اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فاذا هو خصيم مبين. وضرب لنا مثلا ونسي خلقه. قال من يحيي العظام قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم من نتوء ثم قال الله تعالى اولم ير الانسان انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين وضرب لنا مثلا ونسخ خلقه قال اولم يرى الانسان يرى بمعنى؟ يعلم اولم ير اي او لم يعلم والاستفهام هنا للتقرير والمراد به التوبيخ نعم والواو حرف عطف والمعطوف عليه اما مقدر بعد الهمزة واما ما سبق وعلى الثاني تكون الهمزة منقولة عن مكانها واصله على القول الثاني ولم ير وقول الانسان قال المؤلف وهو العاصي ابن وائل وعلى رأي المؤلف تكون الهنا للعهد العهد الذهني ولكن الصحيح ان للجنس هاي جنس الانسان ومن العاصي هو لان الاصل في انها لبيان الجنس هذا الاصل فيها والعصر ان الانسان لفي خسر يعني جنس الانسان الا الذين امنوا ووجه كون ذلك هو الاصل ان العهد يحصرها في شيء معين والاصل بقاء اللفظ على عمومه فاذا قال قائل او لم يرى الانسان انه فلان ابن فلان. نقول الله عز وجل قال الانسان وهو شامل اذا فالصحيح انه عام لكن نجعل العاصي بوائل نجعله مثالا مثالا نجعله مثالا لمن قال هذا القول او لمن رأى هذا الرأي او لم يرى الانسان انا خلقناه من نطفة من الى ان صيرناه شديدا قويا فاذا هو شديد الخصومة لنا مبين بينها في نفي البعث نعم الانسان خلق من نطفة وهو هذا المني المهين كما وصفه الله عز وجل هذا الماء المهين الذي خلق منه الانسان اذا راجع الانسان اليه الى اصله وجد انه كالنخام ليس بشيء ثم بعد هذا ينشئه الله عز وجل حتى يعطيه الفصاحة والبلاغة وقوة الحجة بعد ان يتربع بنعم الله في بطن امه ثم في صدر امه بالثديين ثم بما انعم الله عليهم من انواع الطعام والشراب يقوى ويشتد عقله وفكره وذهنه فيكون قصيما فاذا هو خصيم اي شديد الخصومة لان فعيل بمعنى فاعل لكن تدل على المبالغة وقول مبين اي بين الذي يظهر انها مبين بمعنى مظهر يعني مظهر لخصومته بكونه شديد الخصومة قوية وسيأتي ان شاء الله انه بيان نوع من من جدل الانسان وخصومتي ها هو الامير الاسلام انا خلقناه من نطفة فاذا هو خصيم مبين سبق لنا ان هذا الاستفهام للتقرير الذي يراد به التوبيخ وان المراد بالانسان ما هو اعم مما قاله المؤلف من تخصيصه بن العاص بوعد قال الله عز وجل فاذا هو خصيم مبين اي مظهر للخصومة خلافا لقول المؤلف بين الخصومة قال وظرب لنا مثلا يعني هذا الانسان الذي الذي كان خصيما مبينا ضرب مثلا لله عز وجل يريد التعجيز والانكار وتقديرنا فيه هذا المثل بينه بقوله قال من يحيي العظام وهي رميم ولهذا جاءت جملة مفصولة عما سبق لانها وقعت بيانا لمبهم في قوله وضرب لنا مثلا قال من من يحيي العظام وهي رميم نعم نعم ونسج خلقه ونسي خلقه قال مثل نسج خلقه يعني ابتداء خلقه ابتداء خلقه انه خلق من ماء مهيب فكان هذا الانسان الخصيم المبين والجملة في قوله ونشر خلقه جملة يحتمل ان تكون جملة خبرية ويحتمل ان تكون جملة حالية اي وقد نسل خلقه يعني انه في ضرب المثل هاد الناس لي اصله وهو انه من مني ثم كان انسانا سويا خصيما مبينا المثل بينه بقوله قال من يحيي العظام وهي رميم يقول مالك رحمه الله ونسى خلقه من المني وهو اغرب من مثله اغرب من متى كيف ذلك لان مثله الذي ضربه اعادة شيء كائن وخلق من المني ابتداء خلقه وايهما اشد امتناعا لو كان فيه امتناع على الله؟ ها؟ الابتداء ولهذا قال الله عز وجل وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه وهو اهون عليه فاذا كان كذلك فانه اي الانسان الخصيم المبين يكون ضالا من وجهين الوجه الاول استغرابه قدرة الله عز وجل على على الاعادة والثاني نسيانه اول الخلق لسانه هو الخلق حيث نسي انه خلق من ماء مهين حتى صار انسانا سويا خصيم مبينا قال من يحيي العظام وهي رميم اي بالية من ما نوعها استفهامي والمراد به النفي او الانكار يعني لا احد يحيي العظام وهي رمي الانسان اذا مات ورمي اي ذهب لحمه وعصبه وصارت عظامه تتفتت لقيمها فهي اذا رميم هذه العظام الرميم هي ابعد شيء عن الحياة لانها تشبه تشبه التراب فهي ابعد شيء عن الحياة فكيف تحيي هذه العظام هذا وجه استغراب هذا الرجل المنكر قال من عظامه وهي رميم اي بالية ولم يقل بالتاء لانه اسم لا صفة الرميم تارة يراد بها الصفة يعني اسم المفعول او اسم الفاعل مرمومة او رامية وتارة يراد بها الاسم يعني ان العظم اذا بلي يسمى رميما فلما قصد به المسلم لم لم يحتج الى الى التاء لانه مثل اسد وحجر شجر وما اشبهه لم يحتاج الى التاء لكن لو اريد الصفة اذا كان يؤنث لان العظام جمع وكل جمع قابل للتأنيب لا سيما وانه قال وهي وهذه ضمير مؤنث قال وهي وروي انه اخذ عظام عظما ظميما ففته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم ايش اترى يحيي الله هذا بعد ما بلي ورم فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم ويدخلك النار المؤلف ساق هذا الاثر بالتظعيف روي وهو جدير بذلك لان هذا الرجل المنكر سواء سواء انكر امام النبي صلى الله عليه وسلم او خلف ظهره فانه منكر بكل حال وليس من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام ان يعامل الناس بمثل هذا الاسلوب بقوله نعم ويدخلك النار فالاثر هذا يحتاج الى نظر في سنده وفي صحته قال الله تعالى مبينا قدرته على ذلك قل والخطاب لمن للرسول صلى الله عليه وسلم قل يعني لهذا الذي انكر ان يحيي الله العظام وهي رميم يحييها الذي انشأها اول مرة واعلم ان الله عز وجل اذا قال اذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام قل فهو امر له بالابلاغ ومن المعلوم ان النبي صلى الله عليه وسلم مأمور بابلاغ القرآن عموما لقوله يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك فاذا خص شيئا من الاحكام او من الاخبار يقول كان في ذلك عناية خاصة بهذا الذي امر ان يقوله لانه امر ان يبلغه على وجهه ايش؟ على وجه الخصوصية ومعلوم ان ما كان على وجه الخصوصية فهو اوكد مما دخل في العموم وخلاصة هذه القاعدة ان الله اذا امر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول قل فهذا امر فهذا امر خاص بتبليغ هذه المسألة سواء كانت خبرا او كانت حكما يحييها الذي انشأها اول مرة لم يقل الرب عز وجل لم يقل يحييها الله بل قال الذي انشأها اول مرة ليكون الجواب متضمنا للدليل لان اللغة قل يحييها الله فهم الانسان ان الله هو الذي لكن اذا قال الذي انشأها ولا مرة كان هذا الجواب متضمنا ليش للدليل الذي انشأها اول مرة ومن الذي انشأها اول مرة؟ الذي انشأها اول مرة هو الله عز لم يخلق احد من الخلق هذه العظام ولم ينشئها اول مرة فاذا كان الله عز وجل انشأها اول مرة فهو قادر على ايش؟ على اعادته لان الاعادة اهون من الابتلاء وهذا دليل يعني ان الله ذكر لما بقي من الايات الادلة على امكان احياء هذه العظام وهي رميم هذا هو الدليل الاول الذي انشأها اول مرة وجه الاستدلال بهذا على ان القادر على الابتداء قادر على الاعادة من باب اولى. طيب ثانيا قال وهو بكل خلق عليم مخلوق عليم جملة مجملا ولا جملة؟ مجملا ومفصلا قبل خلقه وبعد خلقه هذه الجملة وهو بكل خلق قال المؤلف ان خلق هنا بمعنى مخلوق فجعل المصدر بمعنى اسم المكروه والذي يظهر ان المراد بالمصدر نفس المصدر ومن المعلوم انه لا مخلوق الا بخلق لكن اذا قال بكل خلق صار في هذا بكل خلق عليم اذا قال وهو بكل خلق عليم صار في هذا نص على علمه بالخلق اي كيف يخلو وكيف ينشئ الخلق فيكون ادل على قدرته على احياء الموتى مما اذا قلنا وهو بكل مخلوق لانك اذا قلت بكل مخلوق صار علمه بالمخلوق متى؟ بعد خلقه لكن اذا كانت الاية على ظاهرها بكل خلق يعني انه يعلم كيف يخرج والعالم من كيفية الخلق اذا اراده لم يستعصى عليه لانه اذا كان عالما لم يبقى الا الارادة اذا اراده وهو بكل خلق عليم صنع ما ما عالم عز وجل فكونه بكل خلق عليم دليل على انه قادر على ان يعيده لان الذي يعجز اما ان يكون لعجزه واما ان يكون لجهله لو قتل شخص اصنع لنا مسجلا وهو لا يعرف الصنعة هل يصنع مسجلا لماذا لجهل. لو قلت اصنعن مسجلا وهو يعلم كيف يصنع لكن ليس عنده قدرة لا هنا قال لما قال هو الذي انشأها اول مرة هذي القدرة وهو بكل خلق عليم هذا انتفاء الجهل فاذا انتفى العجز المستفاد من قوله انشأ اول مرة وانتفى الجهل المستفاد من قوله وبكل خير لين صار الخلق ممكنا ترى الخلق ممكنا طيب هذا هذان دليلان وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم اي في جملة الناس في جملة الناس من الشجر الاخضر المرء نارا عليهم السلام من الشجر الاخضر المر والعفاف او كل شجر الا العناق نارا فاذا انتم منه توقدوه الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا. جعل بمعنى صير. والذي جعل لنا من الشرق الاوسط نارا هو الله عز وجل وقوله جعل لكم في جملة الناس اراد المؤلف بقوله في جملة الناس ان هذا الجعل ليس خاصا بالمخاطبين اي برسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه بل هو عام لكل احد فهو جاء لهم في جملة الناس من الشجر الاخضر المؤلف يقول انه والعطاء وبناء على كلامه يكون تكون ال للعهد الذهن تكون العهد به ويكون عاما ولد به الخاص ولكن سبق لنا ان هذا خلاف الظاهر وان الاصل فيها انها تفيد الجنس اي العموم. فالصواب ان المراد من الشجر اي من كل شجر كما قال وقوله الا العناب لا نعرف عن هذا شيئا هل انه مستثنى وان العناب لا يمكن ان تأتي منه النار والله اعلم على كل حال نحن نقول عندنا اصل من الشجر الاخضر نار عامة الشجر الاخضر فيه الرطوبة اليس اليس كذلك والرطوبة يلزم منها البرودة والنار التي تخرج من هذا الشجر الرطب البارد يابسة وايش؟ وحار يابسة محاطة فهذا اليابس الحار متولد من رطب بارد ولا يخفى ما بين الرطوبة والبرودة وبين الحرارة واللبوسة من التنافر من التنافر العظيم فاذا كان الله عز وجل يولد هذا الشيء الذي بينه وبين المولد منه من التنافر ما هو ظاهر فهو قادر على ليش على احياء العظام وهي رميم لان كونه يخلق الضد من الضد ابلغ في القدرة من كونه يخلق الشيء من لابد وهذا امر ظاهر اذا هذا دليل ماشي ثالث هذا الدليل الثالث على امكان احياء العظام وهرم وقوله فاذا انتم منه توقدون الف هنا عاطفة واذا فجائية يعني انه بمجرد ما ان تضرب عودا بعود من هذا الشجر تنقدف النار فتوقد منه يعني لا يحتاج الى كبير عناء بل ان الايقاد امر سهل مفاجئ للعملية المفاجأة استفدناها من كلمة اذا اذا وفي قوله انتم منه توقدون دليل على استمرارية هذا العمل لان الجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار وهذا امر لا احد ينكره لا احد ينكر انه يوجد من الشجر الاخضر يتولد من الشجر الاخضر نار يوقد الناس منها طيب فاذا انتم متوقدون قال المؤلف رحمه الله تقدحون وهذا دال على القدرة على البعث فانه جمع فيه بين الماء والنار والخشب او نم الانسان من فوائد الاية الكريمة بيان ان الانسان خلق من ضعف لقوله او ان الانسان انا خلقناه من نطفة وهو كذلك ومن فوائدها ايضا ان هذا الانسان الذي خلق من هذه المادة ضعيفة يترقى حتى يكون ذا خصومة مبينة لقوله فاذا هو خصيم مبين من فوائد الاية الكريمة ايضا النداء على الانسان بالظلم النداء على الانسان بالظلم وجه ذلك كيف يكون هذا الذي خلق من هذه النطفة يبلغ به الحد الى ان يكون خصيما لله عز وجل بين الخصومة لان الانسان اذا يجب عليه اذا نظر الى اصله ان يعرف قدر نفسه لا ان نكون مخاصما لربه عز وجل من فوائد الاية الكريمة ان ان الخصومة بالباطل مذمومة ووجه ذلك ان الاية سيقت مساق الذم لا مساقة عذر اما الخصومة لاثبات الحق وابطال الباطل فانها ممدوحة لقول الله تعالى ارجعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ولولا الجدال مع اهل الباطل ما تبين الحق ولمدحض الباطل فلابد للانسان من الجدال في اثبات الحق وابطال الباطل. اما اذا كان الامر بالعكس فانه مذموم طيب من هنا يمكن ان نقسم الجدال اذا ثلاثة اقسام جدال محمود مأمور به اما وجوبا او استحبابا وجدال مذموم منهي عنه وجدال بين بين اما الجدال الممدور فهو الذي يقصد به اثبات الحق وابطال الباطل فهذا مأمور به وهو كالجهاد في سبيل الله. كما ان المجاهد مأمور بان يحمل السلاح ضد عدوه ويقاتله فطالب العلم مأمور بان يحمل سلاح العلم وهو المجادلة في الحق ليدحضوا به الباطل الثاني ايش؟ بالعكس وهذا مذموم منهي عنه قال الله تعالى والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد الثالث بين بين يعني لا يؤمر به ولا ينهى عنه لكن لا شك ان ان تركه اولى وهو الجدال في امور لا تمس الى الحق او الباطل بصلة كما يحصل في كثير من المجالس من المجادلات فهذا لا شك انه لا خير فيه وانه من المراء الذي ينبغي للانسان تجنبه ثم ان افضى الى مفسدة كان منهيا عنه الى مفسدة وان افظى الى مصلحة كان مأمورا به كيف يفضي الى مفسدة يكون مع الجدال والمراء والمحاورة عداوة بين المتجادلين او تعصب لاحدهما من الحاضرين ويحصل في ذلك التحزب منفعة مثل ان يكون المجادل مغرورا بنفسه ويرى انه لا يغلبه احد فتجادله من اجل ان تكسر حدة هذا الغروب وان كان لا يترتب على هذا الشيء فائدة في حد ذاته لكن فيه فائدة لغيره وهي كسر ورود هذا الشخص حتى لا لا يبقى زاهي بنفس مترفعا على غيره. طيب ثم قال عز وجل وظرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم من فوائد هذه الاية الكريمة ان المجادل بالباطل يأتي بالشبهات التي ينشر بها باطلا لقوله من يحيي العظاما وهي رميا فان هذه شبهة تلبس على العامة لانه لم يقل من يعظام فقط قال وهي رميم فكيف تحيى بعد ان رمت فاهل الباطل يأتون بالشبهات ليلبسوا على الناس ومن فوائد الاية الكريمة ان هذا الانسان استهان بربه حيث ضرب له الامثال للتعجيز لقوله وضرب لنا مثلا يعني قال انا اضرب لكم مثلا بهذا الشيء الذي يعجز من يحيي العظام وهي رنيم وقائد الايات الكريمة ان المعارض للحق قد يصرح بالانكار بدون مراوغة لقوله من يحيي العظام واحيانا يراوغ فايهما يعني اهون ها؟ الذي يصرح ويبين لان هذا يمكن ان يتقى شره. اما المراوغ فانه في الواقع وخطر ولهذا كان خطر المنافقين على الاسلام اكثر من خطر الكافرين الذين يصرحون بالعداوة لان يغرون الناس ولا يمكن التحرر منهم من فوائد الاية الكريمة نعم ثم قال عز وجل قل يحييها الذي انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم من فوائد هذه الايات ان يحييها يعني الجواب على هذا المعترض بيان قوة الاقناع في اقامة الحجة من كلام الله عز وجل يعني ان اقوى ما يسوق الحجج ويبينها هو كلام الله وهو كذلك لان كلام الله عز وجل ابلغ الكلام واحسنت قال الله تعالى ومن احسن من الله حديثا فلا من احسن الله حديثا او من اصدق؟ من اصدق من الله حديثا فحديث الله عز وجل لا شك انه اصدق الحديث واتمه واحسن في الاقناع واقامة الحجة من فوائد الاية الكريمة الاستدلال الاشد على بامكان الاخف لقوله يحييها الذي انشأها اول مرة فقد استدل بالاشد على امكان الاخف ما هو الاشد في هذا بصدده؟ الاشد احياؤها اول مرة والاخفاء الاعادة. الاعادة ومن فوائد الاية الكريمة انه ينبغي للمستدل المناظر ان يأتي بالشيء الذي يقر به خصمه من اجل ان تقوم عليه الحجة كيف ذلك لانه قال يحييها الذي انشأها اول مرة. والخصم هنا هل ينكر ان الله اشاءها ولا مرة؟ لا. لا. لا يمكن. فينبغي ان تأتي بالشيء الذي يقر به خصمك لتقيم الحجة عليه باقراره وهذا اه ادب من ادب المناظرة ادب من ادب المناظرة لانه اقرب الى الاقناع وله نظائر منها ان ابراهيم عليه الصلاة والسلام لما ناظر الذي حاجه في ربه فقال ابراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال انا احيي واميت فعدل ابراهيم عن ذلك وقال فان الله يأتي بالشمس من المشرق وهذا يقر بالخصم فات بها من المغرب وهذا لا يمكن الخصم ان نقوم بها. فالحاصل انه ينبغي للانسان ان يأتي خصمه من الوجهة التي يقر بها حتى يقيم عليه الحجة من فوائد الاية الكريمة تمام قدرة الله سبحانه وتعالى بانشاء هذه العظام لاول مرة لانه لا احد يستطيع ان يخلق هذه العراق يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له. ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا لهم مع ان الذباب ليس فيه العظام القوية الصلبة فاذا كانوا لا يقدرون على ذلك فهم على ما هو اعظم اعجز ومن فوائد الايات الكريمة علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق كذا هل سبق لنا في التفسير هل الخلق هنا بمعنى المخلوق او بمعنى الفعل اذا كان انه يحتمل الامرين لكنه احتمال الفعل اكثر يعني كل خلق فالله عليم به ومن المعلوم ان العالم بالخلق عالم بالمخلوق كما قال تعالى الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. طيب اذا يستفاد من ذلك عموم علم الله سبحانه وتعالى بكل خلق اي بكل صنع يصنع مما نتصور ومما لا نتصور وبكل مخلوق لان العالم بالخلق عالم بالمخلوق. طيب ثم قال تعالى الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فاذا انتم منه توقدون من فوائد هذه الاية الكريمة بيان قدرة الله عز وجل حيث يتولد من هذا الشيء الرطب البارد شيء حار يابس فتولد الشيء من ضده دليل على كمال القدرة لان العادة ان الظدين متنافران لا يلتقيان ابدا وهنا صار احدهما يتولد من الاخر ومن فوائدها ايضا الاستدلال الاشد على الاخف لان التنافر بين الرطب واليابس والحار والبارد اعظم من ان يعاد الخلق او تعاد العظام بعد رميمها القادر على هذا الشيء قادر على احياء الموتى طيب ومن فوائد الاية الكريمة بيان نعمة الله علينا بهذا الجعل اي بجعله من الشجر الاخضري نارا وجه الدلالة الذي جعل لكم لكم والا لكان يكتب فيقال الذي جعل من الشجر. الاخطر انارا لكن ذلك لمصلحتنا ففيه نعمة من الله عز وجل على عباده في هذه النار وقد قرر قرر الله هذه النعمة في قوله افرأيتم النار التي تورون؟ اانتم انشأتم شجرتها؟ ام نحن ننشئون ولا احد ينكر ما في الطاقة الحرارية من المنافع العظيمة للخلق فانواعها بل اجناسها لا تحصى فضلا عن افرادها ومن فوائد الاية الكريمة تقرير الشيء بالواقع يعني بدل ان نلقيه تصورا في الذهن نذكر واقعه بالفعل من اين تؤخذ؟ من قوله فاذا انتم منه توقدون فهو بين انه جعل لنا من الشجر الاخضر نارا وهذا يعطينا تصورا بان الله سبحانه وتعالى جعل لنا من الشجر الاخضر نارا نستفيد منها ثم بين ذلك بذكر الامر او حقق ذلك بذكر الامر الواقع. فاذا انتم منه توقدون تحسونه بواقعكم وتلمسونه بايديكم