبول لفعل محذوف يفسره المذكور فيكون من باب من باب الاشتغال وهنا يتساوى الرفع والنصب بالرجحان لان الجملة التي قبله الشمس تجري جملة اسمية خبرها فعل ابو رافضة فلهذا جاز في القمر الوجهان والمعروف انه يترجح الرفع اذا عطف المشغول عنه على جملة اسمية ويترجح النصب اذا عطف على جملة فعلية قال والقمر بالرفع والنصب وهو منصوب بفعل يفسره ما بعده يعني المذكور والتقدير على هذا وقدرنا القمر منازل ولا حاجة تقول كما يقول بعض الناس التقتيل وقدرنا القمر قدرناه ليش اذ لا يجمع بين المفسر والمفسر فاذا اردت ان تقدر فقل التقدير وقدرنا القمر ايش؟ منازل. نعم فاذا قلت لماذا لم يقل عز وجل وقدرنا القمر منازل قلنا لانه اذا اتى بالجملة الاسمية التي خبرها فعل بارك انه اسند هذا اليه مرتين اسند الفعل اللي هو التقدير الى القمر مرتين مرة بذكره اسما ظاهرا ومر بذكر اسنا مظمرا قدرناه قال الله تعالى والقمر قدرناه من حيث سيره منازل تقدير الله عز وجل القمر منازل لانه بهذا التقدير يمكن ان يأتي على هذا الوجه الذي نشاهده يتغير كل ليلة عن الاخرى ولولا هذا التقدير لولا هذا التقدير ما تغير لكنه مقدر منازل ثمانية ثمانية وعشرين منزلا على حسب النجوم المعروفة عند العرب كل ليلة ينزل منزلة كل ليلة ينزل منزلة ويبقى ليلة واحدة ان كان تسعة وعشرين او ليلتان ان كانا ثلاثين تسمى هاتان الليلتان ليالي الاستثراء يعني الاختفاء يختفي بها القمر اما في اول الشهر التالي واما في اخر الشهر السابق يقول عز وجل والقمر قدرناه منازل ثمانية وعشرين منزلا في ثمان وعشرين ليلة من كل شهر ويستتر ليلتين ان كان الشهر ثلاثين ثلاثين يوما وليلة ان كان تسعة وعشرين يوما ومن اراد التفصيل العلم في هذا فليقرأ ما كتبه اهل العلم في ذلك ولا سيما في في عصرنا هذا لانهم اطلعوا على اشياء عجيبة في هذا التقدير القمر قدره الله منازل كل يوم منزلة اذا هو يختلط كل ليلة عن ليش؟ عن الاخرى ولهذا يبدو صغيرا ثم يكبر ثم يعود يصبر بحسب قربه من الشمس كلما قرب من الشمس ضعف نوره لان نوع القمر مستمد من نور الشمس ونفسه ليس به اضاءة ترمم مظلم كما قال الله تعالى وجعلنا الليل والنهار ايتين فمحونا اية الليل وجعلنا اية النهار مبصرة فهو جرم مظلم لا يستفيد نورا الا بغيره فاذا قابل الشمس حصل فيهم كلما ابعد عنها كثرت المقابلة لان السير كروي فهي كروي فكلما قرب ظعفت المقابلة. فاذا ارتفع زادت المقابل ولهذا يمتلئ نورا في فيما اذا كان في المشرق والشمس في المغرب لتمام المقابلة حينئذ لانه يكون هكذا تقابل بينهما فيمتلئ نورا وما هو وما هو الجزء المنير منه الجزء المنير منه هو الذي يلي الشمس والذي يلي الشمس ولهذا تجده في ايام الشتاء اذا كان لان الشمس خلفه تكون فتحة قوسه نحو المشرق في ايام الصيف تكون فتحة قوسه نحو الجنوب لان الشمس تكون عنه شمالا وهو يكون عنها جنوبا ستجده فتحة نحو نحو الجنوب وفي الشتاء يستدبرها ويكون ورائها تجده تجد فتحته تكون نحو المشرق ولهذا يغلط بعض الناس الذي يظن ان اتجاه فتحة القمر يعني فتحة قوسه دائما الى الشرق او الى الجنوب هذا ليس بصواب واذا اردت ان تعرف هذا فتدبره طيب يقول قدرناه منازل حتى عاد في اخر منازله في رأي العين كالعرجون القديم اي تعود الشماريخ اذا عتق فانه يدق يلقوا ويتقوس ويصفر حتى عاد القمر بعد تقييم هذه المنازل كالعرجون القديم العرجون يسمى في اللغة العامية عندنا ارجود بالدال العرجود هذا المرجود هو اصل الشماريخ الذي في طلع النخل وهو اذا لبس يتقوس ويصفر تشبه الله عز وجل القمر في رؤية العين بهذا العرجون القديم اي انه يبدو دقيقا اصفر متقوسا وهذا من باب التشبيه البليغ ولا غير البليغ ها غير بلية. ليش؟ لانه ذكر اداة ذكرت اداة التشبيه التشبيه البليغ هو الذي يحذف فيه اداة التشبيه ووجه الشبه فان ذكر احدهما التشبيه ليس بجالية طيب يقول حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار لما ذكر الله عز وجل ان الشمس تجري لمستقر لها وان هذا امر مقدر من قبل العزيز العليم وان الله تعالى قدر القمر منازل ينزلها منزلة منزلة حتى يعود بعد امتلائه نورا فيصير كالعجون القديم بين ان هذا النظام لا يمكن ان يتصادم لا يمكن ان يصطدم ابدا لانه مقدر من عند من من عند الله عز وجل العزيز العليم منازل لا يتجاوزها ولا يتعداها قل الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ينبغي بمعنى يمكن يصح ويصبر يسهل ويصح لكن الاولى ان نقول بمعنى يمكن يعني لا يمكن للشمس ان تدرك القمر وقد مر علينا انه اذا جاءت كلمة لا ينبغي او ما ينبغي في القرآن فبمعنى الممتنع غاية الامتنان كقوله تعالى وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا يعني مستحيلة. يعني ان ذلك مستحيل وقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام اي ان ذلك مستحيل. طيب اذا ينبغي من جنسها لا الشمس ينبغي لها اصلها الشمس لا ينبغي لها لكن قدم النفي ليكون المنفي هو الجملة الاسمية برأسها كلها قل الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر يعني لا يمكن ان تدرك القمر فتجتمع معه في الليل مثلا اذا غابت لا يمكن ان تخرج في زمن الليل. فاذا قدرنا ان تغيب الساعة الثانية عشر وتخرج الساعة الثانية عشر بين طلوعها بين غروبها وطلوعها اثنتي عشرة ساعة لا يمكن ان تقرأ في الساعة الثامنة سيكون بين طلوع غروبها وطلوعها ثمان ساعات لان هذا خلاف التقدير بلاغ التقدير الذي قدره الله عز وجل لها والذي جعلها تسير عليه لماذا لتمام قدرة الله تعالى ونظام هذا الكون وانه لا يمكن ان يختلف ولا يضطرب. لكن اذا جاء يوم القيامة فانه يجمع الشمس والقمر ويختل نظام الفلك بل كل النظام يختلف يوم تبدلوا الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار كذلك قال ولا الليل سابق النهار فالليل لا يسبق النهار بل لا يأتي الا بعده هنا قال ولا الليل سابق النهار كان الليل هو الذي يسبق الذي يمكن ان يسبق النهار فنفى الله عز وجل ان يسبق الليل النهار قيل المراد ان الليل لا يأتي قبل انتهاء النهار فيقول الله عز وجل ذكر الشروق بقول للشمس ينبغي لها ان تترك القمر يعني لا يمكن للشمس ان تطلع في الليل ولا الليل سابق النهار لا يمكن لليل ان يأتي في زمن النهار فاذا قدرنا ان الشمس تغرب في السنة الثانية عشرة فلا يمكن ان تغرب الساعة التاسعة مثلا لانها لو غربت الساعة التاسعة لسبق الليل النهار ولو في بعض اجزائه وقيل المعنى لا الليل سابق النهار اين الليل يحل محل النهار فيتوالى ليلتان سواء والمعنى صحيحة لك للقولين فلا يمكن لليل ان يأتي وقد بقي شيء من النهار ولا يمكن ان ان يأتي الليل كله في مكان النهار لان هذا ينافي تقدير الله عز وجل الذي وصف نفسه بانه العزيز. بل سمى نفسه بانه العزيز العليم قال وكل في فلك يسبحون كل تنوينه عوض عن عن المضاف اليه من الشمس والقمر والنجوم النجوم هنا غير مذكورة والصواب من الشمس والقمر لانه لا ذكر للنجوم هنا في فلك في فلك يسبحون في فلك مستدير يسبحون يسيرون يعني كل من الشمس والقمر والليل والنهار كل يسبح في فلك والفلك هو الشيء المستدير ومنه فلكة المغزل فلك في المنزل للشيء المستدير في اعلاه. ولعلكم قد رأيتم المغزى نعم الذي تغزل به النساء الصوف له له شيء من شبه الضار في في اعلاه اه مستدير هذا هو هذا فلافل المغص الفلك مستدير تدور فيه الشمس والقمر والليل والنهار وقوله يسبحون اي يسيرون ولكن المعنى ادق مما قال المؤذن لان السبح هو العوم في الماء فكأن هذه عائمة في الفلك الواصل تدور ليست تسير على ارض مسطحة او على ماء بل هي تعوم في هذا الافق عندي فيه كلمة ما ما شرحناها من تفسير المؤلف قال يسيرون نزلوا منزلة العقلاء نزلوا من الشمس والقمر والليل والنهار منزلة العقلاء وذلك بان اوتي بالواو التي هي للعقلاء الواو ضمير الجمع لا تأتي الا للعقل غير العقلاء يؤتى لهم بنون النسوة بينو النسوة فغير العقلاء اذا اردنا ان نضيف اليهم شيئا على سبيل الجمع نأتي بنون النسوة والعقلاء نأتي بالواو او بالميم فتقول مثلا اقول الابل ركبهن اربابهم ولا تقل الابل ركبهم اربابهم لان الميم للعام وتقول الابل قدمنا او الابل شربنا ولا تقول شربوا لان الواو للعاقل هنا يسبحون اتى بالواو التي للعاقل يقول انها نزلت منزلة العاقل نزلة نزلة العاقل باظافة السبح والجريان اليها. والجريان انما يكون من ذي الارادة والعقل الكريمة هذه الاية العظيمة في الليل حيث يسلخه الله تعالى يسلخ منه النهار سلخا كما يصبغ الجلد من الشاة وهذا يدل على انه يأتي شيئا فشيئا من فوائد الاية الكريمة ايضا ان الاصل هو الظلام بقوله نسلخ منه النهار فهذا يدل على ان الاصل هو الظلام وان النهار طارئ طارئ عليه ولهذا يسلخ منه وهو كذلك فان اصل الظوء من من من الشمس والشمس حادثة واردة على الليل فيكون الاصل الظلام ويأتي النور بعده من فوائد الاية الكريمة تذكير الخلق بهذه النعمة لقوله فاذا هم مظلمون وانه لولا نعمة الله علينا في هذا النهار الذي يسلخ من الليل لكنا دائما في ظلمه وهذا بلا شك متعب للناس وضار بهم قال الله تعالى قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بضياء افلا تسمعون من ثم قال والشمس تجري لمستقبل الله الى اخر الايات فمن فوائدها ان الشمس تجري او تسير وهذا هو الواقع وظاهر القرآن الكريم ان سيرها ذاتي وليس المراد انها تجري برأي العين وان الذي يدور هو الشمس هو الارظ والواجب اجراء اجراء القرآن على ظاهره حتى يقوم دليل صريح يكون لنا حجة امام الله عز وجل اذا خرجنا عن ظاهر القرآن لان الذي تكلم بالقرآن هو الخالق عز وجل وهو العليم بخلقه فاذا قال ان الشمس تجري وجب ان نقول ان الشمس تجب ولا يجوز ان نقول اننا نحن الذي الذين نجري ولكن هي التي تجري بتفضيل العزيز العليم ومن فوائدها ان هذه الشمس التي هي دائما ودائبة لابد لها من منكر كقوله لمستقر لها ويتبرع على هذا ان جميع الخلائق لها منتهى كل ما في الدنيا من الخلائق فله منتهى وسوف يزول يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ومن فوائد الاية الكريمة ان هذه الشمس مقدرة تقديرا بالغا منظما بقوله ذلك تقدير العزيز العليم ويشهد لهذا الواقع فان هذه الشمس منذ خلقها الله الى ان تزول وهي في فلكها لا تتقدم ولا تتأخر عن السنة التي التي امرها الله عز وجل ان تكون عليها ولا ترتفع ولا تنخر حتى قيل انها لو تنخفض مقدار شهرة لاحرقت الارض ولو ارتفعت مقدار شعرة لجمدت الارض ولكن الله عز وجل جعلها على هذا التقدير البديع المحكم الذي لا يتغير ومن فوائد الاية الكريمة اثبات اسمين من اسماء الله وهما العزيز العليم ويؤخذ منه ويؤخذ منهما اثبات صفتين فطمناهما وهما العزة والعلم ويؤخذ منهما ايضا اثبات الاثر او الحكم وهو انه غالب غالب لكل احد وعليم بكل شيء ومن فوائد الاية في قوله تعالى والقمر قدرناه منازل من فوائدها ايضا ان هذا القمر اية من ايات الله عز وجل حيث هو موضوع في فلكه ومع ذلك له منازل ينزلها كل ليلة ليس مطلقا ولكنه مقدر بمنازل ينزلها كل ليل والحكمة من هذه المنازل هي ان يعرف الناس عدد السنين والحساب كما قال الله تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لماذا؟ لتعلموا عدد السنين والحساب حتى ان العالمين بمنازل القمر يعرفون الليلة من الشهر وان كانوا لم يحسبوا من اول الامر بناء على معرفة المنازل. لان هذه المنازل لا تتغير وحلول القمر فيها ايضا لا يتغير فهي منظمة من عند الله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة اثبات القياس لقوله حتى عاد كالعرجون القديم وكل تشبيه او مثل في القرآن فانه يدل على القياس لان التشبيه او المثل الحاق شيء بشيء لعلة التي تسمى في البلاغة وجه الشبه ومن فوائد الاية الكريمة اطلاق القديم على غير الله خلافا للمتفلسفة او الفلاسفة الذين يقولون ان اخص وصف الله هو القدم وهذا خطأ لو كان هذا اخص وصف الله لم يوصف به سوى الله والقدم لا يدل على الازلية فهذا العرجون وصفه الله بانه قديم ومع ذلك فليس ليش فليس ازلي اذ انه حادث بعد ان لم يكن وبه يتبين بطلان قول هؤلاء الذين يقولون ان اخص وصف الله عز وجل هو الختم لو قالوا اخصخص اللهو الاولية لكنا نوافقهم على ما قال لان الله هو الاول الذي ليس قبله شيء واما ان نقول ان القدم خص وصف الله مع انه يوصف به الحادث فهذا دليل فهذا لا لا يكون ولا يصح ثم قال للشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار الى اخره هي ايضا الايات التي قبلها فيه دليل على قدرة الله من حيث نور القمر حيث يبتدأ ضعيفا ثم يزداد بالقوة ثم يرجع الى الضعف فان هذا من قدرة الله عز وجل اذ لو شاء لجعله تاما ممتلئا دائما او ناقصا دائما وفيه ايضا من الفوائد الاشارة الى حال الانسان فان الانسان اذا تدبر القمر وجد انه مطابق لحال الانسان كما قال الله تعالى الله الذي خلقكم من ظعف ثم جعل من بعد ضعفهم قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة بلحال الانسان مساوية تماما لحال القمر. فالقمر يبدو ضعيفا ثم يزداد بقوة حتى اذا تكاملت القوة اخذ في النقص وهكذا الانسان بالنسبة لحياته قال الله تعالى لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار في هذه الاية دليل على ان سنة الله عز وجل لا تتغير هذا هو الاصل كما قال الله تعالى ولن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا فسنة الله سبحانه وتعالى لا تتغير في الكون ولكن هل هي سنة لازمة بحيث يمتنع على الله ان يغيرها الجواب لا ولكن الله تعالى اخبرنا بان هذه السنة لا تتغير لكنها تتغير بتغييره ولهذا حبست الشمس ليوشع بالنون كما جاء في الاحاديث الصحيحة ولهذا ايضا اذا كان قرب الساعة اذا كان قرب الساعة فانها تخرج من اين من مغربها ولهذا انشق القمر في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصار فرقتين فهذه السنن الكونية لا تتبدل ولا تتغير لكن الله قادر على ان نبدلها او يغيرها ويكون هذا لسبب ومن فوائد الاية الكريمة ان الشمس لا يمكن ان تخرج ليلا لا يمكن بحسب السنة الالهية اما بحسب قدرة الله فانه ايش يمكن ان تخرج ليلا يمكن ان تخرج ليلا لان الله يقول كن فيكون ومن فوائد الاية الكريمة ايضا ان الليل لا يسبق النهار فلا يدخل عليه ولا يتقدمه بحيث تتوالى ليلتان جميعا ولا الليل سابق النهار هذا هو ما يظهر لنا من هذه الاية الكريمة وقد يكون لها معنى غير غير ما نفهمه من ظاهرها ولهذا ربما يكون الذين يدرسون في علم الفلك يتبين لهم من هذا التعبير اكثر مما تبين لنا ومن فوائد الاية الكريمة ايضا ان الشمس والقمر والليل والنهار في فلك يعني في شيء مستدير كفالة المغزى وانها تدور لقوله وكل في فلك يسبحون ومن فوائدها ضعف قول من يقول ان السماء ان الشمس في السماء الرابعة والقمر في السماء الدنيا ويجعلون الكواكب والشمس والقمر كواكب معينة في كل سماء كوكب على هذا الترتيب من الاعلى الى الاكمل زحل شرى مريخه من شمسه فتزاهرت بعطارد الاقمار هذي سبعة يقول كل واحد في السماء زحل هو اعلاها في السماء السابعة على كلام من؟ السابقين من علماء الفلك شرى يعني المشتري في السماء السادسة مريخة المريخ في السماء الخامسة من شمسه الشمس في السماء الرابعة فتزاهرت الزهرة في السماء الثالثة بعطارد في السماء الثانية الاقمار القمر في السماء الدنيا فهذا البيت فيه ترتيب هذه الكواكب زحل شرم ضيخه من شمسه فتزاهرت بعطارد الاقمار. من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن انما نعرف ان هذه الكواكب بعضها فوق بعض بالكسوف فاذا كان الشمس القمر يكسف الشمس عرفنا انه تحت كما نعرف ان الغيم تحت الشمس لانه يحجبها واذا كسف القمر شيئا من النجوم عرفنا انه اي القمر تحتها. ولهذا القمر يكشف كل النجوم والشمس ولا يكشفه شيء منها ما يكسبه الا الارض لان الارض تحته فتحجب نور الشمس عنه وحينئذ ينكسر وقد شاهدت انا وغيري ان القمر يكشف بعض النجوم تجري يسير حولها ثم يغطيها وهذا يدل على ان القمر نازل عن عن منزلة او عن علو هذه الكواكب ومن فوائد الاية الكريمة الرد على قول من يقول ان الشمس ثابتة وانها لا تدوم والعجب انهم يقولون انها ثابتة وان وان القمر يدور على الارض وهذا غلط لان الله سبحانه وتعالى جعل الحكم واحدا قال كل في فلك يسبحون. فاذا فسرنا السبح بالدوران واثبتنا ذلك للقمر فلنثبته ايضا للشمس