اعوذ بالله من الشيطان الرجيم الله قال الذين كفروا قال الذين كفروا للذين امنوا ان اطعم من لو يشاء الله اطعمها ان انتم الا في ضلال مبين. قال الله تعالى واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين امنوا انطعم من لو يشاء الله اطعمه ان انتم الا في ضلال مبين اذا قيل لهم قال المؤلف اي قال فقراء الصحابة انفقوا علينا مما رزقكم الله من الاموات هكذا صار المؤلف في تفسير الاية فجعل القائل هم الفقراء وعلى هذا وعلى هذا فتكون الاية في سؤال الفقراء من الاغنياء ايوب يعني اذا جاء الفقراء يسألون الاغنياء ان ينفقوا تهكموا به وقالوا كيف نطعمكم؟ والله تعالى لم يشأ ان ان نطعمهم ولو شاء ان نطعمكم لاعطيناكم بدون سؤال هذا توجيه الاية على ما مشى عليه المؤلف ولكن الذي ينبغي ان نجعل الاية عامة لانه ابهم فيها الفاعل وابهام الفاعل يراد به في بعض الاحيان يراد به التعميم فاذا قيل لهم اي اذا قال لهم احد من الناس سواء كانوا فقراء يسألونهم الانفاق او كان الاغنياء يحثونهم على الانفاق لان الاغنيا من الصحابة مثلا ينفقون فيحثون الاغنياء من الكفار على ان ينفقوا ايضا فالصواب ان ان نبدأ الاية على ابهامها ليكون اعم وقوله اذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله. الانفاق بمعنى البذل والاعطاء وقول مما رزقكم اي مما اعطاكم الله وفي قولهم انفقوا مما رزقكم الله دون قولهم انفقوا من اموالكم فيها تنبيه على ان هذا هذا الذي بين ايديكم ليس من كسبكم في الوقت ولكنه من رزق الله فكان عليكم ان تنفقوا من هذا الذي رزقكم الله لان الله يأمركم به فالذي امركم بالانفاق هو الذي اعطاكم هذا المال فكيف ينكرون فضله وتستكبر عن امره فلا تنفقوه فلا تنفقوا ففي فهذا هو الفائدة في قوله مما رزقكم الله الجواب قال الذين كفروا للذين امنوا انطعم من لو يشاء الله اطعمهم قوله قال الذين كفروا للذين امنوا اللام هذه الاصح انها على بابها وان المراد بها الصلة يعني قالوا قولا يصل للذين امنوا من الذين امنوا؟ هم الذين قالوا لهم انفقوا مما رزقكم الله قالوا استهزاء بهم يحتمل ما ذكر مؤلفا واستهزاء ويحتمل انه من باب من باب الاحتجاج بالقدر عنادا وتحججا يقولون انطعم من لو يشاء الله اطعمه من هنا بمعنى الذي معنى الذي ويجوز ان تكون نكرة موصوفة اي نطعم احدا لو يشاء الله اطعمه من دوننا او انطعم الذي لو يشاء الله اطعمه ولو هنا حرف امتناع الامتناع شرطها قوله ها يشاء وجوابها اطعمه وقد اتت على خلاف الاكثر حيث حذفت اللام من الجوار والاصل من لو يشاء الله لاطعمه فان فان جواب لو اذا كان مثبتا فالاكثر فيه اثبات اللام وقد وقد تحذف اللام وقد اجتمع الامران في قوله تعالى افرأيتم ما تحلفون اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لو نشاءوا لجعلناه اقاما فظلتم تفكرون ثم قال افرأيتم الماء الذي تشربون فانتم انزلتموه من المز ام نحن منزلون لو نشاءوا جعلناه اجاجا فلولا تشكرون اتى في الله في جواب لوم في في الاتي سابقة وحذفت من الاية الثانية هذي الاية التي معنا من باب محذوف الله انطعم من لو يشاء الله اطعمه قلنا انهم قال المؤلف قال المؤلف انهم يقولون ذلك استهزاء وتهكم يعني انطعم قوما لو شاء الله لاطعمهم فإطعامهم لنا الينا ولا الى الله الى الله ويحتمل انه من باب ايش؟ الاحتجاج بالقدر فرارا من اللوم يعني انطعم قوما لو يشاء الله اطعمهم فاطعمناهم فاطعمناهم ولكن الله تعالى لم يشاء ان نطعمهم فلا نطعمه هذا وجهين الوجه الثالث يحتمل انهم قالوا هذا اعتراضا على القدر راض على القدر كما يقوله الاشتراكيون والشيوعيون ليش ان الله يجعل هذا فقير ولا يعطيه فكأنهم يقولون في جوابهم هذا كأنهم في جوابهم هذا يعترظون على الله يقول الذي يطعمهم من الله مو احنا المسؤولين عنه المسؤول عنهم الله وكان على الله ان يطعمهم لكن لم يشأ ذلك فيكون هذا فيه نوع من الاعتراض على القدر فهذه ثلاثة اوجه الاستهزاء والثاني الاحتجاج بالقدر والثالث الاعتراض على القدر ثم قالوا ان انتم اين انتم في قولكم لنا ذلك مع معتقدكم هذا الا في ضلال مبين بين يعني يعني هؤلاء الكفار الذين امروا ان ينفقوا على فقراء يقولون للذي امرهم انت تعتقد ان الله لو شاء لاطعمهم فيقول اعتقد ذلك يقول اذا كيف تأمرنا ان نطعمهم والامر بمشيئة الله ما انت الا هي ضلال مبين وقولك ان انتم ان هنا ها نعم ولا شرطية بمعنى ما ما الدليل على انها نافية الا لوجود الا بعدها واذا جاءت الا بعد اذ فهي دليل فهي دليل على ان ان نافية ومر علينا قبل ايام قليلة ان ان ترث لغة عربية على اربعة اوجه على اربعة اوجه الاول طيب ومثاله بنو غدانة ما ان انتم ذهب ولا صريخ ولكن انتم الخزف طيب تأتي ايضا خالد شرطية مثاله ولا تأتينا بشأن من القرآن او من السنة او من كلام العرب نعم ان يكن غنيا او فقيرا طلعوا اولى بهم هذه عين شرطية طيب ثالثا فوزي وتأتي نائم مثاله طيب مخفف من الثقيل مثاله قول الشاعر وان مالك كانت كرام المعادي طيب وقول المؤلف مبين قال اي بين فهي من ابانا الناقص او من ابى المتعدي ابان تأثيم متعدية ولازمة ويقال ابانا الشيء بمعنى اظهره ويقال ابانا الصبح بمعنى ظهر لماذا اذا مبين من الرباعي من ابانا يهين فهو مبين يحتمل ان تكون بمعنى بين على انها من من من القاصر ولا من المتعدي من القاصر ويحتمل في غير هذا السياق ان تكون بمعنى ابانا مثل القرآن وقرآن مبين ليس المعنى هو القرآن يبين بل وقرآن مبين للحق نعم قال الله تعالى ويقولون متى هذا الوعد؟ لا قبل قال المؤلف والتصريح بكفرهم وللتصليح بكفرهم موقع عظيم وين واذا قيل لهم انفقوا ما ذكرتم الله قال الذين كفروا ولم يقل قالوا قال الذين كفروا فله موقع عظيم ما هذا الموقع العظيم هذا الموقع العظيم اولا التصريح بكفر هؤلاء لو قال قالوا فقلنا لعله قالوا ذلك ليس ليس بسبب الكفر ولكن بسبب البخل هذي فائدة ان ان هذا الاظهار في موعد الاظمار في هذه الاية للتسبيح بكفره الفائدة الثانية ان مثل هذه المقالة لا تصدر الا منك فيكون الكفر عامة لكل من قال هذه المقالة وقد مر علينا بما سبق ان الاظمار في الاظهار في موظع الاظمار له ثلاث فوائد الفائدة الاولى تصليح الحكم على هؤلاء الذين يرجع اليهم الضمير والثاني ان من قال بمثل هذا فهو كافر او او ظالم حسب السياق والثالث العلة العلة وان وان هذا القول سببه كذا وكذا حسب ما يوصف ان اللام بمعنى عن يعني قال الذين كفروا عن الذين امنوا يعني قالوا في حق الذين امروا بالانفاق عليهم وهم المؤمنون ان اطعمهم الى ان شاء الله اطعامهم معناها معناها انها انها للصلة يعني ان هذا القول واصل للذين قالوا واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله هذا هذا القول قال الذين كفروا الذين قيل لهم للذين امنوا للقائلين فتكون اللام للصلة اي انها انها تصل هذا يقول في القائل الذي اورد على على هؤلاء قوله انفقوا ما رزقكم الله نعم كيف اي نعم. ايه. لانه يقول اذا كان اذا كنتم تعتقدون ان الامور بيد الله فكيف تأمرون ان ننفق على هذا على هؤلاء ولو شاء الله لاطعمهم من دوننا فانتم بامركم ايانا مع اعتقادكم ان الامر بيد الله يعتبر هذا ضلالا سبحانه وتعالى واذا قيل لهم انفقوا مما رزقكم الله الى اخره يستفادوا من هذه الاية الكريمة ان هؤلاء الذين كفروا يوعظون وينبهون ولكنهم يستكبرون واذا قيل لهم انفقوا مما رزقهم الله الحجة قائمة عليهم. ومن فوائد الاية الكريمة ان الانسان اذا انفق بامر الله فلا منة له على الله لان الله تعالى هو الذي اعطاه كقوله انفقوا مما رزقكم الله ومن فوائده الكريمة انه ينبغي للمتكلم الواعظ ان نبين الاسباب التي تحثه على فعل ما وعظ به لقوله مما رزقكم الله ومن فائدة الايات الكريمة انه ان هؤلاء الذين قالوا هذا الكلام ان يطعمون لو شاء الله واطعمه انهم كفار لقوله قال الذين كفروا ومن فوائدها ان البخل من صفات الكافرين بقوله قال الذين كفروا واذا كان من صفات الكافرين فانه لا ينبغي للمؤمن ان يتصف به كل ما كان من صفات الكافرين من اليهود والنصارى وغيرهم فان اللائق بالمسلم الا يفعله لانه اذا فعله صار متشبها بالكافرين في هذه الخصلة ومن فوائد الاية الكريمة ان الانسان قد يقول كلمة الحق يريد بها الباطل ها؟ انطعم من لو يشاء الله اطعمهم فنحن نؤمن بانه لو شاء الله لاطعم هؤلاء لكن حكمته عز وجل اقتضت ان يجعل هؤلاء فقراء وهؤلاء اغنياء ومن فوائد الاية الكريمة ان المشركين يقرون بمشيئة الله وانها نافذة في كل شيء كقولهم من لو يشاء الله اطعمه والمشركون او الكافرون لا ينكرون الربوبية اي لا ينكرون ربوبية الله عز وجل بل يقرون بها حتى الذين تظاهروا بانكارها انما ينكرونها بالسنتهم لقوله تعالى عن ال فرعون وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ولقوله موسى لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلاء الا رب السماوات والارض بصائر لكن ينكرون الربوبية استكبارا ومكابرة والا فان قرارة نفوسهم تشهد بها ومن فوائد الاية الكريمة الاساليب الدعائية التي يستعملها المشركون من قديم الزمان حيث قالوا لهؤلاء المؤمنين او لهؤلاء القائلين انفقوا ما ذاوقهم الله قالوا لهم ان انتم الا في ضلال مبين وهذا الوصف المشين للمؤمنين من الكافرين هذا لم يزل ولا يزال موجودا الى يومنا هذا فهم يصفون اهل الخير بالاوصاف العديدة المنفرة منهم او التي يقصدون بها استعداء الحكام على هؤلاء المؤمنين يقول هؤلاء رجعيون هؤلاء متخلفون هؤلاء متشددون هؤلاء متزمتون ها نعم وما اشبه ذلك من الكلمات التي يصفون بها اولياء الله عز وجل ونحن لا ننكر انه يوجد في اهل الخير واهل الدين من يغلو ويبالغ في عمله او في وصفه لغيره من التكفير والتفسيق حتى يكفر من لم يكفره الله ويفسق من لم يفسق الله نحن لا ننكر ان هذا موجود ولكن يبدو لي والله اعلم ان وجود مثل هؤلاء المتشددين انما جاء نتيجة لتطرف الاخرين في المعاصي والفسوق فيريدون ان يحدثوا رد فعل بالنسبة لهؤلاء ولو استقام الناس كلهم على الدين ما حصل هذا التطرف لكن اذا رأوا جانب متطرفا في السوق والعصيان وانه مستمر على ذلك ومقر على ذلك من بعض ولاة الامور حصل رد فعل مقابل لهؤلاء فتجدد هؤلاء في المقابل تراخي هؤلاء ولكن التوسط هو الخير التوسط هو الخير ومع هذا فان المتوسطين المعتدلين لا يسلمون من السنة المتطرفين الضالين ولا من السنة المتطرفين الغاليين فالغالون مثلا يقولون لهؤلاء المتوسطين انتم مفرطون انتم مداهنون انتم تقرون اهل الشر واولئك يقولون اهل الشر هؤلاء متشددون هؤلاء يريدون من الناس ان يكونوا على شاكلتهم والا فهم كافرون وما اشبه ذلك المهم ان القاب السوء التي يلقب بها اعداء الله لاولياء الله لم تزل موجودة ولا تزال موجودة الى يومنا هذا حتى اهل البدع يلقبون اهل السنة بالقاب السوء يقولون هؤلاء مشبهة اذا اثبتوا الصفات على الحقيقة وهؤلاء حشوية وهؤلاء نوابت وما اشبه ذلك من الكلمات التي تستوجب النفور منهم والحق والنيل من قدرهم ولكن هل هذا يضر اهل الخير لا هو لا يضرهم لكن يؤذيهم والاذية غير الضرر قد يتأذى الانسان بالشيء ولكن لا يتضرر به فها هو الانسان يتأذى من رائحة البصل والكرات والشيء المستقذر ومع ذلك لا يتضرر به وقد اثبت الله لنفسه انه يؤذى من المنافقين وغيرهم ونفى عن نفسه التضرر فقال الله تعالى ان الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وقال في الحديث القدسي يؤذيني ابن ادم يسب الدهر وقال في الحديث القدسي يا عبادي انكم لن تبلغوا ضري فتضروني المهم ان مثل هذه الالقاب لا شك انها تؤذي المؤمنين ويتأذون منها وتضيق بها صدورهم لكنها لا تضره بل هي نافعة لهم لانهم اذا صبروا عليها اجروا على الصبر واذا تأذوا بدون صبر صارت كفارة لهم لانه لا يصب المؤمن من هم ولا اذى ولا غم الا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها لا سيما وانه يؤذى هنا في ذات الله عز وجل فيكون هذا منقبة له ويكون هذا الانسان الذي اوذي في الله قد ناله ما نال اولياء الله عز وجل من الانبياء والشهداء والصديقين شهداء وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام انه يبتلى الصالحون الامثل فالامثل فاذا كان فيه قوة في دينه فانه يؤذى اكثر ليكون ابلغ في الامتحان واذا كان دينه اقل فان الله قد يرحمه فلا يحصل له من الاذية ما يحصل للاخر وقد وقد يبتليه الله عز وجل ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابه خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه نسأل الله السلامة طيب من فوائد الاية الكريمة المبالغة من اعداء الله بما يصمون به اولياء الله لقولهم ان انتم الا في ضلال مبين كأنهم حصروا حالهم من كل وجه في ايش؟ في الظلال المبين كانه لا لا لا هداية فيهم اطلاقا وما انتم الا في ظاهر وهذا غاية ما يكون من العدوان من هؤلاء ومن فوائد الاية الكريمة اثبات مشيئة الله وهي كثيرة في القرآن ولكن كل ما ذكر الله تعالى من المشيئة فهي مقرونة او مقيدة بايش؟ بالحكمة. اذ ليست مشيئة الله مجرد مشيئة. بل هي مقرونة بالحكمة