اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والقرآن المجيد. بل عجبوا منذر منهم. فقال الكافرون هذا شيء عجيب. اإذا متنا وكنا ومن ذلك رجع بعيد. قد علمنا ما تنقص الارض منهم وعندنا كتاب حفيظ بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه ومن اتبعهم باحسان الى يوم الدين نبدأ هذا اللقاء بتفسير سورة والقرآن المجيد. حيث انتهينا ولله الحمد من تفسير سورة الحجرات اولا البسملة سبق الكلام عليها وانها اية مستقلة يؤتى بها في ابتداء كل سورة الا سورة براءة فان الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوا امامها بسملة ولكنهم جعلوا فاصلا بينها وبين اخر سورة الانفال وليس هناك ذكر يذكر بدلا عن عن البسملة كما يوجد في بعض هوامش كما يوجد في هوامش بعض المصاحف حيث كتب اعوذ بالله من النار ومن كيد الفجار ومن غضب الجبار العزة لله ولرسوله وللمؤمنين وهذا لا شك انه كلام بدعي لا اثر لا اصل له ولا صحة له يقول الله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم قاف والقرآن المجيد. قاف حرف من الحروف الهجائية التي يتركب منها كلام العربي وهي كسائر الحروف ليس لها معنى في حد ذاتها ومن المعلوم ان القرآن نزل باللسان العربي واذا كانت هذه الحروف ليس لها معنى باللسان العربي فهي كذلك ليس لها معنى في كتاب الله عز وجل من حيث المعنى الذاتي لها لا واما بالنسبة للمغزى العظيم الكبير فلها مغزى عظيم كبير الا وهو ان هذا القرآن الذي اعجز مع بلاغتهم وفصاحتهم ليس لم يأت بشيء جديد من حروف ليسوا يعرفونها بل هم بل هو بالحروف التي يعرفونها ومع ذلك عجزوا عن ان يأتوا بمثله فدل ذلك على انه من كلام العزيز الحميد جل وعلا ولهذا لا تكاد تجد صورة ابتدأت بهذه الحروف الهجرية الا وبعدها ذكر القرآن هنا قال عز وجل والقرآن المجيد الواو هنا حرف قسم اقسم الله تعالى بالقرآن لان لله تعالى ان نقسم بما شاء واقسامه هنا بالقرآن اقسام بكلامه. وكلام الله تعالى من صفاته. وقد ذكر اهل العلم رحمهم الله انه يجوز الاقسام بالله تعالى او بصفة من صفاته واما اياته فلا يقسم بها. الا اذا قصد الانسان بالايات كلماته كالقرآن الكريم والتوراة وما اشبه ذلك. واما الايات الكونية كالشمس والقمر فلا يجوز لنا ان نقسم بها اما الله عز وجل فله ان يقسم بما شاء القرآن مأخوذ من قرأ اذا تلا او من قرأ اذا جمع ومنه القرية لان الناس يجتمعون فيها. والقرآن يتضمن المعنيين فهو متلو وهو مجموع ايضا القرآن المجيد اي ذو المجد. وهي العظمة والسلطان المطلق فالقرآن له عظمته العظيمة مهيمن مسيطر على جميع الكتب السابقة حاكم عليها ليس محكوما عليه وهو ايضا مجيد به يمجد ويعلو ويظهر من تمسك به وهذا كقوله تعالى بل هو قرآن مجيد في لف محفوظ والقرآن المجيد بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب. هنا لا لا للانسان التالي جوابه القسم فاختلف العلماء رحمهم الله في مثل ذلك هل له قسم؟ هل له جواب؟ او جوابه يعرف من او يعرف من المقسم به فيها اقوال متعددة للعلماء واظهر ما يكون ان نقول ان مثل هذا التركيب لا يحتاج الى جواب في القسم الى جواب للقسم لانه معروف من عظمة المقسم عليك فكأنه اقسم بالقرآن على صحة القرآن فالقرآن المجيد لكونه مجيدا كان دليلا على انه حق. وانه منزل من عند الله عز وجل. وحينئذ لا يحتاج القسم الى لان الجواب في ظل القسم بل عجبوا ان جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب. عجبوا الواو تعود على المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام الذين كذبوا رسالته كذبوا بالقرآن كذبوا بالبعث. كذبوا باليوم الاخر. ولهذا عجبوا ان جاءهم منذر منهم عجبوا عجب استغراب واستنكار وانما قلنا ذلك لان العجب تارة يراد به الاستنكار والتكذيب وتارة يراد بها الاستحسان فقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في تناعله وترجله وطهوره وفي شأنه كله. المراد بالعجب ايش؟ الاستحسان وقوله هنا بل عجب ان جاءه منذر منهم المراد به الاستنكار والتكذيب ان جاءهم منذر منهم ليس بعيدا عنهم هو منهم. نسبا وحسبا ومسكنا يعرفونه ومع ذلك قالوا هذا شيء عجيب ائذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد لما جاءهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبرهم بان الناس سوف يبعثون وسوف يجازون ويحاسبون تعجبوا كيف هذا اي ايحيا الانسان بعد ان كان رفاتا قال الكافرون هذا شيء عجيب ائذا متنا وكنا ترابا اذا من المعروف انها ظرفية وكل ظرف يحتاج الى عامل فما عاملها العامل محذوف دل عليه ما بعده والتقدير اإذا متنا وكنا ترابا نرجع ونبعث ثم قال ذلك رجع بعيد. ولهذا يحسن عند التلاوة ان تقف على قوله ائذا متنا وكنا ترابا لان قوله ذلك رجل بعيد جملة استئنافية لا علاقة لها من حيث الاعراب بما قبلها اذا نقول اذا ظرف وكل ظرف يحتاج الى ايش؟ الى عام فاين العامل في الاية محذوف التقدير ائذا متنا وكنا ترابا نرجع ونبعث والاستفهام هنا بمعنى الانكار والتكذيب كانهم يقولون لا يمكن ان نرجع ونبعث بعد ان كنا ترابا وعظاما ولكن بين الله عز وجل انه قادر على ذلك فلما قالوا ذلك رجع بعيد ومرادهم بالبعد هنا الاستحالة هم يرون ان ذلك مستحيل وربما تلطف بعضهم وقال ذلك رجع بعيد فهم تارة ينكرون انكارا مطلقا ويقولون هذا محال وتارة يقولون هذا بعيد قال الله تعالى مبينا قدرته على ذلك قد علمنا ما تنقص الارض منهم الارض تأكل الانسان اذا مات فالله تعالى يعلم ما تنقص الارض منه من اجزاء بدنه ذرة بعد ذرة ولو اكلته الارض وقوله ما تنقص الارض منهم قد يفيد انها لا تأكل كل الجسم وفي ذلك تفصيل. اما الانبياء فان الارض لا تأكلهم مهما داموا في قبورهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله حرم على الارض ان تأكل اجساد الانبياء واما غيرهم فقد يبقى الجسم مدة طويلة لا تأكله الارض الى ما شاء الله وقد تأكله الارض لكن اذا اكلته الارض فانه يبقى عجب الذنب عجب الذنب هو عبارة عن جزء يسير من العظم في اسفل الظهر هذا يبقى باذن الله لا تأكله الارض كانه يكون نواة للجسم عند بعثه يوم القيامة فان منه يخلق الادمي في قبره فاذا تم نفخ في الصور ثم قاموا من قبورهم لله عز وجل قد علمنا ما تنقص الارض منهم. واذا كان الله تعالى عالما بما نقصت الارض فهو قادر على ان يرد هذا الذي نقصته الارض عند البعث وعندنا كتاب حفيظ عند الله تعالى كتاب حفيظ اي حافظ لكل شيء قال الله تعالى كلا بل تكذبون بالدين وان عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون قال تعالى بل كذبوا بالحق لما جاءهم وهذا نعم وعندنا كلام بل كذبوا بالحق لما جاءهم. بل هنا للاضراب الانتقالي وليس للاضراب وليست للاضراب الابطالي لان الاول ثابت والثاني زائد عليه وهذا هو الفرق بين بل التي للاضراب لاضراب الابطال وبين بل التي لاضراب الانتقال فصارت بلة بل للاضراب دائما لكن ان كانت تبطل الاول سموها اضراب ابطال وان كانت لا تبطله فهو اضراب انتقال كانه انتقل من موضوع الى اخر بل كذبوا بالحق لما جاءهم ولكن قلوبهم موقنة الا ان السنتهم تكذب كما قال تعالى عن ال فرعون وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا. بل كذبوا بالحق لما جاءهم ولما هنا بمعنى فهي ظرف وليست حرفا لما جاءهم فهم في امر مريج. الف هنا للتعقيب والسببية والمعنى فهم لما كذبوا بالحق في امر مريج اي مختلط اختلط عليهم الامر والعياذ بالله وهذا كقوله تعالى ونقلب افئدتهم وابصارهم ايش؟ كما لم يؤمنوا به اول مرة يعني لانهم لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهون. هؤلاء لما كذبوا صاروا في امر مجيد التبس عليهم الامر ترددوا في امرهم وهكذا كل انسان يرد يرد الحق اول مرة فليعلم انه سيبتلى بالشك والريب في قبول الحق في المستقبل ولهذا يجب علينا من حين ان نسمع ان هذا الشيء احق ان نقول سمعنا واطعنا خلافا لبعض الناس الان تقول امر الرسول بهذا طيب الامر للايجاب والاستحباب سبحان الله افعل ما امرك به سواء على الوجوب او على الاستحباب فاذا ترددت لان معنى قوله هل هو للوجوب والاستحباب معناه؟ اذا كان للاستحباب فانا في حل منه. اذا كان للوجوب فعلت فعلته غلط هذا قل سمعنا واطعنا ثم اذا وقعت المخالفة فحينئذ ربما يكون من ربما يكون السؤال عنه هل هو واجب او ربما يكون وجيها اما قبل فلا قد يقول قائل انا اسأل هل هو واجب او او مستحب؟ لان هناك فرقا بين الواجب والمستحب ايهما احب الى الله الواجب احب الى الله فانا افعله من اجل اذا اعتقدت انه واجب يثاب عليه ثوابه واجب. واذا اعتقدت انه سنة وثاب عليه ثواب سنة قلنا نعم هذا هذا طيب لكن ثواب انقيادك للحق لاول مرة وبكل سهولة وبدون سؤال افضل من فمن كونك تعتقده واجبا او مستحبا. واذا كان الله قد الزمك قد اوجبه عليك اثابك ثواب الواجب وان كنت لا تدري فالانقياد واهتمام الانقياد افضل بكثير من كونها اعتقد هذا واجب او مستحب