اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاستبقوا الصراط فأنا يبصرون. ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم. فما اطاعوا مضيا ولا يرجعون. ومن نعمره ننكسه في الخلق افلا يعقلون قال ولو ولو نشاء لطمسنا على اعينهم لاعميناها طمسا فاستبقوا فاستبقوا ابتدروا الصراط الطريق ذاهبين كعادتهم فانى يبصرون فكيف يبصرون حينئذ اي ابصرون ولو نشاءوا لمسخناهم قردة وخنازير او حجارة على على مكانتهم وفي قراءة مكاناتهم جمع مكانة بمعنى مكان اي في منازلهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون اي لم يقدروا على ذهاب ولا مجيء قومه ولو نشاء لو هذه حرف ليش؟ امتناع لوجود ما الذي امتنع ها؟ الطمث الطمس امتنع ليش؟ امتناع لامتناع المشيئة فاذا هي حرف امتناع الامتناع لو جاء زيد لاكرمتك امتنع المجيء والاكرام لكن لولا حرف امتناع لوجود ولما حرف وجود لوجود فهذه الثلاث الادوات تنازعت الوجود والعدم لما جاء زيد لاكرمتك امتناع الامتناع لولا زيد لاكرمتك. لتنال وجوه. نعم. وان شئت فقل لولا مجيء زيد لاكرمتك عشان ينطبق مع الامثلة المثلين طيب هنا لون شائدا حرف امتناع الامتناع امتنع المسخ من امتناع المشيئة فقوله عز وجل لو نشاؤوا لمسخناهم لا ها؟ لطمسنا عليهم نشاء هذه جمع نشاء الظمير ظمير جمع يعني لو نشاءوا نحن وهذا من المشتبه لان النصراني ادعى تعدد الالهة بمثل هذا الظمير قال الله عز وجل يعبر عن نفسه بنحو ونشاء ونريد وما اشبه ذلك اذا فهو متعدد ولكننا نرد عليه بان الجمع هنا للتعظيم وليس للتعبد لانك عميت عينك وعميت بصيرتك عن الايات الصريحة المحكمة الدالة على ان الله ها؟ اله واحد انما الله اله واحد ولكن كما قال الله عز وجل اما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهم. اذا الضمير نشاء وهو الجمع نحن هذا للتعظيم وليس للجمع قطعا لان الله واحد لطمسنا على عيون قال اعميناها طمسا والطمس ابلغ من الاعماء لان الطمس ازالة العين مرة واحدة ليس لها اثر والعمى يكون مع بقاء العين لكن قد تكون قائمة بصورتها وقد تختلف المهم ان الطمس ازالة العين ومعالمها نهائيا لو شاء الله تعالى لفعل ذلك حتى بعد وجود العين والا لن يخلق فيهم اعينا نقول لا بعد وجود العين لان الله قال لطمسنا على اعيننا والله عز وجل على كل شيء قدير فكما كان قادرا على شق العين فهو قادر على طمس ذلك الشق واذا كان البشر ربما يخيط الشر حتى يتلائم فما بالك؟ بالخالق عز وجل الذي يقول للشيء كن فيكون فاستبقوا الصراط. فانى يبصرون. يعني طمس على اعينهم فصاروا يتسابقون لعلهم يدركون الطريق الذي يوصلهم الى مقصودهم نعم كانك تتصورهم الان يتنافرون تنافر الحمر لعلهم يهتدون الى الطريق وهل هذا ممكن هل يمكن للاعمى ان يدل الطريق لا من حيث الدلالة البصرية لا يمكن ولهذا قال فاما يبصرون يعني كيف يبصرون الطريق وقد تمص الله اعينهم. والمقصود بهذه الاية المقصود ان الله سبحانه وتعالى طمس قلوب هؤلاء ولو شاء لطمس اعينهم فصارت طمس حسيا معلوما وكما ان المطموس عينه المطموسة عينه لا يبصر فكذلك المطموسة بصيرته لا لا يفصل الحق كيف يمكن لانسان طمس الله بصيرته ان يبصر الحق ويعتدي هذا شيء متعذر كما ان طمس الله بصره لا يمكن ان يهتدي الى الطريق ثم قال تعالى ولو نشاء لطمسنا على اعينهم فاستبقوا الصراط فانا يبصرون الايتين في هذه الاية الكريمة اثبات مشيئة الله عز وجل كقوله ولو نشأت ولكن كل شيء معلق بمشيئة الله فانه مقرون ايضا بالحكمة لان الله عز وجل لا يشاء مشيئة مجردة بل مشيئته تابعة لحكمة ودليل ذلك قوله تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله ان الله كان عليما حكيما فقوله ان الله كان عليما حكيما يدل على ان مشيئته مقرونة بالعلم والحكمة من فوائد الاية الكريمة ايضا تمام بيان وتمام قدرة الله ولو نشاءوا لطمسنا على اعيننا هذا الاعين المبصرة لو شاء الله لطمسها وصارت تألمت تكن ومن فوائد الاية الكريمة ايضا ضرب المثل عن الاشياء المعقولة بالاشياء المحسوسة فان هؤلاء لو طمست عينهم ما استطاعوا ان يهتدوا الى السبيل فكذلك اذا طمس الله بصيرة القلب والعياذ بالله لم يستطع الوصول الى الحق ولم يعرف الحق ومن فوائد الآية الكريمة كمال بلاغة القرآن لان لان الله لو شاء لقال ولو نشاء لطمسنا على اعينهم فما استطاعوا ان يذهبوا ولا يرجعون لكن اتى به على هذا السياق المبسط يعني الذي توسع لانه ابلغ في التأثير ولانه يكون له نغمة جيدة تهفو اليه الاسماء وتلتد بسماعها قال ولو نشاؤوا لمسخناهم على مكانتهم الاول انتفاء الدلالة والثاني انتفاء السيف لو نشاءوا لمسخناهم على مكانتهم مسخناهم قيل المراد بالمسخ ما قال المؤلف قردة وخنازير حجارة وقيل المراد بالمسخ الابقاء على ما هم عليه يعني يمسخون على مكانتهم فلا فلا يستطيعون التحرر وهو ادم لكن ممسوخ لا يستطيع الحراك وايا كان فالله على كل شيء قدير وقد وقد قلب الله تعالى بني ادم قردة وخنازير ها بني اسرائيل ها؟ اي نعم ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم السبت نعم فقلنا فقلنا لهم كونوا قردة خاسرين قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضبا عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعدد الطاغوت الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير والنبي عليه الصلاة والسلام قال اما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الامام ان نحول الله رأسه رأس حمار او يجعل صورته صورة حمار والامر هين على الله سبحانه وتعالى يقول كن فيكون يقول كن فيكون فيقول لو نشاءوا لمسخناهم على مكانتنا اي حولنا صورهم الى صور اخرى من القردة والخنازير او جعلناهم حجارة او اننا ابقيناهم ماكثين كالجمال المهم ان الله سبحانه وتعالى لو شاء لما سخهم وابقاهم في مكانهم ما يتحركون. ولهذا قال فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون يعني فما استطاعوا ان ان يمظوا لماذا؟ لانهم مسخوا على مكانتهم وبقوا ثابتين ولا يستطيعون ان ان يرجعوا والذي لا يستطيع ان يمضي ولا يرجع معناه ثابت كالعمود لا يتقدم اماما ولا يتأخر خلفا. لو شاء الله عز وجل لمسخه على هذا حتى ظهر امرهم محسوسا اما بالنسبة للخير والتقدم المعنوي فهم لم يتقدموا الى الخير. معنى لا ولكن تأخروا عنه الى ولهذا كان سيرهم الذي يسيرون عليه في العمل عكس الاتجاه الصحيح بل مضاد له تماما فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ثم قال ولو نشاء لما سخناهم على مكانتهم فما استطاعوا مضيا ولا يرجعون ايضا فيها فائدة فيها اثبات المشيئة وكمال قدرة الله عز وجل وفيها من فوائدها ايضا ان الله سبحانه وتعالى لو شاء اثبتهم في مكانهم بحيث لا يستطيعون الذهاب ولا الرجوع كما استطاعوا مضيا ولا يرجعون. قال الله عز وجل ومن نعمره ننكسه في الخلق. افلا يعقلون الجملة هذه الشرطية فعل الشرط هو قوله نعمره وجوابه ننكسه يقول الله عز وجل من نعمره اي نجعل عمره طويلا ولهذا قال المؤلف في اطالة اجله ننكسه وفي قراءة بالتشديد من التنكيس والقراءة الاصل التي جعلها المؤلف اصلا من الانكاس والانكاس والتنكيس بمعنى الرد بمعنى الرد من من حال كاملة الى حال ناقصة وقول نكسه او ننكسه في الخلق يقول المؤلف في تفسيرها اي خلقه فيكون بعد قوته وشبابه ضعيفا وهرما نعم اه كلما طال الاجل يا عمر ما هو هذا شأن طالب العلم؟ خذ كتابك وطالع زين قل له جيب لك مصحف ثاني يلا قول اه كلما طال العمر في الانسان فانه يرجع الى الوراء ليس بالقوة البدنية فحسب بل في القوة البدنية والقوة العقلية والقوة الفكرية فيضعف ويعود الى ارذل العمر كما قال الله عز وجل والغرض من هذا التنبيه وان كان امرا واقعا وكل يعرفه الغرض من هذا ان يبادر الانسان عمره ما دام في قوته وشبابه لانه سيأتيه اليوم الذي لا يكون عنده تلك القدرة البدنية ولا القدرة الفكرية ولا القدرة العقلية يكون تفكيره محدودا كتفكير الصبي لا يفكر الا فيما يحيط به جدران بيته ويكون عقله كذلك محدودا لا يستطيع ان ينظر ويعقل ويفكر في الامور ويوازن بينها ويحكم عليها كذلك ايضا يكون للاشياء محدودة فيمر به الشيء الصباح ولا يستطيع التعبير عنه في المساء كل هذا امر واقع وظافر بل من الناس من يسلب عقله نهائيا وربما يصل الى حد يشبه الجمهور يؤذي اهله بالصراخ والعويل والاناشيد وما اشبه ذلك حسب ما كان عليه حين الصغر حتى ان الانسان اذا كان مثل جمالا وكان ينشد الاشعار تجده اذا اذا كبر وهرم يبدأ ينشد هذه الاشعار كل هذا امر لا بد منه. ولهذا قال الشاعر لا طيب للعيش ما دامت منغصة لذاته باتكار الموت والهرم كل انسان عاقل اذا تذكر ان مآله اما موت عاجل واما هرم فانه لا يطيب له العيش ولكن ليس معنى لا العاقل ايضا لا ليس معنى لا يعطي له العيش انه يبقى ندمان بحزن لا بل يسعى ويستعد في هذه الحال التي لابد منها قال الله سبحانه وتعالى ومن نعمره ننفسه في الخلق افلا يعقلون بان القادر على ذلك المعلوم عندهم قادر على البعث فيؤمنون به وفي قراءة بالتاء افلا وهي سبعية كما هو معروف هكذا قال المؤلف رحمه الله ان المراد الاستدلال لتغيير حال الانسان الى هذه الحالة الدانية على ان الله تعالى قادر على ان يبعثه وهذا الذي قاله ممكن لكن احسن منه ان يقال ان معنى قوله افلا تعقلون افلا يكون لكم عقل فتبادروا اعماركم قبل ان تصلوا الى هذه الحال يبادروها بماذا بالايمان والعمل الصالح ما استطعتم حتى اذا وصلت الى هذه الحالة واذا انتم على اتم استعداد لها وغالبا ان الانسان الذي يمضي وقته بطاعة الله سبحانه وتعالى انه اذا هرم تجده لا يهتم الا بالطاعات كثير من المسلمين اذا هرموا تجده يقول اين الماء انا اريد اريد ان اتوضأ او تجده يصلي دائما او تجده يقرأ القرآن دائما او يذكر الله دائما وهذي من نعمة الله سبحانه وتعالى. ان الانسان يهرم على الحال التي يكون عليها وعكس ذلك سيكون بالعكس من كان في حال اخوته وشبابه على غير هذا العمل الصالح سوف يكون هذيانه اذا كبر بهذا العمل السيد