اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاكهون هم وازواجهم في ظلال على الارائك متكئون. لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون. سلامهم قولا من رب رحيم. وامتازوا اليوم ايها مجرمون. ثم قال تعالى ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون. ثم قال وامتازوا ايها المجرمون لما ذكر الله عز وجل ان ذلك اليوم يجازى فيه العامل بعمله ذكر اصناف العاملين وهم صنفان الصنف الاول اصحاب الجنة هو الصنف الثاني المجرمون المجرم هو مقترف الذنب كما سيأتي اصحاب الجنة لم يذكر عملهم لكنه ذكر في ايات كثيرة عملهم الذي يكون سببا لدخولهم الجنة. قال ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون الجنة اصحاب جمع صحب وصحف جمع اسم جمع صاحب والصاحب هو الملازم لمصحوبه ولا يسمى الشيء صاحبا للشيء الا بعد الملازمة حسب ما يقتضيه العرف الا شيئا واحدا استثناه العلماء وهو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فان صحبته تثبت بمجرد اللقاء ولو لحظة فكل من اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك ولو لحظة فهو صحابي له طيب الجنة مر علينا انها في اللغة العربية اسم للبستان الكثير الاشجار وسمي بذلك لانه لكثرة اشجاره يجن من فيه وما فيه ايضا من فيه وما فيه يجن بمعنى ايش؟ بمعنى يستر لان هذه المادة الجيم والنون كلها تدور على هذا المعنى وهو الاستتار. ومنه سمي الجنين لاستتارة في بطن امه وسمي الجن لاستتارهم عن الاعين. وسميت الجنة لان المقاتل يستتر بها عن السهام الجنة اذا في اللغة كل بستان كثير الاشجار سمي بذلك لانه جن من فيه وما فيه من فيه من الساكن وما فيه من الاشجار الصغيرة التي تكون تحت الاشجار الكبيرة. هذا هو اصل اصل معنى هذه الكلمة في اللغة لكن معناها شرعا هو او هي الدار التي اعدها الله سبحانه وتعالى للمتقين وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الجنة هي الدار التي اعدها الله تعالى للمتقين فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ولا يصح ان نقول ان الجنة في الاخرة هي البستان الكثير من الاشجار. لو قلت هكذا لنزلت من قيمتها في نفوس الناس لكن اذا قلت هي الدار التي اعدها الله للمتقين فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر صار ذلك حافزا للعمل لها وقوله اليوم يعني يوم القيامة وهل هنا للعهد؟ اي العهدين اه اي العهود الذكر ذات الذكر لانه سبق ذكره وان تكونوا لعهد الذكر اذا سبق مدخولها او اذا سبق ذكر مدخولها ومنه قوله تعالى كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فاذا كان مدخول سبق ذكره فهي للعهد الذكري ان اصحاب الجنة اليوم في شغل الجار مزور هو خبر ان في شغل يقول المؤلف في سكون الغين وظمها الشغل وشغل القراءتان سبعيتان او احداهما شاذة سبعيتان لان المؤلف رحمه الله من طريقه انه اذا قال في قراءة وفي قراءة فهما متساويتان اي كلاهما قراءة او كلتاهما قراءة سبعية اما اذا قال وقرأ فان هذه القراءة تكون شاذة فليعلم اصطلاحه حتى لا يشتبه نعم ما رأيت في كلام المؤلف هذا وفي قراءة فاعلم ان هذه القراءة سبعية يعني انها من القراءات الصحيحة التي ان شئت فاقرأ بها وان شئت فاقرأ بالقراءة الثانية. فيجوز لنا الان ان نقول ان اصحاب الجنة اليوم في شغل ان اصحاب الجنة اليوم في شغل فكه وهل الافضل ان نقتصر على قراءة واحدة؟ او ان نقرأ تارة بهذه وتارة بهذه الصحيح ان الافضل ان نقرأ بهذه تارة وبهذه تارة لان الكل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. ونحن اذا بقينا على قراءة واحدة هجرنا بقية القراءات مع انها شرعية ثابتة عن عن الرسول عليه الصلاة والسلام. فالاولى ان تقرأ مرة بهذه ومرة بهذه. الا امام العامة فلا تفعل لانك اذا قرأت بقراءة مخالفة عما بايديهم عما بين ايديهم من المصاحف فسوف يكون في ذلك فتنة سوف يكون في فتنة ويكون في ذلك زعزعة للثقة في كتاب الله عز وجل لكن اذا كنت تقرأ لنفسك او تقرأ بين طلبة علم فالافظل ان تقرأ احيانا بهذا واحيانا بهذا قال المؤلف رحمه الله في شغل بصكون الغين وظمها. عما فيه اهل النار مما يتلذذون به اذا هم منشغلون عما فيه اهل النار ولو ان المؤلف جعلها مطلقة على اطلاقها لكان اولى هم في شغل عن كل شيء بما هم بما يتلذذون به بما يتلذذون به يعني كأنهم لا يفكرون في اي شيء اخر لان هذا الذي هم فيه من النعيم قد ايش؟ قد شغله وانشغلوا به عن عن غيره وهذا كقوله تعالى خالدين فيها لا يبغون عنها حولا. اي لا يبغون تحولا او نزولا عما هم فيه. بل ولا صعودا حتى النازل منهم يرى انه اكمل الناس نعيما فالاولى ان نطلق ونقول فيه شغل اي انهم مشتغلون بما هو فيه من النعيم عن كل شيء لا ينظر احدهم او لا ينتظر احدهم نعيما ارقى مما هو فيه بحيث يرى ان نعيمه ناقص ولا ولا يلتفت الى شيء ابدا في شغل قال المؤلف كافتظاظ الابكار الكافرون للتشبيه وليس وليست للحصر يعني من جملة ما ينشغلون به التلذذ بافتظاظ الابكار يعني النساء من نساء الدنيا وكذلك الحور العين وانما مثل المؤلف بذلك لقوله هم وازواجهم في ظلال هم وازواجهم في ظلال. قال كافتظال الابكار لا شغل يتعبون فيه. لان الجنة لا نصب فيها نعم يعني لا تعب فيها معلوم ان هذا الشغل ليس شغلا يتعبون فيه ولكنهم ولكنه شغل يستريحون فيه لانه شغل فيما يسر وفيما يحصل به التنعم قال فاكهون ناعمون. خبر ثان لان والاول في شغل تافهون خبر ثاني لان اين الاول؟ في شغل الجار مجرور فتكون ان هنا لها خبران وهل يجوز ان يتعدد الخبر؟ الجواب نعم. يجوز ان يتعدد الخبر. قال الله تعالى وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد هذا خمس خبرات الخبر يجوز ان يتعدد لكن تعدد الخبر قد يكون لكل كلمة منه معنى مستقل وقد يكون او قد تكون الكلمتان في معنى كلمة واحدة فمثلا اذا قلت هذا البرتقال حلو حامل حلو حامض هاتان كلمتان لكنهما بمعنى ها؟ كلمة واحدة اي مز مز يعني جامع بين الحلاوة والحموضة لكن لو قلت فلان قائم مسرور هل الخبران بمعنى خبر واحد؟ لا كل واحد منهما له معنى مستقل بدليل ان احدهما ينفرد عن الاخر بمعنى مستقل الخلاصة الان اننا فهمنا من كلام المؤلف ان الخبر يجوز ان يتعدد سواء كان منسوخا كما في الاية ام غير مسروق؟ قال قال في هم مبتدأ وازواجهم معطوف عليه في لا خبر المبتدأ هم اي اصحاب الجنة وازواجهم جمع زوج وتطلق على الذكر والانثى فيقال هذا زوج فلانة ويقال هذه زوج فلان هذه زوج فلان لكن اهل العلم قالوا يجب التفريق وان كان لغة ضعيفة في باب الفرائض فيقال زوجة للانثى ويقال زوج للرجل. لماذا؟ لان لا يشتبه على المتعلم كون المسألة المتوفى فيها زوج ذكر او زوج انثى والا فاللغة العربية الفصحى حذف التاء من زوج سواء كان للانثى او للذكر هم وازواجهم في ظلال جمع ظلة او ظل خبر يعني انه في ظلال خبر للمبتدأ هم والظلال جمع ظلة او جمع ظل والمعنى المعنى لا يختلف كثيرا فهم في ظلال ليس ليس عندهم شمس تسهرهم او تسخن الجو وانما هو انوار انوار قال بعض اهل العلم كالنور الذي يكون بين طلوع الفجر وطلوع الشمس نور ساطع ولكنه لطيف لان الطف ما يكون هو مثل ذلك الوقت. فهو ظل ظليق. على الارائك جمع اريكة وهو السرير في الحجلة او او الفرش فيها على الارائك خبر مقدم ومتكئون مبتدأ مؤخر ويجوز ما ذكره المؤلف فيما بعد قال على رأيك جمعريكة الاريكة هي السرير في الحجلة او الفراش فيها ولكن الاكثر انها السرير والخجلة عبارة عن بيت صغير في وسط البيت الكبير يعني انها بمنزلة الحجرة الخاصة في المنام فيما نعرفه بيننا. فالدار مثلا تشمل حجرا كثيرة متعددة والحجرة الخاصة بالنوم هي مثل الحجلة خيمة صغيرة تكون خاصة بالرجل واهله او بالرجل وحده او بالمرأة وحده متكئون خبر ثان ايش متعلق على متعلق على يعني على الارائك متعلقة بمتكئون وعلى كلام المؤلف يكون المبتذا هم وفي ظلال خضر ومتكئون متعلق على متعلق على يعني على الارائك متعلقة وعلى كلام المؤلف يكون المبتذا هم وفي ظلال خضر ومتكئون خبر ثان فالجملة على كلامه واحدة ولا متعددة؟ الجملة واحدة الجملة واحدة هم في ظلال متكئون الجملة واحدة لكنها متعددة الخبر طيب على الارائك على كلام المؤلف متعلقة بمتكئون وفائدة او او مناسبة تقديمها على عاملي مراعاة الفواصل فواصلوا الاية وانتم تعلمون ان القرآن الكريم يكون فيه مراعاة الفواصل حتى وان ادى الى تقديم المفضول على الفاضل. كما في قوله تعالى في سورة طه ها؟ رب هارون وموسى. وقدم هارون على موسى مع ان موسى افضل للفواصل لان الفواصل اذا كانت متفقة كان لها تأثير في الاستماع والاصغاء. والقرآن ابلغ الكلام هذا ما ذهب اليه المؤلف ولنا رأي ثاني في المسألة في في الاعراب ان تكون على الارائك خبر مقدم ومتكئون مبتدأ مؤخر وعلى هذا فتكون فيكون لدينا جملتان جملة هم وازواجهم في ظلال نعم والثانية؟ متكئون على الارائك وما ذكرناه اعم لان ما ذكرناه يشمل ان يكونوا متكئين على الارائك مع زوجاتهم او بدون زوجاتهم. وعلى كلام المؤلف يقتضي ان يكونوا متكئين على رأيك مع الزوجات ثم قال عز وجل لهم فيها فاكهة ولهم فيها ما يدعون ما يتمنون قال له ايه متعلق على متعلق يعني ان المتكئون تعلقت به على لهم فيها فاكهة ولهم فيها ما يدعون. ها؟ تفسير تفسير لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون الى اخره لهم اي لاصحاب الجنة فيها اي في الجنة. فاكهة اي ما يتفكهون به وكل اكل اهل الجنة فاكهة لانهم يأكلونه على سبيل التفكه لا على سبيل الحاجة والضرورة نحن في الدنيا نأكل احيانا تفكها واحيانا للحاجة. واحيانا ايش؟ للظرورة اما في الجنة فكل ما نأكله للتفكر للتفقه لانه ليس هناك حاجة ولا ظرورة. ولهذا يأكل الانسان الاكل وياخد ويخرج هذا الاكل رشحا يعني مثل العرق اطيب من ريح المسك وليس فيها بول وليس فيها غائط فاذا قال قائل انت اذا جعلت الفاكهة اسما لكل ما يأكلون لانهم يأكلونه على سبيل التفقه فكيف تجيب عن قوله تعالى فيها فيهما فاكهة ونخل ورمان والاصل في العطف ان يكون المغايرة الاصل في العطف ان يكون للمغايظة والنخل والرمان يؤكل ولا لا؟ يؤكل فالجواب يعلم مما ذكرنا انفا وهو ان الشيء اذا افرد صار له معنى عام واذا قرن بغيره صار له معنى خاصا مقابلا لما قرن معه لان التقسيم يقتضي هكذا تقسيم يقتضي هكذا ان يكون المقسم اليه من طرف غير المقسم اليه من الطرف الاخر. فنقول النخل والرمان نص عليهما بخصوصهما لخاصية فيهما والا فهما من من الفاكهة ويكون هذا من جنس عطف الخاص على العام وعطف الخاص على الان في اللغة العربية كثير مثل احمد ايه وغير الاية؟ لان ما يمكن تستشعر بما تحكم به وما اوتي هذا لا هذي ما بعث في العام على الخاص نريد عطف الخاص على العام عادل تنزل الملائكة والروح فيها. والروح جبريل وهو من الملائكة طيب قال لهم فيها فاكهة ولهم قال المفسر فيها ما يدعون يتمنون كل ما يتمنونه فانه حاصل بل ان الله يعطيهم اكثر مما يتمنون يعطيهم اكثر مما يتمنون لان امنية الانسان محدودة قد يرى ان هذا اكبر شيء وفيه شيء اخر اكبر منه ولا ولكنه لا يدركه كنا نقول ونحن صغار المليون اكثر شيء اكثر شيء وين اللي عندهم اليوم وصار الملونة الان اكثر شي؟ ها؟ صار فوقه اشيا. فوقه بلايين وفوق البلايين بعد اشياء ثانية. فالمهم ان الانسان في الاخرة يعطى كل ما يتمنى بل يزاد على ما يتمنى فاذا قال قائل هل الجواب ان هذا امر محتمل يحتمل ان الانسان اذا اشتهى شيئا حصل لها شيء ويحتمل انه لابد ان يدعيه والدعوة بمعنى الطلب لابد ان يطلبه وفائدة الطلب اظهار صدق الارادة اظهار صدق الارادة كما ان الفعل يدل على صدق الارادة فلو ان احدا من الناس قال انا اريد ان ان ازور فلانا هذه الارادة لا تظهر فان هذه الارادة لا تظهر الا ها اذا زاره بالفعل والا فما دام لم يقم بالفعل فان الارادة قد تكون غير صادقة على كل حال يكفينا ان ان الله عز وجل يقول وفيها ما تشتهيه الانفس وتلذذ الاية فان ظاهر الاية ان كل ما تشتهيه وان لم تطلبه يحصل لك قال الله عز وجل سلام قولا من رب رحيم كلام قال المؤلف مبتدأ قولا اي بالقول خبره من رب رحيم بهم ان يقول لهم سلام عليكم يعني معنى كلام المؤلف ان الله سبحانه وتعالى يقول لهم كلام وقول هنا منصوب على كلامه بنزع الخافظ منصوبة بين يدي الخافظ لانه قال اي بالقول والنصب بنزع الخافض بغير ان وانت ليس بمطلب بل هو سماع سماع يعني ان سمع عن العرب النصب عمل به وان لم يسمع فانه لا يعمل به وقاعدة ذلك انه قد قد يحذف الجار قد يحذف جر يعني حرف الجر فاذا حذف حرف الجر صار مدخوله منصوبا ويقال فيه منصوب بايش؟ بنزع الخافض منصوب بنزع الخافض ولكنه كما قال مالك بان وان يضطرب مع امن لبس فعجبت ايدوا اظنكم اجبتم هذا فيما سبق ها؟ في انه ان يضطرب لكن بشرط ايضا ان يؤمن اللبس فعجبت ايدوا على كل حال المؤلف مشى على ان قولا منصوب برضى الخالق اي يقال لهم سلام عليكم وهذا القول صادر من من رب رحيم سلام قولا من رب رحيم بهم. اي يقول لهم سلام عليكم ويقول وامتازوا اليوم ايها المجرمون قوله ويقول يعني الله عز وجل وفي الجزم في ذلك نظر فقد يكون فقد يكون الله عز وجل هو الذي يقول للمجرمين امتازوا وقد يكون القائل ملكا من الملائكة المهم انه يقال للمجرمين انفاز اليوم. ولهذا لو قال المؤلف ويقال لكان اولى لان الجزم بان القائل هو الله يحتاج الى توقيف يعني الى نص من الشارع يقول وامتازوا اليوم ايها المجرمون اليوم المراد باليوم يوم القيامة فهل هنا فيه للعهد الذكر ايها المجرمون قال المؤلف اي انفردوا عن المؤمنين عند اختلاطهم بهم يعني يقال يوم القيامة امتازوا ايها المجرمون تميزوا عن المؤمنين انفردوا عنهم لان طريق المجرمين غير طريق الابرار الابرار طريقهم الى الجنة وهؤلاء طريقهم الى النار كما قال الله تعالى يوم نحشر المتقين الى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين الى جهنم وردا فيمتاز هؤلاء عن هؤلاء يقال لهم هذا على سبيل التوبيخ والاهانة لانك اذا رأيت مجتمعا تقول مثلا ايها الطائفة الفلانية امتازوا ابتعدوا صار في هذا من اذلالهم واهانتهم ما هو ظاهر وقول ايها المجرمون من هو المجرم المجرم فاعل الاجرام والاجرام هو الذنب والاثم اي ايها الاثمون المذنبون يمتاز عن المؤمنين المطيعين ثم قال عز وجل ان اصحاب الجنة اليوم في شؤون فاكهون الى اخر الاية بهذا دليل على ان الناس نعم من فوائد الاية الكريمة ان الناس ينقسمون في ذلك اليوم الى قسمين قسم هم اصحاب الجنة وقسم هم اصحاب النار اصحاب الجنة هذا جزاؤهم في شؤون فاكهون ويستفاد من قول الفاكهون كمال نعيمهم لان كلما كمل النعيم كمل التفكه بهذه النعمة التي يتنعم بها الانسان من فوائد الاية الكريمة ايضا ان لاهل الجنة زوجات كقوله هم وازواجهم في ظلال وقد وصف الله هذه هؤلاء الزوجات بصفات كثيرة فقال عز وجل في في سورة الرحمن فيهن قاصرات الطرف لم يقمكن انس قبلهم ولا جان وقال فيهن خيرات فقاصرات الطرف يعني انها تقصر طرفها على زوجها لا تنظروا الى غيره لانها ترى ان ان زوجها اكمل الازواج. فلا يمتد نظرها الى غيره. وهي ايضا قاصرة لطرف زوجها عليها فزوجها لا لا يتعدى او لا يمتد بصره الى غيره فكل منهما راض بصاحبه وهن ايضا خيرات الحسان خيرات الطباع الوجوه والاجفان وصفاتهن كثيرة في القرآن الكريم ومن فوائد الايات الكريمة ان ان الجنة ليس فيها شمع لقوله هم وازواجهم في ظلال ومن فوائدها كمال راحة اهل الجنة لقوله على الارائك متكئون فان المتكئ عادة يكون مستريحا مطمئنا وكلما اطمئن الانسان ازدادت راحته والاتكاء على الارائك لا شك انه دليل على راحة البال وعدم الانشغال ومن فوائد الاية الكريمة ان لاهل الجنة فيها الفاكهة وهي كل ما يتفكه به وقد ذكرنا ان جميع طعامهم فاكهة يتفكهون به ومن فوائدها ايضا ان لاهل الجنة كل ما يتمنونه بل يعطون اكثر مما يتمنون وفيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من فوائد الاية الكريمة ان هذا القرآن الكريم مكاني تثنى فيه المعاني فيذكر الشيء ويذكر ضده لانه لو ذكر ما يكون به الرجاء دون ما يكون به الخوف لغلب جانب الرجاء على جانب الخوف ووقع الانسان في الامن من مكر الله ولو ذكر فيه جانب الخوف دون جانب الرجاء لوقع الانسان في القلوب من رحمة الله فكان الله عز وجل اذا ذكر النعيم ذكر ضده واذا ذكر اصحاب الجنة ذكر اصحاب النار وهكذا وهذا احد معاني قوله تعالى كتاب متشابها متان الله نزل في الحديث كتابا متشابها مثانيا يعني انه تثنى فيه المعاني حتى يكون السير الى الله سبحانه وتعالى على الوجه المطلوب. ان المؤلف اعرب سلام على انها مهتداة واعرب وان خبره قولا على انه منصوب بنذر خاسر اي سلام بالقول من رب رحيم وهذا احد الوجوه في الاية الكريمة ويجوز ان يكون سلام خبر مبتدأ محذور اي هي سلام يعني الجنة سلام كما قال الله تعالى والله يدعو الى دار السلام ويجوز ايضا ان يكون الخبر قوله من رب رحيم اي سلام بالقول من الله واقع من الله عز وجل وهذه الوجوه لا ينافي بعضها بعضا من حيث المعنى فان المعنى كله واحد وهو ان الله تعالى يسلم عليهم بالقول ويقول سلام عليكم لاهل الجنة وقوله من رب رحيم الرب بالنسبة الرب في اللغة العربية يطلق على عدة معاني فيطلق على رب العالمين عز وجل وهو بهذا المعنى يشمل الخلق والملك والتدبير الرب هو الخالق المالك المدبر. ويطلق الرب على الصاحب مثل قولهم رب البيت اي صاحب البيت ومثل قوله عليه الصلاة والسلام في اللقطة معها سقاؤها وحذاؤها اه في الظالة في الظالة ظالة الابل معها سقاؤها وحذاؤها تلج الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها اي صاحبها وقول من رب المراد به المعنى الاول يعني الله عز وجل فوالله فالله تعالى هو الرب يعني الخالق المالك المدبر ورحيم من الرحمة وهي صفة ذاتية لم يزل لم يزل الله سبحانه وتعالى ولا يزال متصفا بها لكن افرادها تتجدد باعتبار المرحوم الله عز وجل يرحم من يشاء ومعلوم ان ان المرحوم يتجدد فرحمة الله هذا المرحوم تتجدد اما اصل المعنى فان فان الله لم يزل ولا يزال رحيما اهل سنة والجماعة وهم السلف يفسرونها الرحمة بمعنى بمعنى يليق بالله عز وجل واهل التحريف يفسرون الرحمة اما بالاحسان واما بارادة الاحسان فيقول ما انا رحيم اي محسن او نريد للاحسان لماذا؟ قالوا لان الله لا يمكن ان يتصف بالرحمة فان الرحمة تدل على الضعف وعلى الرقة واللين وهذا لا يليق بالله سبحانه وتعالى وفسروها بالارادة لانهم يثبتون الارادة او او بالاحسان لان الاحسان منفصل عن الله عز وجل فهو مخلوق ولا شك ان هذا تحريف والرحمة ان كان يلزم منها الرقة واللين فهذا باعتبار رحمة المخلوق اما باعتبار رحمة الخالق فلا يلزم منها هذا المعنى على اننا نمنع ان ان يكون من لازمها الرقبة واللين لماذا؟ لاننا نجد الملك القوي الشجاع يكون فيه رحمة ولا ينقص ذلك منه من قوته وسلطانه شيئا. لكن لو سلمنا جدلا انها تستلزم الرقة واللين فانما لا باعتبار رحمة المخلوق كلام قولا من رب رحيم في هذه الاية الكريمة دليل على ما يتمتع به اهل الجنة من السلامة من كل الافات لا من الامراض ولا من التعب ولا من الموت ولا من غيره. سلام لان الله تعالى يقول لهم سلام عليكم وهذا اللفظ الصادر من الله عز وجل ليس دعاء ولكنه خبر من الله انما يكون مثل هذا دعاء اذا وقع من المخلوق اما اذا كان من الخالق فهو خبر اجلس انت على الاستغفار اي ان الله تعالى يخبرهم لانه سيسلمهم من كل افة نعم ومن فوائدها اثبات الربوبية وهي هنا فيما يظهر من الربوبية الخاصة والربوبية ينقسم الى قسمين خاصة وعامة العامة هي الشاملة لجميع الخلق فان جميع الخلق مربوهون لله عز وجل هو خالقهم مالكهم مدبرهم ومنها قوله تعالى الحمد لله رب العالمين اما الربوبية الخاصة فهي المختصة بعباد الله المخلصين من من عباد الله المؤمنين من الرسل واتباعه وهي اخص من الاولى لانها تقتضي عناية خاصة بالمربوب وتوفيقا له واصلاح لحاله ومنها قوله تعالى رب موسى وهارون فان موسى وهارون من عباد الله المخلصين فكانت الربوبية في حقهما خاصة ومنه دعاء المؤمنين لله عز وجل بهذا الاسم مثل ربنا اننا امنا فاغفر لنا فان المراد به الربوبية الخاصة لان التوسل بالاخص اخص بالدعاء من التوسل بالاعم طيب وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى قالوا امنا برب العالمين رب موسى وهارون الاولى والثانية خاصة. اذا كم اقسام الربوبية؟ نعم سؤال خاص نعم من هم ايوة طيب عباد الله المصطفين طيب اه الفرق بينهما ان هذه العامة للتدبير العام الشامل كالخلق والملك والتدبير وهذه عناية غير ربوبية خاصة تقتضي عناية خاصة. طيب هذه الاية السلام قولا من رب رحيم اقول ان الظاهر والله اعلم انها من من الربوبية الخاصة لان الذي يخاطب به من القوم المخلصين وفي هذه الاية الكريمة اثبات الرحمة لله عز وجل الرحمة بقوله رحيم واثبات الربوبية في قوله رب وهل الرب من اسماء الله نعم هذا رب من اسماء الله دل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اما الركوع فعظموا فيه الرب وقوله صلى الله عليه وسلم في السواك مطهرة للفم مرضاة للرب واما الرحيم فكونه من اسماء الله لا يخفى وفي هذه الاية بشارة الى انهم انما وصلوا الى هذه المنزلة برحمة الله لقوله من رب رحيم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لن يدخل احد منكم الجنة بعمله او قال لن يدخل احد الجنة بعمل قالوا ولا انت يا رسول الله؟ قال ولا انت الا ان يتغمدني الله برحمته. اللهم تغمدني برحمته. فالرسول عليه الصلاة والسلام اخبر ان احدا لا يدخل الجنة الا ان يتغمده الله برحمته ان يستر عليه الرحمة. فحين اذ يدخل اي نعم فيها فائدة السلام قول من رب رحيم فيها اثبات ان الله يقول ويتكلم وهذا حق وقد اختلف اهل القبلة في كلام الله عز وجل فمنهم من قال انه يتكلم بحرف وصوت على وجه يليق به ولا يشبه صوته اصوات المخلوقين ومنهم من قال انه لا يتكلم ولكن يخلق كلاما ينسبه اليه تشريفا وتكريما ومنهم من قال انه يتكلم لكن كلامه ما يقدره في نفسه واما ما يسمع فهو مخلوق الاول مذهب اهل السنة والجماعة والثاني مذهب المعتزلة ومن ومن وافقهم. والثالث مذهب الاشاعرة وحقيقة الامر ان مذهب الاشاغرة هو مذهب المعتزلة لان الكل منهم متفقون على ان ما بين ايدينا من المصحف مخلوق لكن الجهمي والمعتزلة قالوا هو كلام الله واولئك قالوا عبارة عن كلام الله. فهم اسوأ منهم من هذه الناحية. لان المعتزلة يقولون ان القرآن كلام الله كما قال الله عنه انه كلام الله وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. لكن هم يقولون حتى اسمع كلام الله اي الكلام الذي هو عبارة عن كلام الله فايهما اقرب الى الحقيقة؟ الجمعية والمعتزلة ولكن كل منهم في ضلال مبين. الصواب انه كلام الله تكلم به بنفسه. وسمع منه سماع جبريل والقاه الى محمد صلى الله عليه وسلم ثم قال عز وجل وامتازوا اليوم ايها المجرمون بالاية الكريمة من الفوائد في الايات الكريمة من الفوائد ان المجرمين يهانون يوم القيامة بحيث يميزون من المؤمنين بلفظ الطرف وامتازوا اليوم يعني انفردوا وابعدوا ومن فوائدها ان الله سبحانه وتعالى يميز بين المجرمين والابرار يوم القيامة كما ميز بينهم في الدنيا. فان طريق هؤلاء غير طريق هؤلاء ومن فوائد الايات الكريمة انه ينبغي لمن قام بعمل ان يذكر الوصف المناسب لهذا العمل فهنا لما امروا بالانفراد وطردوا ناسب ان يذكر سبب ذلك حيث قال ايها المجرمون كأنما قال امتازوا لاجرامكم امتازوا لاجرامه ولا شك ان ذكر سبب الحكم يزيل الشبهة واللبس والاعتراض فاذا نقول ان تعليق الحكم بوصف هذه فائدة مبنية على التي قلنا ان تعليق الحكم بوصف يدل على علية ذلك الوصف اي على ان هذا الوصف هو علة هذا الحكم فاذا قلت مثلا اكرم المجتهد من الطلبة فهنا علق الاكرام بالاجتهاد يفيد ان علة الاكرام هو الاجتهاد وهذه القاعدة مفيدة لطالب العلم وهو ان تعليق الحكم بوصف يدل على عليته اي انه علة ذلك الحكم وقوله ايها المسلمون حذفت منها ياء النداء فلماذا؟ يمكن ان يدعي علماء البلاغة انه انها حذفت من باب الاهانة له حتى لا يطول الكلام لان طول الكلام مع المخاطب من باب التبسط اليه والانشراح لمخاطبته فاذا اختصر فهو نوع من الاهانة وليس هذا على اطلاقه بل هذا على حسب السياق قد يكون من الاكرام ان تختصر الكلام وقد يكون من الاكرام ان تبسط الكلام لكن المقام في هذا لا يقتضي ذلك فليقتضي ان اختصار الكلام وعدم تطويله من باب الاهانة لهم