اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا اه هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم فاذا هم جميع لدينا محضرون. فاليوم لا تظلم نفس شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون وقول هذا ما وعد الرحمن. الرحمن اسم من اسماء الله عز وجل. من الاسماء المختصة به. التي لا تطلق على فلا يسمى احد الرحمن واما رحيم فيوصف بها الخلق قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. لكن رحمن لا يجوز ان وصف بها احد والفرق بينها وبين الرحيم ان الرحيم باعتبار الفعل والرحمن باعتبار الوصف فاذا قال الرحمن يعني ذو الرحمة الواسعة والرحيم الذي يصل تصل رحمته الى من شاء من عباده وهنا ذكر هذا ما وعد الرحمن ولم يقل ما وعد الله لان رحمة الله يوم القيامة تتجلى تجليا اكثر منها في الدنيا فان الله فان الله تعالى مئة رحمة خلق منها او جعل منها رحمة في الارض فاذا كان يوم القيامة صار له مئة رحمة. التسعة وتسعون الباقية والرحمة الاولى وهذا يدل على تجلي رحمة الله تعالى في ذلك اليوم. ولهذا قال هنا هذا ما وعد الرحمن الرحمن يدل مشتق يدل على ايش على صفة الرحمة ويجب علينا في اسماء الله تعالى ان نؤمن بالاسم وش بعد؟ وما دل عليه من الصفة والاثر المترتب على ذلك ويزال نقول والحكم الرحمن اسمه والرحمة صفة ويرحم من يشاء فعله سبحانه وتعالى وهو اثر الراحمين قال هذا ما وعد الرحمن وعبدالرحمن لانه سيكون يوم يبعث فيه الناس ويجازى في المحسن باحسانه والمسيء باساءته ومجازاة المحسن الحق بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف اذا اظاهم كثيرا قال هو صدق فيه المرسلون تدرك بمعنى اخطأ بالصدق وصدق نعم بمعنى صدقوا القائل والتصديق من المخاطب والصدق من المتكلم وقد صدق ويقال صدق صدق بمعنى ايه اخبر بصدق قال الله تعالى ولقد صدقكم الله وعده اذ تحسونهم باذنه وصدق ايش صدق القائل يعني اقر بقوله واعترف به. قال الله تعالى والذي جاء بالصدق وصدق به فهو صادق مصدق والله اعلم. نعم. الفوائد طيب يقول الله عز وجل قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا في هذا دليل على شدة حصة المكذبين الذين يكذبون بالبعث اذا بعثوا يقول يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ودليل ذلك قولهم يا ويلنا وهذه الكلمة دعاء بالثبور والحسرة على من نطق بها ومن فوائد الاية الكريمة ان عذاب ان عذاب البرزخ بالنسبة لعذاب الاخرة هين حتى انه مثل النوم عند النائم ومن فوائد الاية الكريمة توبيخ هؤلاء المكذبين حين يقال لهم هذا ما وعد الرحمن ومن فوائد الاية الكريمة ان الله تعالى صادق الوعد لا يخلفه وذلك لان اخلاف الموعد يكون من احد امرين اما كذب واما العجز وكلاهما منتفا عن الله عز وجل فلا كذب في وعده ولا عجز عن تنفيذه. ولهذا فهو عز وجل لا يخلف الميعاد لكمال صدقه وقدرته. ومن فوائد الاية الكريمة صدق الرسل عليهم الصلاة والسلام فيما اخبروا به. من البعث وغيره. لقوله وصدق المرسلون ومن فوائدها ان المشركين كانوا يقرون بالحق لكن متى اذا شاهدوا الحق والاقرار بالحق بعد مشاهدته لا ينفع لان الاقرار بالحق اذا لم يكن غيبا لم يكن الانسان مؤمنا بالغيب بل كان مؤمنا بالشهادة فان قلت قال الله تعالى ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين فهنا انكروا الشرك مع انهم كانوا مشركين بل انهم يقرون بشركهم كما قال تعالى يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لوتس بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا فكيف الجمع الجمع بينهما ان يقال ان يوم القيامة ليس لحظة ولا ساعة قليلة بل هو خمسون الف سنة فهم يتقلبون احيانا يوقظون بكل ما عملوا واحيانا ينكرون اذا رأوا نجاة المؤمنين قالوا والله ربنا ما كنا مشركين لعلهم ينجون كما نجى غيره ولكن يختم على افواههم وتكلم ايديهم وارجلهم وحينئذ يقرون ولا يكتمون الله حديثا. يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ففي هذا دليل او يؤخذ من هذه الاية فوائد منها دعاء هؤلاء الكفار على انفسهم بالويل اذا شاهدوا الحساب يوم القيامة لقوله يا ويلنا من بعث من مرقد ومن فوائدها ان البقاء في القبور ما هو الا كنوم نائم ينام ثم يستيقظ ويغادر المكان لقولهم من مرقدنا ومن فوائد الاية ان ان ان الله عز وجل يبين لهم توفيقا بان هذا ما وعد الرحمن به من البعث والجزع وفيه ايضا انه يقرون على الاحتمال الثاني يقرون على انفسهم بان ما وعده الله ما وعد الله به فسيقع بناء على ان قوله هذا ما وعد الرحمن من كلامه ومن فوائدها ايضا ان الرسل عليهم عليهم الصلاة والسلام صادقون فيما يخبرون به عن الله سبحانه وتعالى وعن غيره لقوله وصدق المرسلون ثم قال ان كانت الا صيحة واحدة فاذا هم جميع الذين محضرون في هذه الاية دليل على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى وانه عز وجل يصلح باصحاب القبور صيحة واحدة فيقول مثلا اخرجوا فيخرجون جميعا لا يتخلف منهم احد واذا ولهذا قال فاذا هم جميع لدينا محضرون ومن فوائدها ايضا ان الله سبحانه وتعالى اذا امر بشيء لا يعيد الامر مرة ثانية بل يكون الشيء باول باول امر ونظير ذلك قوله تعالى وما امرنا الا واحدة في لمح بالبصر الذي يعيد الامر او الكلام هو العاجز واما القادر فلا يعيده من فوائدها ايضا الاشارة الى ان الله تعالى ينزل للقضاء بين عباده يؤخذ من قوله لدينا محضرون اي عندنا والعند يدل على القرب وقد ثبتت النصوص او وقد ثبت بالنصوص ان الله عز وجل ينزل للقضاء بين عباده فيقضي بينهم قال الله تعالى فاليوم لا تظلم نفسا شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون اليوم يعني يوم القيامة حين يحظر الناس للفصل والقضاء فهل هنا للعهد بالعهد الحضور يعني ففي حضرتهم لذلك اليوم حينما يحظرون لا تظلم نفس شيئا وقوله لا تظلم نفسا شيئا اي لا تنقص والنقص يكون باحد امرين يرحمك الله اما بزيادة السيئات واما بنقص الحسنات وكلا الامرين منتفي كما قال الله تعالى ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هظما اي لا يخاف هظما من حقه في الحسنات ولا ظلما بزيادة السيئات يقول لا تظلموا نفس شيئا ونفس نكرة في سياق النفي فتشمل كل نفس حتى الكافر يكون عذابه على حسب عمله ولهذا قال ولا تجزون الا ما كنتم تعملون يعني لا تكافؤون على اعمالكم الا ما كنتم تعملون. قال المؤلف رحمه الله الا جزاء ما كنتم تعملون وانما قدر جزاء لئلا يتسلط الفعل على نفس العمل والعمل قد مضى وانقضى والذي يوجد في يوم القيامة هو الجزع. ولهذا قال الا جزاء ما كنتم لا نفس العمل فان العمل كان في الدنيا ليس في يوم القيامة والذي في يوم القيامة هو الجزاء فلهذا قدر المؤلف الا جزاء ما كنتم تعملون فان قال قائل كلام المؤلف هنا افلا يكون منتقدا لانه كالاستدراك على كلام الله عز وجل الجواب على هذا ان يقال لا ليس بمنتقد وليس مقتضاه الاستدراك على كلام الله لان المؤلف اراد ان يفسر المعنى المراد ولا ولم يرد ان في الكلام نقصا وقد علم في البلاغة ان الاجازة نوعان ايجاد حذف وايجاز قصر ايجاد الحذف معناه ان تكون الجملة فيها شيء محذوف يعلم من السياق وايجاز قصر ان تكون الجملة ذات كلمات يسيرة ولها معان كثيرة على كلام المؤلف يكون في الكلام ايجاز حذف. طيب فاذا قال قائل ان هذا التركيب الذي ذكره المؤلف فيه شيء من الركاكة لا تجزون الا جزاء ما كنتم تعملون اذا قورن بقوله ولا تجزون الا ما كنتم تعملون الجواب نعم القرآن افصح بلا شك وابين واشد لان التعبير عن الجزاء بالعمل ابلغ في تأثير ابلغ في التأثير على النفس فاذا علم الانسان انه لا يجزى يوم القيامة الا عمله فانه سوف يزدجر عن المحرمات وسوف يقوى على فعل المأمورات لانه يعلم ان عمله هذا نفسه هو الذي سيجزاه يوم القيامة فالذي يظهر لي ان ان ان الكلام لا يحتاج الى هذا التقدير الذي ذكره المؤلف. لان جعل الشيء الذي هو العمل هو الذي يجزى به الانسان ابلغ في اثارة النفس كما قررناه. وقوله الا ما كنتم تعملون كنتم تعملون متى؟ في الدنيا. وتعملون هذه الخبر كان وتحتاج الى الجملة تحتاج الى عائد يعود على الموصول على ما لانه قد تقرر في علم النحو ان كل اسم موصول يحتاج الى عائد عائد يربطه بصلته كما ان كل خبر للمبتدأ يكون جملة يحتاج الى رابط. يربط بين الجملة الخبرية وبين المبتدأ التي هي خبر عنه هنا نقول نقول ان العائد محذوف اي ما كنتم تعملونه العمل يطلق بلا شك على الفعل ويطلق ايضا على القول ويطلق على عمل القلب علامة القلب وهو الركون الى الشيء والاطمئنان به فاذا اطلق العمل شمل هذه الثلاثة هي ها يطلق على الثلاثة كلمة عمل تكون للثلاثة. نعم عمل القلب وهو ركونه الى الشيء ورضاه به وطمأنيته به هذا يسمى عمل عمل عمى القلب قول يعني عمل اللسان فعل عمل الجوارح. هذا اذا اطلق العمل اما اذا قيل عمل وقول او قول واعتقاد وعمل فان العمل يفسر هنا لماذا؟ بالفعل. الذي هو عمل الجوارح وهذا كثير ما وهذا يكون كثيرا في اللغة العربية وفي القرآن وهو ان الشيء اذا افرد يكون شاملا واذا قورن بغيره صار خاصا لانه اذا قرن بغيره صار الكلام على جهة التقسيم على جهة التقسيم والتقسيم لا بد فيه من مقسم المقسم يكون كل قسيم منه ضدا للقسيم الاخر والخلاصة الان ان المراد بالعمل هنا ايش؟ عمل القلب والجوارح واللسان الذي هو القول. يشمل كل هذا. لان هذا كله يجازى عليه الانسان يوم القيامة طيب فاذا قال قائل هل يشمل الكف هل يشمل العمل الكف اي اذا ترك الانسان المعصية هل يقال ان هذا عمل يجزى عليه الجواب نعم يقال انه عمل يجزى عليه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام من هم بالسيئة فلم يعملها كتبها الله حسنة كاملة. حسنة كاملة لانه ترك هلة فما وجه كون الترك عملا لان الترك كف النفس كف النفس عن جماحها واقدامها فهو عمل وحينئذ نقول الكلمة يعني يعملون تشمل اربعة اشياء هي فانه عمل ويجزى عليه الانسان ثم قال عز وجل فاليوم لا تظلم نفسا شيئا ولا تجزون الا ما كنتم تعملون من فوائد الاية الكريمة انتفاء الظلم مطلقا في يوم القيامة لانه يوم العدل كما قال تعالى ونضع موازين القسط ليوم القيامة ومن فوائدها من فوائد الاية الكريمة ان الانسان لا يظلم لا بقليل ولا بكثير لان شيئا نكرة في سياق النفي فتكون للعموم فاذا قال قائل وفي غير هذا اليوم هل يظلم احد فالجواب لا لا يظلم لكن ذكر هذا اليوم لبيان الواقع لان هذا اليوم هو يوم الجزاء فكانه قال هذا اليوم الذي هو يوم الجزاء ليس فيه ظلم ونظير ذلك قوله تعالى لا ظلم اليوم طيب من فوائد الاية الكريمة ان الجزاء من جنس العمل لقوله ولا تجزون الا ما كنتم تعملون فيستفاد منه كمال عدل الله عز وجل وهذه فائدة متبرعة على الفائدة التي قبلها فان قال قائل اليس الانسان العامل الحسنة يجزى بعشر حسنات فالجواب بلى لكن هذا من الجزاء الذي وعد الله به فلا يكون منافيا لظاهر الاية لان الله تعالى وعد من جاء بالحسنة ان ان يجعل له عشر امثالها فتكون داخلة في قوله الا ما كنتم تعملون ومن فوائد الاية الكريمة جواز التعبير بالسبب عن المسبب من اين تؤخر يا عمر كيف ذلك دفاعا عن العمل المصري نعم والعمل سبب سبب للجزاء فيكون فيه التعبير بالسبب عن المسبب