اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. هذه جهنم التي كنتم توعدون اصنعها اليوم بما كنتم تكفرون. اليوم نختم على افواههم وتكلم ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. ثم قال سبحانه وتعالى هذه في جهنم قال المؤلف في تقدير الكلام ويقال لهم في الاخرة هذه جهنم هذه الاشارة هنا يرحمك الله. الاشارة هنا الى قريب لان اشارة البريد هي هداية الله هو بينقلع لاولئك كذا هذه جهنم لكن اشارة البعيد باولاء الجماعة واشارة البعيد للواحد تلك مثلا او ذلك طيب هنا يقول هذه جهنم اشارة الى قربها منه لانه يؤتى بها يوم القيامة تقاد بسبعين الف زمام كل زمام يقوده سبعون الف ملك تقال ويؤتى بها ويشاهدها الناس ويلحقهم من الرعب العظيم ما لا يقدر الواصفون على وصفه ويقال لهؤلاء المجرمين هذه جهنم التي كنتم توعدون بها وفي اية اخرى يقال قال الله فيها يوم يدعون الى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها تكذبون تسلوها فاصبروا او لا تصبروا سواء عليه انما تجزون ما كنتم تعملون كانوا في الاول قبل ان يدعون اليها كانوا يقال لهم التي كنتم توعدون فاذا دعوا اليها والداء يدل على انهم يتراجعون على اعقاب خوفا منها ولكنهم يدفعون دفعا بقوة والعياذ بالله اليها ويقال هذه النار التي كنتم بها تكذبون التكذيب عنف في رد الحق وادع عنف ولا لا؟ نعم. عنف الجزاء من جنس العمل اما حين عرضت عليهم وقربت منهم فقيل لهم هذه جهنم التي كنتم توعدون وهنا اشكال وهو انهم انه قيل ان الوعد في الخير والاعادة في الشر وعليه قول الشاعر واني وان اوعدته او وعدته لمخلف اي عادي ومنجز موعدا وهنا قال هو عدو نقول نعم الامر كما قال المفسر على حذف معلوم وهو قوله بها توعدون بها لا توعدونها لو قال توعدونها لصار الاشكال محل كما فان الجنة قال الله فيها جنات عدن التي وعد المتقون وعد الله الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات لكن هؤلاء وعدوا بها يعني انه قيل لهم انكم سوف تلاقونه وهذا هو الواقع قال الله تعالى اسلوها اليوم بما كنتم تكفرون يعني يقال لهم اثلوها اليوم بما كنتم تكفرون وهذا الامر امر كوني او شرعي هذا امر كوني ان كان من الله وان كان من ممن امرهم الله ان يقولوا ذلك من الملائكة فهو ايضا امر كوني والمراد به الاهانة الاهانة والاذلال وان من المعلوم انهم لن يستطيعوا ان يستوروا لكن يقال ذلك على سبيل الاهانة والاذلال اليوم الهنا للعهد الذكر لهذا الذكر وقد يكون بالنسبة لمخاطبة هؤلاء الكفار للعهد الحضور يعني هذا اليوم الحاضر قصة النار فيها يتردد علينا كثيرا العهد الذكري والحضور والذهن فما هو الفرق بين هذا يا عثمان وما حضر عثمان ها ايه من دار الله؟ الحضور الذكر الحضوري. العهد العهد الحضوري على هذا الحضور. نعم طيب طيب لا هينا الامثلة الذهني معروف كذا اذا العهد الحضوري ما كان معهودا لحضوره. والذكر ما كان معهودا لذكره. والذهن ما كان معهودا في الاذهان فمثلا اذا قلنا اذهب الى القاضي وانت مثلا في بلد الى ان يقابل تذهب؟ الى قاضي البلد نفسه لان هذا معلوم في الذهن الحضور اذا قلت مثلا اليوم نكرمك اليوم نكرمك هذا حضور كقوله تعالى اليوم اكملت لكم دينكم طيب العهد الذكري ما سبق مثل كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول. يعني الرسول المذكور مو رسول اخر هنا اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون الذي يظهر انه عهد حضوري وقول بما كنتم تكفرون ما مصدرية اي بكونكم تكفرون والباء للسببية اي بسبب وقول بما كنتم تكفرون اي تكفرون به في الدنيا فقد كفروا بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وبكل ما اخبر الله به ولهذا لم يقوموا بطاعته لانه ليس عندهم ايمان قال الله تعالى اليوم نختم على افواهنا وانما يقال لهم بما كنتم تذكرون لاقامة الحجة عليه وبيان انهم لم يظلموا ولهذا كلما القي فيها فوج سألهم خزنتها الم يأتك النبي؟ قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما الله من شيء ان انتم الا في ضلال كبير اليوم نختم على افواههم اليوم يعني يوم القيامة نختم على افواههم اي الكفار لقوله والله ما كنا مشركين. والله ربنا ما كنا مشركين. وتكلمنا ايديهم. وتشهد ارجلهم وغيرها بما كانوا يكسبون فلكل نعم فكل عضو ينطق بما صدر منه اليوم نختم على الافواه الختم على الشيء بمعنى اغلاقه بمعنى بمعنى اغلاقه وعدم الوصول اليه ومنه ختمت الكيس اذا احكمت شده وختمت عليه بالشمع ونحوه ومعنى نقسم على افواههم اي نسدها فلا تتكلم وذلك ان المشركين يوم القيامة اذا رأوا موحدين قد نجوا تكلموا وتبرأوا من الشرك وقالوا والله ربنا ما كنا مشركين اقررنا لانها غير مشركين لعلنا ننجو كما نجى اهل التوحيد وحينئذ يختم على افواههم لان افواههم صارت تتكلم بماذا بالكذب والكذب يختم على افواههم وتنطق الجوارح والجلوط الجوارح بما عملوا والجلود بما مست فان الجلد يمس المحرمات كما استثمر اهل الشهوة مثلا تتشهد عليهم الجوارح. ولهذا قال عز وجل وتكلمنا ايديهم نفس اليد تتكلم فقل عملت كذا عملت كذا عملت كذا وتشهد ارجلهم نفس الارجل تشهد تقول اشهد انه عمل كذا وكذا اشهد انه عمل كذا وكذا وتأمل الفرق بين اليد والرجل في اليد قال تكلمنا ايديهم في الارض يقال تشهد لان اليد تخبر عما فعلت والرجل تخبر عما فعل غيره تخبر عما فعل غيره قالوا لان الاصل في المباشرة ما هي؟ اليد. ولهذا دائما يعلق الكسب باليد فيقال بما كسبت ايديكم او بما كسبت ايدي الناس او بما كسبت ايديهم فلهذا كانت الايدي مباشرة الايدي مباشرة والارجل شاهدة لان الشاهد هو الذي يخبر عما فعل غيره والفاعل هو الذي يخبر عما فعله هو بنفسه هكذا قال بعض اهل العلم وهو فرق لا لا بأس به مع ان الانسان قد يشهد على نفسه كقوله تعالى يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين لله بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم ولو على انفسكم فاقرار الانسان على نفسه شهادة عليها لكن الفرق الذي اشار اليه بعض العلماء ونقلناه لكم فرق لا بأس به وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. كذا عندكم طيب بما كانوا يكسبون قال وتشهد ارجلهم وغيرها المؤلف قال وغيره ولا يعني ذلك انه يستدرك على القرآن لكنه ينبه على موضع اخر من القرآن تبعات اخرى بين الله تعالى انه تشهد عليهم نعم الجنود وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جنودكم لقبله ها؟ حتى اذا ما جاءوه نعم. حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمعه وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون السمع والبصر ذكر هنا ولا ما ذكر؟ هنا ما ذكر. هنا ذكرت الايدي والارج السمع والبصر والجلود ماذا؟ ولهذا قال المؤلف وغيرها اشارة الى ان هناك اعضاء تشهد غير الايدي والارجل تشهد عليهم شهدت حتى اذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم السمع بما سمع كعادل ها والبصر بما بما رأى والجلد بما مس وقالوا لجلودهم لم شهدتم علي ولم يقل وقالوا لابصارهم وسمعهم لم شئت لان لان عذاب الجلد عام يشمل الجسد كله لكن عذاب السمع والبصر خاص بالسمع والبصر فلهذا قالوا لجلودهم لما شهدتم علينا لان العذاب سيكون على الجلود كما قال تعالى كلما نضج جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب الحاصل ان انه يشهد غير غير الايدي والارجل. فتكون الشهداء كم؟ خمسة الايدي والارجل والسمع والبصر والجلود ويقول بما كانوا يكسبون قوله بما كانوا يكسبون تنازعه عاملة الاول تكلم والثاني تشهد والتنازع ان يتواردان ان يتوارد عاملان على معمول واحد ان يتوارد عاملان على معمول واحد مثل ان تقول اكرمت ورأيت زيدا اكرمت ورأيت زيدا فان اكرمت ورأيت عاملان على مأمول واحد وهو زيد. اما ايهما يعمل هل هو الاول ولا الثاني فالعلماء اختلفوا في ذلك يقول ابن مالك والثاني اولى عند اهل البصرة واختار عكسا غيرهم ذا اسرع الثاني العامل الثاني هو الذي يعمل عند البصريين وعند الكوفيين الذي يعمل هو الاول طيب تشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون ولم يقل بما كانوا يعملون لان العمل قد لا يكون من كسب الانسان قد يكون العمل خطأ فلا يؤاخذ به الانسان فلا يكون من كسبه بل الذي يكون من الكسب هو العمل الذي يترتب عليه الثواب ايش؟ او العقاب. ولهذا قال الله تعالى في سورة البقرة لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولم يقل لها ما عملت وعلى وعليها ما عملت فالكسب اخص من العمل لانه لا يلزم من كل عمل ان يكون ليش قد يكون وقع سهو او عن جهل فلا يؤاخذ به الانسان وقد يكون على غير قصد فلا يؤاخذ به الانسان لكن مع ذلك احيانا يطلق يطلق العمل ويراد به العمل الذي هو كسب. مثل قوله تعالى من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليه يقول بما كانوا يكسبون فكل عضو ينطق بما صدر منه اليد تنطق بما بطشت والرجل بما مشت والعين بما رأت والاذن بما سمعت طيب ها والجلد بمس في سورة النور ذكر الله ان الالف منتشرة نعم ها يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون اذا نضيف هذا الى الخمسة تكون ستة اللسان ايضا يشهد عليه لان اللسان هو اعظم الجوارح خطرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ الا ادلك على ملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فاخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا قلت يا رسول الله انا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك امك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم او قال على مناخرهم الا حصائد السنتهم وكل صباح تكفر الجوارح النساء يعني انها تجعل الامر منوطا به. ولهذا قال في في سورة النور يوم تشهد عليهم السنتهم ونص على الالسن في سورة النور لانه ذكر فيها ما يتعلق بذلك من الامور العظيمة كالقذف مثلا واعظمه قذف عائشة رضي الله عنها. فلهذا ذكرت في سورة النور الالسن لان القذف قوم. فقال تشهد السنتهم يوم تجعل عليه يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون. ثم قال عز وجل هذه جهنم التي كنتم بهذا اثبات نار جهنم وانها تشاهد عيانا يوم القيامة لقوله هذه والاشارة تكون الى مشار اليه محسوس ومنها بيان صفة النار وانها والعياذ بالله كلها ظلمة وكلها سواد لقوله جهنم لانها من الجهمة اي الظلمة والسواد ومنها ايضا تقريع هؤلاء واظهار خطأهم في تكذيبه لقولها التي كنتم توعدون ومنها من فوائد الاية صدق وعد الله سبحانه وتعالى حيث صدق وعده بما وعد به هؤلاء المكذبين حتى شاهدوا ما وعدوا به عيانا ثم قال عز وجل اصلوها اليوم بما كنتم تكفرون من فوائد هذه الاية الكريمة بيان ان هؤلاء المكذبين يؤمرون امر اهانة واذلال ليصلوا النار لقوله اسلوها اليوم ومن فوائده اثبات من فوائدها اثبات الاسباب لقوله بما كنتم تكفرون واثبات الاسباب امر معلوم بالشرع والعقل والحس ولا ينكر اثبات الاسباب الا جاهل في حقيقة الواقع فانه لا احد ينكر انك اذا رميت الزجاجة بحجر انكسرت به واذا القيت الخرق في النار احترق بها لا ينكر هذا الا شخص مكابر في الواقع ومع هذا فهل الاسباب تفعل بذاتها او تؤثر بذاتها؟ لا بل بخلق الله سبحانه وتعالى التأثير فيها وحينئذ لم يكن لا يكون لاثبات الاسباب او لا يكون في اثبات الاسباب شيء من الشرك خلافا لمن زعم ان اثبات تأثير الاسباب نوع من الشرك لان نقول هذه الاسباب انما تؤثر بايش لخلق الله عز وجل التأثير فيها. ولهذا اذا شاء الله الا تعثرن تؤثر فان النار طبيعتها الاحراق ومع ذلك لم تحرق ابراهيم عليه الصلاة والسلام. بل كانت بردا وسلاما عليه لان الله قال كوني بردا وسلاما على ابراهيم ومنها كمال عدل الله سبحانه وتعالى لقوله اسلوها اليوم بما كنتم تكفرون اي فلم تظلموا. بل انتم الذين فعلتم ذلك بانفسكم ثم قال عز وجل اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون من فوائد الاية الكريمة ان الله سبحانه وتعالى يختم على افواه المكذبين يوم القيامة فلا يتكلمون وقد سبق لنا الجمع بين هذه الاية وبين قولهم وبين قوله تعالى عنهم ثم لم تكن فتنتهم الا ان قالوا والله ربنا ما كنا مشركين وما هو الجمع اننا قال والله يا رب يعوضنا المسلمين في هذه الحالة احسنت اذا لكل للقيامة احوال. حال يكذبون وحال يقرون لكن بعد ان تشهد عليهم ايديهم والسنتهم ومن فوائد الاية الكريمة بيان قدرة الله سبحانه وتعالى لقوله تكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم فانه خلاف العادة ان تكلم الايدي والارجل ولكن الله على كل شيء قدير. ولهذا لما ذكر الله عنهم انهم قالوا لجلودهم لما شهدتم علينا قالوا انتقد الله الذي انطق كل شيء من من فوائد الاية الكريمة ان الانسان يمكن ان يشهد بعضه على بعض لان هذا هذا الرجل واحد تشهد عليه اعضاؤه بما عمل فهل يتفرع على هذا؟ ان الانسان في الدنيا يمكن ان يشهد على نفسه نعم يمكن وشهادته على نفسه هو اقراره على على نفسه. اقراره على نفسه نعم ومن فوائد الاية الكريمة ان العبرة في العمل بما كان فيه من كسب لا مجرد العمل لقوله بما كانوا يكسبون وذكرنا في التفسير الفرق بين قوله بما كانوا يعملون وبما كانوا يكسبون لان مجرد العمل قد لا يكون كسبا كما لو صدر من جاهل او صدر من تاهي او نائم او ما اشبه ذلك