اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون. لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون. فلا يحزن كقولهم انا نعلم ما يسرون وما يعلنون. ثم قال الله عز وجل واتخذوا من دون الله الهة لعلهم ينصرون في هذا في هذه الاية من من الفوائد اولا صحة اطلاق الاله على غير الله عز وجل كقوله واتخذوا من دون الله الهة ولكن هل هذه الالهة حق الجواب لا هي الهة باطلة لقول الله تعالى ذلك بان الله هو الحق وان ما يدعون من دونه هو الباطل فهي وان سموها الهة واعبدوها كما يعبدون الرب عز وجل فانها لن تكون الهة ان هي الا اسماء سميتموها انتم واباؤكم ما انزل الله به من سلطان ثانيا ان هؤلاء الذين اتخذوا هذه الالة الالهة توهموا فيها انها تنصره ولكن ابطل الله هذا الوهم بقوله لا يستطيعون نصره ومن فوائد الاية الكريمة ان الانسان المبطل لابد ان يتعلق لشيء يبرر به باطله ما هو الشيء هنا ها؟ رجاء النصر لعلهم ينصرون وكل انسان مبطل لا بد ان يعلل ما ذهب اليه من الباطل كما مر عليكم كثيرا في اقوال اهل البدع وكما مر عليكم ايضا حكما تعبدية يعني لن يقبل الانسان ان يقول هذا حلال وهذا حرام حتى يبين دليله وحجته يقول الله عز وجل لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم لهذا دليل على ان الالهة يعني من فوائد الاية الكريمة ان هذه الالهة لا يمكن ان تنصر عابدين لقوله لقوله لا يستطيعون نصره فان قلت يا عبد الله اليسوا يستغيثون بالالهة فيغاثون احيانا نعم هو امتحان لكن هل حصل هذا النصر بها ها يعني احيانا يستغيث بالصنم ويغافل فتنة لكن هل هذه هذه هذا الغوث حصل باستغاثته نعم حصل عندها لا بها لا بها نعم حصل عندها لا بها وفرق بين ان يكون الشيء حصل بالشيء او حصل عنده والسبب غيره فسبب هذه هذا الغوث الفتنة كما قلت وليس دعوة هذه الاصنام لقول الله تعالى ومن اضلوا ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له الى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون من فوائد الاية الكريمة ان هؤلاء العابدين تندم محضرون لاصنامهم يدافعون عن الاسماء وينتصرون لها لقوله وهم لهم تندم محضرون وفي هذا من المناداة بسفههم ما هو ظاهر حيث يستنصرون بمن لا يستطيع نصرهم وهم ايش؟ وهم ينصرونه وهذا من السلف كيف تنتصر او تنصر شيئا لا يستطيع نصرك ولا تستفيدوا منه ولهذا يعتبر قوله وهم لهم جند محضرون كالدليل على سفه هؤلاء انهم ينتصرون لهذه الالهة وينصرونها ولكنها مع انها لا تنصروه وهذا الذي قررته الان بناء على ما ما اخترناه من ان ما الاية وهؤلاء العابدون للمعبودين يندم محضرون اما الائي المؤلف فهو يرى خلاف ذلك يرى ان هذه الاصنام جندل لهؤلاء لكنهم محضرون بالنار جميعا وسبق بيان ضعف هذا القول ثم قال الله تعالى فلا يحزنك قولهم هذا مبتدأ الدرس الجديد الله نعم الا فلا يحزنك قوله اي لا يوقعك بالحزن والحزن هو الندم والهم لما مضى وضده الخوف فانه الهم لما مستقبل ما الذي قالوا قالوا اشياء كثيرة قالوا مثلا اجعل الالهة اله واحدا ان هذا لشيء عجاب وهذا طعم في الالوهية وقالوا لست مرسلا وهذا طعن في الرسالة وقالوا ان محمدا صلى الله عليه وسلم مجنون. شاعر كاهن ساحر وهذا ايضا عيب في شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام ومن المعلوم ان الانسان بشر سوف يتأثر اذا صودمت دعوته في لبها واصلها وقيل اجعل الالهة له واحد من هذا الاسم العجاب الانسان اذا صدم قوله الفقهي مثلا يحس في نفسه بضغط لكن اذا كان سيهدم اصله يكون اشد واعظم واذا عيب عيبا ذاتيا يكون اشد واشد ولهذا يسلي الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بمثل هذه التوجيهات فلا قوله انا نعلم ما يسرون وما يعلنون الجملة الاستئنافية لبيان حال هؤلاء الذين يقولون ما يقولون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به وحالهم انهم مهددون لماذا بعلم الله عز وجل لما يصرون وما يعلن ما يسرونه فيما بينهم وما يعلنونه للناس ما يسرونه في انفسهم وما يبدونه لغيره فهنا عندنا فعندنا اصراران اصرار الانسان ما في نفسه بحيث لا يعلم به احد الاسرار الثاني تصرار الامر بينهم فلا يخرج لغيره ونضرب لهذا مثلا هؤلاء قوم قوم عددهم عشرة يتحدثون فيما بينهم بامر من الامور لكن لا يخرج لغيرهم هذا اصرار ولا لا احد هؤلاء العشرة اظمر في نفسه شيئا لم يفقد به زملائه هذا ايضا اصرار فقول ما يسرون يشمل هذا وهذا اي ما اسره كل انسان في نفسه وما اسروه فيما بينهم دون ان يعلنوه لغيره وفي هذا من التهديد ما هو ظاهر. فالله تعالى يعلم ما يسرونه وما يعلنونه وسوف يجازيهم على ذلك يوم القيامة