اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. الم اعهد اليكم يا بني ادم الا الشيطان الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين. وان اعبدوني هذا صراط مستقيم. ولقد اضل منكم جبلا كثيرا. افلم تكونوا ثم قال الم اعهد اليكم امركم يا بني ادم على لسان رسلي الا الشيطان لا تطيعوه انه لكم عدو مبين بينوا العداوة. وان اعبدوني وحدوني واطيعون. هذا صراط طريق مستقيم الم اعهد اليكم يا بني ادم الاستفهام هنا للتقريب والغالب انه اذا وقع بعد الاستفهام ما ما يدل على النفي فالاستفهام للتقرير مثل الم نشرح لك صدرك هذا للتقرير الم اعهد اليكم يا بني ادم للتخييم الم يأتكم رسل منكم للتقرير اليس الله بكاف عبده للتقرير اليس الله باحكم الحاكمين للتقرير؟ وهكذا كلما جاء ما يدل على النفي بعد اداة الاستفهام فان الاستفهام يكون فيه غالبا ليش؟ للتقرير. طيب هنا تقرير ويقرر الله عز وجل انه عهد اليه ولهذا يصح ان يحول في غير القرآن الى فعل ماضي فيقال قد عهدت اليكم قد عفزت اليكم فاذا قال قائل ما المراد بهذا التقرير المراد به التوبيخ يعني يقرر الله هذا الامر توبيخا لهم واقامة للحجة عليهم ان الله عهد اليهم الا يعبد الشيطان والعهد الى الى الشيء فسره المؤلف بانه الامر يعني الم آمركم ولكنه في الحقيقة ابلغ من الامر لان لان العهد اليه كانه متظمن للعهد والميثاق وهو كذلك فان الله قد اخذ علينا الميثاق الا نعبد الا اياه والا نعبد الشيطان لانه عدو وقوله يا بني ادم بني ادم هذه تشمل الذكر والانثى وان كان الابن يقال في الاصل للذكر والبنون يقال في الاصل للذكور لكن اذا كان مضافا اذا كان المراد به القبيلة او الجنس فانه يشمل الذكر والانثى حتى ان الفقهاء رحمهم الله قالوا اذا وقف على بني تميم شمل ذكورهم واناثهم لكن اذا وقف على بني فلان واحد من الناس ما هو قبيلة فانه يختص بمن؟ للذكور فقط فبنو ادم هنا قبيلة بل شامل لكل القبائل فيشمل الذكور والاناث وقولها الا تعبد الشيطان فسر المؤلف العبادة هنا في الطاعة لان طاعة الغير في محارم الله نوع من العبادة كما قال الله تعالى اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما امروا الا ليعبدوا اله واحد لا ان يعبدوا اربابا كثيرة قال علي ابن حاتم يا رسول الله انا لسنا نعبدهم يعني لسنا نصلي او نركع او يسجد لهم قال اليس يحلون ما حرم الله فتحلونه؟ ويحرمون ما احل الله فتحرمونه؟ قال نعم. قال فتلك عبادتهم وهذا الحديث وان كان ضعيفا لكن الواقع ان هذا هو الحقيقة ان طاعة غير غير الله في مخالفة امر الله نوع من العبادة لان العبادة في الاصل هي التذلل والخضوع وطاعة الامر تذلل وخضوع. وقول الشيطان هل المراد بذلك الجنس او المراد الشيطان المعين الظاهر ان المراد به الجنس فيشمل شياطين الانس وشياطين الجن فكما ان للجن شياطين فلإنس ايضا شياطين يوجد من من الانس شياطين يأمرون الناس بالاثم والعدوان وينهونهم عن البر والاحسان وقولها الا تعبد الشيطان انه لكم عدو مبين بينوا العداوة انه اي الشيطان لكم عدو مبين كل انسان او كل احد يأمرك بمخالفة امر الله فهو عدو لك شعر بذلك ام لم يشعر وعلى رأسهم الشيطان الاول الذي يقود كل شيطان وقال انه لكم عدو العدو ضد الولي والولي من يتولاك ويحوطك ويعتني بك العدو ضده هو الذي لا يريد لك الخير وانما يريد لك الشر وقول مبين قال بينوا العداوة كيف فسر مبين ببين نقول لانها من ابانا وابانا تأتي بمعنى اظهر وتأتي بمعنى ظهر فان كانت المعنى اظهر فهي متعدية وان كانت بمعنى ظهر فهي لازمة ولا يمكن ان نقول انها من المتعدي او اللازم الا بقرينة من السياق فهنا نقول مبين اذا فسرناها بما فسر به المؤلف بينوا العداوة صارت من اللازم ولا من المتعدي؟ من اللازم مع انه يمكن ان نجعلها من المتعدي ونقول مبين مظهر للعداوة اه لانه يأمرك بالشر لكن هذا ضعيف اذ لو ابان عداوته ما تبعه احد وانما يغر الناس كما قال تعالى فدلاهما بغرور طيب اذا نجعل مبين هنا من باب اللازم من ابانا بمعنى ظهر وان اعبدوني هذا صراط مستقيم لا تعبد الشيطان وان اعبدوني هذا نفي واثبات وهو حقيقة التوحيد وان يعبدوني انا هنا مصدرية ويصح ان تكون مفسرة بان اعهد متظمنة معنى القول واذا سبق ان ما يتضمن معنى القول دون حروفه صارت تفسيرية مثل قوله تعالى واوحينا اليه ان اصنع الفلك على كل حال ان اعبدوني يعني انه ان الله عهد الينا ان نعبده وحده اي تذللوا لي بالطاعة والمؤلف قال وحدوني واطيعون وهذا معنى صحيح العبادة توحيد الله عز وجل بالطاعة والتذلل له بامتثال امره واجتناب نهيه. هذا صراط مستقيم. هذا المشار اليه ترك عبادة الشيطان وافراد الله بالعبادة صراط مستقيم الصراط فسره المؤلف في الطريق ولكن الصحيح انه ليس ليس مطلق الطريق صراطا بل الصراط هو الطريق الواسع المتساوي الطريق الواسع المتساوي لانه مأخوذ من الصرف او من الزرط والصوت كما نعلم هو ابتلاع الشيء بسرعة ولا يكون الطريق طريقا ذا سرعة الا اذا كان واسع وكان سهلا واما قوله المستقيم فهذا وصف له والاستقامة تشمل اعتدال السير وتشمل ايضا انبساط الارض فاذا قدر ان الطريق يذهب يمينا وشمالا لم يصح ان نقول انه مستقيم واذا كان فيه مرتفعات ومنخفضات فليس بمستقيم لان بعضهم مرتفع وبعضه نازل فالاستقامة معناه انه خال من الانحراف يمينا وشمالا وخال من الاختلاف في ارتفاعه وانخفاض وقول الصراط المستقيم الى من؟ الى الله عز وجل. والله سبحانه وتعالى اضاف الصراط الى نفسه واضاف الصراط الى خلقه فقال سبحانه وتعالى في سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم فاضاف الصراط الى الذين انعم الله عليه وقال وانك لتهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات والارض له ما في السماوات وما في الارض اول ارض؟ ها وما في العرض نعم فكيف نجمع بين الاظافتين؟ نقول اظاف الله الصراط الى الذين انعم الله عليهم لانهم هم السالكون له كن سالكوه واضافه الى نفسه لانه هو الذي وضعه لعباده وهو وهو موصل اليه كما تقول هذا طريق مكة ما معنى طريق مكة اي الموصل الى مكة وتقول هذا طريق فلان اذا كان هو الذي وضعه وضعه للناس وشقه لهم او هو الذي سلكه ومشى عليه على كل حال اضافة الصراط الى الذين انعم الله عليهم لانهم سالكون اضافة الصراط الى الله لانه ليش؟ هو الذي وضعه لعباده وسنه لهم وهو اي الصراط موصل الى الله عز وجل وان يعبدوني هذا صراط مستقيم ولقد اضل منكم تبلا كثيرا. افلم تكونوا متعقلون ولقد هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات ما هي منان؟ عبد المنان ايش وين الواو وين الوضع ها ايش نعم اللام قد لا القسم المقدر لان اللام هذه موطئة للقصر فتكون هذه الجملة مؤكدة بثلاثة مؤكدات هداية الله القسمين اين القسم؟ احسنت تقدير والله لقد اضل طيب اذا قال قائل كيف يقسم الله عز وجل وهو الصادق القول بلا قسم نقولها نقول في الجواب على ذلك وجوه الوجه الاول الاشارة الى ان هذا امر هام يحتاج الى الى ايش؟ الى القسم عليه لانه لولا اهميته ما اقسم عليه ثانيا ان القرآن نزل باللغة العربية ومن اساليب اللغة العربية ان الشيء اذا اريد اثباته وتحقيقه فانه يقسم عليه والقرآن كما نعلم نزل بلسان عربي مبين الثالث ان المقسم به اذا كان صريحا اي مصرحا به فان الاقسام به يدل على عظمته فان الله لا يقسم بشيء الا لعظمة ذلك الشيء مثل قول والشمس وضحاها والقمر اذا تلاها الى اخر. الى اخر او وما اشبه ذلك مما اقسم الله به فانه يدل على المقتنبين قال عز وجل ولقد اضل منكم جبلا كثيرا اضل الاضلال بمعنى الاضاءة الصرف عن الصراط المستقيم. اضل بمعنى اضاع واتاه يعني قادكم الى ظلال ليس فيه هدى. اضل منكم جبلا جبلا قال المؤلف خلقا جمع جبين كقديم وفي قراءة بضم الباء طبلا والقراءة هذه سبعية والا شاذة ايه وفي قراءة ها؟ سبعية؟ نعم. نعم. ايه. اذا قال وفي او قال مثلا بضم الباء وسكونها فهي سبعية لكن اذا قال وقرأ فهي شاذة هذا الصلاح المؤلف طيب اذا فيها قراءتان سبعيتان جبلا وجبلا فيها قراءة ثالثة ما ذكرها المؤلف جبلة كثيرا وفيها قراءة رابعة في بلال تي بلال بدون تشديد اللام ولكن المؤلف رحمه الله ليس تفسيره جمعا للطاعات انما يذكر ما رأى ان المصلحة تقتضي ذكره ولكن على كل حال لا لا شك انه لو ذكرها لكان احسن لانه احيانا يذكر قراءات متعددة في صفة الحرف كما يذكر قراءة متعددة التي تبلغ الى ست قراءات في مثل انذرتهم من التسهيل والتحقيق والحذف وما اشبه ذلك ولكن الانسان بشر احيانا يغفل ويهمل ما ينبغي ان يذكر او يذكر ما لا يحتاج ان يذكر لقد ظل منكم جبلا اي خلقا كثيرا ولا يعني ذلك ان الاكثر لم يضلل من قبل الشيطان بل هو بل هو اضل اكثر الخلق اكثر الخلق اظلهم الشيطان لانه ثبت في الحديث الصحيح ان الله يوم القيامة يقول يا ادم فيقول لبيك وسعديك. فيقول اخرج من ذريتك بعثا الى النار يقول يا ربي وما بعث النار قال من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعون هؤلاء كلهم في النار من بني ادم وواحد في الجنة فشق ذلك على الصحابة وعظم ذلك وقالوا اينا ذلك الواحد يا رسول الله قال ابشروا فانكم في امتين ما كانتا في شيء الا كثرتا يأجوج ومأجوج وهو كذلك من شاهد الخلق الان ونحن في جزء بسيط من من العصور وجد ان تسع مئة وتسعة وتسعين كلهم على ظلال حتى المنتسبون منهم للدين الاسلامي عندهم ظلال عظيم يبلغ بهم الكفر وان كانوا منتسبين الى الى الاسلام طيب اذا المراد بالكثير هنا الاكثر اولى نعم المراد الاكثر نعم جبلا كثيرا قال افلم تكونوا تعقلون الهمزة هنا الاستفهام والمراد بالاستفهام التوبيخ يوبخهم على عدم العقل والف هنا عاطفة والمعضوف عليه اما ما سبق واما جملة مقدرة مناسبة للمقام رأيان لاهل العلم فمنهم من يقول ان حرف العطف يعطف ما بعده على ما قبله ولكن في الكلمة تقديم وتأخير بين حرف العطف والهمزة ولو جعل كل واحد مكانه لكان اللفظ فالم تكونوا تعقلون. فالم تكونوا تعقلون ومنهم من قال ان الهمزة في محلها وان الفاء عاطفة على مقدر يفهم من المقام او من السياق هذا في الحقيقة قد يكون اقعد يعني اقرب الى القواعد لكنه اصعب اذ انك في بعض المواضع لا تستطيع ان تقدر شيئا ولا تعلم اي شيء ينافع وحينئذ سيكون الثاني الايسر والقاعدة عندي فيما اذا اختلف النحويون في مسألة ان الراجح هو الايسر ما لم يزن منه اختلاف معنى ويكون المعنى التابع للايسر غير صحيح فحينئذ لا لا ندفع الايسر لانه يخل بالمعنى ويؤدي الى معنى غير صحيح لكن ما دام المعنى مستقيما على الوجهين الايسر هو الراجح يسروا ولا تعسروا افلم تكونوا تعقلون يعني انه وبخهم على عدم عقلهم والعقل نوعان عقل بمعنى الادراك وهو الذي اه يترتب عليه التكليف وعاقل بمعنى التصرف وهو الذي يترتب عليه المدح او الذنب العقل ها عقلان عقل بمال الادراك وهو الذي يترتب عليه التكليف وان شئت فقل وهو مناط التكليف والذي يقول فيه الفقهاء من شروط العبادة العقل عقل اخر بمعنى التصرف وهو الذي يترتب عليه المدح والذم. ايهما المراد هنا؟ المراد الثاني قطعا لانه لو انتفى عنه عقل الادراك لم يكونوا مكلفين ولا يتوجه اليهم اللون لكنه لكنهم انتفى عنهم عقل التصرف فلم يحسنوا التصرف فصاروا عقلاء غير عقلاء عقلاء باعتبار الادراك المترتب عليه التكليف غير عقلاء باعتبار التصرف الذي المرتب عليه المدح او الذم فهم في الحقيقة وان اعطوا عقولا او بعبارة كان اعطوا ذكاء لم يعطوا عقلا لم يعطوا عقله وما احسن عبارة شيخ الاسلام رحمه الله في المتكلمين حيث قال في وصفهم انهم اوتوا ذكاء وما اوتوا ذكاء واوتوا فهوما ولم يؤتوا علوما اوطوا سمعا وابصارا وافئدة فما اغنى عنهم سمعه ولا ابصارهم ولا افئدتهم من شيء اذ كانوا يجحدون الله وحاق بهم ما كانوا به يستمعون اوتوا ذكاء وما اوتوا زكاة نسأل الله العافية فكان ذكاؤهم حجة عليه واوتوا فهوما عندهم فهم لكن ما عندهم علم والانسان اذا تكلم بفهمه لا بعلمه ظل ظل وضاع فلا بد من علم لا بد من علم تبني عليه عقيدتك وعبادتك المهم ان هؤلاء اوتوا عقولا تقوم بها عليهم الحجة ولكنهم حرموا من العقول الذي التي يترتب عليها المدح والذنب التي هي الرشد وحسن التصرف فما استعملوا عقولهم التي انعم الله بها عليهم ما استعملوها فيما ينفعهم افلم تكونوا تعقلون. يقول رحمه الله افلم تكونوا تعقلون عداوته واظلاله او ما حل بهم من العذاب فتؤمنون يعني لو انكم عقلتم عداوته واظلاله او عقلتم ما حل بالمتبعين له من العذاب والنكال لكنتم تخالفونه ولا تعبدونه ولامنتم بالله وحده ولكن الهوى غطى الهدى كما قال عز وجل واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتم صاعقة الاذى بالهون ثم قال عز وجل الم اعهد اليكم يا بني ادم الا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين وانا بدوني هذا الصراط المستقيم من فوائد الاية الكريمة ان الله سبحانه وتعالى يحب الاعذار من نفسه اي يحب ان يقيم العذر لنفسه لتقوم الحجة على خلقه لقوله الم اعهد اليكم فان من عهد الينا الا نعبد الشيطان وان نعبد الله قد اقام علينا الحجة واقام العذر لنفسه وهذا كقوله تعالى رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل طيب ومن فوائدها اثبات رحمة الله عز وجل بالخلق حيث لم يجعل اخلاصهم له موكولا الى عقولهم بل عهد بذلك اليهم على السنة الرسل لان الله لو جعل الاخلاص موكولا الى العقول لا اختلفت العقول في ذلك اختلافا كثيرا لان الاهواء لا تنضبط. فجعل الله عز وجل ذلك مما تكفل به هو نفسه لعباده ففيه اثبات رحمة الله عز وجل بهذا العهد الذي عهد به الى الى عباده ومن فوائد الاية الكريمة انه ينبغي التصفية قبل التحلية او احد يقول التخلية قبل التحلية لانه قال الا تعبد الشيطان هذا ايش؟ تخلية وان اعبدوني تحلية. يعني نفي واثبات. وهذا هو التوحيد توحيد مبني على نفي واثبات لان النفي المجرد تعطيل محض وعدم والاثبات المجرد لا يمنع المشاركة لا يمنع المشاركة. اذا لا يكون التوحيد الا بنفي واثبات الا واضرب مثلا لهذا لو قلت لا قائمة في البيت هذا نفي مجرد معناه العدل عدم وجود الطعام في البيت واذا قلت زيد قائم في البيت هذا اثبات مجرد لا يمنع المشاركة اي قد يكون رجل اخر في البيت قائم فاذا قلت لا قائم في البيت الا زيد وحينئذ تحقق الانفراد وتحقق التوحيد وصار لا يوجد قائم في هذا البيت الا زيد. اذا التوحيد لابد فيه من هذين الامرين النفي والاثبات ولكن بماذا يبدأ يبدأ اولا بالنفي ليرد الاثبات على مكان خالي خال من الشوائب خالص صالح لاستقرار الاثبات فيه ولهذا يبدأ بالنفي ثم بالاثبات كلام مهند طيب وهذا في القرآن كثير استمع الى قوله تعالى واذ قال ابراهيم لابيه وقومه انني براء مما تعبدون الا الذي فطرني فتبرأ اولا من كل معبود ثم اثبت العبادة لله وحده الذي فطره ان الذي فطرني فانه سيهديه من فوائد الاية الكريمة ان طاعة الشيطان في معصية الله ولا تكون طاعة الشيطان الا في معصية الله نوع من العبادة لقوله الا تعبدوا الشيطان لان الطاعة فيها نوع من التذلل والعبادة هي التذلل فمن اطاع الشيطان في معصية الله فقد عبده ومن فوائدها ان العبادة لا تختص بالركوع والسجود والذبح والنذر وما اشبه ذلك بل هي عامة شاملة لكل طاعة يكون فيها كمال التذلل فهو فهي عبادة ومن فوائد الاية الكريمة وجوب الحذر من طاعة الشيطان حيث سمى الله تعالى طاعته عبادة وكل انسان يحذر من ان يعبد مع الله غيره ففيه التحذير من طاعة الشيطان في معصية الله عز وجل ومن فوائد الاية الكريمة وجوب عبادة الله وحده بقوله وان اعبدوني والعبادة تطلق على معنيين احدهما التعبد والثاني المتعبد به التعبد يعني التذلل لله عز وجل وهي بهذا المعنى فعل العبد. فعل العبد يعني صلاته صيامه آآ حجة وزكاته وما اشبه ذلك وتطلق العبادة على المتعبد به وهي بهذا المعنى كل اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال يعني اسم جاء هي العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة القلبية والجوارحية اذا تطلق العبادة على الاول التعبد وهو فعل العابد والثاني المتعبد به وهي العبادات القائمة المشهورة ومن فوائد الاية الكريمة ان الصراط المستقيم هو التوحيد لقوله هذا صراط مستقيم هذا اي ترك عبادة الشيطان والالتزام بعبادة الله صراط مستقيم هاي طريق مستقيم لا عوج فيه وانما كان كذلك لانه موصل الى رضا الله تعالى وجنته فهو صراط مستقيم طيب ومن فوائد الاية الكريمة ان الصراط قد يكون مستقيما وقد يكون معوجا قال الله تعالى وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله كل واحد من البشر له طريق فان كان على شرع الله فهو مستقيم. وان كان على خلافه فهو معود