اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون فلا اطيعون توصيته ولا الى اهليهم يرجعون. ونفخ في الصور فاذا هم من اجداثي الى ربهم ينسلون قال الله سبحانه وتعالى ويقولون متى هذا الوعد؟ هذا درس جديد ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم يقول من يقول الكفار المكذبون بوعد الله عز وجل ومنه القيامة ومتى هنا استفهام استبعاد وتحدي استفهام واستبعاده هو تحدي يعني يقولون مستبعدين هذا الامر متحدين من يقوله يقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين ومتى هذه الخبر مقدم وهذا مبتدأ مؤخر وذلك لان متى واقعة موقع النكرة وهذا الوعد معرفة والمعروف ان المعرفة هو هو المبتدأ والخبر يكون نكرة وقد يكون معرفة لكن اذا وجد نكرة ومعرفة وامكن ان تكون المعرفة هي المبتدأ فهي المبتدأ لماذا؟ لان المبتدأ محكوم عليه فلابد ان يكون معرفة والمعرفة كما تعلمون تعين المدلول وتخصصه فلابد ان يكون محكوم عليه معلوما ولهذا قال العلماء في هذه القاعدة اذا وجد كلمتان احداهما معرفة والاخرى نكرة. وامكن ان تكون المعرفة هي المبتدأ فلتكن هي المبتدع لان وتعديل ذلك ان المبتدأ محكوم عليه فلابد ان يكون معلوما متعينا يقول متى هذا الوعد ان كنتم صادقين. قال الوعد بالبعث ان كنتم صادقين يقولون هذا ايش استبعادا وتحديا. ولهذا قال ان كنتم صادقين ان كنتم صادقين باننا نبعث فمتى يكون ولا شك ان هذا شبهة لاحظة شبهة داحضة لان الذين قالوا بالبعث لم يعينوه بيوم معين حتى يقول الله اعطونا البعث وانظر الى حجتهم في ايات اخرى تكون ابيض واذا تتلى عليهم اياتنا بينات ما كان حجته الا ان قالوا ائتوا بابائنا ان كنتم صادقين وهل الذين قالوا انهم يبعثون؟ قالوا انكم تبعثون في الدنيا حتى يقولوا اويتوا بابائنا ها؟ ابدا ما قالوا هكذا انما قال ستبعثون يوم القيامة فقولهم ايتوا بابائنا يعني ابعثوهم لنا هذا تحد في غير محله لانه ما قيل لهم ان انكم ستبعثون في الدنيا بل في يوم القيامة. هنا يقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين وش الجواب ذكر الله هذا في في القرآن قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم الى يوم القيامة لا ريب فيه فالوعد لم يأت وعد لم يحن وقته بعد. انتظروا انتظروا وسوف يأتي هذا الوعد ويقولون متى هذا الوعد؟ فيستفاد من ذلك ان بني ادم يصل الى حد التحدي لرب العالمين ولمن بلغ رسالتهم في قولهم ويقولون متى هذا الوعد وفيه ايضا ان من فوائدها ان الرسل بلغوا البلاغ المبين وبينوا للناس انهم سيبعثون ويجازون وانهم وعذوا بذلك لقولهم ويقولون متى هذا الوعد ومن فوائدها ان هؤلاء الذين قالوا هذا القول تحديا واستبعادا لم يصدقوا الرسل بل كذبوهم وليتهم نظروا في الامر وفكروا لقوله هنا ان كنتم صادقين قال الله تعالى ما ينظرون هذا الجواب ايضا في هذه الاية اجاب قال ما ينظرون اي ينتظرون الا صيحة واحدة وهي هي نفخة اسرافيل نظر واستعمل متعدية بنفسها واذا كانت متعدية بنفسها فهي بمعنى الانتظار مثل ما ينظرون الا صيحة واحدة فهل ينظرون الا سنة الاولين ولها امثلة وان تعدت بشيء صار المراد بها نظر الفكر سلمان بها نظر الفكر تقول نظر في كذا اي فكر فيه وتأمله واذا تعدت بلا فهي النظر في العين تقول نظرت اليه ومنه قوله تعالى وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة ما ينتظر هؤلاء الا صيحة واحدة وهي نفخة اسرافيل الاولى صيحة بان يصاحوا بهم وذلك في النفخة الاولى للصور لان هذه النفخة يكون لها صوت عظيم مزعج يفزع الخلائق قال الله تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله كل الخلائق تفزع الا من شاء الله عز وجل. فيفزعون فزعا شديدا يؤدي الى الصعق الى الموت وحينئذ تكون نفخة واحدة فيها فزع وفيها صاع قال الله تعالى ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم تأخذهم كما يأخذ العدو عدوه بحيث لا تمهله ولا تنظرهم وهم يخصمون بالتشديد. اصله يختصمون. نقلت حركة التاء الى الخاء وادغمت في الصاد اي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع واكل وشرب غير ذلك اصل يخي السموم اصله يختصمون يعتصمون يقولون نقلت حركة التاء الى الخاء والخاف الاصل ساكنة فصارت يخصمون يخصمون نعم وهذا احدى القراءات معكم المصحف اللي فيه القراءات بالفتح يخصمون لانه قال نقلت حركة التاء الى الخاء والتاء مفتوحة ولم يذكر شيئا اخر والقراءة التي في المصحف يخصمون وكأنها كسرت الخاء مراعاة لكسر الصاد. يخي الصمون فيها القراءة الثالثة يخصمون فيضربون. فتكون القراءات الان ثلاثا مثلا ذكر يخصمون ايه لكن الله يهديكم هذي يخصمون عندنا ثلاث قراءات الان هو ذكر قراءتين فقط. سبحان الله العظيم ليتكم ما تستعجلون بس في قراءتهم فقط عندي ومعكم الجمل اه للاستغناء عنها في الماضي كما وقعت من مضارعه الذي بقوله اهله يبتسمون وقوله اي بتمامها او بعضها. فتحت او او بعضها فتحت. فهذا قراءتان فتح الخاء فتحة تامة واختلاس فوق. اي نطلب بعض فتحها. وقوله واقيمت اي بعد قلبها صادق. وقوله وفي قراءة الى اخره تلخص من كلامه ان القراءات هنا ثلاث وبقي رابعا وهي مدح الياء وحسن الخاء وكسر الصاد المشددة. وعلى هذا وعلى هذه القراءة حركة الخاء ليست حركة نقل وانما هو لما حدثت حركة التاء صارت ساكنة فالتقت ساكنة مع الخاء فحركت اي الخاء بكسر على اصل التخلص من التقاء فتلخص ان القراءة اربعة وكلها سبعية وكلها مع فتح ياء وليس لنا قراءة سبعية زيد اذا بعد زاد على ثالثة وانتم تحاولون ان تكون قراءتان فقط نعم ولهذا انا انصحكم بعدم التصرف الكتاب معي انا وانا ارى كما ترون اللي معنا الان القراءات اللي ذكرها المؤلف القراءات التي ذكر المؤلف قراءتان فقط يقول وانتبهوا له عشان تعرفون حل المؤلف قال بالتشديد اصله يختصم نقلت حركة التاء للخاء وحركة التاء هي الفتحة واضغمت في الصاد ما هي لو ظلمت؟ التاء فصارت على هذه القراءة يخصمون يخصمون القراءة اللي في المصحف يخصمون بكسر الخاء هذه قراءتان القراءة الثالثة يخصمون فيضربون القراءة الرابعة التي اشار اليها المؤلف المحشي هو ان نجعل الخاء لا مفتوحة خالصة ولا مكسورة خالصة نختلس الفتحة فتكون بين الفتحة والكسرة هذي قراءة رابعة ما اشار اليها المفسر نعم القراءة الثالثة ايضا ما اشار اليها وهي القراءة الموجودة في المصحف يخصمون والقراءة الموجودة المصحف وجهها المحشي بان الحركة من من الصاد ازيلت ازيلت من التاء فصارت ساكنة فلما صارت ساكنة حركت الخاء بالكسر للالتقاء الساكنين حركت بكسر الساكنين على الاصل فالمهم اللي عندنا المؤلف يقول رحمه الله يقول اي وهم في غفلة عنها بتخاصم وتبايع واكل وشرب وغير ذلك فالصيحة اذا اخذته على غرة وهم غافلون عنها لاهون بامورهم ودنياهم يتخاصم بعضهم مع بعض وهذا يدل على عدم ائتلاف قلوبهم في تلك الساعة وانهم من جنس البهائم ولهذا لا تقوم الساعة الا على شرار الخلق نعم طيب ولم يذكر الله عز وجل سوى التخاصم كأنه كأن اكثر ما ما هم عليه في ذلك الوقت هو التخاصم والتباغظ والتدابر لانه ما عندهم ايمان هم شرار الخلق في معاملة الله وشرار الخلق في التعامل فيما بينهم وفي قراءة يخصمون فيضربون ان يخصم بعضهم بعضا فتكون فيكون الظهور للغالب في الخصومة. لا للحق لانهم في هرج ومرج وليس عندهم ايمان ولا مروءة ولا خلق هم شرار الخلق هم يساوي الخلق فكانت هذه والعياذ بالله حالهم عند قيام الساعة ومن فوائد الايات التي بعدها ما ينظرون الا صيحة اثبات علم الله عز وجل وسمعه لان قوله ما ينظرون جواب قولهم نعم ها متى هذا الوعد ومن فوائدها تهديد هؤلاء المكذبين بهذه الصيحة التي تأخذهم ومن فوائدها بيان قدرة الله عز وجل حيث يؤخذ هؤلاء كلهم بصيحة واحدة وقوله الا صيحة واحدة وهنا اكد الصيحة بواحدة ليبين انه لا يعيدها مرة ثانية بل باول مرة يؤخذ طيب ومن فوائد الاية الكريمة ان هذه الصيحة تأتيهم بغتة لقوله وهم يخصمون غافلون عنها ومن فوائد الاية الكريمة ايضا بيانها حال هؤلاء الذين تقوم عليهم القيامة وتأخذهم الصيحة وهي الخصوم والتنازع مما يدل على سوء احوالهم وسوء اخلاقهم وانهم لا هم لهم الا هذا الامر الا المخاصمة والمنازعة شحا وطمعا في الدنيا وغفلة عن الاخرة ولهذا جاء في الحديث الصحيح ان القيامة لابد الساعة ان الساعة لا تقوم الا على شرار الخلق. وهؤلاء من المعلوم انهم يأكلون ويشربون لكن لم يذكر الله الا هذا التخاصم لبيان سوء حالهم في تلك في ذلك الزمن ثم قال الله عز وجل فلا يستطيعون توصيه هذا مبتدأ درس جديد فلا يستطيعون توصية ولا الى اهلهم يرجعون يعني اذا اخذتهم لم لم يتجاوزوا مكانهم بل ولا يستطيعون الكلام لشدة ما هم فيه من الفزع من الفزع لا يستطيعون توصية يعني لا يستطيعون ان يوصوا الى اهليهم. والى صغارهم والى سفهائهم لان الامر عظيم لا يتكلمون في ولا الى اهلهم يرجعون لانهم لا يتجاوزون مكانهم فلا هم الذين وصلوا الى اهلهم وشاهدوهم ولا هم الذين استطاعوا ان يوصوا فيهم احدا وهذا يدل على ان الامر الذي يأخذه امر عظيم وهو كذلك. لان الله تعالى يقول ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه اتوه داخلين ثم قال عز وجل نعم قال ولا الى اهل المرجعون من اسواقهم واشغالهم بل يموتون فيها ونفخ في الصور وهو قرن النفخة وهو قرن النفخة الثانية للبعث وبين النفختين اربعون سنة نفخ في الصور النفح في الصور يذكره الله عز وجل دائما بالبناء للمجهول نفخ لان الابهام ابلغ في التهويل والتعظيم مما اذا ذكر الفاعل ولهذا تجدون قول الله تعالى فغشيهم من اليم ما غشيهم ابلغ مما لو بين هذا الذي غشيه فالابهام احيانا يفيد التهويل والتعظيم هنا ابهم النافخ وفي كل الايات مبهمة. النافق مبهم لبيان عظم هذا الامر وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام ان الذي وكل بنفس الصور هو اسرافيل احد حمامة العرش قال المؤلف النفخة الثانية للبعث وبين النفختين اربعون سنة فاذا هم من الابيات الى اخره نفخ في السور للبعث وقد ذكر الله تعالى ان نفخ في الصور في هذه الاية وفي سورة الزمر وفي سورة النمل وكذلك في سورة الانعام وغيرها المهم ان العلماء اختلفوا في النفخات هل هما ثلاث؟ هل هن ثلاث او هما اثنتان حسين منهم من قال انهما اثنتان ومنهم من قال انها ثلاث والظاهر انهما اثنتان فقط لكن الاولى منهما فيها فزع وصعب والثانية فيها بعث وهذا ظاهر ما ذهب اليه المؤلف حيث قال النفخة الثانية للبعث فتكون نفختان لكن الاولى منه ما يحصل فيها فزع عظيم ثم موت وقال بعض العلماء انها ثلاث النفخة الاولى فزع والنفخة الثانية صاع وموت والنفخة الثالثة بعض في سورة الزمر قال تعالى ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون فذكره اثنتين في سورة النمل ويوم ينفخون في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخلين ثم ذكر يوم القيامة وطوى ذكرى الثانية يكون هذا الفزع قبل الموت ثم الموت ثم البعث قال نفخ في الصور والصور قرن عظيم واسع ورد في الحديث ان سعته كما بين السماء والارض ينفخ فيه للبعث فتخرج الارواح منه وتأوي كل روح الى جسدها الذي تعمره في الدنيا لا تخطئوا على كثرة الارواح اللي خارجة من هذا السور لا تخطئ روح جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا حتى لو كنت ان عشرات الناس دفنوا في مكان واحد فان روح كل واحد لا تأوي الا اذا جسدها تقرير العزيز العليم جل وعلا قال الله تعالى فاذا هم اي المقبورون من الاجداث القبور الى ربهم ينسلون يخرجون قوله فاذا هم الف عاطفة واذا حرف دال على المفاجأة وهم مبتدع وجملة سلوم خبره ومن الاجداث والى ربهم متعلقة بينزلوه يقول الله تعالى فاذا هم يعني بمجرد ما يحصل نفخ لا يحصل وقت بينهما اي بين النفخ في الصور والخروج من القبور فاذا هم من الاجداد من القبور يخرجون الى الله تعالى مستعين وقوله فاذا هم من الاجداث الظمير فيهم قال المؤلف اي المقبورون من اين علمنا ان المراد المقبول لقوله من الاجداد لان الاجداد هي القبور وقوله فاذا هم من الاجداث هذا بناء على الاغلب الكثير لان من الناس من لا يكون في جدس بل يلقى في اليم او يلقى في الارض على ظاهرها او تأكله السباع او يحترق وتذره الرياح لكن الغالب والاكثر انهم في القبور وقوله الى ربهم فيها تقديم المعمول بافادة الحصر يعني لا يصلون الى دنيا او الى قريب او الى صديق وانما يصلون الى الى الله عز وجل والنسلة معناه السير بسرعة انا السيل بسرعة كما قال الله تعالى وهم من كل حدب ينسلون ان يخرجون بسرعة