اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. وذللناها له فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكرون ثم قال عز وجل وذللناها لهم فمنها ركوبه ومنها يأكلون من فوائدها بيان نعمة الله سبحانه وتعالى علينا بتذليل هذه الانعام ولو استعصت علينا ما تمكنا من الانتفاع بها ولهذا لما نبدأ بعير من الابل في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ادركه رجل بسهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان بهذه الابل اوابد كأوابد الوحش فمن منها فاصنعوا به هكذا فهذه البعير تمردت على اهلها ولم يدركوها الا بالسهم ومن فوائد الاية الكريمة بيان ان افعال المخلوقات مخلوقة لله لقوله وذللناها لهم لكنها مفعولة للفاعل مباشرة فهي تنسب الى الله عز وجل تقديرا وخلقا وتنسب الى الفاعل كسبا كسبا وعملا فهذه الابل المذللة الذي ذله هو الله اذا افعالها صادرة بخلق الله عز وجل وهذا هو المذهب الصحيح في هذه المسألة اي مسألة افعال العباد هل هي مخلوقة لله او هي للعبادة استقلالا والمسألة فيها ثلاثة اقوال بل ثلاث مذاهب المذهب الاول مذهب الجبرية الذين يقولون ان خلق الله عز وجل شامل لكل حركة في السماوات والارض وان وان الانسان مجبور على عمله ليس له فيه اختيار بل الحركة الارادية الاختيارية كالحركة الاجبارية التي ليس له فيها ارادة يقولون ان افعال الانسان تحركت السعفة في الريح ليس باختياره فاذا قيل لهم ان هذا يلزم منه الفوضى بحيث يفعل كل انسان ما شاء ويقول هذا بغير اختياري وانا مجبور عليه ويلزم منه ايضا ان ان الله اذا عذب الانسان على معصية كان ظالما له كان ظالما له ويلزم عليه ان مدح الطائعين لغوا لا فائدة منه لانه لا يمدح الانسان على امر يجبر عليه بدون اختياره ويترتب عليه ايضا ان ذم العاصين ظلم لانه ذم لمن لا يختار هذا الفعل وكما انه يترتب عليه هذه اللوازم الباطلة فهو ايضا مخالف للوقف فان الانسان يجد الفرق بين فعله الاختيار وفعله الاضطرار يجد الفرق بين ان ينزل من من السلم درجة درجة وبطمأنينة واختيار وبين ان يأتي شخص ويدفعه دفعا حتى لا يتمكن من الوقوف الامر واضح من الناحية الواقعية العقلية ان هذا القول باطل من ابطل الاقوال لكن الذي غر اصحابه ان ان الله عز وجل ذكر انه خلق كل شيء وانه قدر كل شيء وانه لا يكون في ملكه ما لا يريد الى غير ذلك من الاشياء التي يتعلمون بها لكنه في الحقيقة نظروا اليها وغفلوا عن النصوص الاخرى الدالة على ان الانسان فاعل ها؟ باختياره فاعل باختياره ولهذا قابلهم قوم نظروا الى النصوص الدالة على ان الانسان فاعل باختياره والى الواقع فانكروا ان يكون ان يكون لله عز وجل ارادة او خلق في افعال العباد وقالوا ان العبد مستقل بعمله يفعل ما يشاء ويترك ما يشاء وليس لله سبحانه وتعالى تعلق بفعل العبد هؤلاء اقرب الى المعقول من اولئك القوم لان الانسان لا شك يجد انه فاعل بالاختيار فهو يأتي يدخل بيته ويخرج من بيته ويأتي الى المسجد ويخرج من المسجد ويختار هذا الفعل على هذا الفعل على وجه اختياري لا يشعر ابدا بان احدا يجبره على ذلك ولكن ظل هؤلاء بسلبهم ارادة الله عز وجل وخلقه انا حال الخلق واعتقادهم ان الانسان مستقل بما يحدثه ولهذا سموا مجوس هذه الامة لمجابهتهم للمجوس في اثبات فاعلين للحوادث وهم يقومون باثبات فاعلين للحوادث الذي من فعل الله هذه من فعل الله والذي من فعله سام هذه من فعل الانسان مستقلا بها فلهذا سموا مجوس هذه الامة وهؤلاء لا شك انهم ضالون لانهم اخرجوا شيئا في ملك الله عن عن ملك الله اهل السنة والجماعة توسطوا بين القولين واخذوا بالدليلين وقالوا ان الانسان لا شك يفعل باختياره ويدع باختياره وان له وان له ارادة تامة وقدرة والذي خلق هذه الارادة والقدرة هو هو الله عز وجل لو شاء الله سبحانه وتعالى لسلبه الارادة ولو شاء لسلبه القدرة ولذلك اذا سلب الله العبد الارادة لم يترتب على على فعله حكم فالمجنون مثلا هل يؤاخذ بافعاله؟ لا لانه لا مفال باختياره والعاجز لا يكلف فاتقوا الله ما استطعت اذا فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الارادة والقدرة في الانسان قالوا والارادة والقدرة هما السبب في وجود الفعل صح؟ ها؟ الارادة والقدرة هما السبب في وجود الفعل فلولا الارادة ما فعلت ولولا القدرة ما فعله كالارادة والقدرة هما سبب وجود الفعل واذا كانا مخلوقين لله فان خالق السبب خالق للمسبب فيظاف فعل العبد الى الله من هذه الناحية اي ان الله هو الذي اوجد فيه سبب الفعل فصار بذلك فاعلا كما ان الاحراق مثلا في النار ينسب الى من الى النار والذي اودع فيها هذه القوة هو الله عز وجل فلذلك صار احراق النار بفعل النار مباشرة لكنه بتقدير الله سبحانه وتعالى خلقه وهذا الذي ذهب اليه اهل السنة والجماعة هو المطابق للمنقول والمعقول والواقع لانه يجمع بين الادلة الشرعية ويصدق الادلة الحسية فالادلة الشرعية اذا جمعتها من اطرافها وجدت انها تنصب انبوب واحد هو الذي ذهب اليه اهل السنة والجماعة ولولا هذا الاعتقاد لولا هذا الاعتقاد لشلت الحركة ولصار الانسان اتكاليا لا يقول ولا يفعل ولولا هذا الاعتقاد لم يلجأ الانسان الى ربه عز وجل لمهماته قوموا للناس فهو باعتبار انه مريد فاعل يتحرك ويعمل وباعتبار ان باعتبار انه مخلوق مدبرة يرجع الى من؟ الى الله عز وجل. فلا يكن اتكاليا ولا يكون انانية يعني انه لم يستغني بنفسه عن ربه ولن يكونوا ولن يكون اتكاليا يقول ان قدر لشيء صار بل هو يعمل مستعينا بالله معتمدا عليه طيب قال ودلناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون من فوائد الاية الكريمة ان لنا ان ننتثر في هذه الانعام بالركوع ولكن بشرط الا يكون في ذلك مشقة عليها فان كان في ذلك مشقة كان حراما لان المشقة تعذيب لها في غير محله من فوائد الاية الكريمة جواز الارتداف على الدابة لعموم قوله فمنها ركوبه ولكنه مقيد بما اشرنا اليه الا يكون في ذلك مشقة ومن فوائد الاية الكريمة ايضا حلو هذه الانعام او حل بعضها اذا جعلنا من للتبعير وجعلنا الانعام اعم من بهيمة الانعام والحل بالانعام كلها هو الاصل ولذلك لو تنازع شخصان بان هذا الحيوان حلال لكان القول قول من يقول بالحلم حتى يقوم دليل على التحريم اولا لعموم قوله تعالى هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا وثاني لعموم قوله ومنها يأكلون فالاصل هو الحل حتى يقوم دليل على المنع لكن هذا الحل مقيد في الواقع مقيد بماذا بشروط الذكاة المعروفة لانه اذا لم تذك البهيمة الحلال زكاة شرعية طارت صارت حراما صارت احراما لا تحل فهذا الاطلاق ومنها يقولون مقيد لماذا بشروط وهو ان يكون مذكم زكاة شرعية ومع هذا اذا اضطر الانسان اليه حلله وان لم يذكى لقول الله تعالى فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه ومن فوائد الاية الكريمة انه يجوز تعذيب الحيوان اذا لم تتم المصلحة الا به اذا لم تتم مصلحتنا الا به ها؟ لان الاكل ذبح لا يكون الا بعد الذبح والذبح من اعظم ما يكون من الايداع ولان الشرع جاز جاء باباحة الوسم واسم البهائم بالنار من اجل حفظ ماليتها ولان الشرع جاء بمشروعية اشعار الابل والبقر في الهدي ليعلم انها هدي واشعارها وشق صفحة سنامها حتى يسيل منها الدم وعلى هذا فاذا احتجنا اذا الى تعذيب الحيوان من اجل حفظ مالية او غير ذلك فانه لا بأس به مثل ما يفعله بعض الناس الان في الحماء اذا اراد ان تربية عنده فانه ينتف مقدم الاجنحة لئلا لئلا تطير حتى تألف المكان وتربية فيه يقولون لو اننا قصصناها قصا ما نبتت ما نبت لها آآ يعني ريشة بسرعة ولهذا يختارون ان ينتفوها نتفا من اجل ان ينبت الريش بسرعة وتستعد الطيران قال ومنها يأكلون ولهم فيها منافع ومشارب افلا يشكون استفادوا من هذه الاية الكريمة ايضا ما سبق من ان الله عز وجل خلق هذه الاشياء لمنافعنا اي منفعة يمكن ان نحصل عليها من هذه البهائم فانها مباحة لنا ولهم فيها منام لكن بشرط كما اسلفنا الا يكون في ذلك مشقة فان كان في هذا مشقة فانها ممنوعة ومن فوائدها حل البان هذه البهائم بقوله نعم ومشارب ثم قال افلا يشكرون استفادوا من هذه الجملة وجوب شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم ووجهه انه وضح من لم من لم يشكو ولا توبيخ الا على فعل محرم او ترك واجب والشكر شكر منعم كما دل عليه الشرع فقد دل عليه العقل فان كل انسان مدين لمن انعم عليه عليه ان يشكره بحسب ما تقتضيه الحال ولهذا جاء في الحديث الصحيح من صنع اليكم معروفا فكافئوه فان لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا انكم قد كافئتموه